logo

logo

logo

logo

logo

الاستجابة المناعية ضد الأورام

استجابه مناعيه ضد اورام

-

 الاستجابة المناعية ضد الأورام

الاستجابة المناعية ضد الأورام

مستضدات الأورام المعالجة المناعية للسرطان
الآليات المناعية لرفض الورم المعالجة المناعية المنفعلة
هروب الأورام من الاستجابة المناعية تحريض الاستجابة المناعية للورم عند المضيف
 

السرطان مرض شائع يؤدي فيه الجهاز المناعي دوراً كبيراً. وقد أصبح جلياً أن الاستجابة المناعية ضد السرطان لها دور واعد في العلاج. وبسبب أهمية الجهاز المناعي في استجابة المضيف ضد الورم، فقد أصبح علم مناعة الأورام اختصاصاً يعمل فيه الباحثون والأطباء السريريون سوية.

تعمل الاستجابة المناعية ضد الخلايا الورمية بوصفها أجساماً أجنبية، وهذا يختلف عما يحدث عادة عند الاستجابة للعوامل الممرضة الخمجية.

إن المستضدات التي تسم الورم على أنه جسم أجنبي يمكن أن توجد في أي نوع من الخلايا المعرضة للتسرطن، وبالتالي يجب أن تكون آليات تحريض الاستجابة المناعية ضد الأورام فعالة ضد أنواع متنوعة من الخلايا. وتؤدي اللمفاويات التائية السامة للخلايا Cytotoxic T Lymphocytes (CTLs) الدور الأساسي في الآلية التي يستخدمها الجهاز المناعي لقتل الخلايا الورمية، وسيركز في هذا البحث على النقاط التالية:

• ما المستضدات في الأورام التي يتعرفها الجهاز المناعي على أنها جسم أجنبي؟

• كيف يتعرف ويستجيب الجهاز المناعي للورم؟

• كيف يمكن تعزيز الاستجابة المناعية ضد الأورام كي تتمكن من رفض الورم؟

الاستجابة المناعية ضد الأورام: منذ أكثر من قرن من الزمن اقتُرِح أن إحدى الوظائف الفيزيولوجية للمناعة التلاؤمية هي منع النمو المفرط outgrowth للخلايا المتحولة transformed وتدميرها قبل أن تصبح أوراماً مؤذية. ويسمى التحكم بالخلايا الخبيثة وقتلها من قبل الجهاز المناعي بالترصد المناعي (Immune surveillance). وتوجد أدلة عديدة تدعم فكرة أهمية الترصد المناعي للوقاية من النمو الورمي (الشكل ١). لكن تطور الأورام الخبيثة الشائعة عند أشخاص ذوي مناعة سوية يشير إلى أن المناعة ضد الأورام غير قادرة على الوقاية من النمو الورمي في أغلب الأحيان، أو أن النمو الورمي السريع يتغلب عليها بسهولة. وإضافة إلى ذلك تتميز السرطانات بقدرتها على تجنب التدمير من قبل الجهاز المناعي؛ وهذا ما قاد إلى تنامي الاعتقاد أن الاستجابة المناعية تجاه الأورام خاضعة بوجه خاص للتحمل Tolerance أو التنظيم regulation وليس للمناعة الفعالة. يركز حقل المناعة ضد الأورام على تعريف أنماط مستضدات الأورام التي يرتكس الجهاز المناعي ضدها، وعلى طبيعة الاستجابات المناعية، وتعزيز آليات تحسين المناعة ضد الأورام.

القرينة

استنتاج

الارتشاح بالخلايا اللمفاوية حول بعض الأورام، وضخامة العقد اللمفاوية النازحة Draining قد يشيران إلى إنذار أفضل.

الاستجابة المناعية ضد الأورام تثبط النمو الورمي.

