logo

logo

logo

logo

logo

المسكن

مسكن

Domicile - Domicile

المسكن

 

المسكن domicile - house- residence هو المنشأة التي يأوي إليها الإنسان وعائلته للعيش، والاحتماء من عوامل الطبيعة، ولقضاء احتياجاته اليومية خارج نطاق عمله، ويستخدمه للراحة والنوم، وتحضير الطعام وتناوله، واللقاءات الأسرية والاجتماعية، وممارسة بعض النشاطات والهوايات الأدبية أو الفنية أو الرياضية أو الترفيهية أو الإنتاجية.

المسكن عبر التاريخ الإنساني

تغيرت أنماط السكن وأساليبه وأشكاله واستخداماته عبر التاريخ الإنساني، وتطورت مع تطور مفاهيم الإنسان وثقافته وبيئته وعلومه وابتكاراته المتجددة.

1ـ العصر الحجري Stone Age:

أ ـ في العصر الحجري القديم الأسفل (قبل أكثر من مليون سنة)، سكن الإنسان المنتصب Homo erectus الكهوف التي استخدمها ملجأً، يقيه من العوامل الجوية القاسية، والحيوانات المفترسة (الشكل1)، وترك دلائل تشير إلى أنه كان صياداً. واستمرت مرحلة سكن الكهوف في العصر الحجري بكامله.

الشكل (1)

الشكل (3)

ب ـ في العصر الحجري القديم (قبل 300 ألف سنة)، وجدت مخيمات تظهر أول أشكال الاستيطان الجماعي، مؤلفة من أكواخ بيضوية الشكل من الأغصان وجذوع الأشجار (الشكل2).

ج ـ تشير الدلائل إلى أن الإنسان أجرى تحسينات على الكهوف في العصر الحجري الأوسط القديم (قبل خمسين ألف سنة)، وقام بنحتها في الصخر، وخزّن فيها ما كان يجمعه من صيد وثمار، ومارس فيها طقوسه، وقد وجدت في سورية؛ في يبرود ومعلولا (الشكل 3) كهوف من صنع الإنسان فيها أدوات صوّانية، وكِسَر فخارية. وفي موقع المريبط عثر على بقايا منشآت سكنية، وأعمال ريّ تعود إلى أربعين ألف سنة خلت.

د ـ في العصر الحجري القديم الأعلى (قبل خمسة وثلاثين ألف سنة) ظهرت شواهد تدلّ على أن الإنسان بنى لنفسه أكواخاً من جذوع الأشجار وعظام الحيوانات، وغطّاها بالأغصان والأوراق وجلود الحيوانات (الشكل 4).

الشكل (2)

الشكل (4)

هـ ـ في العصرين الحجري الوسيط والحجري الحديث (قبل عشرة آلاف سنة) انتقل الإنسان إلى مرحلة الزراعة، وظهرت مستوطنات من بيوت منفردة من جذوع الأشجار والجلود، متجمعة بانتظام، وأحياناً تكون ـ على شكل سكن جماعي ـ مبنية من أعمدة خشبية وجذوع أشجار وأغصان، ومغطاة بالطين، تظهر أن الإنسان قد اقتنى الحيوان، ودجّنه، كما عمل بالزراعة.

2ـ عصر المدنية urbanism age:

أ ـ منذ الألف الرابعة قبل الميلاد بدأت تظهر أولى الحضارات في الأراضي الخصبة حول مجاري الأنهر في سورية الطبيعية؛ بدءاً من بلاد ما بين النهرين (دجلة والفرات) والعاصي وصولاً إلى وادي النيل، وظهر أول أشكال الاستيطان على شكل قرى ومدن، ظهرت معها الكتابة، وانتشرت علاقات التبادل التجاري. ونشأ مثل هذه الحضارات في وادي الهندوس في الألف الثالثة قبل الميلاد، وفي شانغ الصينية في الألف الثانية قبل الميلاد.

ب ـ مع بزوغ عصر الاكتشافات، والثورة العلمية والصناعية في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي؛ تقدمت مظاهر العمران وأشكال السكن، فظهرت القصور والمباني العامة والدينية والمزارع والمصانع. وتطور المسكن نحو الشكل الأمثل الذي يحقق حاجات الإنسان.

