logo

logo

logo

logo

logo

تشريح الحنجرة وفيزيولوجيتها

تشريح حنجره وفيزيولوجيتها

anatomy and physiology of the larynx - anatomie et la physiologie du larynx

تشريح الحنجرة وفيزيولوجيتها

عماد الدين الكردي

أربطة الحنجرة وأغشيتها
عضلات الحنجرة
الأوردة والشرايين
الأعصاب
تقسيم تجويف الحنجرة
   

تـشريح الحنجرة:

يتألف هيكل الحنجرة من مجموعة من الغضاريف تثبتها في مكانها مجموعة من العضلات الداخلية والخارجية والأربطة، ويُبطنها غشاء مخاطي متمادٍ يكوّن في بعض الأماكن طيات مميزة شكلاً ووظيفة. يتوضع هذا الهيكل بين البلعوم الفموي في الأعلى ويتمادى مع الرغامى في الأسفل، ويكون توضعه على مستوى الفقرات الرقبية 4-5-6.

أولاً- الغضاريف: الشكل (1):

1- الغضروف الدرقي thyroid cartilage (مفرد):

هياليني، مفرد، قاسٍ، أكبر الغضاريف، تتطاول حافتاه في كل من جانبيه في الأعلى والأسفل مشكلة في الأعلى قرناً علوياً يرتبط بالرباط الدرقي اللامي، وفي الأسفل قرناً سفلياً يتمفصل مع الغضروف الحلقي.

2- الغضروف الحلقي cricoid cartilage (مفرد):

هياليني، أقوى غضاريف الحنجرة، وهو الحلقة الوحيدة الكاملة في الممر الهوائي، يتوضع تحت الغضروف الدرقي، له شكل حلقة الخاتم، يتوضع الجزء المسطح منه في الخلف(الصفيحة) ويمتد نحو الأعلى مشكلاً الحدود الخلفية للحنجرة، وتتمة حلقته الضيقة في الأمام. يتوضع على مستوى الفقرتين الرقبيتين السادسة والسابعة، أما في الأطفال فبمستوى الرقبيتين الثالثة والرابعة، يتمفصل مع القرن السفلي للغضروف الدرقي في الأعلى بمفصلين زليليين synovial يوفران حركة تأرجح وحركة انزلاقية للأمام والخلف، ويرتكز على وجهه الخلفي العلوي الغضروفان الطرجهاليان بمفصلين زليليين.

الشكل (1) غضاريف الحنجرة

3- غضروف لسان المزمار (الفلكة) epiglottic cartilage (مفرد):

ليفي مرن، يشبه ورق الشجر، يتصل بباطن الغضروف الدرقي في الأمام بسويقة صغيرة، ويتبارز نحو الأعلى والخلف فوق مدخل الحنجرة.

4- الغضروف الطرجهالي arytenoid cartilage (مزدوج):

غضروف صغير، هياليني غالباً، ذو شكل هرمي يتمفصل في الأسفل مع الغضروف الحلقي، في قاعدته نتوءان، أحدهما صوتي يرتبط بالحبل الحقيقي، وآخر عضلي ترتكز عليه العضلتان الحلقية الطرجهالية الخلفية والوحشية، وتتمفصل ذروته مع الغضروف القريني.

5- الغضروف القريني corniculate cartilage (مزدوج):

غضروف صغيرمرن ليفي، يتوضع ضمن الطية الطرجهالية لسان المزمارية ويقويها.

6- الغضروف الإسفيني cartilage cuneiform (مزدوج):

صغير جداً، يتوضع ضمن الطية الطرجهالية لسان المزمارية، وقد يكون غائباً.

ثانياً- أربطة الحنجرة وأغشيتها:

1- الأربطة الخارجية: تربط غضاريف الحنجرة بالبنى المجاورة كالعظم اللامي hyoid bone في الأعلى والرغامى في الأسفل، كما تربط الغضاريف الحنجرية بعضها ببعض، وتحيط بهيكل الحنجرة من الخارج.

أ- الغشاء الدرقي اللامي:

يربط بين الحافة العلوية للغضروف الدرقي والعظم اللامي، ويثخن في الطرفين مشكلاً الرباطين الدرقيين اللاميين الجانبيين، كما يثخن في الوسط مشكلاً الرباط الدرقي اللامي المتوسط، تخترق هذا الغشاء في الجانبين الأوعية الحنجرية العلوية والفرع الداخلي للعصب الحنجري العلوي.

