logo

logo

logo

logo

logo

المعوق

معوق

Handicapped - Handicapé

المعوق

 

المعوق handicapped هو أي شخص لديه نقص أو عيب خَلْقي، أو طارئ يعتري الجسم والعقل والسلوك ويعرقل السير الطبيعي للحياة، سواء على صعيد إنجاز الأعمال أم على صعيد التعلم. وهو أيضاً من يتخلف في نموه العقلي أو الجسمي، أو كان مصاباً بنقص أو قصور عاطفي أو تخلف اجتماعي لأسباب موروثة أو مكتسبة، يجعله غير قادر على مجاراة الأسوياء، لأنه يمتلك من القدرات ما هو دون المستوى المطلوب.

تأخذ الإعاقة أشكالاً مختلفة يصنَّف في ضوئها المعوقون إلى:

ـ المعوقون جسمياً: ومن أهم الأمراض التي تسبب الإعاقة البدنية:

ـ أمراض الجهاز العصبي (الشلل المخي ـ شلل الأطفال ـ الشلل النصفي ـ عيوب العمود الفقري ـ زيادة السائل في الرأس).

ـ أمراض العضلات (الضمور العضلي ـ ارتخاء العضلات الوراثي ـ ضعف العضلات).

ـ أمراض المفاصل (خلع مفصل الورك ـ التهاب المفاصل المزمن).

ـ أمراض العظام (الكساح ـ أمراض العظام الخلقية ـ القزامة ـ نقص الأطراف ـ تقوس العمود الفقري الجانبي ـ تقوس العمود الفقري الخلقي ـ العظام الهشة).

ـ المعوقون حسياً: كل من لديهم عجز في الجهاز الحسي (كف البصر ـ الصم ـ البكم وغيرهم).

ـ المعوقون عقلياً: كل من لديهم تخلف أو ضعف عقلي بدرجاته المختلفة:

ـ التخلف العقلي البسيط: وهو الأفن moron، ونسبة ذكائهم من 50 ـ 75 وهم غير قابلين للتعليم الرسمي العام ولكنهم قابلون للتربية الخاصة.

ـ التأخر العقلي المتوسط: وهو البله imbecile، ونسبة ذكائهم من 30 ـ 50 وهم غير قابلين للتعليم الرسمي العام وغير قابلين للتربية الخاصة ولكنهم قابلون للتدريب.

ـ التخلف العقلي الشديد: وهو العته idiot، ونسبة ذكائهم أقل من 30 وإذا وصل إلى 20 فما دون فهو تخلف عقلي حاد، وهؤلاء غير قابلين للتعليم الرسمي العام وغير قابلين للتربية الخاصة وغير قابلين للتدريب، وهم بحاجة إلى التأهيل.

ـ المعوقون نفسياً: كل من لديهم اختلال أو مرض عقلي كالجنون الدوري وجنون الفصام والشلل الجنوني العام.

مشكلات المعوقين

تشير الإحصاءات العالمية المتوافرة إلى أن 10% من سكان العالم هم في عداد المعوقين إما جسدياً وإما عقلياً وإما نفسياً، وأن أكثر من ثلث هؤلاء المعوقين هم أطفال دون سن الخامسة عشرة، وأن نسبة من هؤلاء لا تتلقى أي نوع من أنواع الخدمات الطبية أو النفسية أو الاجتماعية أو الرعائية خصوصاً في الدول النامية.

إن المعوقين في البلدان النامية يعانون صعوبة المعيشة، وغالباً ما يسيطر عليهم الشعور بالإحباط، وهم يفتقرون إلى الحد الأدنى من الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية والتأهيلية ويتطلعون للحصول على عيش أفضل تتوافر معه سبل الأمان والاطمئنان.

وقد أثبتت الدراسات القديمة منها والحديثة العيادية والمسحية والميدانية جميعها أن الإعاقة الجسمية تؤثر في الصحة النفسية للمعوق وتتبدى في مظاهر متعددة أبرزها: القلق النفسي ـ الانطواء والانسحاب الاجتماعي ـ الاكتئاب واليأس والقنوط ـ الاضطرابات النفسية والانفعالية المختلفة.

وتتضمن النتائج النفسية المرتبطة بالإصابة والمشكلات الانفعالية والنفسية للمعوق والناجمة عن المرض الجسمي والعجز الاستجابات الآتية:

ـ الاستجابات المرتبطة بالإصابة: وهي تلك الاستجابات التي يبلغ ارتباطها المباشر بالإصابة العضوية حداً تصبح معه جزءاً من الصورة العيادية، مثال: إصابة في المخ ترتبط بخلل في التذكر والوظائف العقلية.

ـ الاستجابات الانفعالية الشائعة للعجز: هذه الاستجابات تبدو من الشيوع بحيث يمكن أن نعدها استجابات سوية وهي تمر في المراحل الآتية: الصدمة ـ الإنكار الضمني ـ القلق ـ الاكتئاب ـ التكيف الجزئي ـ التكيف.