عند نقل ورم مُسانج syngeneic لحيوان يتم رفضه من قبل الجسم، ويتم الرفض بسرعة أكبر إذا كان الحيوان قد تعرض سابقاً لهذا الورم. المناعة ضد نقل الأورام يمكن أن تنقل بوساطة الخلايا اللمفاوية من حيوان حامل للورم.

رفض الأورام يظهر ميزات الجهاز المناعي التلاؤمي (النوعية – الذاكرة) وهو متواسط بالخلايا اللمفاوية.

الأشخاص المضعفون مناعياً لديهم زيادة في نسبة حدوث بعض أنواع الأورام.

الجهاز المناعي يثبط نمو الأورام.

أدى العلاج بوساطة حصر بعض المستقبلات، مثل PD-1 و CTLA-4 إلى هجوع ورمي.

تجنب الأورام للترصد المناعي عن طريق تشغيل engaging مستقبلات مثبطة على الخلايا T.

الشكل (١): أدلة داعمة لمفهوم ارتكاس الجهاز المناعي ضد الأورام. تشير عدة أدلة سريرية وتجريبية إلى أن الدفاع ضد الأورام يتم بتواسط ردات فعل (ارتكاس) الجهاز المناعي التلاؤمي.

مستضدات الأورام :

تبدي الأورام الخبيثة أنواعاً مختلفة من الجزيئات التي قد يتعرفها الجهاز المناعي بوصفها مستضدات أجنبية (الشكل ٢). ولكي يكون الجهاز المناعي قادراً على الارتكاس ضد ورم في شخص ما يجب أن يكون للورم مستضدات يتعرفها الجهاز المناعي على أنها مستضدات أجنبية. ويمكن تصنيف المستضدات الورمية الشائعة ضمن عدة مجموعات:

الشكل (٢): أنواع المستضدات الورمية التي يتم إدراكها من قبل الخلايا التائية النوعية للورم قد تكون أنماطاً شاذة من بروتينات ذاتية لا تساهم في السلوك الخبيث للورم، أو منتجات جينات ورمية أو جينات كابتة للورم، أو بروتينات ذاتية تعبر عن نفسها بشكل زائد، أو منتجات لفيروسات محدثة للأورام. إن مستضدات سرطان الخصية هي بروتينات يتم التعبير عنها بطريقة طبيعية في الخصية وفي بعض الأورام. قد يتم تعرف المستضدات الورمية من قبل الخلايا التائية ، و لكن المعروف عن وظيفة الخلايا التائية في المناعة ضد الأورام ما يزال قليلاً.

نواتج جينات طافرة متنوعة: إن المعرفة الحديثة لمتواليات مجين genomes الورم كشفت أن الأورام الشائعة عند الإنسان تخفي عدداً كبيراً من الطفرات في جينات متنوعة، وهي لا تؤدي أي دور في نشوء الورم، وتسمى الطفرات العابرة Passenger mutation. وقد يحرض العديد من منتجات هذه الجينات المعدلة استجابة مناعية تلاؤمية في المرضى المصابين بالأورام. وفي الأورام المحدثة تجريبياً والمحرضة بوساطة مواد مسرطنة كيميائية أو بالأشعة تكون المستضدات الورمية منتجات شاذة من بروتينات خلوية طبيعية. وعملياً يمكن لأي جين أن يكون طافراً بشكل عشوائي في أورام مختلفة.

منتجات جينات ورمية oncogene ، أو منتجات جينات طافرة كابحة للأورام (mutated tumor suppressor genes): تكون بعض المستضدات الورمية منتجات لجين ورمي طافر أو تعرَّضَ للإزفاء translocated، أو منتجات جينات كابحة للأورام يحتمل أن تشترك في عملية التحول الورمي، وتسمى طفرات قائدة .driver هذا النوع من الطفرات قد يرمز إلى بروتينات يتم إدراكها على أنها أجسام أجنبية. كما أن البروتينات الجديدة الناتجة من ترميز نقاط فصم الإزفاء translocation breakpoints تعمل مستضدات ورمية.