أهم أشكال السكن

تغيرت وظائف السكن، وتعددت أشكاله ومكوناته، في مسيرة التطور الحضاري والثقافي والبيئي، ويمكن تقسيم هذه الأشكال إلى:

1ـ السكن العمالي:

الغاية منه إنشاء مساكن مؤقتة أو دائمة للعاملين في مشروع معين حتى مرحلة الانتهاء منه، أو في فترة تشغيله واستثماره. ومن الأمثلة على ذلك مساكن العمال الذين بنوا أهرامات الجيزة في العصور الفرعونية، ومساكن العاملين في مدينة الثورة، عند بناء سد الثورة على نهر الفرات.

2ـ السكن العسكري:

الغاية منه تأمين المبيت للعسكريين أفراداً أو عائلات.

3ـ السكن البدوي:

هذا النوع تكيّف مع البيئة الرعوية الصحراوية؛ حيث تستثمر فيه الموارد المنتجة من شعر الماعز، وصوف الغنم والإبل مما يسهل فكه ونقله وإعادة تركيبه بما يتناسب مع تنقلات العشيرة؛ سعياً وراء المرعى والكلأ.

4ـ السكن الطلابي:

عادةً ما يتم إنشاؤه قريباً من المعاهد والجامعات، والمؤسسات التعليمية؛ لتأمين إقامة الطلاب والطالبات، في فترة دراستهم بعيداً عن مواطنهم الأصلية.

5 ـ مساكن الشيخوخة والمصحّات:

الغاية منها إيواء العجزة، وذوي الاحتياجات الخاصة؛ الذين يتطلب وضعهم الصحي والاجتماعي رعاية خاصة.

 6ـ السكن الريفي والزراعي:

يكون عادة بيوتاً منفصلة ضمن المزارع، أو قرى تتاخمها، وهي تلائم طبيعة عمل المُزارع واحتياجاته.

7ـ السكن الحضري في المدن والبلدات:

يشكل هذا النوع حالياً أكثر من 60% من أشكال السكن كافة، ويكون في تجمعات وأحياء سكنية تضم أشكالاً متعددة من البيوت والمباني، بحيث تتوفر معها الخدمات والمرافق العامة كافة. وفيها تأخذ المساكن والمباني السكنية أشكالاً مختلفة:

أ ـ مساكن منفصلة (فيلات) villas: مكونة من طابق واحد أو أكثر، تحيط بها عادة حديقة.

ب ـ مساكن طابقية multi floor: ضمن مبانٍ تتألف من عدة أدوار، يضم كل طابق شقتين أو أكثر، تحيط بها وجائب هي فسحات خضراء أو معبدة تفصلها عن المساكن المجاورة لتحقيق التهوية والإضاءة.

ج ـ المساكن المتصلة (الشريطية): وتكون فيها المباني السكنية متلاصقة، تتاخمها من الأمام والخلف وجيبتان، تفصلها عن الشارع والمباني المجاورة، وتتعدد مداخلها وأدوارها، بحيث يضم المدخل الواحد شقتين أو أكثر، ويصل ارتفاعها عادة إلى خمسة طوابق.

د ـ السكن البرجي: انتشر هذا النوع من السكن في المدن الكبرى، للاستفادة من الأرض مرتفعة الثمن، لإقامة أكبر عدد ممكن من المساكن، وتراوح ارتفاعاتها ما بين 8 ـ 12 طابقاً، وقد تصل إلى أكثر من ذلك بكثير، في ما يعرف بناطحات السحاب. يضم الطابق الواحد عدداً من الشقق السكنية، تستخدم فيها المصاعد ـ إضافةً إلى السلالم ـ لغاية الانتقال الشاقولي.

هـ ـ السكن الترفيهي: هو مساكن صغيرة المساحة لقضاء العطلات في أماكن الاستجمام، مثل شاطئ البحر أو الجبال، وقد تكون قابلة للتنقل، محمولة على عربة، أو على شكل قارب yacht.

