logo

logo

logo

logo

logo

الكوبرا (الحركة الفنية)

كوبرا (حركه فنيه)

Cobra - Cobra

الكوبرا (الحركة الفنية)

 

الكوبرا Cobra حركة فنية تأسست في مقهى فندق نوتردام café de L’Hôtel Notre- Dame بتاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1948، رداً على «دكتاتورية» أندريه بريتون André Breton وسيطرته المطلقة على السريالية العالمية التي أسسها، وكانت حركة كوبرا تهدف إلى نشر أفكار فنيّة جديدة، وقد ظلت طوال حياتها بعيدة عن تلقي أي دعم مؤسساتي.

جاء اسم كوبرا من الحروف الأولى لثلاث عواصم أوربية شمالية؛ هي: كوبنهاغن Copenhague وبروكسل Bruxelles وأمستردام Amsterdam، وهي المدن التي تنتمي إليها مجموعة الفنانين التي أسستها. وكان أول معرض أقامته مجموعة كوبرا في عام 1949 بمتحف ستيدليك Stedelijk في أمستردام باسم «المعرض الدولي للفن التجريبي». والمعرض الثاني في عام 1951 في قصر الفنون الجميلة في مدينة لييج Liège في بلجيكا.

لوسبيرت: «أورفيه والحيوانات» (1952)

ضمت حركة كوبرا بين صفوفها مجموعة من الفنانين والشعراء، منهم الشاعران البلجيكيان كريستيان دوترمون Christian Dotremont وجوزيف نواريه Joseph Noiret والفنان الهولندي كارل أبيل Karel Appel، وكونستان Constant وكورني Corneille وأسغر جورن Asger Jorn وبيير ألِشينسكي Pierre Alechinsky ولوسبيرت Lucebert وجان أتلان Jean Atlan.

تأثر فنانو كوبرا بالشعر والفن الشعبي وفن الأطفال والفن البدائي، وكانوا يمقتون التقليد، ويناهضون الجمال والانسجام harmonie في الفن، وكانت أعمالهم تجريبية إلى حد بعيد، وتضمنت عناصر رمزية وموضوعية، وطبقت أسلوباً مستوحى من الفن البدائي ومن رسوم الأطفال والمعوقين العقليين، ويستعملون أحياناً تقانة الرش éclaboussement والفرش étalement والعلب المثقوبة، وعليه فإن أعمالهم كانت قريبة من الفن اللاشكلي  l’art informel وفن الحدث أو الفعل action painting الأمريكي. وقد أطلق على الجماعة اسم «أممية الفنانين التجريبيين» قياساً على الأممية الشيوعية. وكان من أبرز مظاهر الجماعة العمل المشترك أو الجماعي في اللوحة الواحدة. ونشرت الجماعة مجلة «كوبرا» التي صدرت بين شهري آذار/مارس عام 1949 وأيلول/سبتمبر عام 1951. وكان لحركة كوبرا دور مهم في تطوير «التجريدية التعبيرية» Abstract Expressionism في الفن الأوربي التي أعقبتها.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قام الفنانون التشكيليون بالتواصل مع زملائهم في البلدان الأخرى، وذهب كثيرون منهم إلى باريس عاصمة الفن قبل قيام الحرب التي تسببت بانهيار مذهبيات (إيدولوجيات) الفنانين والمفكرين.

في هذا المناخ من فوضى التوزع المذهبي (الإيدولوجي)، وانهيار القيم والمبادئ، وتداخلها، ولدت حركة كوبرا، وولدت معها نزعات لدى أعضائها، وظلت لصيقة بهم حتى تلاشيها وزوالها.

كونستان: «الحرب» (1950)

واجه الإنسان الأوربي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، جملة من المخاوف الجديدة، منها: سباق التسلح، والحرب الباردة، والخوف على المستقبل. وقد عكست لوحة «القصف» Bombardement المنفذة عام 1950 من قبل الفنان ألِشينسكي جانباً من هذه المخاوف.