ب- الغشاء الحلقي الدرقي:

يربط الغضروف الدرقي بالغضروف الحلقي، وهو مهم سريرياً؛ إذ يجرى من خلاله خزع الرغامى الإسعافي.

جـ - الغشاء الحلقي الرغامي:

يربط الغضروف الحلقي بالحلقة الرغامية الأولى.

د- الرباط الدرقي لسان المزماري:

يمتد من لسان المزمار في الأمام، ويرتكز على الغضروف الدرقي تحت الثلمة الدرقية مباشرة.

هـ- الرباط اللامي لسان المزماري:

يربط بين الوجه الخلفي للعظم اللامي والوجه اللساني للسان المزمار.

2- الأربطة الداخلية:

تجمع الأربطة الداخلية غضاريف الحنجرة بعضها ببعض، ولها شأن مهم في تمام انغلاق الحنجرة.

أ- الغشاء المربع  :quadrangular membrane

يشكل القسم العلوي من الغشاء المرن، يمتد من جانبي لسان المزمار حتى الغضروف الطرجهالي، ويغطيه الغشاء المخاطي مشكلاً الطية الطرجهالية لسان المزمارية والجدار الفاصل بين دهليز الحنجرة والجيب الكمثري، ويكون غير واضح تماماً إلا في قسمه العلوي حيث يشكل صفيحة رقيقة بين طبقتين من الغشاء المخاطي الذي يرافق شعباً رقيقة من العضلات، كما يشكل في الأسفل الشريط البطيني (الحبل الكاذب).

ب- المخروط المرن  :conus elasticus

تركيبه أثخن وأقوى من الغشاء المربع. يبدأ من الحافة العلوية لقوس الغضروف الحلقي ويمتد نحو الأعلى والإنسي ويصل إلى الوجه الباطن للغضروف الدرقي في الأعلى والأمام، وإلى النتوء الصوتي للغضروف الطرجهالي في الأعلى والخلف. يتشكل الرباط الحلقي الدرقي الناصف من تثخن الجزء الأمامي للمخروط المرن، كما يتشكل الرباط الصوتي من الحافة الحرة العلوية للمخروط المرن (ويعد أقوى أجزائه)، ويشكل هذا الرباط هيكل الحبل الصوتي. يتكثف الرباط الصوتي عند الملتقى الأمامي على الغضروف الدرقي مشكلاً اللطخة الصفراء الأمامية (رباط royle)، وفي الخلف على الناتئ الصوتي مشكلاً اللطخة الصفراء الخلفية.

ثالثاً- عضلات الحنجرة: الشكل (2) و(3):


الشكل (2) عضلات الحنجرة الخارجية

تقسم إلى عضلات خارجية وأخرى داخلية.

1- العضلات الخارجية:

منها ما هو خافض للحنجرة وهي : القصيّة الدرقية والقصيّة اللامية والكتفية اللامية، ومنها ما هو رافع للحنجرة وهي الضرسية اللامية والذقنية اللامية والإبرية اللامية وذات البطنين. وهنالك عضلات ملحقة هي المضيقة الوسطى للبلعوم والمضيقة السفلى للبلعوم والحلقية البلعومية، وهذه الأخيرة تشكل المصرة العلوية للمري.

2- العضلات الداخلية: الشكل (3) و (4):

لها أهمية كبيرة في تنظيم الخصائص الآلية (الميكانيكية) للحبال الحقيقية، إذ تضبط شكل الحبال ووضعيتها إضافة إلى مرونة كل طبقة من الطية الصوتية.

الشكل (3) عضلات الحنجرة الداخلية

أ- مجموعة العضلات التي تفتح المزمار:

(1)- العضلة الحلقية الطرجهالية الخلفية (المبعدة الوحيدة للحبل الصوتي): تنشأ من القسم السفلي والإنسي من الوجه الخلفي لصفيحة الغضروف الحلقي، وتسير بشكل مروحة لترتكز على الوجه الخلفي للناتئ العضلي للغضروف الطرجهالي.