و ـ سكن القصور والأثرياء: ظهر هذا النموذج منذ زمن طويل، وتعددت أشكاله عبر التاريخ القديم والحديث، ولايزال منتشراً إلى اليوم؛ ليشبع رغبات الميسورين، ويتناسب مع أسلوب حياتهم الاجتماعية، يغلب عليه أسلوب حب الظهور وإبراز المقدرة والثروة.

مكونات المسكن

تختلف مكونات المسكن ومساحاته حسب طبيعة عمل القاطنين فيه، ومستواهم المادي والثقافي والعلمي، وعدد أفراد العائلة وأسلوب حياتهم، وفي كل الحالات يتوفر في المسكن: قسم نهاري يتضمن غرفة للمعيشة وأخرى للضيوف والمطبخ، وقسم ليلي يتضمن غرف النوم، إضافة إلى الشرفات والحمام. وتراوح عادةً مساحة المسكن الواحد بين 60 ـ 250م2 (في الشقق السكنية)، ويكون عادةً ارتفاع الغرف من 3 ـ 5 م.

يراعى عند تصميم المسكن أن تتوزع الغرف بما يلائم الاتجاهات، فعادة تكون غرف النوم في الجهة الشرقية، لما لها من فائدة تتمثل بدخول أشعة الشمس الصباحية الغنية بالأشعة فوق البنفسجية ذات الدور التعقيمي.

أما الغرف التي تصدر عنها روائح، مثل الحمامات والمطبخ؛ فتتوضّع في الجهة المعاكسة لتلك التي تتلقى الرياح السائدة؛ كيلا تنقل الروائح إلى باقي أجزاء المسكن.

ويجب أن تتميز غرف المعيشة بإطلالة مميزة مع تحاشي دخول أشعة الشمس الحادة إليها بعد الظهر؛ في الوقت الذي تشغل فيه هذه الغرف من قبل أفراد العائلة.

وتتوافر في الشرفات إمكانية التمتع بالطبيعة والتنوع في الإطلالة، وفي الاستفادة من فصول السنة وحركة الشمس ما بين الشتاء والصيف، بحيث يتم التمتع بشمس الشتاء، وتحاشي حرارة الصيف وشمسه.

1ـ قسم النوم:

يتألف من غرفة لنوم الوالدين بمساحة 15ـ30م2، وغرفة أو أكثر لنوم الأولاد، تضم سريراً أو أكثر بمساحة من 10ـ20م2، وأحياناً في المساكن الكبيرة تخصص غرفة أو أكثر لنوم الضيوف، وواحدة لنوم الخادمة أو البستاني.

2ـ الحمّامات:

يتم تخديم قسم النوم بحمام أو أكثر ـ تبعاً لعدد الغرف ـ بمساحة من 4 ـ10م2.

3ـ قسم المعيشة والضيوف:

ويتألف من غرفة أو أكثر، قد تكون منفصلة بأبواب يمكن فتحها لاستعمالها فراغاً مشتركاً في الحفلات ومناسبات الاستضافة، وتكون مجهزة عادة بركن للطعام، وقد ينفصل ركن الطعام؛ ليشكل غرفة مستقلة، تكون في موقع يتوسط المطبخ وقسم المعيشة والضيوف.

يخصص لهذا القسم عادة مساحة تراوح بين 20ـ40م2.

4ـ قسم المطبخ وتحضير الطعام:

يخصص لهذا الغرض غرفة أو ركن لتحضير الطعام، قد يلحق به مستودع للمواد التموينية، والمساحة تراوح ما بين 15ـ25م2.

5 ـ الشرفات  terraces والبلكونات balconies:

تخصص لإتاحة الفرصة لقاطني السكن الجلوس خارج الجدران المغلقة للتمتع بالجو الخارجي، والإطلالة والمناظر الطبيعية وتحيط بالمسكن بأكثر من جهة، للاستفادة من المناظر والجهات كافة؛ وتكون الشرفة الرئيسية متصلة بغرفة المعيشة.

6ـ الملحقات:

هناك العديد من الخدمات والمرافق الملحقة بالسكن، وهي تتوافر حسب طبيعة المسكن، وحجمه ومدى الحاجة إليها.

