logo

logo

logo

logo

logo

القصور التنفسي الحاد والمزمن

قصور تنفسي حاد ومزمن

acute and chronic respiratory failure - défaillance respiratoire aiguë et chronique



القصور التنفسي الحاد والمزمن

 

حسان الصواف

 

تصنيف القصور التنفسي

الفيزيولوجية المرضية

الملامح السريرية

التشخيص التفريقي

المضاعفات

الإنذار

العلاج

 

 

 

إن الوظيفة الأساسية للجهاز التنفسي هي الحصول على تبادل غازي كافٍ بين الدم والهواء بحيث يبقى الضغط الجزئي لكلٍ من الأكسجين وغاز ثاني أكسيد الكربون ضمن الحدود الطبيعية.

ويعرف القصور التنفسي  بأنه عجز وظيفة الجهاز التنفسي عن إجراء التبادل الغازي من أكسجة أو طرح غاز ثاني أكسيد الكربون أو كليهما. ويقال إن هناك قصوراً تنفسياً respiratory failure حين نقص ضغط الأكسجين في الدم PO2 عن 60 مم زئبق، وارتفاع ضغط غاز ثاني أكسيد الكربون على 50 ملم زئبق.

تصنيف القصور التنفسي:

قد يكون القصور التنفسي حاداً أو مزمناً، ويعد القصور التنفسي الحاد حالة مهددة  للحياة ولاسيما فيما يتعلق بغازات الدم الشريانية واضطراب التوازن الحامضي الأساسي، وأما القصور التنفسي المزمن فأقل خطراً من الحاد. وهو يصنف بحسب تركيز ثاني أكسيد الكربون في الدم في نمطين:

1- النمط الأول Type I: القصور التنفسي المرافق  لنقص الأكسجة، يتميز هذا النمط بحدوث نقص ضغط الأكسجين إلى ما دون 60مم زئبق مع بقاء غاز ثاني أكسيد الكربون طبيعياً أو منخفضاً. وهذا  النوع أكثر شيوعاً من النمط الثاني وقد يرافق  الإصابات الحادة الرئوية ولاسيما التي تحدث بامتلاء الأسناخ الرئوية بالسوائل أو انخماصها كما في وذمة الرئة الحادة القلبية أو اللاقلبية المنشأ cardiogenic or non cardiogenic pulmonary edema، وفي ذات الرئة، والنزف الرئوي.

2- النمط الثاني Type II: وهو القصور التنفسي المرافق لارتفاع ثاني أكسيد الكربون hypercarbia respiratory failure، يتصف بارتفاع ضغط غاز ثاني أكسيد الكربون لأكثر من 50 مم زئبق، وغالباً ما يترافق هذا النمط ونقص الأكسجة.

من أهم العوامل المسببة: تناول جرعة زائدة من الأدوية، والإصابات العصبية العضلية، وتشوهات الجدار الصدري، وإصابات الطرق التنفسية الحادة كالربو والآفات الانسدادية المزمنة COPD.

التمييز بين القصور الحاد والقصور المزمن: يتطور القصور الحاد عادة خلال دقائق أو ساعات. وغالباً ما تكون pH أقل من 7.3، في حين يستغرق حدوث القصور التنفسي المزمن وتطوره  بضعة أيام أو أكثر، مما يسمح للكلية بالمعاوضة ورفع تركيز البيكاربونات، والمحافظة على نسبة pH دم ناقصة بشكل خفيف، وقد يترافق هذا مع كثرة الكريات الحمر polycythemia

الفيزيولوجية المرضية:

يحدث  القصور التنفسي نتيجة خلل في أي من النواحي التالية: الطرق التنفسية، أو الأسناخ الرئوية، أو الإصابة العصبية المركزية، أو الأعصاب المحيطية، أو العضلات التنفسية. أو إصابة الجدار الصدري أو خلل في التروية الرئوية (صمات) مما يؤدي الى اضطراب نسبة التهوية/ التوعية.

- الفيزيولوجية المرضية في القصور التنفسي الحاد:

تشمل عملية  التنفس أربع مراحل:

1- التهوية الرئوية بنقل الأكسجين عبر السبل الهوائية وتوزعه فيها.

2- انتشار الأكسجين عبر جدر الأسناخ الرئوية ومن ثم الى الأوعية الرئوية لتوزيعه على الأنسجة المختلفة.

3- نزع ثاني أكسيد الكربون عبر الأسناخ الرئوية ثم طرحه إلى الهواء الخارجي عن طريق القصبات.