واجهت حركة كوبرا المصاعب التي أعقبت الحرب، والتوازنات الجديدة للقوى العالمية التي أفرزتها الحروب، فلم تنسجم مع اليسار، ولم تقبلها التوجهات السياسية الجديدة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية التي عمقت ارتباطها وعلاقاتها بأوربا بعد الحرب.

كانت حركة كوبرا تطمح إلى تشكيل بديل لـ «باريس»، غير أن ركود سوق الفن حينذاك، وضعف المعاهد التقليديّة، وعدم اهتمام الناس في الدنمارك وبلجيكا بموضوعة الفن حال دون تحقيق ذلك؛ ما دفع بفناني كوبرا إلى الانتقال إلى باريس التي كانت تعج بتجار الفن الأمريكيين الذين أشاحوا بوجوههم عن فناني كوبرا وفنهم، وهذا ما فعله أيضاً فنانو باريس، ما رسخ أزمة هذه الحركة، وأدى إلى انهيارها.

رأى معظم النقاد الباريسيين في حركة كوبرا حركة تنتمي إلى التجريدية، مثلها في ذلك مثل مدرسة «باريس»، أي أنها لم تأت بجديد لافت. وهي مثل السريالية التي حاولت أن تسلبها بعض الأدوار، وتسهم بالنيل من «ديكتاتورية» مؤسسها أندريه بريتون، فضمت إلى صفوفها الفنانين والشعراء والكتاب. بمعنى أن المنتمين إلى حركة كوبرا لم يقفوا عند حدود اللوحة الزيتية، أو المائية، أو العمل الفني التشكيلي عموماً، بل كان معظمهم فعالاً في ميادين أخرى: أدبيّة وإعلامية وفلسفية وعلميّة؛ لإيمانهم أن حركة كوبرا في جوهرها لم تأت من أجل الفن فحسب، بل جاءت؛ لتسهم بفعاليّة وقوة في تكوين المجتمع الجديد، وعلى الأصعدة كافة، ومن بينها الفن. لذلك كان بيدرسون Pederson وأبيل ينظمان الشعر، وينشرانه، وجورن Jorn يصدر الكتب، وينشر كثيراً من المقالات عن موضوعات عديدة ومختلفة، منها نظريات الفن وعلم الآثار والفلسفة والسياسة والمجتمع؛ وصولاً إلى النظريات الماركسية وغيرها.

كانت حركة كوبرا تطمح إلى تعميم نظرية مفادها ضرورة خوض غمار الحياة، والمساهمة الفعالة في صنعها ورسم ملامحها الجديدة، غير أن إعراض المؤسسات عن دعمها، وقيام عدد من تجار الفن الأمريكان، مدعومين بعدد من فناني باريس بمحاربتها، إضافة إلى المرحلة القلقة التي جاءت فيها؛ لم يسعفها في تحقيق ما كانت تصبو إليه.

محمود شاهين

 الموضوعات ذات الصلة:

فيينا.

 مراجع للاستزادة:

- MICHEL LACLOTTE& JEAN - PIERRE CUZIN, Petit Larousse de la peinture, (Librairie Larousse, Paris 1979).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 495
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 529
الكل : 31507195
اليوم : 23600

داريو (روبِن-)

داريّو (روبِنْ -) (1867-1916)   روبن داريّو  Rubén Darío، هو الاسم المستعار للشاعر النيكاراغوي فِليكسْ روبِن غارثيّا سارميينْتو Félix Rubén García Sarmiento، ولد في بلدة مِتابّا Metapa (غواتيمالا) لأبوين انفصلا حين كان طفلاً فتربى في حضن جدته التي رعته وأغدقت عليه من حنانها. قرأ للشعراء الفرنسيين وألقى قصائدهم في الأمسيات الشعرية. سافر إلى تشيلي في عام 1886 حيث نشر ديوانه الأول «أزرق»  Azul عام (1888) الذي نال استحسان النقاد هناك. عاد إلى ماناغوا في عام 1891 وتزوج رفائِلا كونْتِرا التي أنجبت له ولده الأول وتوفيت في عام 1893.
المزيد »