logo

logo

logo

logo

logo

لاييزيغ

لاييزيغ

Leipzig - Leipzig

لايبزيغ

 

تعد مدينة لايبزيغ Leipzig من كبريات المدن في جمهورية ألمانيا الاتحادية. وقبل الوحدة الألمانية في 3 تشرين الأول/أكتوبر 1990 كانت لايبزيغ ثالث مدينة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية بعد كل من برلين ودرسدن.

تعدّ لايبزيغ مركزاً تجارياً وصناعياً وثقافياً مهماً في ألمانيا، فمعارضها التجارية ومراكزها الأدبية والموسيقية ذات شهرة عالمية، حيث تقام المعارض التجارية الشهيرة في وسط المدينة وخارجها مباشرة. ويعرض في معرضها التقليدي مئات الآلاف من السلع من شتى بلدان العالم. ويرجع تاريخ أسواقها التجارية إلى العصور الوسطى، وهي اليوم بحق مدينة عالمية للمعارض ومدينة للكتب والمكتبات.

تقع لايبزيغ في الجزء الشمالي الغربي من مقاطعة سكسونيا Saxony (Sachsen) في شرقي وسط ألمانيا وسط سهل خصب ذي أهمية زراعية كبيرة، وتبعد مسافة 105كم إلى الشمال الغربي من درسدن Dresden عاصمة المقاطعة. ويشتمل الجزء الداخلي من المدينة على مبنى البلدية القديمة (1558) والبورصة القديمـة (1682)، والعديد من الكنائس، مثل كنيسة سانت توماس وكنيسة سانت جون التي شيدت في القرن 17 ودفن فيها باخ، كما يحتوي داخل المدينة على بعض المباني الأخرى التي يبلغ عمرها قروناً عدة.

تشتهر لايبزيغ بمحطة قطاراتها وحدائقها العامة وملاعبها الرياضية وأنديتها، ويلقبها الألمان بباريس الصغيرة. ومن المباني الحديثة العامة في المدينة المكتبة الوطنية الألمانية ومقر المحكمة الألمانية العليا.

بلغ عدد سكان لايبزيغ 496.6 ألف نسمة عام 1995، ولكن بعد الوحدة الألمانية تناقص عدد سكانها فبلغ 437 ألف نسمة عام 2000. وتصل الكثافة السكانية إلى 244ن/كم2. ويعمل في قطاع الخدمات أكثر من 60٪ من القوى العاملة في المدينة.

كانت لايبزيغ مركزاً لتجارة الفراء منذ وقت مبكر من تاريخها، ثم تحولت فيما بعد إلى مدينة صناعية كبرى. وتشكل مع كل من مدينة درسدن وكمنيتز Chemnitz مثلثاً صناعياً ضخماً كان قبل الحرب العالمية الثانية قلب ألمانيا الصناعي. وتحوي المدينة مجموعة كبيرة من الشركات الصناعية المتوسطة المتنوعة وذات الأداء العالمي. وتشمل صناعاتها صناعة الخشب والورق وكثيراً من الأجهزة العلمية المتنوعة، هذا إضافة إلى منتجات الفولاذ والآلات والبلاستيك والمنتجات الغذائية والمواد الكيمياوية والآلات الموسيقية، وتعدّ مركزاً لصناعة النسيج. وقد كانت أكبر مركز للطبع والنشر في ألمانيا المتحدة قبل عام 1945، ولا تزال مركزاً مهماً لتلك الصناعة.

يوجد في المدينة مطاران كبيران، كما أنها عقدة مواصلات حديدية وبرية مهمة؛ فهي أهم مركز للسكك الحديدية في الجنوب الألماني, وتعدّ محطة قطاراتها واحدة من كبريات محطات القطارات في أوربا الغربية. وقد بدأ أول خط حديدي ألماني رئيسي العمل بين لايبزيغ ودرسدن عام 1839م؛ ولذلك ازدهرت تجارة المدينة بفضل موقعها الجغرافي المميز، وأصبحت من المدن التجارية المهمة في ألمانيا، وقد زاد من أهمية المدينة اكتشاف فحم الليغنيت في الأراضي المحيطة بها منذ عام 1850. ويظهر ذلك من النشاط التجاري والصناعي اللذين أدتهما لايبزيغ في فترة الاقتصاد الاشتراكي المخطط بين عامي 1947- 1990. إن موقعها على نهر إلستر Elster رافد نهر سالِه Saale يجعلها ميناء نهرياً مهماً. وبعد الوحدة الألمانية أظهر أهالي لايبزيغ ميلهم إلى ممارسة العمل من أجل تحقيق مستقبل اقتصادي زاهر.

