logo

logo

logo

logo

logo

تشريح الجهاز التناسلي في المرأة وفيزيولوجيته

تشريح جهاز تناسلي في مراه وفيزيولوجيته

anatomy of the genital apparatus in women and its physiology - anatomie de l'appareil génital chez la femme et sa physiologie



تشريح الجهاز التناسلي في المرأة وفيزيولوجيته

 

الدكتور صادق فرعون

 فيزيولوجية الجهاز التناسلي

 

يتألف جهاز المرأة التناسلي من غدتين هما المبيضان، ومن مجرى طويل يبدأ من جوار المبيضين بالبوقين فالرحم فالمهبل وينتهي على الجلد بتشكلاتٍ تسمى الأعضاء التناسلية الظاهرة أو الفرج. تتوضّع معظم هذه الأعضاء في جوف عظمي يدعى الحوض pelvis، كما أن بعضها يتوضّع في الأقسام الرخوة التي تستر الحوض في الأسفل وتسمى العجان perineum. يدرس تشريح هذا الجهاز بإيجاز في خمسة أقسام هي: الحوض العظمي، والأقسام الرخوة المغطّية للحوض العظمي، وأعضاء الجهاز التناسلي الظاهرة، وأعضاء الجهاز التناسلي الباطنة، وتوعية الجهاز التناسلي وتعصيبه.

1 ـ يتألف الحوض العظمي من أربعة عظام تتحد بعضها ببعض بمفاصل نصف متحركة، وهي: الحرقفتان (أو العظمان الحرقفيان) في الجانبين والأمام، وعظما العجز sacrum والعصعص coccyx في الخلف. تُكوّن هذه العظامُ في قسمها العلوي الحوضَ الكبير pelvis major الذي يشكل الجزءَ السفلي من جوف البطن، والحوضَ الصغير pelvis minor في قسمها السفلي والذي يحوي الأعضاء التناسلية الباطنة ويُشكل مجرى الولادة بفوهتيه: العلوية التي تسمى مدخل الحوض inlet، والسفلية التي تسمى مخرج الحوض outlet. يتميّز حوض المرأة من حوض الرجل لتأمين الولادة الطبيعية، وتعدّ تضيّقات الحوض وتشوهاته سبباً من الأسباب الرئيسية لعُسرات الولادة.

2 ـ تستر الحوضَ العظمي ظاهرَه وباطنه أنسجةٌ رخوة مختلفة: ففي الظاهر يلاحظ  ـ من الأمام نحو الخلف  ـ جبل الزهرة mons veneris الذي يتألف من جلدٍ مشعّرٍ ونسيج خلوي تحت الجلد وطبقة صفاقية عضلية ثم الأشفار الصغيرةlabia minora التي تضمّ ما بينها فوهة صماخ البول وفوهة المهبل وغشاء البكارة وفوهة غدة بارتولين Bartholin’s gland (أو الغدة الدهليزية الكبيرة greater vestibular gland) والعويكشة fourchette ثم العِجان perineum ففوهة الشرج anus، وفي الجانبين الأشفار الكبيرة labia majora. أما في داخل الحوض فتوجد عضلات متعددة تغطي جُدُر الحوض الجانبية، وفي الأسفل عدة عضلات تسدّ فوهته السفلية وتحيط بالمجاري الثلاثة من الأمام ونحو الخلف: الإحليل والمهبل والمستقيم، أهمها العضلة الرافعة للشرج levator ani، ويستر هذه العضلات من الأعلى الصفاقُ البطني الحوضي الذي يشكل جزءاً من جوف الصفاق العام.

 

 

 

3 ـ تؤلف مجموعةُ الأعضاء التناسلية الظاهرة في المرأة منطقةََ الفرج الذي يضمّ الأشفارَ الكبيرة والصغيرة، وهي انثناءات جلدية تحيط بالشق الفرجي من الجانبين، وكذلك أعضاءَ ناعظة هي البظر clitoris وهو نظير القضيب في الرجل والبصلتين الدهليزيتين. يوجد ما بين الشفرين الصغيرين وعلى الفوهة السفلية للمهبل غشاء البكارة وهو حجاب غشائي يسد هذه الفوهة سداً ناقصاً، وله نماذج عديدة، ولدراستها أهمية في تقرير سلامة الغشاء  في الطب الشرعي.