4- التروية الدموية.

ويحدث القصور التنفسي بخلل يصيب أحد هذه المراحل الأربع.

- الآلية الفيزيولوجية لتبادل الغاز: يحدث التبادل الغازي الأول في الأسناخ الرئوية حيث يتم استبدال الأكسجين بغاز ثاني أكسيد الكربون. يرتبط الأكسجين بالهيموغلوبين بشكل قابل للعكس بسهولة. ويوجد في كل ذرة هيموغلوبين أماكن للارتباط بالأكسجين بصورة يرتبط بها غرام واحد من الهيموغلوبين بـ 1.36 ملليلتر من الأكسجين، وكمية الأكسجين المرتبطة بالهيموغلوبين تعتمد على مستوى ضغط الأكسجين في الدم PO2 وهذه المعادلة يُعبر عنها بمنحنى انفكاك الأكسجين عن الهيموغلوبين the oxygen- hemoglobin dissociation curve الذي يكون شبيهاً بالـ (S) مع انخفاض ضغط  PO2 10- 50 ملليمتراً زئبقياً ثم يصبح أفقياً ما بعد 70 من ضغط PO2، وأما نقل غاز ثاني أكسيد الكربون فيتم بأحد الأشكال التالية:

1- الذوبان البسيط simple solution.

2- أو بشكل بيكاربونات bicarbonate.

3- أو بارتباطه ببروتين هيموغلوبيني بشكل مركب كارباميني carbamino compound.

لا يكون هناك فرق في أثناء التنفس الطبيعي بين ضغط الأكسجين PO2 في الأسناخ الرئوية والدم الشرياني. وفي الرئة الطبيعية توجد أسناخ ليس فيها تهوية، كما أن  بعضها أحياناً لا يوجد فيه تروية شريانية فتدعى الأسناخ المهواة غير المروية وهو ما يسمى  الفراغ الميت dead space، وأما الأسناخ الموعاة وغير المهواة فتدعى التحويلة (الشنت) shunt.

- أسباب القصور التنفسي الحاد: أهم أسباب القصور التنفسي هو:

1-  نقص التهوية hypoventilation .

2- اضطراب نسبة التهوية/التروية السنخية وحدوث الشنت shunt.

أما نقص التهوية: فهو من الأسباب غير الشائعة لحدوث القصور التنفسي الحاد وغالباً ما يسببه الاكتئاب أو تثبيط الجملة العصبية بسبب دوائي أو بسبب مرض عصبي عضلي يصيب العضلات التنفسية.

يتميز نقص التهوية السنخية بارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون ونقص الأكسجة، ويحدث ذلك حين نقص التهوية إلى ما دون 4- 6 ليتر/دقيقة.

ويعد اضطراب نسبة التهوية/التروية من أكثر الأسباب إحداثاً لقصور التنفس.

كذلك يعد وجود تحويلة (شنت) تشريحي من الأسباب المهمة لحدوث قصور تنفسي حاد، ومن أسبابه وجود فتحة بطينية، أو بقاء القناة الشريانية وبقاء فتحة أذينية، ومن أسباب الشنت الأخرى ذوات الرئة، ووذمة الرئة الحادة، والصمات الرئوية.

تترافق التحويلة (الشنت) ونقص أكسجة شريانية ونقص غاز ثاني أكسيد الكربون، وحين تجاوز نسبتها 60% يحدث عندها ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون ويصعب في هذه الحالة تصحيح نقص الأكسجة.

يعد القصور التنفسي متلازمة كاملة وليس مرضاً، وتصل نسبة الوفيات في الحالة الحادة إلى 50% في حين تقل نسبة الوفيات في حالات التفاقم الحاد للمتلازمة الانسدادية القصبية إلى 30%.

الملامح السريرية:

يبدأ تشخيص القصور التنفسي الحاد أو المزمن بالشك بوجود الإصابة ويؤكد التشخيص بعيار غازات الدم بعد تقييم السبب المرضي للقصور التنفسي.

1- وذمة رئة حادة قلبية المنشأ غالباً ما يسبقها قصة اضطراب وظيفة البطين أو اضطراب دسامي. أو سوابق إصابة قلبية قديمة مع أعراض آلام قلبية مع قصة زلة تنفسية، وزلة اضجاعية.

2- وذمة رئوية حادة غير قلبية (متلازمة الضائقة التنفسية الحادة في الكهول adult respiratory distress syndrome)، أو حالات خمجية حادة، أو رض، أو استنشاق aspiration، أو  انسمام دوائي، أو نقل دم متكرر.