• بروتينات تتبدى بشكل شاذ: في عدة أورام بشرية تكون المستضدات الورمية التي تحرض الاستجابة المناعية بروتينات طبيعية (غير طافرة)، ولكنها تتبدى express بشكل شاذ في الأورام. هذه المستضدات الطبيعية الذاتية Self- antigens من غير المتوقع أن تحرض استجابة مناعية ضدها، ولكنها قد تصبح هدفاً مناعياً عندما تتبدى بطريقة شاذة. على سبيل المثال: البروتينات الذاتية التي يكشف عنها في النسج الجنينية فقط ربما لا يتم تحملها عند البالغين؛ ولهذا فعندما تكتشف بروتينات مشابهة لها في الأورام قد يدركها الجهاز المناعي بوصفها أجساماً أجنبية.

المستضدات الفيروسية: في الأورام التي تحدث بسبب فيروسي من الممكن أن تكون المستضدات الورمية هي منتجات فيروسية.

الآليات المناعية لرفض الورم :

إن الآلية المناعية الأساسية للقضاء على الورم هي قتل الخلايا الورمية بوساطة اللمفاويات التائية السامة للخلايا النوعية للمستضدات الورمية (CTLS). وإن الغالبية العظمى من المستضدات الورمية التي تثير الاستجابات المناعية في الأفراد الذين يعانون من الورم هي بروتينات سيتوبلاسمية أو نووية مصنعة داخل الخلية والتي يتم عرضها كببتيدات مرتبطة بالصنف I من معقد التوافق النسيجي الكبير class 1 major histocompatibility complex (MHC) لذلك يتم تعرف هذه المستضدات من قبل الخلايا التائية السامة CD8+ الخاصة restricted بمعقد التوافق النسيجي الكبير (class 1 MHC) ، التي تتمثل وظيفتها في قتل الخلايا المنتجة للمستضدات. وقد تم تأكيد دور الخلايا التائية السامة في رفض الورم في نموذج حيواني، حيث يمكن تدمير زروعات الأورام عن طريق نقل خلايا تائية +CD8 حساسة للأورام إلى الحيوانات التي تحمل الورم. وتشير دراسات على بعض الأورام البشرية إلى أن الارتشاح الواسع بالخلايا التائية السامة ينبئ بسير سريري أفضل مقارنةً بالأورام التي ترافقها خلايا تائية سامة متناثرة.

تتحرض استجابة الخلايا التائية السامة ضد الأورام عن طريق إدراكها للمستضدات الورمية الموجودة على الخلايا المقدمة للمستضد عند المضيف Antigen – Presenting Cells (APCs). تلتقم الخلايا المقدمة للمستضد الخلية الورمية أو مستضداتها وتقدم المستضدات للخلايا التائية (الشكل٣).

الشكل (٣): الاستجابة المناعية ضد الأورام. يتم التقاط المستضدات الورمية من قبل الخلايا التغصنية للمضيف، وتبدأ الاستجابات في الأعضاء اللمفاوية المحيطية (الثانوية). تهاجر الخلايا التائية السامة النوعية عائدة إلى الورم وتقتل الخلايا الورمية. أما آليات المناعة الورمية الأخرى فهي غير موضحة هنا.

من الممكن أن تنشأ الأورام عملياً من أي خلية منواة، تبدي عادة جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير من الصنف (MHC 1) I، ولكنها عادة لا تبدي منبهات مشاركة costimulatorأو جزيئات معقد التوافق النسيجي من الصنف 2 ((MHC2 2 ومعلوم أن تفعيل الخلايا التائية البكر CD8+) (naive لتتكاثر وتتمايز إلى خلايا تائية سامة فعالة (CTLs) يحتاج إلى تعرف مستضد (ببتيد مرتبط بمعقد التوافق النسيجي من الصنف I) موجود على الخلايا التغصنية dendritic cells، وبتنبيه مشارك costimulation من الخلايا التائية CD4+ المرتبطة بمعقد التوافق النسيجي من الصنف II. إذاً كيف تحرض أنواع الأورام المختلفة استجابة الخلايا التائية السامة؟ إن الجواب المحتمل هو أن الخلايا التغصنية لدى المضيف تلتقم الخلايا الورمية أو بروتيناتها وتعالج مستضدات الخلايا الورمية وتعرضها على جزيئات معقد التوافق النسيجي من الصنفI . تسمى هذه العملية العرض المتصالب cross- presentation ، أو البدء المتصالبCross- priming. كما تستطيع الخلايا التغصنية أن تعرض ببتيدات المستضدات الورمية على جزيئات معقد التوافق النسيجي من الصنف II؛ ولذلك يمكن أن يتم تعرف المستضدات الورمية من قبل الخلايا التائية CD8+، أو من قبل الخلايا التائية CD4+.

