ليبانيوس
ليبانيوس
Libanius - Libanius
ليبانيوس
(314 ـ 393م)
ليبانيوس Libanius خطيب وشاعر ومؤرخ ومحاضر أكاديمي من مدينة أنطاكية Antioch في شمال غربي سورية، ولد فيها ومات فيها أيضاً، صادق كثيراً من سياسيي عصره وتعلم الفلسفة والشعر والبلاغة في أنطاكية ثم في أثينا، وبرع في هذه العلوم لدرجة أن كتاباته فيها تعد مصدراً مهماً وغنياً بالمعلومات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية عن المنطقة الشرقية من الامبراطورية البيزنطية في القرن الرابع الميلادي عامة وعن مدينة أنطاكية خاصة.
تذكر سيرة حياته أنه بعد اتمام تعليمه في أثينا، مارس العمل الوظيفي فترة وجيزة في كل من أثينا والقسطنطينية ونيكوميديا Nikomedia (عاصمة إقليم بيثونيا شمال غربي آسيا الصغرى) . وأنه عاد سنة 354م إلى مسقط رأسه لإنشاء مدرسة خاصة به، هدفت إلى التعريف بأدباء العصر الكلاسيكي الإغريقي في مواجهة الانتشار الأدبي اللاتيني الروماني، وقد امتدت إدارته لها حتى وفاته، وما بين الفترة الممتدة من عودته حتى وفاته تولى منصباً إدارياً (ربما كان شرفياً) قدّمه إليه الامبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الأول Theodosius I (379-392م) سنة 383م. كما تؤكد سيرة حياته أنه ارتبط بصداقة قوية مع الامبراطور يوليان المرتد Julian the Apostate (القرن الرابع الميلادي)، ولهذا كان متعاطفاً مع الديانة الوثنية، وأغفل في كتاباته الأولى أي ذكر لوجود المسيحية بصفتها ديانة، لكنه ذكر فيها بعض المسيحيين بوصفهم أفراداً.
يعد بعض الأدباء المعاصرين قصيدته في رثاء الامبراطور يوليان عند وفاته المفاجئة عام 363م من عيون الشعر البيزنطي، لكنه مع ذلك عدل عن موقفه في الفترة الأخيرة من حياته وبدأ يتعايش مع أتباع الديانتين المسيحية والوثنية، بمن فيهم باسيل Basil الكبير وغريغوريوس نازيانزوس G.Nazianzos وتلميذه يوحنا فم الذهب خروسوستوم John Chrysostom. كتب 64 خطاباً في الحياة العامة والإقليمية الداخلية، بدأها بسيرة حياته واتبعها بجغرافية مدينته أنطاكية وضاحيتها دَفْنِه Daphne (حالياً الحربيات) ثم بتاريخها، وتعدّ هذه الدراسة من أفضل ما كتب عن مدينة أنطاكية سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، منذ تاريخ إنشاء المدينة في فترة حكم سلوقس الأول (312-281ق.م) حتى زمانه، كما تحدث في كتبه التالية عن تاريخ الامبراطورية البيزنطية وعلاقاتها مع الفرس الساسانيين، بما فيها حيوات الأباطرة الخاصة. إضافة إلى ذلك كتب ليبانيوس نحو 1600 رسالة تعليمية وجهها إلى تلاميذه في المدرسة وإلى الحكام في القسطنطينية، استخدم فيها فصاحته المتميزة وبلاغته في نقد الظلم والاضطهاد. وتعد هذه المخلفات الأدبية التي وصلتنا باللهجة اليونانية الأتيكية صورة قيمة جداً عن ثقافة العصر الذي عاش فيه هذا المؤرخ البارز الذي حظي بمكانة رفيعة لدى الأدباء البيزنطيين. وقد صدرت مؤلفاته في طبعة محققة ضمت 12 مجلداً في لايبزيغ وتُرجم كثير من خطبه ورسائله إلى اللغات الأوربية المختلفة.
مفيد العابد
الموضوعات ذات الصلة: |
أثينا ـ أنطاكية ـ بيزنطة ـ يوليان (المرتد).
مراجع للاستزادة: |
ـ جلانفيل داوني، أنطاكية القديمة، ترجمة إبراهيم نصحي (مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة 1968).
التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 255
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 57206714
اليوم : 25999
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون