logo

logo

logo

logo

logo

مايرخولد (فسيفولود إميليفيتش-)

مايرخولد (فسيفولود اميليفيتش)

Meyerhold (Vsevolod Yemilyevich-) - Meyerhold (Vsevolod Yemilyevich-)

مايرخولد (فسيفولود إميليفيتش ـ)

(1874 ـ 1940)

 

فسيفولود إميليفيتش مايرخولد Vsevolod Emiljevich Meyerhold ممثل ومخرج ومدير ومُنظِّر مسرحي روسي - سوڤييتي، وأحد رواد فن الإخراج المسرحي الحديث عالمياً. اسمه الحقيقي كارل تيودور مايرغولد Karl Theodor Meyergold، فهو سليل عائلة من التجار ذات أصول ألمانية هاجرت إلى روسيا في عهد القيصرة كاترينا الثانية. ولد في مدينة بنزا Penza ومات في المعتقل في موسكو. درس الحقوق في جامعة موسكو مدة عامين (1895- 1896)، ثم انتسب إلى قسم المسرح في المعهد الفيلهارموني بإدارة رجل المسرح الشهير نِميروفيتش دانتشنكوN.Danchenko الذي أسس مع ستانيسلافسكي [ر] Stanislavski «مسرح الفن في موسكو» MCHT. أسس مايرخولد عام 1903 فرقته الخاصة باسم «جمعية المسرح الجديد» وقدم عروضها في عدة مدن روسية، إلى أن عاد عام 1905 إلى موسكو حيث أسس «المحترف التجريبي الأول» في إطار «مسرح الفن»، لكنه اختلف مع ستانيسلافسكي في وجهات النظر الفنية، فلبى دعوة الممثلة الشهيرة كوميسارشفسكايا Kommisarshevskaya في عام 1906 ليخرج أعمال فرقتها المسرحية في بطرسبرغ Petersburg. وبسبب خلافات مشابهة تركها مايرخولد عام 1908 وبدأ العمل في المسرحين الامبراطوريين ألكسندرينسكي Alexandrinski ومارينسكي Mariinski حيث أخرج مسرحيات كلاسيكية وأعمالاً أوبرالية، وشرع في الوقت نفسه بدراسات معمقة حول تقاليد المسرح العالمي كالصيني والياباني، والفرنسي والإسباني في القرن السابع عشر، إضافة إلى الكوميديا ديلارتِه Commedia dell’arte، ومسرح المنوعات Variété، ومسرح الكباريه Cabaret، ونشر نتيجة دراساته هذه عدة مقالات في «فن المسرح».

ثم أصدر بين عامي 1914- 1916 مجلة مسرحية شهرية، كما أسس عام 1914 «المحترف التجريبي الثاني». وبعد انطلاقة ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 صار مايرخولد عضواً في الحزب الشيوعي ومسؤولاً سياسياً في الجيش الأحمر. ثم صار عام 1920، بتوصية من لوناتشارسكي Lunatsharski رئيساً لمديرية المسرح في موسكو، فأطلق حركة «مسرح أكتوبر» بالتعاون مع تايروف Tairov وفاختانغوف [ر] Vachtangov، وانخرط في العمل الإخراجي معهما حتى عام 1921، حين عاد إلى «المحترف التجريبي الثاني» الذي صار «المسرح الأول» في الاتحاد الفيدرالي الاشتراكي لجمهورية روسيا السوفييتية REFSR. وعمل بين عامي 1922 ـ 1924 في «مسرح الثورة» أيضاً، حيث طبق منهجه في العمل الإخراجي المسرحي، وصار اسمه منذ عام 1923 «مسرح مايرخولد» حتى أغلقته السلطة الستالينية عام 1938 ووجهت إليه في العام التالي تهمة الشكلانية والتحريفية ضد مبادئ الواقعية الاشتراكية المعتمدة من قبل الدولة، فاعتُقل وقتل. وفي الوقت نفسه وُجدت زوجته مقتولة في منزلهما. ولم يُعلن عن موته رسمياً حتى عام 1958 حين أُعيد إليه الاعتبار شخصياًً وفنياً وعلمياً.

مثَّل مايرخولد حتى عام 1902 مجموعة من الأدوار الرئيسة في مسرحيات تشيخوف وشكسبير وهاوبتمَن [ر] وغيرها حسب منهج ستانيسلافسكي في «الواقعية النفسية» psychological realism. أما أعماله الإخراجية التي تطور وتبلور عبرها منهجه الفني فقد استندت إلى هذا الحد أو ذاك إلى نصوص لمِترلينك[ر] وهاوبتمَن وإبسن [ر] وفِدِكيند[ر] وأندرييف [ر] وبلوك [ر] وهَمسُن وكالديرون [ر] وموليير [ر] وزوخوفو - كوبيلين Suchovo-Kobylin  وماياكوفسكي [ر] وفرهيرن Verhaeren وكرومِلينك Crommelynck وتريتياكوف [ر] وأوستروفسكي Ostrovski وفايكو Faiko وغوغول [ر] وغريبويدوف Gribojedov وتشيخوف ودوما الابن [ر] وفيشنِفسكي Vishnevski، إضافة إلى أعماله الأوبرالية لكل من غلوك [ر] Gluck وريتشارد شتراوس [ر] R.Strauss وتشايكوفسكي [ر] Tchaikowsky.

منذ بدايات العمل الإخراجي تبدت خصائص الخطة الفنية أو الرؤية الإخراجية لمايرخولد في معاداته السافرة للمذهب الطبيعي Naturalism، وبحثه عن وسائل جديدة للتغلب على الأشكال المسرحية التي تهدف إلى مطابقة الواقع بيئياً، فأخذ يؤكد في أعمال «المحترف التجريبي» مبدأ «الشرطية» Conditionalism و«الأسلبة» Stylization والتعميم والترميز. فقد رأى: «أن نؤسلب عصراً أو ظاهرة ما يعني أن نبرز بجميع الوسائل تعبيرية التركيب الداخلي لذلك العصر أو تلك الظاهرة، وتصوير سماتها الداخلية المميزة». وطبق الأسلوب الانطباعي Impressionist مستخدماً اللون نغمة دالة رئيسة، واستغنى عن الستار والأضواء الأمامية، ليحل مكانها البروسينيوم Proscenium (مقدمة خشبة المسرح البارزة)، واستخدم الأحجام المجسمة والسرد الملحمي البعيد عن الانفعال تقويةً للمشاهد العنيفة التالية، لكي تصل حدَّ المبالغة الشديدة. كما استخدم الحركة الشبيهة بالرقص ووزع الأجسام وفق أسلوب النقش البارز Relief والفريسك الجداري Fresque، وطبق مبادئ الفن الموسيقي في الدراما وأساليب مسرح الأطفال، فلم يعد يؤدي الممثل حياة الشخصية المصورة بكل زخمها وتنوعها، بل يعبر عن نغمة دالة Leitmotiv رئيسة على نحو تزييني مؤسلب، فألغى الديكور بمفهومه المألوف التقليدي وزاد من أهمية الأثاث والملحقات على الخشبة. واستخدم المنبع الضوئي الواحد ليمنح الخيالات دوراً مهماً، بحيث وضع جسم المثل في صف واحد مع فن الرسم ثم قدّمه إلى البروسينيوم مبرزاً مبدأ نحتية الجسم في إطار اللوحة - المشهد. كما استخدم فن الإيماء Pantomime لتقريب المسرح من منشئه الارتجالي مع إخضاع الأداء للرسم الموسيقي في الوحدة الأوركسترالية.

ومن خلال أعمال «المحترف التجريبي الثاني»: اعتماداً على دراسات التقاليد المسرحية العالمية والقراءة الموسيقية للعمل الدرامي توصل مايرخولد إلى منهجه الذي أطلق عليه تسمية «بيوميكانيكا» Biomechanics. وفي السنوات الأولى بعد الثورة ظهر واضحاً هدف مايرخولد في تحطيم الأشكال المألوفة لمسرح (العلبة الإيطالية) أو العلاقة التقابلية بين الصالة والمنصة، وسعيه نحو تنظيم المساحة المسرحية على نحو يحقق تواصلاً مباشراً بين الممثل والمتفرج. وقد أدى هذا السعي إلى إدخال الآليات المتحركة والسينما والراديو على العرض، وإلى استخدام التكوينات العارية بدلاً من الديكورات المرسومة. وفي الوقت نفسه تميز سعيه إلى خلط سمات «الهزلية» Farce والعرض الشعبي مع سمات المأساة الراقية، «فحيناً يُضحك، وتارة يَصعق، وحيناً آخر يحوِّل العرض إلى حفلة خطابية محرضاً وساخراً، وطوراً يستخدم مواد مختلفة من الحياة السياسية اليومية، ويطبق أساليب الجمباز والحيل البهلوانية وألعاب السيرك»… «فكان يرفع المشاهد إلى درجة الحماس التراجيدي، ليرمي به بعد دقيقة في الهزلية الصريحة العارية. فهو لم يتصور المتفرجَ بعيداً عن تبدل الانطباعات الحادة دونما استثارة دائمة».

عند منتصف العشرينات من القرن العشرين برزت في أعمال مايرخولد سمات الواقعية. ومن أهم أعماله الإخراجية في هذا الاتجاه عرض «المفتش» The Revisor لغوغول، والذي أُلِّفت بصدده كتب كاملة. وفي هذا العرض المتميز حقق مايرخولد التنظيم الموسيقي للفصول الدرامية؛ مما دفعه إلى تسمية اتجاه عمله بـ«الواقعية الموسيقية» Musical Realism. وبصدد أعمال مايرخولد الأخيرة يقول الناقد المعروف ماركوف Markov: «على الرغم من حفاظها على وحدة معينة تجعلها قريبة من أعماله السابقة، أخذت تكتسب سمات نفسية عميقة، وأخذ يصبح خلق الشخصية الإنسانية الحية على خشبة المسرح من الأمور الجوهرية والمميزة في تطور فن الإخراج عند مايرخولد».