أ ـ غرفة الغسيل: لحفظ الثياب المتسخة وغسيلها وتجفيفها.

ب ـ غرفة البياضات linen room: لحفظ البياضات الشتوية والصيفية.

ج ـ المستودع: لحفظ المؤونة وعدة الإصلاح، وتجهيزات العناية بالحديقة.

د ـ المرآب garage: يتسع عادة لسيارة أو سيارتين لكل شقة سكنية، ويُبنى عادة تحت البنية الحديثة.

هـ ـ غرفة التجهيزات equipments room: تضم تجهيزات التبريد والتدفئة، وخزان المازوت الذي يمكن أن يكون منفصلاً ومطموراً في الحديقة بجوار الغرفة.

و ـ الحدائق والوجائب: تكون محيطة بالمسكن، لزراعة الورود ونباتات الزينة، والأشجار المثمرة، والأسيجة النباتية.

7ـ الأنظمة الكهربائية والميكانيكية والصحية electrical, mechanical & sanitary systems:

تتوافر في المسكن شبكات وتجهيزات مختلفة لخدمة المسكن، وتزويده بمياه الخدمة الباردة والساخنة، ومياه الشرب، وأيضاً تزويده بالقدرة الكهربائية والإنارة، ووسائل الاتصال (الهاتف والإنترنت) والمراقبة والإنذار، وكذلك لتدفئته وتهويته وتبريده حسب الحاجة في مختلف فصول السنة.

8 ـ المفروشات والتجهيزات:

تتنوع المفروشات حسب أنواع السكن المختلفة، وحسب توضّعها في أقسام المسكن، وطبيعة استخدامها والحاجة إليها.

مواد بناء المسكن:

تغيرت أشكال البناء، وتعددت المواد المستخدمة في إنشاء المسكن عبر العصور، ومع التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي، وتم اختيار مواد البناء من المتوفر في البيئة ويلائمها، وبما يناسب ظروف استخدام المسكن وطبيعة القاطنين فيه.

ففي العصور الحجرية، سكن الإنسان المغاور ضمن الصخور، وحسّنها، لا بل قام بنحتها، كما أنه استخدم جذوع الأشجار وأغصانها وأوراقها في بناء مسكنه.

واستثمر الأسكيمو الثلج والفراء في بناء مساكنهم مستفيدين من توافره وعازليّته، كما استثمر البدو الشعر والصوف والجلود، لإنشاء خيم سكناهم، القابلة للفك والتركيب، مع حاجتهم للترحال.

الشكل (5)

ومع بدء المدنية والاستقرار البشري بدأ الإنسان يبني مساكنه بالحجر والطين، أو بالطوب clay bricks النيئ أو المشوي، أو من الخشب، واستخدم في الأسقف جذوع الأشجار والأغصان والطين، وسرعان ما اكتشف إنشاء القوس arch، والقبّة dome والقبوة vault؛ مستخدماً في بنائها الحجارة المنحوتة التي تتماسك بالاحتكاك بين سطوحها المتماسة، كحلول ذكية للسقوف. ولاتزال شواهدها حية إلى اليوم.

ومع بزوغ فجر الصناعة والاكتشافات العلمية والمخترعات، عرف الإنسان صناعة الإسمنت والفولاذ، مما شكل قفزة نوعية في مواد الإنشاء وطرائقه، إذ استخدمها في إنشاء المساكن في أواخر القرن التاسع عشر مما شكّل علامة فارقة في تبدّل طريقة الإنشاء التي كانت سائدة وانحسارها.

ـ إنشاء المسكن قبل عصر الخرسانة concrete:

قبل اكتشاف الخرسانة ـ التي هي خليط من الإسمنت والحصويات والرمل والماء التي تسلَّح أحياناً بقضبان من الفولاذ ـ كان إنشاء المسكن يعتمد على المصادر المحلية (الشكل 5)، ويحقق الشروط الصحية، ويوفر مستلزمات الحياة الاجتماعية والظروف البيئية من عزل للحرارة والرطوبة والضجيج.

أ ـ في أساسات foundation البناء تستخدم رَكَّة من الحجر، مع خلطة من الرمل والحجر المطحون والجير (الطين الكلسي).

