logo

logo

logo

logo

logo

النمو (علم نفس-)

نمو (علم نفس)

Developmental psychology - Psychologie du développement

النمو (علم نفس ـ)

 

 علم نفس النمو development psychology هو العلم الذي يبحث في مراحل النمو والمبادئ التي تحكم النضج، وتأثير التجارب والتدريب فيه، والنظر إليه على أنه سلسلة متكاملة من التغيرات، الكمية والكيفية، الداخلية والخارجية، البنيوية والوظيفية، الجسدية والعقلية، والاجتماعية والانفعالية، التي تطرأ على الكائن الإنساني منذ بدء تكونه حتى اكتمال نضجه واستمراره ثم تدهوره فمماته.

فعندما يقال إن الطفل ينمو، يُقصد بذلك زيادة وزنه وطوله، وعدد مفردات لغته ونوعها، والمهارات السلوكية الجديدة التي يتعلمها، والقدرات العقلية التي يملكها. وتتحد هذه العناصر لتكوِّن وحدة الشخصية لديه. وهكذا فإن نمو الشخصية في كل مرحلة عمرية هو محصلة لمختلف أشكال النمو في وحدتها وانتظامها وتكاملها.

عوامل النمو

1ـ عوامل بيولوجية داخلية، كالوراثة والمكونات الجسدية وإفراز الغدد، والنضج الذي تحدده البرمجة الوراثية في المورثات (الجينات) genes، إضافة إلى المؤثرات التي تمر بها الأم الحامل ونوع التغذية.

2ـ عوامل خارجية بيئية، كأسلوب التنشئة الاجتماعية وثقافة المجتمع والمستوى الاقتصادي والتعليمي والعمري للأسرة. إضافة إلى أثر الطقس والتضاريس ودور الأبوين ووسائل الإعلام، وغيرها.

على الرغم من تنوع عوامل النمو وتعددها، فإن الطفل كلٌ متكامل يتأثر بهذه العوامل أو ببعضها، ومن الواضح أنه في مراحل مختلفة يتأثر ببعض العوامل أكثر من الأخرى. فمثلاً يكون أثر الأم في مرحلة ما قبل المدرسة أكثر منه في مرحلة المدرسة.

خصائص النمو الإنساني

- النمو عملية تغير:

وتسمى التغيرات التي تحدث في بنية الجسم نتيجة النمط الوراثي للطفل نمواً ثم نضجاً، أما التغيرات التي تعود لظروف البيئة فتسمى تعلماً. وقد تدل التغيرات على تحسن أو تدهور. وعادة ما يكون التدهور في المراحل المتأخرة من العمر. ويمكن التمييز بين التغيرات الطارئة التي تزول بزوال العوامل المؤثرة فيها كحالات التعب أو الوقوع تحت تأثير مخدر، وبين التغيرات النمائية شبه الدائمة نتيجة التعلم والنضج.

- النمو عملية منتظمة ومستمرة:

يحدث النمو في فترات محددة بطريقة منظمة ودقيقة ومتكاملة، وتمهد كل مرحلة السبيل للمرحلة التالية، بدءاً بالطفولة وانتهاءً بالشيخوخة، مروراً بالمراهقة فالشباب فالكهولة.

- النمو عملية فردية وفارقة:

فكل فرد ينمو بطريقته الخاصة وبمعدله. وذلك بسبب اختلاف الأنماط الوراثية للأفراد، وتعقد السلوك الإنساني، وتعقد البيئة التي يعيشون فيها، وتعقد التفاعل بينها، مما يؤدي إلى تفرد كل شخصية بخصائص وصفات لا تتكرر، ويؤكد مسلمة الفروق الفردية. ويأخذ النمو في الكائن البشري الاتجاهات الآتية:

أ- من العام إلى الخاص، كأن يستخدم الطفل الأصوات العامة قبل أن يستخدم حروفاً محددة.

ب - من المركز إلى الأطراف، حيث يستطيع الطفل استخدام جسده قبل ذراعيه أو أصابعه.