في الوقت نفسه الذي تقدم فيه الخلايا التغصنية المستضدات الورمية، من الممكن أن تبدي منبهات مشاركة تعطي إشارات لتفعيل الخلايا التائية. من غير المعروف كيف تحرض الأورام المنبهات المشاركة في الخلايا المقدمة للمستضد؛ لأن المحفز الفيزيولوجي لبدء تحريض المنبهات المشاركة يكون عادة مكروباً، والأورام عقيمة بوجه عام. أحد الاحتمالات هو أن الخلايا الورمية تموت عندما يكون نموها أكبر من ترويتها الدموية وواردها الغذائي، والخلايا الميتة تحرر منتجات تحرض الاستجابة المناعية الخلقية. إن تفعيل الخلايا المقدمة للمستضدAPCs لتبدي المنبهات المشاركة هو جزء من هذه الاستجابة.

وعندما تتمايز الخلية التائية CD8+ البكر إلى خلية تائية فعالة تصبح قادرة على قتل الخلايا الورمية التي تحمل المستضدات الملائمة لها من دون الحاجة إلى منبه مساعد أو مشارك من الخلايا التائية. ولهذا فإن تمايز الخلايا التائية القاتلة قد يتحرض بالعرض المتصالب من قبل الخلايا التغصنية للمضيف، ولكن الخلايا التائية السامة فعالة بذاتها ضد الورم.

إضافة إلى الخلايا التائية السامة قد تؤدي الآليات المناعية دوراً في رفض الورم؛ فقد تم كشف استجابات مضادة للورم من الخلايا التائية CD4+ وأضداد في المرضى، ولكن لم يتم تأكيد دور هذه الاستجابات المضادة للورم.

إن الدراسات التجريبية أوضحت أن البلاعم الكبيرة المفعلة والخلايا الفاتكة الخلقية قادرة على قتل الخلايا الورمية في الزجاج، ولكن دور هذه الآليات في الدفاع عند الأشخاص الحاملين للأورام لم يتضح بعد.

هروب الأورام من الاستجابة المناعية:

تخفق الاستجابات المناعية عادة في كشف نمو الورم لأن الأورام تطور آليات للتهرب من انكشاف أمرها للمناعة، أو تقاوم الآليات المناعية الدفاعية. ويواجه الجهاز المناعي تحديات كبيرة في مكافحة الأورام لأن الاستجابة المناعية يجب أن تقتل كل الخلايا الورمية لتكون فعالة، ولأن الأورام تستطيع النمو بسرعة. وإن نمو الورم يتجاوز بسهولة عادة الدفاعات المناعية. وقد تكون الآليات المناعية ضد الأورام ضعيفة لأن العديد من الأورام تحرّض استجابة التهابية طفيفة واستجابة تآزرية خفيفة، وقد تبدي قليلاً من المستضدات غير الذاتية. وليس من المفاجئ أن تتهرب الخلايا الورمية من الاستجابة المناعية للمضيف من أجل البقاء والنمو، فالأورام تستخدم آليات عدة لتتجنب التدمير بوساطة الجهاز المناعي (الشكل ٤):

الشكل (٤): تهرب الأورام من الاستجابة المناعية، تتحرض المناعة المضادة للورم عندما تتعرف الخلايا التائية مستضدات الورم وتتفعل. الخلايا الورمية تتهرب من الاستجابة المناعية عندما تخفي مستضداتها أو جزيئات معقد التوافق النسيجي، أو عبر إنتاج سيتوكينات مثبطة للمناعة، أو روابط مثل ترتبط بالمستقبلات المثبطة الموجودة على سطح الخلايا التائية.