ب ـ في الجدران، استُخدِم الحجر المنحوت أو الغشيم، مع الطين الكلسي، أو من جذوع الأشجار على شكل شبكة شاقولية وأفقية، تتخللها مداميك من الطين المجفف أو المشوي، المُصنع من تربة غُضارية مخلوطة بالتِّبن على شكل قوالب.

ج ـ في الأسقف، استُخدِمت جذوع الأشجار مع ألواح خشبية تُغطَّى بالطينة الغُضارية، المخلوطة بالقشّ والألياف الخشبية.

وقد تُستخدَم العقود والقبب الحجرية أو الخشبية، في إنشاء الهيكل الأساسي للسقف، وتغطى بالتراب مع الطينة الغضارية.

د ـ استُخدِم الكِلْس ـ المُصنَّع من شَيِّ الحجارة الكلسية ـ المطفأ بالماء، والمخلوط بالرمل الطبيعي أو المطحون، مادةً رابطة لقِطَع الحجارة المستخدمة في البناء، كما استُخدِمت طبقة نهائية ملساء على الجدران أو السقوف أو السطوح.

ـ إنشاء المسكن الحالي:

الشكل (6)

تتنوع وسائل الإنشاء ومواده بين بلد وآخر، وبين منطقة وأخرى، ففي البلدان التي تتوافر فيها الأخشاب إحدى الصناعات الرئيسية، يشاد هيكل المسكن من الخشب، كما هي الحال في أوربا وأمريكا الشمالية واليابان (الشكل 6).

وفي المباني السكنية العالية يكون الفولاذ steel هو العنصر الأساسي المستخدم في إنشاء هيكل هذه المباني.       

وفي سورية ـ والمنطقة العربية عموماً ـ يستخدم الحجر والخرسانة عنصرين أساسيين في إنشاء هيكل المسكن، وتتنوع مواد البناء ومصادرها، وتختلف بين منطقة وأخرى، وبين الريف والمدينة، وحسب الارتفاع وعدد الأدوار في المبنى السكني كما يأتي:

أ ـ الأساسات: تستخدم عادة الخرسانة العادية والمسلحة، وأحياناً تستخدم الرَّكة الحجرية المرصوفة برابط من المونة الخرسانية، ونادراً ما تستخدم الأوتاد المعدنية أو الخرسانية التي يقتصر استخدامها في أساسات المباني العالية، وفي الترب ضعيفة التحمّل.

ب ـ الجدران: يستخدم في بناء الجدران العديد من المواد الإنشائية، مثل البلوك الإسمنتي cement blocks والحجر المُقَصَّب، والحجر المنحوت والحجر المغموس في الخرسانة، وكذلك الطابوق الغُضاري المشوي (الشكل 7).

تكسى الجدران من الداخل والخارج بالطينة الإسمنتية cement plaster، ويستخدم الرخام والحجر في إكسائها من الخارج، وقد تكسى من الداخل بالألواح الخشبية أو السيراميك أو الرخام، وعادةً ما تدهن فوق الطينة الإسمنتية بأنواع مختلفة من الدهان مثل المائي emulsion paint أو الزيتي oil paint.

الشكل (7)

ج ـ الأعمدة والأسقف: تشكل الخرسانة المسلحة reinforced concrete العنصر الأساسي لإنشاء الأعمدة والأسقف (الشكل 8)، وقد يدخل البلوك الإسمنتي المفرغ (هوردي /hollow cement blocks) مع الخرسانة في الأسقف، ليشكل عنصراً عازلاً للحرارة والصوت.

تغطى الأسقف من الداخل بالطينة الإسمنتية، وتُنهى بأي نوع من أنواع الدهانات المختلفة.

الشكل (8)

كما قد تغطى بأسقف مستعارة false ceiling ببلاطات أو شرائح من الجصّ gypsum board أو من البلاطات العازلة للصوت والحرارة أو الألواح الخشبية.

د ـ الأرضيات: تُكسى الأرضيات بأنواع مختلفة من مواد الإكساء، فالبلاط الإسمنتي terrazzo tiles على وسادة رملية هو النوع الأكثر شيوعاً. كما يستخدم السيراميك والرخام المُلمَّع وخشب الباركيه parquet floor.