ـ الاستجابات الغريبة الفريدة: وهي تلك الاستجابات المرتبطة بتكوين شخصية الفرد المريض وبظروف حياته. وهذه الاستجابات هي: الاستجابات الشخصية التي تجعل المعوق متميزاً من الآخرين.

فالمشكلة ليست حادثة أدت إلى إصابة جسمية أو شلل أو عاهة أو بتر الذراعين أو الساقين، كما أن المشكلة ليست تركيب أطراف صناعية أو أجهزة تعويضية، إنما هي مجموعة من المشكلات أهمها جميعاً هي فكرة المصاب (المعوق) عن نفسه أو اتجاه المصاب نحو العاهة والصورة التي كونها عن نفسه، وعن علاقته بالآخرين، عن آلامه وآماله، عن مخاوفه ومشاعره، عن خجله وكبريائه، عن قلقه وتردده. عن هذا وعن ذاك، من أجل هذا كله كان لابد من دراسة السمات الشخصية لأصحاب العاهات والتعرف على الجوانب المختلفة لمكونات الشخصية لمواجهة مشكلات المعوقين التي تعترض سبل التأهيل.

موقف الناس من المعوقين

إن العاهات التي يصاب بها المعوق قد تقلل من كفايته في أداء وظيفته وقد يكون لها آثارها المباشرة في النمو العقلي أو الصفات النفسية وبعض مظاهر سوء التكيف.

وفي المقابل يلاحظ أن موقف الناس من صاحب العاهة (المعوق) يقابل بأنواع متباينة من التعامل، فبعض الناس يهزؤون منه فيصب نقمته عليهم وعلى المجتمع عامة، وبعض الناس يعطفون على صاحب العاهة الذي قد تثور نفسه على هذا العطف لأنه يذكره بعاهته. وفي بعض الأحوال قد تؤدي العاهة بصاحبها إلى نمو جبروته وقوته إلى درجات كبيرة ومن دون شعور فيقال: كل ذي عاهة جبار.

وليس من الضروري أن تتجه هذه القوة في الاتجاه الهدمي المعاكس فقد تتجه أحياناً نحو الإبداع والابتكار والتأليف والاختراع والنبوغ والعبقرية والتنمية.

لم تلق هذه الفئة من المعوقين العناية والرعاية إلا في السنوات الأخيرة عندما قام علماء النفس والتربية الخاصة بدراسة أثر العاهات الجسمية في الاضطرابات السلوكية والانفعالية والنفسية، الأمر الذي أدى إلى ظهور فرع جديد من فروع علم النفس وهو: السوماتوسيكولوجيا Somatopsychology (علم نفس العاهات).

ولعل أبرز تغير في موقف الناس وموقف المجتمع الدولي قاطبة تجاه المعوقين كان بإعلان الأمم المتحدة جعل العقد الأخير من القرن العشرين (عقد المعوقين). حيث أظهرت هذه السنوات العشر قفزة نوعية علمية ومنهجية وبحثية من أجل النهوض بالمعوق عن طريق المؤتمرات الدولية والندوات العلمية.

التغلب على الإعاقات وعلاجها

يكون التغلب على الإعاقات قبل وقوعها باتخاذ السبل الوقائية وذلك بتجنب الأسباب المؤدية للإصابة بالإعاقة ومنها: الاستعداد الوراثي في الوالدين وحالة الزواج من الأقارب، وعدم إجراء الفحوصات الضرورية للأمهات قبل الولادة وبعدها، وعدم توفر الوعي الصحي، وإهمال النواحي الإرشادية والوقائية والعلاجية، وعدم الأخذ بقواعد وأسس التغذية الصحيحة وتطبيقها على الأطفال، وتعرض الأم للأشعة السينية في أثناء فترة الحمل أو تعاطيها بعض العقاقير الطبية ذات الآثار الجانبية الضارة على نمو الجنين، وازدياد حوادث الطرق وإصابات العمل وانتشار آفة المخدرات، وعدم الأخذ بمبادئ الأمن والسلامة المنزلية، والتفكك الأسري وما نجم عنه من تشرد بين الأطفال، كل هذه الأسباب وغيرها تؤدي إلى حالات الإعاقة فينبغي أخذ الحيطة والحذر في تجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الإعاقة.

أما إذا وقع المحظور وحدثت الإعاقة فإن التغلب عليها لا يكون بالقضاء عليها وإنما بالتخفيف من حدتها وكيفية التعامل معها وهو ما يسمى (التأهيل)؛ لمساعدة المعوق على تجاوز هذه الإعاقة والتقليل من مشكلاتها إلى أدنى حد ممكن حتى يتمكن من العيش بسهولة قدر الإمكان ويتفاعل مع المجتمع، وإعادة التكيف والانخراط في المجتمع مع مراعاة أن تكون هذه الخدمات بمساعدة أفراد مؤهلين للقيام بهذا الدور. ويقسم التأهيل العلاجي للمعوق إلى الأنواع الآتية:

ـ التأهيل الطبي

ويشمل الفحوص الطبية والفنية لمعرفة مدى الإعاقة وأسبابها، ومن ثم وضع البرامج العلاجية المناسبة للتعامل مع الإعاقة بالأدوية أو بالجراحة أو بالأجهزة التعويضية أو الأطراف الصناعية أو بالإجراءات الفنية أو بالعلاج الطبيعي الفيزيائي أو بالعمل لإصلاح التشوهات الموجودة، والمساعدة على تحسين وسهولة حركة المعوق وإعادته لأقرب ما يمكن إلى الصلاحية لتمكينه من التغلب على الآثار الناجمة عن إعاقته.