(2)- العضلة الحلقية الطرجهالية الوحشية (مقربة): تنشأ من الحافة العلوية للسطح الوحشي لقوس الغضروف الحلقي وترتكز على الحافة الأمامية للناتئ العضلي للطرجهال.

(3)- العضلة الطرجهالية المعترضة (مقربة): تنشأ من السطح الخلفي للناتئ العضلي والحافة الخارجية لأحد الطرجهاليين، وتتجه للمرتكز نفسه على الطرجهال المقابل.

(4)- العضلة الطرجهالية المائلة: تمتد من السطح الخلفي للناتئ الصوتي لأحد الطرجهاليين إلى ذروة الطرجهال المقابل، وتتصالب كل واحدة مع نظيرتها، وتكون سطحية نسبة للعضلة الطرجهالية المعترضة. تعبر بعض الألياف حول ذروة الطرجهال وتتطاول ضمن الطية الطرجهالية لسان المزمارية وتسمى العضلة الطرجهالية لسان المزمارية، وتعمل عمل مصرة ضعيفة لمدخل الحنجرة.

الشكل (4) عمل العضلات الداخلية

ب- المجموعة التي تضبط توتر الحبال الصوتية:

(1)- العضلة الدرقية الطرجهالية: تمتد من الوجه الخلفي للبارزة الدرقية إلى النتوء الصوتي للغضروف الطرجهالي، وإلى السطح الأمامي الوحشي لجسم الطرجهال. تقع أعلى ووحشي الحافة الحرة للمخروط المرن، ويكون القسم السفلي من العضلة أثخن، ويشكل حزمة مستقلة هي العضلة الصوتية vocalis muscle، ويؤدي تقلصها إلى تقريب الطيات الصوتية، وهي تقصر وتخفض وتزيد ثخن الحبل الصوتي فتصبح الحواف مدورة وجسم الحبل قاسياً. تتمادى بعض ألياف العضلة ضمن الطية الطرجهالية لسان المزمارية ويستمر بعضها إلى حواف لسان المزمار باسم العضلة الدرقية لسان المزمارية، التي تسمح بتوسيع مدخل الحنجرة.

(2)- العضلة الحلقية الدرقية: العضلة الداخلية الوحيدة التي تقع خارج هيكل الحنجرة، تأخذ شكل المروحة، وتنشأ من السطح الوحشي للقوس الأمامية للغضروف الحلقي، ثم تنقسم أليافها وتمر للخلف ضمن مجموعتين:

الأولى سفلية، أليافها مائلة تمر إلى الخلف والوحشي إلى الحافة الأمامية للقرن السفلي للغضروف الدرقي، والثانية أمامية، أليافها مستقيمة تصعد إلى القسم الخلفي للحافة السفلية لصفيحة الغضروف الدرقي.

تدير هذه العضلة الغضروف الحلقي حول محور أفقي يمر عبر المفصل الحلقي الدرقي، وعملها إطالة الحبلين الصوتيين بزيادة المسافة بين زاوية الغضروف الدرقي والطرجهاليين، كما ترق حواف الحبلين وتصبح حادة.

رابعاً- الغشاء المخاطي الحنجري:

يستر الحنجرة غشاء مخاطي أسطواني مهدب ما عدا الحبل الصوتي  حيث يكون رصفياً مطبقاً. يشكل الغشاء المخاطي التواءات، أهمها الحبل الصوتي الحقيقي الذي تسير في ثخنه العضلة الدرقية الطرجهالية، والحبل الكاذب وهو التواء يمتد أيضاً بين زاوية الغضروف الدرقي والغضروف الطرجهالي، وبين الحبلين في كل جانب يوجد انخفاض يدعى البطين الحنجري (بطين مورغاني)، ثم هناك الالتواء اللساني لسان المزماري، والبلعومي لسان المزماري والطرجهالي لسان المزماري.

خامساً- الأوردة والشرايين: الشكل (5):

تتألف الشرايين الحنجرية من زوجين في كل طرف، هما الشريانان الحنجري العلوي والحنجري السفلي.