م. ن. ح

الموضوعات ذات الصلة:

الاتحاد السوڤييتي ـ الإخراج الفني ـ التمثيل ـ المسرح.

مراجع للاستزادة:

ـ فسيفولود مايرخولد، في الفن المسرحي، ج 1ـ2، ترجمة شريف شاكر (دار الفارابي، بيروت 1979).

ـ فيتو باندولفي، تاريخ المسرح، ج 3، ترجمة الأب إلياس زحلاوي (وزارة الثقافة، دمشق 1984).

ـ كاترين بليزايتون، مسرح مايرخولد وبريشت، ترجمة فايز قزق (وزارة الثقافة، دمشق 1997).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 605
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 549
الكل : 31200246
اليوم : 25403

إيفالد (يوهانس-)

إيفالد (يوهانس ـ) (1743 ـ 1781)   يوهانس إيفالد Johannes Ewald شاعر وكاتب مسرحي دنماركي. ولد في كوبنهاغن وتوفي فيها. كان والده قسيساً. بدأ دراسة اللاهوت عام 1758، وقرأ في أثناء ذلك روايات فيلدنغ [ر] Fielding و ديفو[ر] Defoe فأثارت فيه روح المغامرة، وحاول تقليدهما حين كتب أول رواية دنماركية «غنفر الصغيرة» Little Gunver. ثم تطوع في صفوف المرتزقة وشارك في حرب السنوات السبع (1756- 1763) إلى جانب النمسة ضد بروسية طمعاً بالمجد والثروة، إلا أنه عاد منها عام 1760معتلاً خالي الوفاض ليجد خطيبته أريندسه Arendse التي خلدها في شعره قد تزوجت، فانغمس في حياة المجون بعض الوقت إلى أن أصيب بنوبة نقرس، فاعتزل الناس في الريف حتى عام 1771 حين عاد إلى كوبنهاغن وإلى المجون من جديد. كان للتناقض بين مُثل إيفالد الدينية وواقع حياته اليومية أكبر الأثر في نتاجه الشعري، إذ كتب قصائد تضج بغنائية بشرت آنذاك بظهور المدرسة الإبداعية (الرومانسية) في بلاده، وتعود القصيدة الدرامية «آدم وحواء» (1769) Adam and Eve إلى تلك المرحلة التي تعرّف في أثنائها  الشاعر والمسرحي الألماني فريدريش كلوبشتوك[ر] Friedrich  Klopstock الذي كان يعيش في كوبنهاغن منذ عام1751، ونتيجة احتكاكه به وتوجيهه له نحو التراث الاسكندنافي الغني كتب إيفالد المأساة التاريخية «رولف كراغه» (1771) Rolf Krage التي اقتبسها عن كتاب «أعمال الدنماركيين» للمؤرخ الدنماركي ساكسو Saxo (القرن13)، والمسرحية الشعرية «موت بالدر» (1773) The Death of Balder  المستقاة من الأساطير الاسكندنافية، وبالدر هو إله النور فيها. وكتب بعض المسرحيات الكوميدية مثل «العازبون» (1771) The Bachelors و«تصفيق حاد» (1771) Applause و«المهرج الوطني» (1772) The Patriotic Harlequin. غادر إيفالد  عام1773 كوبنهاغن إلى بلدة رُنْغستِد Rungsted حيث قضى عامين ليتعافى في دعة وهدوء، فانكب على الكتابة وأنجز ديوان «مسرات رنغستيد» The Joys of Rungsted،  وبدأ كذلك بتدوين مذكراته التي لم تنشر إلا بعد وفاته بمدة طويلة، عام 1804 وتحت عنوان «حياة وأفكار» Life and Opinions. ثم انتقل إلى بلدة هوملباك Humelback وعاد إلى الشراب. وخلال هذه السنوات سادت شعره نزعة دينية عميقة وجدت صداها في قصائد غنائية مثل التائب (1777) The Penitent و«أنشودة إلى الروح» (1777) Ode to the Soul . عاد إيفالد إلى كوبنهاغن عام 1777 حيث أمضى سنواته الأخيرة والمرض يقض مضجعه، إلا أنه كان ينعم ببعض الراحة والسعادة بفضل النجاح الذي حققته مؤلفاته الشعرية والمسرحية، ومنها المسرحية الغنائية «صيادو السمك» (1779) The Fishermen التي لا تزال تعرض حتى اليوم وكلمات النشيد الوطني الدنماركي وموسيقاه قد أخذت منها. يعد إيفالد المجدد والشاعر الغنائي الأول في الدنمارك. ويتسم شعره بميزات مرحلة ماقبل الإبداعية Preromanticism، ويتجلى فيه عمق الإحساس إضافة إلى تقيد الشاعر بالأنواع الشعرية الاتباعية (الكلاسيكية) مثل الأود[ر] Ode التي برع فيها، ويبدو تأثره فيها واضحاً بالأساطير الاسكندنافية.   نبيل اللو، طارق علوش    
المزيد »