لايبزيغ مدينة الكتب والمكتبات، وفيها مقر للمكتبة الألمانية وعدد من المؤسسات الثقافية والعلمية، ويرجع تاريخ الطباعة في المدينة إلى عام 1480 عندما أُسست فيها أول مطبعة، وقد كانت لايبزيغ المدينة الثانية التي عرفت الطباعة بعد مدينة فرانكفورت التي عرفت مولد الطباعة منذ العام 1445. وكانت في طليعة المراكز الثقافية الأوربية في عصر الفيلسوف ليبنتز والموسيقار باخ الذي ألف موسيقاه الرائعة في الفترة التي عاش فيها بالمدينة منذ عام 1723 حتى وفاته عام 1750، ولم تزل موسيقاه تعزف في كبريات دور الأوبرا في العالم، كما أصبحت المدينة مركزاً للأدب الألماني. وبلغت شهرتها الموسيقية أوجها في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وأصبح معهد الموسيقا فيها من أشهر معاهد الموسيقا في العالم.

النصب التذكاري في لايبزيغ

تعد جامعة لايبزيغ من الجامعات الألمانية القديمة، وقد أُسست عام 1409م، وتتميز الجامعة بمكتبتها التي أنشئت عام 1543 وتحتوي اليوم على ما يقارب 1.6 مليون مجلد.

نالت الجامعة مكانة عالية في القرن 19 حتى عدت من أكبر جامعات العالم وأهمها، وأُطلق عليها اسم كارل ماركس بعد الحرب العالمية الثانية، وتضم الجامعة بين جنباتها عدداً كبيراً من الكليات والمعاهد والمدارس العليا التابعة لها، وتمتاز بتقاليدها العريقة، وبنشاطاتها العلمية في مجالات البحوث الأساسية والتطبيقية.

لمحة تاريخية:

مُنحت لايبزيغ امتيازاً عام 1174 فأصبحت مركزاً تجارياً، ولكنها أصبحت ساحة للمعارك في أثناء الحروب الكنسية في القرن 17 الميلادي. وقد وقعت معركة لايبزيغ الأولى قرب المدينة عام 1631 وحققت فيها القوات السويدية نصراً كبيراً على الجيش الألماني. ووقعت معركة لايبزيغ الثانية بين الألمان والسويديين عام 1642، وانتصر فيها السويديون أيضاً واحتلوا لايبزيغ حتى عام 1650. وفي عام 1813 جرت معركة لايبزيغ الثالثة حيث انتصرت بروسيا وروسيا والنمسا والسويد على نابليون.

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945 دُمر ما يقرب من ربع مباني المدينة، وبعد الحرب أصبحت جزءاً من ألمانيا الشرقية التي سيطر عليها السوڤييت، وبعد الوحدة الألمانية خرج السوڤييت منها وأصبحت جزءاً من جمهورية ألمانيا الاتحادية.

 ممدوح الدبس

 مراجع للاستزادة:

ـ جودة حسين جودة، جغرافية أوربا الإقليمية (منشأة المعارف، الإسكندرية 1977م).

ـ آرنو كابلر، حقائق عن ألمانيا، ترجمة سامي شمعون، محمود كبيبو (دار نشر سوسيتيس فولانغ، فرانكفورت/ماين/2000م).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 850
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1011
الكل : 59401473
اليوم : 33783

التوثيق في الشريعة

التوثيق في الشريعة   التوثيق: هو ما يضمن أداء الحق، ويسمى أيضاً علم الشروط. أهميته والحاجة إليه وحكمته وآية التوثيق في القرآن الكريم: 1- صيانة الحقوق والأموال لأن الله تعالى أمر بحفظهما: }ولا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ{ [النساء:5] ونهى عن تضييعها: }ولا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِل{ [البقرة: 188]. 2- قطع المنازعة لكون التوثيق حَكَماً ومرجعاً وملزماً ولئلا يفتضح حال المنكر، مع تبيان حيثيات التصرفات وأحجامها مما قد يعتورها من النسيان أو الجحود. 3- الالتزام بالقواعد الشرعية في إجراء التصرفات لحمل التوثيق عليها. ودلَّت على مشروعية التوثيق وطلبه آية المداينة [البقرة:282]، التي أمرت بكتابة الدين والإشهاد عليه بإشراف كاتب بالعدل[ر] فإن لم يوجد أخذ الرهن للتوثيق.
المزيد »