ينشأ الشريان الحنجري العلوي من الشريان الدرقي العلوي (فرع السباتي الظاهر) عند انحناء هذا الشريان نحو الأسفل باتجاه القسم العلوي من فص الغدة الدرقية، ويسير بشكل أفقي تقريباً عبر القسم الخلفي من الغشاء الدرقي اللامي مرافقاً الفرع الداخلي من العصب الحنجري العلوي ويخترق الغشاء أسفل العصب ويسير نحو الأسفل تحت مخاطية الجدار الوحشي وأرض الجيب الإجاصي، ويغذي مخاطية الحنجرة وعضلاتها.

أما الشريان الحنجري السفلي فهو شعبة من الشريان الدرقي السفلي الذي ينشأ من الجذع الدرقي الرقبي فرع الشريان تحت الترقوة، ويمر مع العصب الحنجري السفلي في قسم من المفصل الدرقي الحلقي ويدخل عبر فتحة في هذا المكان أسفل الحافة السفلية للعضلة المضيقة للبلعوم السفلية، وهو يتفاغر ضمن الحنجرة مع شعب الشريان الحنجري العلوي ليغذي الغشاء المخاطي والعضلات .

أما العود الوريدي فعبر الوريد الدرقي العلوي والدرقي المتوسط اللذين يصبان في الوريد الوداجي الباطن، وعبر الوريد الدرقي السفلي الذي يصب في الوريد العضدي الرأسي.

الشكل (5) الأوعية والأعصاب والنزح اللمفاوي للحنجرة

سادساً- النزح اللمفاوي: الشكل (5):

الأوعية اللمفاوية الحنجرية غزيرة ماعدا الحبل الصوتي الحقيقي إذ إن مخاطيته رقيقة وملتصقة بشدة على الرباط الصوتي. وهي تقسم إلى مجموعتين: أعلى الحبل الصوتي وأسفله.

تعبر القنوات الصادرة من المجموعة العلوية عبر الجدار الأمامي وأرض الجيب الكمثري مع الشريان الحنجري العلوي، ثم تتجه معه نحو الأعلى وتصب في سلسلة العقد الرقبية العلوية العميقة بين وتر ذات البطنين والكتفية اللامية، وينزح جزء ضئيل نحو الدوران السفلي أو الشوكي، وقد يصل بعضها إلى العقدة أمام الحنجرة (Hendrick).

أما المجموعة السفلية فتنزح إلى العقد ما حول الرغامى (حول العصب الراجع)، ويمر بعضها مع الشريان الحنجري السفلي والعصب الراجع ليصب في العقد الرقبية العميقة السفلية، وبعضها قد ينزح إلى العقد فوق الترقوة.

سابعاً- الأعصاب: الشكل (5) و (6):

يعصب الحنجرة عصبان أساسيان هما العصب الحنجري العلوي والعصب الحنجري السفلي، وهما مختلفان من حيث الوظيفة، فالعصب الحنجري العلوي عصب حسي وإفرازي ويعصب حركياً عضلة واحدة (الحلقية الدرقية)، في حين يحمل العصب الحنجري السفلي أو الراجع (لمساره نحو الأعلى) أليافاً مغذية وحركية لكل عضلات الحنجرة الداخلية ما عدا السابقة، وكلا العصبين ينشأان من العصب المبهم (القحفي العاشر).

- العصب الحنجري العلوي: ينشأ من العصب المبهم عند الناحية السفلية للعقدة السفلية، ويمر نحو الأسفل والإنسي باتجاه الحنجرة حيث ينقسم إلى شعبة خارجية صغيرة وأخرى داخلية كبيرة، تستمر الشعبة الخارجية بالنزول على الحافة الوحشية للعضلة المضيقة السفلية وتعصبها وتنتهي في العضلة الحلقية الدرقية، أما الشعبة الداخلية فتنحرف باتجاه الغشاء الدرقي اللامي مرافقة الشريان الحنجري العلوي وتخترق الغشاء، ثم تتشعب إلى عدد من الشعب الصغيرة تتوزع على الجدار الخلفي لقاعدة اللسان والوهدة ولسان المزمار والجيب الإجاصي ودهليز الحنجرة والبطين الحنجري والجدار الخلفي للحنجرة والجدار الأمامي للبلعوم بمستوى الغضروف الحلقي، وشعبة صغيرة منه تغذي مخاطية القسم السفلي للبلعوم متشابكة مع شعبة من العصب الحنجري السفلي، ويمتد قسم منها نحو الجدار الوحشي من الحنجرة.