ـ التأهيل النفسي

ويشمل مجموعة من الاختبارات والمقاييس النفسية والعقلية لمعرفة أثر الإعاقة في التكوين النفسي للمعوق وأثر العاهة في الصحة النفسية، واتباع أساليب وطرائق علاجية نفسية بالأدوية والعقاقير أو بالعلاج السلوكي أو العلاج بالعمل أو العلاج الديني والروحي أو العلاج الانشغالي والترويحي بغية إعادة التكيف النفسي للمعوق ومساعدته على تقبل الوضع الجديد والتلاؤم مع الإعاقة الموجودة لديه.

ـ التأهيل الاجتماعي

ويشمل مجموعة من الأساليب والطرائق التي تساعد المعوق على الانخراط في المجتمع وتساعده على حل مشكلاته الفردية الناجمة عن الإعاقة، والعمل على إيجاد سبل التوافق بين المعوق وأسرته، وتعزيز الثقة بالنفس، ومساعدته على تكوين العلاقات الاجتماعية وتسهيل تقبل المجتمع له والتعامل معه. بمعنى أن التأهيل الاجتماعي هو العمل على إعادة تكيف المعوق مع المجتمع من حوله.

ـ التأهيل المهني

ويشمل مجموعة الأساليب التي تساعد على الكشف عن قدرات المعوق الشخصية وإمكاناته واستعداداته الذاتية التي يمكن الاستعانة بها قدر الإمكان في التعلم والتدريب على أداء عمل أو مهنة ما تعود عليه وعلى المجتمع بالنفع والفائدة. فالتأهيل المهني يتطلب معرفة قدرات المعوق وتوجيهه نحو المهنة المناسبة له، ومن ثم تقديم التوجيه والإرشاد المهني للمعوق لاختيار المهنة المناسبة لظروفه الشخصية والمهنية التي توافق قدراته وطاقاته واستطاعته تعلمها والتدرب عليها.

ولا بد من التذكير بضرورة تطبيق البرامج الفردية في التعليم العلاجي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (المعوقين) وفقاً للقانون الدولي 94/142 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة P.E.I إضافة إلى برامج التدخل المبكر وهي برامج التأهيل العلاجي التي تتضمن:

مهارات العناية بالذات ـ المهارات الاجتماعية ـ المهارات اللغوية ـ المهارات المنطقية الرياضية ـ المهارات الحسية الحركية. إضافة إلى دمج المعوقين في المجتمع في مستوياته المختلفة ولاسيما في مجال التعليم وتوفير أنماط من الحياة قريبة من الظروف الاعتيادية للمجتمع.

 

 

فايز الحاج

الموضوعات ذات الصلة:

التأهيل والتدريب المهني ـ التربية الخاصةـ الذكاء ـ الطفل والطفولة ـ العصبية (الأسباب الوراثية لآفات الجملة ـ) ـ العقلي (التخلف ـ).

مراجع للاستزادة:

ـ جمال الخطيب، تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في المدارس العادية في الدول العربية (اليونسكو، عمان الأردن 1996).

ـ يحيى افنيخر، التأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة (دار القلم، دمشق 2002).

ـ يوسف شبلي الزعمط، التأهيل المهني للمعوقين (دار المطبوعات والنشر، المجمع الكنسي، عمان الأردن 1993).

- M. AINSCOW¨ Special Needs in The Classroom (A Teacher Education Guide. UNESCO¨ Paris1994).

 


التصنيف : تربية و علم نفس
النوع : صحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 122
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1093
الكل : 45640236
اليوم : 40919

عقراوي (متى-)

عقراوي (متَّى ـ) (1901ـ 1982)   متَّى عقراوي مُرَبٍّ عراقي، بدأ دراسته في العراق، وتابعها في الجامعة الأمريكية في بيروت، فنال درجة البكالوريوس، ثم في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فحاز درجة الدكتوراه في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا عام 1942. عمل مديراً للتعليم العالي في العراق، ثم انْتُدِبَ للعمل في قسم التربية باليونسكو في باريس، فاكتسب خبرة واسعة بالتربية المقارنة عن طريق الدراسات الأكاديمية المختصة والزيارات الميدانية المتكررة للمؤسسات التربوية في أوربا وفي الولايات المتحدة الأمريكية.
المزيد »