الأعراض والعلامات في القصور التنفسي الحاد يعرف بها المرض المسبب للقصور التنفسي، أما الموجودات التنفسية فتظهر سبب نقص الأكسجة:

1- رجفان الأطراف يظهر درجة فرط غاز ثاني أكسيد الكربون في حين يظهر تسرع القلب واضطراب النظم درجة نقص الأكسجة.

2- ازرقاق النهايات يظهر نقص الأكسجة.

3- الزلة التنفسية تظهر شدة الإصابة.

4- الهذيان والخبل يحدثان بحسب درجة القصور التنفسي وزيادة ضغط ثاني أكسيد الكربون في الدم.

من الشائع حدوث ارتفاع الضغط الشرياني الرئوي في القصور التنفسي المزمن، وهو يؤدي لقصور القلب الرئوي.

- معايير تشخيص القصور التنفسي الحاد:

سريرياً: تسرع القلب، تسرع تنفس، زلة تنفسية.

شعاعياً: امتداد الأسناخ الرئوية 3/4 إلى 4/4.

ميكانيكية الرئة: نقص مطاوعة > 45.

غازات الدم والتبادل الغازي، ونقص الأكسجة  يكون معنداً على العلاج بالأكسجين.

الضغط الرئوي الإسفيني > 18.

- الأسباب: يمكن تصنيفها بحسب المرض الأولي المسبب للقصور التنفسي.

1- اضطرابات تصيب الجملة العصبية المركزية: قد تكون أسباباً دوائية، استقلابية أو عضوية تؤدي إلى تثبيط للتعصيب التنفسي، وإلى نقص التهوية نقصاً حاداً أو مزمناً وارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون. 

ومن جملة الأسباب: الأورام، الاضطرابات الوعائية التي تصيب جذع الدماغ، زيادة جرعة المهدئات، ومن الاضطرابات الاستقلابية الوذمة المخاطية، القلاء الاستقلابي المزمن. الآفات التي تصيب الأعصاب المحيطية، أو العضلات التنفسية أو جدار الصدر.

2- قد تؤدي الاضطرابات المذكورة إلى نقص نسبة التهوية الدقيقة وبالتالي ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون بالدم أو نقص أكسجة الدم أو كلاهما. مثال هذه الأمراض: متلازمة غيَّان باريه Guillain-Barre syndromé، الحثل العضلي muscular dystrophy، الوهن العضلي الشديد myasthenia gravis، الحدب والجنف الشديد kyphoscoliosis، البدانة المرضية morbid obesity.

3- اضطرابات الطرق الهوائية: الإصابات الانسدادية الحادة أو المزمنة وهذا من أهم أسباب الارتفاع الحاد أو المزمن لغاز ثاني أكسيد الكربون بالدم.

من الأسباب المحدثة لهذا الاضطراب: التهاب الحنجرة الحاد، الآفات الرئوية القصبية، الانسدادية المزمنة، والربو القصبي والتليف الكيسي. وامتلاء الأسناخ الرئوية كالإصابة بوذمة رئة حادة قلبية المنشأ أو غير قلبية، والتهاب الرئة الاستنشاقي، أو النزف الرئوي الحاد. إن هذه الاضطرابات تسبب حدوث التحويلة اليمنى- اليسرى (الشنت) مما يؤدي إلى زيادة العمل التنفسي work of breathing.

- أهم أسباب القصور التنفسي I (نقص أكسجة):

الآفات الانسدادية المزمنة القصبية (التهاب القصبات المزمن، النفاخ الرئوي)، ذات الرئة بأنواعها، ووذمة الرئة وتليف الرئة، والربو القصبي واسترواح الصدر، والصمات الرئوية وارتفاع الضغط الشرياني الرئوي pulmonary arterial hypertension، وتغبر الرئة والآفات القلبية المزرقة الخلقية cyanotic congenital heart disease، وتوسع القصبات، والخمج التنفسي الحاد acute respiratory infection، والصمات الرئوية الدهنية، والإصابة الحدبية في العمود الفقري kyphoscoliosis، والبدانة.

- أهم أسباب القصور التنفسي نوع II نقص أكسجة مع ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون:

الإصابات القصبية الانسدادية المزمنة COPD، والربو الحاد، وزيادة الجرعات الدوائية وخاصة المهدئات، والتسممات والوهن العضلي الوخيم، والتهاب الأعصاب المتعدد، والإصابات العضلية الالتهابية، وإصابات النخاع الرقبي نتيجة قطع أو رض حاد، وأذيات أو رضوض الرأس والرقبة، ونقص التهوية السنخي البدئي alveolar hypoventilalion، ووذمة الرئة ومتلازمة الضائقة التنفسية في الكهول، والوذمة المخاطية والكزاز.