- العصب الحنجري السفلي (الراجع) الشكل (6): ينشأ من العصب المبهم في الصدر ويمر نحو الأعلى بين المري والرغامى معطياً فروعاً لكليهما، ويكون مجاوراً الشريان الدرقي السفلي والسطح الخلفي للغدة الدرقية، ويدخل العصب الراجع الحنجرة مرافقاً الشريان الدرقي السفلي خلف المفصل الحلقي الدرقي، وينقسم في النهاية إلى شعبتين أمامية وخلفية ليعصب عضـلات الحنجرة حركياً ويعصب أيضاً حسياً مناطق الحنجرة الواقعة تحت مستوى المزمار.

الشكل (6)

ويختلف مسير العصب في الأيمن عن الأيسر؛ فهو أطول في الأيسر ويمر تحت قوس الأبهر ويسير صاعداً في الميزابة بين الرغامى والمري، أما في الأيمن فيمر تحت الشريان تحت الترقوة.

ثامناً- تقسيم تجويف الحنجرة:

يقسم التجويف إلى ثلاثة أقسام:

1- فوق المزمار: ويضم بطين الحنجرة والحبلين الكاذبين.

2- الحبلان الحقيقيان (المزمار): وتسمى المسافة بينهما المزمارglottis ، وهي أوسع في الرجال منها في النساء، وضيقة في الأطفال (سرعة حدوث الانسداد).

3- تحت المزمار: تمتد تحت مستوى الحبلين الحقيقيين بـ 2سم، وتعد أضيق منطقة في الحنجرة في الأطفال.

فيزيولوجيا الحنجرة:

أولاً- حماية السبيل التنفسي:

وذلك عن طريق عملها بصفة مصرة تمنع دخول الأشياء الغريبة إلى الرغامى والقصبات ما عدا الهواء، وذلك:

1- بإغلاق مدخل الحنجرة.

2- وإغلاق المزمار.

3- وإيقاف التنفس.

4- ومنعكس السعال وطرد المفرزات والأجسام الأجنبية.

لا يمتلك البشر منعكَسَ تقريبٍ متصالب للحبلين الصوتيين، أي إن تحريض العصب الحنجري العلوي في جانب لا يولد تحريضاً مرافقاً للعضلات المقربة في الجانب المقابل وبالتالي قد يؤدي شلل العصب الحنجري العلوي في جانب واحد إلى حدوث الاستنشاق على الرغم من سلامة العصبين الحنجريين الراجعين وذلك بسبب فشل إغلاق الحبل في جهة العصب المشلول.

يولد تحريض العصب الحنجري العلوي استجابات حنجرية تقريبية تعزز الدور البدئي للحنجرة في حماية التنفس من مجموعة مختلفة من التحريضات المؤذية الخطرة.

إن العصب الحنجري العلوي هو العصب الوحيد الذي يتواسط في عملية تشنج الحنجرة، ويسبب تحريضه تثبيط الفعالية التبعيدية في الحنجرة مما يؤدي إلى حدوث منعكس توقف التنفس بدرجاته المختلفة.

ثانياً- التحكم بالتنفس:

وذلك عن طريق تغيير حجم فوهة الحنجرة واتساعها بتأثير عضلي فاعل، وهو يساعد على تنظيم التبادل الغازي ضمن الرئة، وكذلك الحفاظ على التوازن الحامضي القلوي.

يتوسع المزمار في الحنجرة على نحو متناغم مع دفعات الفعالية الآتية مع العصب الحنجري الراجع، ويفتح المزمار بجزء من الثانية قبل سحب الهواء للداخل وذلك بسبب انخفاض الحجاب الحاجز.

تبين الدراسات التخطيطية العضلية الكهربائية أن التبعيد الدوري الحادث في أثناء حركات الشهيق والذي ينجم عن تقلص العضلتين الحلقيتين الطرجهاليتين الخلفيتين يتم بالتزامن مع عملية التنفس، وتتعدل درجة الفعالية التبعيدية للحبلين على نحو مباشر مع درجة مقاومة التهوية (تنقص هذه الفعالية مثلاً حين إجراء خزع الرغامى).