هـ ـ مواد العزل insulation materials: وهي على نوعين رئيسيين، مواد عازلة للرطوبة، وصادَّة لرشح المياه؛ ومواد عازلة للحرارة والصوت.

تُعزل الأساسات والأرضيات والسطوح بالدهان الإسفلتي أو برقائق مطاطية أو إسفلتية bituminous لمنع تسرب المياه الجوفية، ورَشْح مياه الأمطار.

وتُعزل الجدران والسطوح بحَشْوات عازلة للحرارة والصوت، برقائق من الفايبر الزجاجي أو الصخري أو بِـ«الفوم» foam، مثل الستيروبور أو البولي أوراتان polyurethane

تنهى السطوح المائلة بسقف خشبي أو خرساني مغطى بالقرميد الغُضاري المشوي؛ أو بصفائح عازلة مصنعة من مواد لدائنية.

و ـ الأماكن الرطبة: تُكسى الأرضيات والجدران وأحياناً الأسقف، للفراغات الرطبة ـ مثل المطبخ والحمامات، ودورات المياه وغرف الغسيل ـ بالسيراميك والبورسلين المُصَنَّع من الغُضار المشوي والمطلي بطبقة زجاجية.

ز ـ الفتحات: تُصنع الأبواب والنوافذ الخارجية من الخشب أو الألمنيوم، مع ألواح زجاجية، وأحياناً تُصنع من عناصر وصفائح معدنية.

ح ـ الشبكات: عموماً تستخدم الأنابيب الفولاذية للتغذية بالمياه الباردة والساخنة، والأنابيب اللدائنية P.V.C لمياه الصرف الصحي والمطري.

الآفاق المستقبلية للسكن

كما كان للثورة العلمية والصناعية ـ منذ أوائل القرن الخامس عشر ـ التأثير البارز في تحديد أشكال السكن، ونظريات ومبادئ التصميم، وأسلوب الإنشاء؛ فإن التطور والتبدلات الهائلة التي طرأت على البشرية ـ وعلى كوكبنا الأرضي ـ في النصف الثاني من القرن المنصرم، ولاتزال تتسارع باطّرادٍ كبير، سوف تؤدي دوراً بارزاً في تحديد الآفاق المستقبلية للمسكن، وترسم معالم جديدة في مجال تخطيط المدن، وتوزع المساكن وأشكالها، وحصة الفرد من رقعة البناء، وحجم العائلة والمسكن، وعلاقته بالطبيعة وحمايته، وكذلك المواد الإنشائية للمسكن ومواد الإكساء والعزل، والمفروشات والتجهيزات، ونظم الطاقة واستثمارها مع الأخذ بالحسبان ما يأتي:

1ـ الانفجار السكاني الذي زاد من تعداد البشرية في نصف قرن فقط ـ بما يعادل الزيادة التي طرأت في نصف مليون عام على قاطني الكوكب.

2ـ بزوغ عصر المعلومات والاتصالات بحيث أصبحت البشرية قرية واحدة.

3ـ تطور تكنولوجيا العلوم والمواد وخصائصها، كأنابيب الكربون النانوية فائقة المتانة.

4ـ الاستغلال المكثَّف وغير العقلاني لمصادر الطاقة والأراضي الزراعية والغابات.

5ـ التلوث البيئي الهائل، وبروز ثقب الأوزون واتساعه الذي وصل إلى حد اللارجعة.

غسان جبور

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الأرضية ـ الأرضية الخشبية ـ البناء (تغطية ـ) ـ البناء (هيكل ـ) ـ الجدران.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ فوزي العلاف، سوريا ملتقى الحضارات (دمشق 1988).


التصنيف : الهندسة
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 576
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 490
الكل : 31188213
اليوم : 13370

السلجم

السلجم   السلجم (اللفت الزيتي) Colza Rape نبات حولي زيتي من الفصيلة الصليبية، يزرع لاستخراج الزيت من حبوبه لتغذية الإنسان وللحصول على كسبة غنية بالبروتين لاستعمالها في تغذية الماشية.
المزيد »