التشخيص التفريقي:

يجب تمييز الحالة التنفسية الحادة من: ذات الرئة ولاسيما الڤيروسية، والاسترواح الصدري والربو، ووذمة الرئة القلبية/العصبية، وصمّة الرئة، والصدمة القلبية وانخماص الرئة، واعتلال العضلة القلبية، وتليف الرئة، وشلل الحجاب الحاجز، والقلب الرئوي، وذات الرئة الاستنشاقية…

التشخيص ودراسة المريض:

الموجودات المخبرية قد تكون طبيعية. وبتعداد الدم الكامل قد يشاهد فقر دم (نقص أكسجة نسيجية) أو ارتفاع الهيموغلوبين (قصور تنفسي مزمن). وقد يترافق القصور التنفسي واضطرابات كبدية أو كلوية. وقد يكشف قياس الكرياتينين كيناز والتروبونين إصابات قلبية. قد يفيد قياس وظيفة الدرق في كشف حالات القصور الدرقي المسبب لقصور تنفسي.

- التظاهرات الشعاعية: قد تكشف صورة الصدر سبب القصور التنفسي. إن وجود زيادة في حجم القلب وضخامة قصبية وانصباب جنب تزيد من احتمال وجود الإصابة القلبية.

- دراسة القلب بالأمواج فوق الصوتية: يفضل إجراؤه بصورة منوالية وتتأكد أهميته حين الشك بوجود اضطراب قلبي المنشأ.

- فحوص أخرى: اختبار وظائف الرئة، يفيد  في تحديد درجة القصور التنفسي، فنقص FEVI والـ FVC يشير إلى إصابة قصبية انسدادية، في حين يشير  نقص النسبة FEVI/FVC إلى إصابة رئوية.

من غير الشائع تشخيص قصور تنفسي إذا كانت FEVI  <1 وكذلك إذا كانت FVC  <1.

ويظهر بتخطيط القلب: اضطراب نظم في بعض حالات قصور التنفس.

ومن الإجراءات التشخيصية الإضافية إجراء قثطرة قلبية يمنى.

المضاعفات:

1- التنفسية أو الرئوية: وهي شائعة أهمها:

- القصور التنفسي الحاد، والصمة الرئوية، وتليف الرئة.

- الإصابة الخمجية ويجب فيها متابعة باستمرار بوساطة صور الصدر الشعاعية.

- التليف الرئوي.

- قد يؤدي إعطاء الأكسجين بنسبة عالية أو حجم تنفسي تبادلي عالٍ إلى تفاقم الأذية الرئوية الحادة.

2- القلبية الوعائية: ومنها هبوط الضغط الشرياني، ونقص النتاج القلبي، واضطرابات النظم، والتهاب التأمور مع أزمة قلبية حادة.

هذه المضاعفات قد تكون ناجمة عن الأمراض القلبية المسببة أو نتيجة التهوية الميكانيكية، أو القثطرة الوريدية الرئوية.

3- المعدية الهضمية: من أهم المضاعفات النزيف المعدي، كما قد يحدث الإسهال.

4- الخمجية (الإنتانات في المشافي): ولاسيما ذوات الرئة، والإنتان البولي، والإنتانات المحدثة بالقثاطر الوريدية. وذات الرئة الاستنشاقية وهي خطرة تؤدي إلى نسبة وفيات عالية.

5- الكلوية :renal قصور الكلية الحاد، واضطرابات الشوارد، وهي إن حدثت أدت إلى سوء إنذار وزيادة الخطورة ونسبة وفيات عالية.

6- الغذائية: وتشمل سوء التغذية، التي تؤثر في أداء الجهاز التنفسي.

7- المضاعفات المرتبطة بالأنبوب الأنفي المعدي: كانتفاخ البطن والإسهال، أو المضاعفات الخمجية.

الإنذار:

تصل نسبة الوفيات في متلازمة الضائقة التنفسية الحادة لدى الكهول ARDS إلى 40% وكلما كان المريض أصغر كان الإنذار أفضل.

تصل نسبة وفيات مرضى القصور التنفسي الحاد عند المصابين بـ COPD تقريباً إلى 25- 26%.