إن تقلص العضلة الحلقية الدرقية الدوري في أثناء الشهيق(تقرب الحبل الصوتي وتوتره) يزيد القطر الأمامي الخلفي لفتحة المزمار.

يستنتج مما سبق أن العضلتين الحلقية الطرجهالية الخلفية والحلقية الدرقية تُسيّران من قبل مركز التنفس في البصلة.

ثالثاً- التصويت:

وهو إنتاج الصوت عن طريق اهتزاز الحبلين الصوتيين، وهو يحتاج إلى خمسة شروط أساسية:

1- دعم تنفسي كافٍ (الجهد الزفيري).

2- تقارب الحبلين الصوتيين.

3- صفات اهتزازية ملائمة (للحبلين).

4- شكل جيد للحبال الصوتية.

5- توتر وطول ملائم للحبال الصوتية.

الشكل (7) الطية الصوتية

وينجم الكلام بذلك عن نغمة أولية على مستوى الحبلين الصوتيين الحقيقيين، ويتعدل هذا الكلام الأولي عن طريق حجيرات الرنين الواقعة في السبيل التنفسي الهضمي العلوي. وهناك نظريتان لتفسير إنتاج الكلام عند البشر:

1- النظرية العصبية العضلية: وهي تفترض أن كل دورة اهتزازية جديدة تنطلق ابتداءً من تحريضات عصبية مركزية تأتي من العصب المبهم لتصل إلى العضلات المناسبة في الحنجرة، وبالتالي- اعتماداً على هذه النظرية - يحدد معدل التحريضات الواصلة إلى الحنجرة تواتر اهتزاز الحبل الصوتي، وقد ثبت مؤخراً عدم صحة هذه النظرية.

2- النظرية العضلية المرنة - الهوائية الحركية: الشكل (1) و (2):

ولا بد هنا من شرح تشريح الحبل الصوتي نسجياً بوصفه طية اهتزازية، فهو يتكون من عدة طبقات اهتزازية، وهي: الشكل (7):

أ- الغطاء: ويتكون من الظهارة والطبقة السطحية للصفيحة الخاصة.

ب- الطبقة الانتقالية: وتتكون من الطبقتين المتوسطة والعميقة للصفيحة الخاصة.

ج- الجسم: وهو مكون من العضلة الصوتية. 

تهتز الحبال بتواتر 100-300 هرتز في أثناء الكلام العادي، و1000 هرتز أو أكثر في الغناء.

يبدأ التصويت  الشكل (8) باستنشاق الهواء، ثم ينغلق المزمار (الطيتان الصوتيتان)، ومع الزفير يزداد الضغط تحت المزمار حتى يبتعد الحبلان الصوتيان إلى الوحشي مسببين انخفاضاً مفاجئاً في الضغط تحت المزمار حيث يعود بعدها الحبلان إلى الوضع الناصف ثم تعود الدورة ثانية، ونتيجة لفعل برنولي Bernulli  عند خروج الهواء عبر الحنجرة وانخفاض الضغط تحت المزمار يتحرك الحبل الصوتي كطية صوتية مرنة، وبحدوث اختلاف التوقيت بين انفتاح الأقسام السفلية والعلوية للطية الصوتية تخلق حركة شبه موجية بالطية الصوتية من الأسفل نحو الأعلى حيث يتابع الضغط إبعاد الطية الصوتية وتبتعد الحواف العلوية ويندفع الهواء إلى الخارج على نحو انفجاري حتى تمام الفتح.

الشكل (8) اهتزاز الحبال الصوتية في أثناء التصويت

وعندما يحدث الانغلاق تتقارب الأقسام السفلية للطية الصوتية أولاً ثم الحواف العلوية ويحدث الإغلاق التام. وتعود الدورة ثانية بتجمع الهواء تحت المزمار، ولا تهتز الطيتان الصوتيتان كوحدتين قاسيتين بل تبديان حركة شبه موجية لها مركبتان عمودية وأفقية، وتسمى هذه الحركة الموجة المسافرة على طول المخاطية المغطية للجدران الجانبية لفتحة المزمار.