• تتوقف بعض الأورام عن إبداء المستضدات التي تكون هدفاً للهجمات المناعية، تدعى هذه الأورام الأنواع فاقدة المستضدات Antigen loss variants. إذا كان المستضد المفقود غير مشارك في العمل على استمرارية الخصائص الخبيثة للأورام فإن الخلايا الورمية المختلفة تستمر في النمو والانتشار.

• تتوقف أورام أخرى عن إبداء جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير نمط I (MHC)، بحيث لا تستطيع هذه الأورام عرض المستضدات على الخلايا التائية (CD8+). وتتعرف الخلايا الفاتكة الطبيعية على الجزيئات المعبرة عن الخلايا الورمية ولكن ليس عن الخلايا الطبيعية، وتتفعّل عندما تفقد خلاياها الهدفية جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير نمط I؛ لذلك يمكن أن تؤمن الخلايا الفاتكة الطبيعية آلية لقتل الأورام على الرغم من سلبية معقد التوافق النسيجي الكبير النمط الأول.

• تستخدم الأورام السبل التي تثبط تفعيل الخلايا التائية. وتبدي بعض الأورام لجائن Ligand للمستقبلات المثبطة للخلايا التائية مثل PD-1. وبعض الأورام يمكن أن تسبب نقصاً في مستويات B7 المحرض المشارك للخلايا المقدمة للمستضد (APCs) مؤدية إلى ارتباط خاص بالمستقبل المثبط CTLA-4 على الخلايا التائية أكثر من ارتباطه بالمستقبل المحرض CD28. النتيجة النهائية هي إنقاص تفعيل الخلايا التائية عند تعرف مستضدات الأورام. وبعض الأورام تحرض خلايا تائية تنظيمية regulatory تثبّط الاستجابة المناعية المضادة للورم.

• هناك أورام أخرى تفرز سيتوكينات مثبطة للمناعة، مثل عامل النمو المحول بيتا Transforming growth factor β، أو تحرض خلايا تائية تنظيمية تثبط الجواب المناعي المضاد للورم. 

المعالجة المناعية للسرطان: 

الاستراتيجية الأساسية للمعالجة المناعية هي تزويد المريض بعوامل مضادة للأورام (أضداد وخلايا تائية)، وبالتالي تمنيع المريض تمنيعاً فاعلاً ضد الورم، وتحريض الاستجابة المناعية المضادة للورم الخاص بالمريض. 

في الوقت الحالي أغلب «البروتوكولات» العلاجية للسرطانات المنتشرة تعتمد على العلاجين الكيميائي والشعاعي، وكلاهما يؤديان إلى أذية الأنسجة الطبيعية غير الورمية وإلى سمية خطرة. أما الاستجابة المناعية فهي موجهة بدقة؛ لذلك من المأمول أن تؤدي المناعة الموجهة للورم إلى القضاء على الأورام من دون أذية المريض. تم تجريب العديد من المقاربات العلاجية للأورام عند الحيوانات والبشر. وإن تاريخ العلاج المناعي للورم يوضح كيف تم الاستغناء عن المقاربات البدئية (وهي عادة تجريبية) لتحل محلها الاستراتيجيات المنطقية التي تعتمد على تقدم فهم الاستجابات المناعية الطبيعية (الشكل ٥).

الشكل (٥): تاريخ العلاج المناعي للسرطان. تلخيص بعض أهم الاكتشافات في حقل العلاج المناعي للسرطان.