 

 

4 ـ تتألف أعضاء الجهاز التناسلي الباطنة من الأسفل ونحو الأعلى من:

أ ـ المهبل: وهو مجرى عضلي غشائي ينفتح في الأسفل على الفرج ويتصل في الأعلى بعنق الرحم، وهو عضو الجماع في المرأة، يمرّ منه دم الطمث ومفرزات الرحم في غير وقت الحمل، ويمر منه الجنين وملحقاته في أثناء الولادة الطبيعية.

ب ـ الرحم: وهو عضو مفردٌ متوسط مُجوّفٌ كمثري الشكل، جدرانه سميكة ومتقلّصة، وظيفته إمرار النُطف الذاهبة لتلقيح البيضة ثم حضن البيضة الملقّحة والحفاظ على نموها طوال فترة الحمل ثم قذفها بعد نضجها.

ج ـ البوقين: وهما مجريان أيمن وأيسر يمتدان من قرني الرحم إلى المبيضين، وظيفتهما جني البيضة من سطح المبيض ودفعها نحو الرحم، ولما كان الإلقاح يحدث في الثلث الوحشي للبوق فالبوقان هما كذلك وسيطان لنقل النطاف من الرحم باتجاه المبيضين.

د ـ المبيضين: هما غدتان يمنى ويسرى وظيفتهما إفراز الهرمونات التناسلية وإنضاج البيضات، فهما غدتا الأنثى الجنسيتان ونظيرتا الخصيتين في الرجل.

 

 

 

 5 ـ توعية الحوض والجهاز التناسلي وتعصيبهما: يغذّي الحوضَ وأحشاءه الشريانان المبيضيان والشريانان الحرقفيان الغائران internal iliac arteries. ينشأ الشريانان المبيضيان من الوجه الأمامي للأبهر البطني عند الفقرة القطنية الثانية ويسيران نحو الأسفل والوحشي ويرويان المبيضين والبوقين. وفي نهايتيهما في مِسراق البوق mesosalpinx يتفاغران مع الشريانين البوقيين الإنسيين (شعبتي الشريانين الرحميين) مشكلين قوساً شريانية بوقية في الجانبين. أما الشريان الحرقفي الغائر فهو الشعبة الإِنسية من الشريان الحرقفي الأصلي وهو ينزل عمودياً في الحوض الصغير ويعطي اثنتي عشرة شعبة منها حشوية (وأهمها الشريان الرحمي) ومنها جدارية ومنها ما يخرج من الحوض ليتوزع في مناطق عدة قريبة وبعيدة. هناك إلى جانب الشرايين مجموعة من الأوردة الحشوية الحوضية التي تنزح الدم الوريدي مشكلةً الوريد الحرقفي الغائر الذي يتابع سيره صعوداً ليصبّ في الحرقفي الأصلي ومنه إلى الوريد الأجوف السفلي الذي ينتهي في الأذينة اليمنى للقلب. إلى جانب هذه الشجرة الوعائية الشريانية الوريدية توجد مجموعة من أوعية الفرج اللمفية التي تتفاغر بين الجهتين اليمنى واليسرى مما يفسّر كثرة غزو الغدد اللمفية في الجانبين في سرطان الفرج. تتجه هذه الأوعية للأعلى نحو الأوعية المهبلية ومنها تختلط مع أوعية الرحم الجامعة فقاعدة الرباط العريض لتصب في العقد الحرقفية الوحشية والغائرة وبعدها نحو الأعلى لتتمادى مع  السلاسل اللمفية الجانبية قرب الأجوفية في الأيمن وقرب الأبهر في الأيسر.