تعود الصفات الاهتزازية للصوت عالي النغمة إلى زيادة توتر الطية الصوتية ونقص ثخنها، وعند التصويت بنغمة منخفضة ترتخي العضلة الصوتية ويسهم جسم الحبل الحقيقي في التذبذب والاهتزاز.

أما التحكم بنغمة الصوت فيكون بتغيير طول الحبل الصوتي وتوتره الأمر الذي يضبط التواتر الأساسي لاهتزاز الحبل الصوتي، وبالتالي إحداث تغيرات ديناميكية في الصوت.

تحدد صفات الحنجرة وشكلها تواتر الصوت، فحنجرة الطفل أصغر من حنجرة البالغ وتتفق مع صوت عالي النغمة، وفي أثناء بلوغ الصبيان تؤدي زيادة حجم الحنجرة السريعة إلى نغمة غير مضبوطة للصوت إلى أن يتم التكيف مع التشريح الجديد.

مكونات السبيل الصوتي:

يمكن تقسيم السبيل الصوتي عند البشر إلى عدة مكونات:

1- المفعل: يتكون من الجهاز التنفسي بما في ذلك الرئتان والعضلات التنفسية، إذ يقدم هذا الجهاز تيار الهواء الذي يقدّم بدوره الطاقة الاهتزازية للحبل الصوتي.

2- مولد مصدر الصوت: تقوم الطيتان الصوتيتان بدور الهزازة.

3- المرنّات: تقوم مناطق فوق المزمار والبلعوم السفلي والبلعوم الفموي والأنفي بتعديل الإشارة الصوتية بعملها كحجيرات رنين أو تضخيم يتعدل تواترها الرنيني الأساسي عن طريق تغيير الأبعاد الثلاثية لأشكال أجوافها.

4- النطق: يقدم كل من الحنك واللسان والأسنان والشفاه المزيد من التعديلات على الإشارة الصوتية.

رابعاً- وظائف أخرى:

1- تثبيت الصدر.

2- يمَكّن إغلاق المزمار من زيادة الضغط داخل الصدر والبطن مما يساعد على القيام بأعمال مثل الرفع والحفر والتغوط والتقيؤ والتبول والولادة.

3- حماية الطريق الهوائي: وذلك بسبب توضعها المنخفض ضمن العنق؛ فهي:

أ- تتخذ في أثناء الراحة أوضاعاً مختلفة ضمن العنق بحسب العمر، فهي تقع بمستوى عالٍ في الوليد (الفقرة الرقبية الأولى والثانية)، في حين تنزل أكثر عند المسنين لتصل إلى مستوى الظهرية الأولى والثانية مما يضع الحنجرة تحت خطر كبير لحدوث الاستنشاق عند المتقدمين بالعمر.

ب- يلاحظ وجود تواصل أنفي بلعومي في الوليد نتيجة لاقتراب لسان المزمار من الوجه الخلفي للحنك؛ مما يوفر حمايته ضد الاستنشاق بسبب تشكيل طريق هوائي مستمر من الأعلى إلى الأسفل، ويفسر الوضع التشريحي السابق نوعية التنفس الأنفي الإجباري في الوليد بين الشهر الأول والسادس.

جـ - يؤدي لسان المزمار دور الترس الواقي للحنجرة إذ يوجه الطعام المبتلع نحو الجانبين باتجاه الحفرتين الكمثريتين   pyriform بعيداً عن فوهة الحنجرة في المنتصف، وتتعزز وظيفة الحماية هذه عن طريق ارتفاع الحنجرة باتجاه جوف الأنف في أثناء البلع، وتسهم الغضاريف القرينية والإسفينية ضمن الطيتين الطرجهاليتين لسان المزماريتين في تصليب الطيتين السابقتين ودعمهما.

د- يمنع الحبلان الكاذبان خروج الهواء من الرئتين، وذلك بسبب شكلهما التركيبي الخاص (مما يمكّن من أداء وظيفة التقشع)، أما الحبلان الحقيقيان وبسبب حافتيهما المنقلبتين للأعلى فإنهما يعوقان دخول الهواء، وتتحقق بذلك وظيفة الحماية.

 

   

 


التصنيف : أذن أنف حنجرة
النوع : أذن أنف حنجرة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 496
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 484
الكل : 31106575
اليوم : 7965