المعالجة المناعية المنفعلة :

إحدى استراتيجيات المعالجة المناعية للأورام تعتمد على طرق مختلفة من التمنيع المنفعل، ويتم فيها حقن المقويات المناعيةeffectors في مرضى الأورام (الشكل ٦-أ):

العلاج بالأضداد: لقد تم استخدام الأضداد وحيدة النسيلة ضد العديد من المستضدات الورمية في عدة أنواع من السرطانات. ترتبط الأضداد بالمستضدات الورمية وتفعل الآليات الدفاعية للمضيف، مثل البلاعم أو نظام المتممة مما يؤدي إلى تحطم الخلايا الورمية. وعلى سبيل المثال: الضد النوعي لـ CD20 الموجود على الخلايا البائية، ويستعمل في علاج أورام الخلية البائية بالمشاركة مع العلاج الكيميائي عادة. ولأن الـ CD 20 ليس له وجود في الخلايا الجذعية المولدة للدم hematopoietic stem cells ، فإن الخلايا البائية الطبيعية يعاد إملاؤها replenished بعد إيقاف العلاج بالأضداد. من الممكن استخدام أضداد أخرى وحيدة النسيلة في العلاج والتي تعمل من خلال إيقاف نقل إشارة عامل النمو (مثل أضداد HER2/Neu لسرطان الثدي أو الأضداد التي تستهدف مستقبلات EGF Receptor لأورام مختلفة)، أو عن طريق تثبيط اصطناع الأوعية، مثل الأضداد التي تستهدف عامل النمو الوعائي البطاني لأورام القولون وأورام أخرى.

العلاج الخلوي المتبنى: من الممكن أن تفصل الخلايا التائية من الدم أو من رشاحة الورم، وتنمّى بإجراء زروع وإعطاء عوامل نمو، ويعاد حقنها للمريض نفسه. من المحتمل أن تتضمن اللمفاويات التائية خلايا تائية سامة للخلايا CTLs، والتي تكتشف الخلايا الورمية وتدمرها. يدعى هذا بالعلاج الخلوي المتبنى، وقد تم تجريبه في علاج عدة أنماط من السرطانات الانتقالية، ولكن النتائج كانت متفاوتة بحسب المرضى ونوع الورم.

مستقبلات المستضدات المركبة الخيمرية chimeric: وهي مستقبلات تتعرف مستضدات الأورام، ويتم إدخالها بشكل جيني على اللمفاويات التائية عند المريض، ثم يتم إكثار هذه الخلايا خارج الجسم، وبعدها يعاد نقلها إلى المريض. وأظهرت هذه العلاجات فعالية ملحوظة في بعض الابيضاضات.

تحريض الاستجابة المناعية للورم عند المضيف:

يمكن تحريض الاستجابة المناعية المضادة للورم عند المضيف بإعطاء اللقاح بمستضدات الورم، أو بإيقاف الآليات التي تثبط المناعة ضد الورم.

التطعيم : إن تطعيم المرضى بخلاياهم الورمية أو مستضدات هذه الخلايا هو إحدى الطرق المحفزة لمناعة فعالة ضد الورم. إن تعرف مستضدات الورم مهم جداً لإنتاج لقاح ضد الورم، ويمكن إعطاء هذه اللقاحات كبروتينات مأشوبة مع مساعدات adjuvants. وبطريقة أخرى: يتم تكثير expanded الخلايا التغصنية للمريض في أنبوب المختبر ابتداء من خلايا سليفات دموية، ثم يتم تعريضها لخلايا ورمية أو مستضدات ورمية محددة defined، وتستعمل هذه الخلايا التغصنية التي تحمل المستضدات الورمية لقاحاً. ويؤمل بأن تقلد هذه الخلايا التغصنية الحاملة للمستضدات الورمية السبيل الطبيعي للعرض المتصالب cross- presentation وتفعِّل اللمفاويات السامة للخلايا الورمية. وحققت اللقاحات ضد الأورام نجاحات معتدلة، ربما بسبب أن هذه اللقاحات العلاجية أعطيت لمرضى مصابين بأورام طوّرت آليات مثبطة للاستجابة المناعية للأورام. يمكن الوقاية من الأورام المحدثة بسبب فيروسات ورمية بإعطاء اللقاحات المضادة لهذه الفيروسات. وهناك لقاحان أثبتا فعالية واضحة، وهما اللقاح ضد التهاب الكبد ب (وهو سبب أحد أنواع سرطان الكبد)، والفيروس الحليمي البشري (سبب سرطان عنق الرحم). وتقي هذه اللقاحات من الإصابة بالفيروسات، وتعطى للأفراد قبل أن يصابوا، وبالتالي تمنع حدوث المرض (مثل كل اللقاحات الواقية من الإصابة بالأخماج).