العلاج:

العناية الطبية:

يعد نقص الأكسجين حالة إسعافية تهدد الأعضاء والنسج بعكس زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون المعزول.

يجب أن تهدف المعالجة إلى تحسين أكسجة النسج ومنع تكرار نقص الأكسجة، و يعني هبوط درجة الـ pH إلى دون 7.2 مع زيادة غاز ثاني أكسيد الفحم في الدم وجود حالة إسعافية تستدعي العلاج المباشر.

يقبل مريض القصور التنفسي الحاد في قسم العناية المشددة في حين يمكن معالجة  القصور التنفسي المزمن في المنزل:

أ- تأمين الطريق الهوائي بوضع أنبوب رغامي.

ب- تصحيح نقص الأكسجة بإيصال ضغط الأكسجين إلى 06mm أو إشباع الأكسجين الشرياني إلى 90% على الأقل. ويكون التصحيح إما بوساطة قنية أنفية أو قناع أكسجين من نوع فنتوري Venturi في جهاز تنفس آلي في كثير من الأحيان.

ج- تصحيح زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون والحماض التنفسي بوساطة جهاز تنفس آلي ومعالجة السبب إن أمكن. وكذلك يفيد التنفس الاصطناعي في تخفيف عمل العضلات التنفسية وإراحتها.

د- التأكد من وضع الأنبوب الرغامي بصورة صدر. وتراوح المسافة عادة بين 21-23سم. ويجب ألا يتجاوز ضغط البالون 2.5 مم زئبقي.

أما طريقة استخدام المنفسة واستطباباتها فيعتمد على درجة الإصابة وسببها علماً أنه يوجد نوعان من التنفس الاصطناعي المباشر عن طريق الأنبوب الرغامي أو بوساطة قناع وجهي.

مراقبة المريض المصاب بقصور تنفسي حاد:

يتوجب مراقبة المريض مراقبة منتظمة ولاسيما أكسجة الدم وأحياناً مراقبة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الدم، ومراقبة النبض والضغط والوعي.

معالجة المرض المحدث أو المسبب للقصور التنفسي: سواء قصور قلب أم إصابة انسدادية مزمنة أم خمج رئوي أم ربو إلخ…

الأدوية المستخدمة:

الهدف من إعطاء الأدوية تصحيح الأكسجة الشريانية إلى ما فوق 90% وغاز ثاني أكسيد الكربون إلى قرب الحد الطبيعي، وحين وجود إصابة قلبية مسببة يجب الوصول بالضغط الإسفيني إلى 15-18مللم زئبقي. والنتاج القلبي إلى 2.2 ليتر/دقيقة مع المحافظة على ضغط دم شرياني مناسب.

1- المدرات diuretics: أهمها:

أ- الفوروسيمايد furosemide إما وريدياً وهو الأفضل وإما عن طريق الفم، تراوح الجرعة من 10 ملغ وريدياً إلى أكثر من 120ملغ.

ب- ميتولازون metolazone قد يستعمل بالمشاركة مع فوروسيماسيد أو وحده  والجرعة من 5 -10ملغ بطريق الفم.

ج- النيترات nitrates تعطى إما تحت اللسان وإما إرذاذاً وإما في الوريد ولاسيما في حالات القصور القلبي مع وذمة رئة إذ تبين أن إعطاء النيترات يحسن ديناميكية القلب وينقص من حدة وذمة الرئة، ويفضل إعطاؤه وريدياً في الحالات الحرجة نظراً لسهولة مراقبة الجرعة وتعديلها وسرعة تأثيرها.

تحوي كل دفقة من النترات 0.4ملغ وهي تكافئ جرعة 150/1 تحت اللسان، يمكن تكرار الدفقات حتى 4 مرات كل 3-5 دقائق حسب الحاجة.

لصاقة النيتروغليسرين: يطبق 1-2 إنش على جدار الصدر.

الشكل الوريدي: يبدأ من 20 ميكرو غرام/دقيقة ويعاير بحسب التطور حيث تزداد الجرعة 5 -10 ميكرو كل 5 دقائق.

د- نيتروبروسايد الصوديوم (نيتروبرس) nitroprusside sodium (Nitropress): ويحدث بإعطائه توسع وعائي وريدي شرياني. والجرعات العالية قد تزيد من نقص التروية القلبية بسبب زيادة نبض القلب، ويمكن معايرته بسهولة.