تعصّب الحوض والأعضاء الحوضية الأعصابُ الوركية العجزية العصعصية والقسم الحوضي من الجهاز العصبي المستقلّ autonomous nervous system. يحوي معظمها أليافاً مُحرّكة وأليافاً حسيّة وأليافاً وديّة ولاوديّة parasympathetic. تتمادى الألياف العصبية الودية الخثلية العلوية مع الألياف العصبية للضفيرة أمام الأبهر في حين تتواصل في الأسفل مع الضفيرة الخثلية السفلية (الرحمية المهبلية) والمعروفة باسم ضفيرة فرانكنهويزر Frankenhäuser، كما تلتحق بها أعصاب لاوديّة لتعصيب المثانة والرحم والمهبل والمستقيم. لا يعصّب المبيضَ أيٌ من هذه الأعصاب آنفة الذكر بل يُعصّبُ من الضفيرة المبيضية التي تحيط بالأوعية المبيضية وتلتحق بالضفيرة أمام الأبهر في الأعلى. لا يوجد اتفاق عام حول وظائف الألياف العصبية الودية واللاودية وإن شاع الاعتقاد بأن الألياف الودية تثبّط عضلات جسم الرحم وأن للألياف اللاودية عكس ذلك. يحتوي جسم الرحم على مستقبلات أدرينية adrenergic receptors  من النوعين ألفا وبيتا كما يحتوي على مستقبلات كولينية cholinergic receptors، وتنبيه مستقبلات بيتا في أثناء الحمل بدواءٍ مُحاكٍ لبيتا يؤدي إلى تثبيط نشاط عضلة الرحم.

فيزيولوجية الجهاز التناسلي

وظيفة الجهاز التناسلي حفظ النوع، فالمبيض يهيئ الخلية البيضية  ـأحد العنصرين الأساسيين اللذين يشكلان باتحادهما المخلوق الجديد  ـ ثم يحتضن الرحمُ هذه المضغةَ مدةً محددة يكتمل فيها تخلقها وتخرج بعدها مخلوقاً ليكمل نموه خارج الرحم في البيئة التي ولد فيها. لا يقوم جهاز المرأة التناسلي بهذه الوظيفة إلا في فترة محدودة من حياتها تسمى مرحلة النشاط التناسلي وتتميز بفاعلية غدية دورية لها مظاهر وآثار خاصة في أعضاء الجهاز التناسلي وفي الجسم كله، وتقع هذه المرحلة مابين مرحلة الطفولة التي تنتهي بالبلوغpuberty  ومرحلة  الإياس menopause.

1 ـ مرحلة الطفولة: يحوي مبيضا الجنين الأنثى سبعة ملايين خلية بيضية في نهاية الشهر الخامس للحمل، تصبح سبعمئة ألف حتى المليونين حين الولادة وفقط ثلاثمئة ألف حين البلوغ وذلك بتنكسها قبل أن تبدأ بالانتصاف meiosis. يكون المبيض صغيراً وطفولياً حين الولادة وكذلك بقية الأعضاء التناسلية. في نهاية طور الطفولة تلاحظ زيادة المفرزات  الأندروجينية الكظرية مما يؤدي إلى ظهور أشعار العانة وأشعار الإبط أحياناً على نحو منعزل قبل سن الثامنة ومن دون نمو الأثداء.

