logo

logo

logo

logo

logo

قاعات عرض الأعمال الفنية

قاعات عرض اعمال فنيه

Salons - Salons

قاعات عرض الأعمال الفنية

 

قاعات العرض هي الأمكنة أو الساحات المخصصة لعرض مجموعة من الأشياء الإبداعية أو الثقافية على الجمهور مرة واحدة أو مرات في فترات موسمية أو سنوية، وقد يسمى هذا الحيّز المكاني معرضاً exposition، ويمكن أن تكون المعروضات محلية أو إقليمية أو دولية، وتضم أعمالاّ فردية أو جماعية، قد تمثل آخر الإنتاج الفني، أو تكون استرجاعية rétrospectives. وتتكون قاعات العرض من وحدة معمارية واحدة أو من أجنحة متعددة.

تتبنى إقامة هذه القاعات وتنظيم نشاطاتها أجهزة الدولة أو المنظمات الدولية أو المؤسسات الخاصة، كالغاليريات galeries والجمعيات والأفراد. ويقوم منظمو نشاطات هذه القاعات والمشاركون فيها بتغطية تكاليفها والدعاية لها.

إن أقدم قاعات الأعمال الفنية كانت في مدخل الأكروبول في أثينا في العصر الإغريقي، حيث عُرضت أعمال المصورين من أمثال بوليغنوت Polygnote وباراسيوس Parrhasios. وأُطلق على القاعات المخصصة لعرض اللوحات الفنية اسم pinacothèque. وفي العصر الروماني كانت قاعات المعابد تستقبل بعض المعارض. ومن أشهر قاعات العرض في ذلك العصر مكتبة الإسكندرية.

وفي باريس انتظمت المعارض السنوية في قاعات القصر الكبير Grand Palais، وثمة معرضان سنويان، ويطلق على معرض الخريف اسم الصالون Le Salon. وفي باريس مازال القصر الصغير Petit Palais مخصصاً للعروض الطارئة، مع جناح أورانجوري Orangerie المطل على ساحة الكونكورد Concorde.

وأضخم قاعات العرض، هي قاعات المعارض الدولية universelles expositions، التي تحوي معروضات اقتصادية وثقافية منتقاة من دول مختلفة. ومنذ عام 1853 انتقلت هذه المعارض من نيويورك إلى أكثر عواصم العالم، وكان أهمها معرض أوساكا Osaka في اليابان 1971. وتقام هذه المعارض في حيّز واسع من القاعات والحدائق والمرافق، وقد كانت قاعات هذه المعارض الدولية المتتالية محطات مهمة للتعريف بتطور الفنون والصناعات والعلوم في جميع أنحاء العالم.

وإلى جانب قاعات هذه المعارض الدولية كانت ثمة قاعات معدّة لإقامة معارض عالمية طارئة مازال من أبرزها قاعات مركز بومبيدو[ر] Pompidou في باريس، وقاعات معهد العالم العربي[ر] في باريس أيضاً. واستوعبت هذه القاعات عروضاً واسعة لإنتاجات ثقافية وفنية حضرها وشاهدها آلاف الزائرين، وأسهم بالتعريف بنشاطاتها الإعلام والنقاد.

وتتفاعل في قاعات العرض، بوصفها فضاءً مكانياً وزمانياً، أقطاب ثلاثة، المنتج، والجمهور، والمعروض، ويؤثر في إنجاح هذا التفاعل الراعي، والناقد، والإعلام.

وللناقد دور كبير في توضيح ميزات المعروض أو في نقد بعض عناصره، وتدعم عملية النقد والإشهار وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية. وفي قاعات العرض يلتقي المنتجُ المتلقيَ أو المستهلكَ، والغرض ترويج التوزيع، ونشر المعرفة والمنفعة الجمالية.

وما يدفع الجمهور إلى زيارة قاعات العرض الثقافية والفنية، هو إشباع نهم معرفي وتذوقي إزاء إنتاج ثقافي جديد ونادر، ثم هو اقتناء بعض هذا الإنتاج. وغالباً ما يكون المردود المادي في قاعات العروض الثقافية والفنية لا يوازي تكاليف العرض، لذلك يتحمل الراعي عبء هذه التكاليف، ويبقى المردود المعنوي هو الحافز الأول على تنشيط فعاليات قاعات العرض الثقافية.

تؤدي أجهزة الإعلام الثقافي والنقدي الدور الأهم في إنجاح نشاطات القاعات الثقافية، وفي ترويج منتوجها ودعم العارضين من مؤلفين أو فنانين، ومن هنا ظهر النقد الأدبي والنقد الفني رافدين أساسيين في تحقيق أهداف نشاطات قاعات العرض الثقافية.

مازالت قواعد النقد الفني في قراءة الأعمال المعروضة في القاعات المؤقتة موزعة بين القراءة الصحفية الإعلامية والقراءة الجمالية التي تعتمد على ثقافة فنية تاريخية وتقانية، وعلى تتبع موضوعي لمسيرة المبدع، ولتحولات أسلوبه المفاجئة. وقد ساعدت هذه الثقافة المعرفية الناقد الفني على قراءة النص الفني، مهما كان ذاتياً وموغلاً بالتجريد والتخيل، قراءة جمالية تحليلية للتعويض عن غياب الدلالات في العمل الفني الحديث، ولإعادة تركيب الموضوعات المفككة، أو التي اعتمدت على التقانيات الحديثة التي سيطرت على آلية الإبداع الفني. ولولا هذه الدراسات النقدية المعمّقة، لما أمكن إنقاذ الحداثة الفنية من ورطتها العدمية، التي أدت إلى إفلاس كثير من قاعات العرض الخاصة في باريس وبون ونيويورك.