2- المسكنات analgesics: أهمها:

أ- المورفين الوريدي وله شأن مهم في وذمة الرئة الحادة، فهو إضافة إلى أنه مسكن ومخفف للقلق يحدث توسعاً وعائياً مما يخفف من الحمل القبلي للقلب (preload) وكذلك يحدث توسعاً شريانياً، الأمر الذي ينقص المقاومة الوعائية الجهازية مما يزيد النتاج القلبي.

ب- سلفات المورفين:morphine sulfate (Duramorph, Contin)   يعد مسكناً مركزياً جيداً أميناً، ويمكن السيطرة على التأثيرات الناجمة عن زيادة الجرعة بإعطاء نالوكسون naloxone وريدياً، ويعاير بحسب الاستجابة.

الجرعات: 2-5 ملغ يمكن تكرارها بعد 10-15 دقيقة، يفضل تجنبه إذا كانت سرعة التنفس أقل من 20 نفس/دقيقة أو إذا كان الضغط الشرياني أقل من 100 ملليمتر زئبقي.

3- الأدوية المؤثرة في التقلص العضلي: أهمها الدوبامين dopamine، دوبوتامين dobutamine، دوبكسامين dopexamine والديجوكسين digoxin.

تعطى للمرضى المصابين بهبوط  الضغط الشرياني، وهي تزيد قوة القلب التقلصية، وتنقص شدة المقاومة الوعائية، وتوسع الأوعية.

أ- الدوبامين: يتوضع على المستقبلات الدوبامينية والأدرينيرجية مما يحدث توسعاً وعائياً كلوياً ومساريقياً.

الجرعة 2/10 ميكروغرام/كغ/دقيقة، وهو يسبب تسرع القلب، ونقص التروية، واضطرابات النظم.

 وإذا زادت الجرعة على 10 ميكروغرام يحدث تشنج وعائي، مما يزيد في الحمل البعدي.

ب- نور أدرينالين (ليفوفد): norepinephrine (Levophed) يحرض مستقبلات beta بيتا وألفا الأدرينيرجية التي تزيد من القوة التقلصية القلبية، وكذلك من نظم القلب بإحداث تقلص وعائي. وبالنتيجة ترفع الضغط الشرياني وتزيد نتاج القلب cardiac output مما يساعد على المحافظة على توعية الأعضاء.

أما الجرعات فهي 0.05-2 ميك/كغ/دقيقة تزاد حسب الحاجة، ويجب عدم تجاوز 10 ميك/كغ/دقيقة.

4- الموسعات القصبية: bronchodilator وهي من الأدوية المهمة في علاج القصورات التنفسية، ومنها:

أ- مقلدات الودي بيتا أدرينيرجيك beta-adrenergic، ومضادات الفعل الكوليني anticholinergic منها التربوتالين terbutaline، وهو يتدخل مباشرة بتحريض المستقبلات B2 مما يؤدي إلى استرخاء العضلات الملس، وتخفيف التشنج القصبي.

الجرعة 0.25 ملغ/مل (0.25 بتركيز 1ملغ/1 ملليتر) يجب عدم تجاوز 4 ملغ.

ب- ألبيترول (بروفنيل) :Albutrol وهو يخفف التشنج القصبي. ويحرض المستقبلات الأدرينالية B2 مما يؤدي إلى توسع القصبات.

الجرعة 5 ملغ/ميك. يستعمل بمزج 0.5-1 ميك من الدواء بـ 2.5 مل ماء ويعطى بوساطة جهاز الإرذاذ.

ج- التيوفللين: theophylline يحسن التهوية ووظيفة العضلات التنفسية، وينشط وظيفة عمل الأهداب، وله تأثير مركزي.

ينقص خميرة الفوسفور اليستر ويرخي العضلات التنفسية الملس.

الجرعة تصل  إلى 10 ميك/مل.

د- ايبراتروبيوم برومايد: (Atrovent) ipratropium bromide مضاد الفعل الكوليني، يمكن مشاركته مع حاصرات بيتا، يبدأ تأثيره بعد 20 دقيقة.

الجرعة 0.5 ملغ بوساطة الإرذاذ.

هـ- إنشاق الكورتيزون: corticosteroide sinhalers يسرع الشفاء في حال الالتهابات القصبية الانسدادية المزمنة، مما له شأن مضاد في الربو. ويبدأ تأثيره بعد 6- 8 ساعات.

تدريب المريض وتعليمه:

وهذا من أهم الأمور التي قد تساعد على علاج المرضى وتخفيف المضاعفات.

 

 

 

 

 


التصنيف : جهاز التنفس
النوع : جهاز التنفس
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 122
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 560
الكل : 31219057
اليوم : 44214