حصار نقاط المراقبة : أدى إدراك أن الأورام تقوم بتفعيل آليات منظمة تثبّط الاستجابة المناعية إلى إجراء مقاربات ونماذج جديدة وواعدة في العلاج المناعي للأورام. إن المبدأ الأساسي في هذه الاستراتيجية يقوم على تعزيز الاستجابة المناعية عند المضيف عن طريق إحصار الإشارات المثبطة للمفاويات، وبالتالي إزالة نقاط المراقبة عن الاستجابة المناعية (الشكل ٦-ب). وقد تمت الموافقة على ضد للبروتين CTLA-4 لعلاج الميلانوما في عام 2011. أظهرت التجارب السريرية أن الأضداد التي تحصرPD-1، أو الرابط (ligand) المقابل له (PD-L1) ذات فعالية مبهرة في علاج أنواع مختلفة من الأورام. وأخذت أضداد PD-1 المستخدمة في العلاج المناعي للسرطانات الموافقة في 2014. وإن الاستجابة المناعية المحرضة عن طريق إحصار نقاط المراقبة نوعية إلى حد كبير ضد ببتيدات منتجة من جينات طافرة في الأورام. وكما هو متوقع يطور المرضى المعالجون بالأضداد السابقة (خاصة أضداد CTLA 4) تظاهرات لمناعة ذاتية؛ لأن الوظيفة الفيزيولوجية للمستقبلات المثبطة هي المحافظة على تحمل المستضدات الذاتية.

الشكل (٦): آليات تعزيز الاستجابات المناعية المضادة للأورام:

أ- نقل الأضداد أو الخلايا التائية المضادة للورم، أحد أشكال المناعة المنفعلة. مفهوم العلاج بالخلايا التائية هو أن تعبّر الخلايا التائية للمريض عن أضداد تتعرف المستضد الورمي.

ب- إحصار السبل المثبطة لتعزيز الاستجابات الداخلية المنشأ المضادة للورم. لقاحات الأورام (غير موضحة بالشكل): يتم أحياناً حقن شكل من أشكال الخلايا التغصنية التي تمت حضانتها مع الخلايا الورمية أو مستضداتها.

العلاج بالسيتوكينات: من الطرق الأخرى التي تعزز الاستجابات المناعية للأورام استخدام السيتوكينات التي تفعّل الخلايا اللمفاوية. أول سيتوكين استخدم في هذه الطريقة هو الإنترلوكين 2 (IL-2) . ولكن استخدامه السريري محدود بسبب التأثيرات السمية الشديدة الناجمة عن الجرعات العالية المطلوبة لتفعيل الخلايا التائية المضادة للورم. يعزّزIL-2 أعداد الخلايا التائية المنظمة ووظائفها، التي قد تتداخل مع المناعة المضادة للأورام. يوجد العديد من السيتوكينات المستخدمة في العلاج الجهازي والعلاج بالحقن الموضعي للأورام، لكن أغلب النتائج غير مشجعة حتى الآن.

ماهر سيفو

 

التصنيف : علم المناعة
النوع : الجهاز المناعي
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 536
الكل : 29627047
اليوم : 7057