ظهرت قاعات العرض الفني في البلاد العربية في القاهرة أولاً منذ عام 1891، إذ أقيم في صالة الأوبرا الخديوية معرض أعمال المصورين المستشرقين من أمثال برنارد Bernard وغاستيه Georges Gasté وفرومنتان[ر] Eugène Fromentin. وفي شارع الخرنفش صارت بعض البيوت قاعات للعرض والحفلات. وكانت القاعة الثانية لمعرض عام 1902 محلاً تجارياً في شارع شريف بالقاهرة، وبيعت المعروضات الفنية والتطبيقية كلها بتشجيع من الخديوي.

وفي عام 1911 أقيم أول سوق فني تشكيلي في مقر الجمعية المصرية للفنون الجميلة، وضم أعمال رواد الفن التشكيلي المصري، يوسف كامل[ر] وراغب عياد[ر] ومحمد حسن[ر]، ثم انتظمت سنوياً السوق التشكيلية في القاهرة منذ عام 1919.

وبعد الحرب العالمية الثانية ابتدأت بالظهور في باقي البلاد العربية قاعات عرض فنية ثابتة، ففي بغداد كانت «قاعة الجماعة الأكاديمية» و«قاعة الثلاثة» و«قاعة الفنانين الشباب» و«قاعة الأربعة» عدا قاعات متحف الفن الحديث في بغداد.

وفي سورية كانت قاعات المتحف الوطني بدمشق الأولى منذ عام 1950 لاستقبال أعمال الفنانين السوريين، وصالة الشعب وصالة الرواق العربي ومتحف الطلائع، ثم ظهرت قاعات المراكز الثقافية، والقاعات الخاصة في جميع المدن.

وفي الجزائر كانت قاعات «ابن خلدون» و«الوقار» و«ديدوش مراد» و«الأعمدة الأربعة» و«مولود فرعون» مراكز ثابتة للسوق الثقافية والفنية.

وكانت تونس قد استخدمت منذ البداية «قاعة يحيا» و«قاعة الأخبار» ثم توالت القاعات الخاصة في جميع المدن التونسية.

وفي المغرب استقرت السوق التشكيلية في بدايتها في «قاعة ب.س. بينه» B.S.Pinet و«قاعة النظر» في الدار البيضاء، وفي «قاعة الرواح» في الرباط.

وفي بيروت مازالت قاعة اليونسكو من أضخم قاعات العرض في لبنان، إلى جانب عدد من القاعات الخاصة.

ازداد عدد القاعات المخصصة للمعارض طرداً مع تنامي الحركة الفنية التشكيلية في البلاد العربية وفي العالم، على أن أهم قاعات العرض في العالم وأضخمها هي القاعات التي تستقبل معارض السنتين (بينالي) Bienale أو السنوات الثلاث (الترينالي) Triennale مثل بينالي البندقية (فينيسيا)، وبينالي سان باولو São Paulo وبينالي القاهرة، وبينالي الإسكندرية، وترينالي الخزف في القاهرة. وقد خصصت لهذه المعارض قاعات واسعة متعددة، ورافقتها دراسات نقدية مهمة.

عفيف البهنسي

الموضوعات ذات الصلة:

 

المتحف ـ المتحف الوطني بدمشق.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ عفيف البهنسي، علم المتاحف والمعارض (دار الشرق للنشر، دمشق 2004).

ـ عفيف البهنسي، النقد الفني وقراءة الصورة (دار الكاتب العربي، القاهرة 1997).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 144
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1061
الكل : 56542989
اليوم : 50645

الإضراب

الإضراب   الإضراب strike: لغةً هو الكف والإعراض والانصراف عن عمل أو أمر أو رأي. وفي أصله: الضرب بمعنى الشدة، تستعمل لصرف المضروب عن وجهته أو إجباره على العدول عنها، ولا يبعد معناه الاصطلاحي كثيراً عن هذا الأصل. وفي المصطلح القانوني والسياسي هو توقف العاملين أو أرباب العمل، أو توقفهم مجتمعين عن أعمالهم، وكذلك امتناع الأفراد عن الطعام في حالات مخصوصة، احتجاجاً على إجراءات أو قوانين تمس مصالحهم الخاصة أو قيمهم أو تبخس حقوقهم المدنية أو السياسية أو الاقتصادية، أو تمس المصلحة العامة أو المصلحة الوطنية والقومية العليا. وهو، إلى ذلك، وسيلة من وسائل الضغط في سبيل الحصول على مطالب محددة، مادية أو معنوية أو قانونية. ويدخل فيه التباطؤ في العمل والتلكؤ فيه والمبالغة في مراعاة الشكليات بغية إرباكه أو عرقلته. ويسمى في هذه الحال إضراباً مقنَّعاً.
المزيد »