2 ـ مرحلة البلوغ: يترافق البلوغ مع مجموعة من التبدلات منها: نمو الجسم والأعضاء التناسلية والثديين، وتطور الحالة النفسانية، وعمل الغدد الصمّ، وتنتهي بظهور الطمث الأول menarche الناجم عن إفراز الهرمون المُطلِق لموجهات الغدد التناسليةgonadotropin ـreleasing hormone (GnRH)  النبضاني من الوطاء hypothalamus ونتيجة لذلك ازدياد إفراز موجهات الغدد التناسلية (القند) (gonadotropins (FSH &LH وبالتالي ازدياد الستيروئيدات المبيضية: الإستروجين والبروجسترون. لا تُفرَز هذه الهرموناتُ إفرازاً ثابتاً بل بمعدلات مختلفة بحسب أوقات الدورة الطمثية. هناك اختلاف في سن ظهور الطمث الأول ما بين البلدان وما بين سكان المدن والأرياف إذ يهبط عند فتيات المدن عنه في الريف، كما لوحظ تبكيره في القرنين الماضيين مما يشير إلى أن للبيئة تأثيراً في ذلك، كما لوحظ تأخر ظهور الطمث الأول عند من تمارسن الألعاب الرياضية والراقصات ومن يتبعن حمية غذائية شديدة بقصد تنزيل أوزانهن.

3 ـ مرحلة النشاط التناسلي: يحدث الحمل والإنجاب في هذه المرحلة إذا توافرت الظروف، ذلك أن أحد المبيضين ينتج بيضة قابلة للتلقيح وتتهيأ بطانة الرحم لتلقي البيضة الملقَحة إذا توافرت النطفة الملقِحة للبيضة وتتتالى مراحل الحمل حتى الولادة  أما إذا لم تتحقق ظروف الإلقاح هذه فتحدث تبدلات تقهقرية تنتهي بحدوث نزف رحمي يُدعى «الطمث»، ثم لا يلبث أحد المبيضين أن يُهيئ بيضة أخرى من جديد. يتحقق ذلك حينما توجد دورات مماثلة ومتناغمة وِطائية ونُخامية ومبيضية ورحمية وعنقية ومهبلية وثديية… الخ. يحدث الطمث مرة كل 28 يوماً تقريباً وقد تطول الدورات الطمثية أو تقصر. يتراجع النشاط التناسلي للمرأة تدريجياً ويترافق ذلك بنقص في الخصوبة وتنتهي هذه المرحلة بمرحلة الإياس.

 4 ـ مرحلة الإياس: ما بين الأربعين والخمسين من العمر تضطرب الدورات الطمثية وتفشل الإباضة فيها، فالإياس هو توقّف الطمث النهائي وهو حادثة فيزيولوجية تنجم عن تناقصٍ شديدٍ في الهرمونات المبيضية يتلو توقف الجريبات المبيضية عن العمل. غالباً ما يسبق التوقف النهائي للطمث فترة تكثر فيها اضطرابات الطمث وإذا ما انقطع الطمث مدة سنة كاملة أمكن القول في 90% من الحالات إن المرأة قد بلغت الإياس بالتأكيد. ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى ثلاثة أقسام:    قبل الإياس وحول الإياس والإياس الأكيد أو ما بعد الإياس. يرافق الإياس العديد من أعراض الشدّة النفسية والعاطفية من قلقٍ وكربٍ ونوام lethargy واكتئابٍ وتزداد هذه الشكايات في الأحوال التي يرافقها مشكلات عائلية. تحتاج مرحلة الإياس إلى انتباهٍ كبير وعناية ورعاية فائقتين من قِبل الهيئة الطبية ومن أفراد العائلة المحيطة بالمرأة حتى تتمكن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة ولتعود إلى استقرارها السابق، ويجب ألا يقتصر ذلك على الإعاضة الهرمونية بالرغم من انتشارها وشعبيتها في الوقت الحاضر وسيلة للحفاظ على الشباب.

 

 

علينا أن نتذكر

تمرّ المرأة في حياتها بأربع مراحل ولكل مرحلة أهميتها ومشكلاتها وانتقالها من مرحلة النشاط التناسلي إلى مرحلة الإياس هي من أهمها ويرافقها تبدلات واضطرابات جسمية ونفسية ذات منشأ هرموني ذاتي واجتماعي محيطي، وهي  تقتضي الاهتمام والعناية بها ورعايتها، وفي حالات وفترات محددة معالجتها طبياً.

 

 


التصنيف : نسائية
النوع : نسائية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 14
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 40583974
اليوم : 113789