ج- من الأعلى إلى الأسفل، يستخدم الطفل رأسه قبل أن يستخدم قدميه.

مطالب النمو

تبدو مطالب النمو في البرنامج المحدد الذي يصوغه مجتمع ما، وينطوي على مجموعة من الأهداف والمهمات والالتزامات التي يجب تحقيقها لضمان النمو الصحيح والسليم للأفراد في أي مرحلة من المراحل. وذلك من خلال معرفة حاجات كل مرحلة ومحاولة العمل على توفيرها ضمن الظروف المتاحة.

نظريات تفسير النمو

- النظرية البيولوجية:

وهي تؤكد أهمية المورثات والنضج في تحديد خصائص النمو العام المشتركة بين البشر، والفروق الفردية في جوانب خاصة (كالذكاء والمزاج والانفعالات)، وترجع أثر البيئة في النمو إلى المرتبة الثانية، بعد البرمجة الوراثية.

ومن رواد هذه النظرية إدوارد ولسون Edward Wilson الذي درس على نحو منظم الأسس البيولوجية الحيوية لكل السلوك الاجتماعي.

- النظرية التحليلية:

وترى أن النمو هو تفاعل ديناميكي بين الحاجات الفطرية الموروثة المتمثلة بـ «الهو» وتوقعات المجتمع وقوانينه المتمثلة بـ «الأنا» الأعلى، وخلال هذه العمليات الديناميكية تتطور «الأنا».

كما حددت مراحل محددة للنمو وأن لكل مرحلة متطلباتها وأزماتها. ورأت أن النمو السوي يتطلب توفير الظروف المناسبة لتحقيق هذه المتطلبات.

- النظرية الشمولية:

وهي تركز على الاهتمام بوحدة الإنسان كله، والتكامل بين مختلف أشكال النمو خلال تفاعل الإنسان مع بيئته. ومن رواد هذه النظرية جماعة مدرسة الجشتالت Gestalt التي تفسر عمليات الإدراك والتعليم والتفكير على أنها عمليات متكاملة شاملة.

- النظرية المعرفية:

تركز على النمو العقلي والتفكير واللغة وتكوّن المفاهيم لدى الإنسان. وترى أن النمو المعرفي يتم من تفاعل الطفل المستمر ونشاطه ومحاولة التوازن مع البيئة.

- النظرية الإنسانية:

تهتم بالخصائص الإنسانية للشخص كتحقيق الذات وحرية الاختيار وكرامة الإنسان وقيمته. وترى أن النمو السوي يتميز بالدافعية نحو تحقيق الذات وفقاً لقدرات الفرد وخصائصه التي تميزه من الآخرين.

الأهمية التطبيقية لدراسة النمو:

تفيد دراسة النمو الآباء والمربين والقائمين على عملية التنشئة الاجتماعية والمختصين بالإرشاد والعلاج النفسي بما يأتي:

1- فهم سلوك الطفل وكيفية تطوره عبر المراحل المختلفة.

2- وضع مناهج تعليمية تناسب النمو العقلي وأساليب التفكير في كل مرحلة.

3- فهم الفروق الفردية بين الأفراد ومراعاتها.

4- التمييز بين السواء واللاسواء وتحديد المشكلات في وقت مبكر.

5- استثمار خصائص مختلف المراحل العمرية من أجل تنقية الموارد البشرية وتسريع النمو وتوجيهه.

أمينة رزق

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الشخصية ـ المدرسة ـ المراهقة.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ علي منصور وآخرون، علم نفس النمو (جامعة دمشق، التعليم المفتوح، 2003).

ـ عزة عبده غانم، نمو الطفل ومشكلاته (جامعة صنعاء، 1996).


التصنيف : تربية و علم نفس
النوع : صحة
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 69
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1756
الكل : 56231680
اليوم : 135870

لومونوسف (ميخائيل فاسيلييفيتش-)

المزيد »