logo

logo

logo

logo

logo

الترب (بنية -)

ترب (بنيه )

Soil structure -

 الترب

الترب (بنية -)

التركيب الطوري للتربة soil phase structure

مقاطع التربة

آفاق التربة

الصفات الفيزيائية الطبيعية لمقطع التربة

تحسين بنية التربة

 

تعد بنية التربة soil structure فرع من علم التربة (البدولوجي pedology) الذي يهتم بدراسة نشأة التربة وتكوينها وتركيبها وخصائصها الميكانيكية والفيزيائية والكيميائية والحيوية والخصوبية كافة، وكذلك خصائصها الشكلية المورفولوجية وتقسيمها وتصنيفها، وطرائق صيانتها من التدهور والمحافظة على خصوبتها ورفع كفاءتها الإنتاجية.

تُشكل التُربة الطبقة الرقيقة السطحية من القشرة الأرضية، والتي تكوَّنت نتيجة تهشم الصخور وتفتتها وتفككها وانحلالها نتيجة عمليات التجوية المختلفة، كما تُمثل من وجهة النظر الفيزيائية (الطبيعية) والكيميائية والحيوية النطاق أو الحاضن لنمو النبات. وتشترك أنواع التُرب جميعها بأنّ لصفاتها ترتيباً مُحدَّداً وفق الاتجاه الرأسي؛ إذ يُلاحظ تغير الخصائص الفيزيائية (الطبيعية) كاللون والقوام والبناء ودرجة التماسك وسماكة الآفاق horizons، وتبدُل للخصائص الكيميائية كتغير درجة حموضتها ومحتواها من العناصر والمركبات الكيميائية.

التركيب الطوري للتربة soil phase structure

تضم جميع أنواع التُرب حالات المادة بأطوارها الأربعة: الصلبة والسائلة والغازية وكذلك العضوية، مع تباين نسب تلك الأطوار وتفاوتها من نوع تُربة إلى آخر ومن أفق إلى آخر ضمن مقطع التربة الواحد، كما تتبدل تلك النسب مع الزمن نتيجة ظروف الوسط المحيط ولاسيما الشروط المناخية السائدة التي تؤثر مباشرة في عمليتي الإزالة أو الإضافة. يبين الشكل (1) التركيب الوسطي لمكونات التربة.

 

الشكل (1) التركيب الوسطي لمكونات التربة.

1- الطور الصلب solid phase: مصدره الصخور الأم ويرث عنها صفاته، مكوِّناً الجزء الرئيس والهيكلي للتربة، ويتألف من ثلاثة أجزاء رئيسة هي الجزء الفلزي وهو الجزء المسيطر، والجزء العضوي والجزء المختلط الفلزي العضوي مع تفاوت نسب توفر هذه الأجزاء من تُربة إلى أخرى.

2- الطور السائل liquid phase: وهو المحلول الأرضي في التربة وما يتضمنه من أملاح ومركبات ذائبة فيه، ويُعد أكثر أطوار التربة حركيةً وتبدلاً، ويرتبط تركيبه بالظروف المناخية السائدة وبشكل خاص كمية الهطل المائي.

3- الطور الغازي gaseous phase: يمثل الهواء الذي يشغل الفجوات والفراغات الخالية من المحلول الأرضي (الماء)، لذلك فإن نسب وجوده تتغير تبعاً لنسب رطوبة التربة، ويختلف التركيب الكيميائي لهواء التربة عن هواء الغلاف الجوي فهو أكثر غنى بثنائي أكسيد الكربون وأكثر فقراً بغاز الأكسجين، وتزداد هذه الفروقات شدةً كلما تدنت عمليات التهوية، كما يتغير تركيب هواء التربة ضمن مقطع التربة الواحد وذلك تبعاً لتغير العمق أو تبعاً لتغير الموسم (الفصل) أو في اليوم الواحد بين الليل والنهار تبعاً لتغيرات درجات الحرارة.

4- الطور العضوي أو الطور الحي bio or life phase: ويضم أنواع أحياء التربة النباتية والحيوانية الحية أو الميتة كافة، والتي تُسهم مجتمعةً في عملية تكوين التربة.

مقاطع التربة

يأخذ مقطع التربة مجموعة من المُسميات، منها يكون له المدلول ذاته، هي:

- مقطع التربة الإقليمي: وتكون مجمل خصائصه مميزة لإقليم مُحدد أو منطقة جغرافية مُحددة.

- مقطع التربة النموذجي: وتكون مجمل خصائصه مميزة لأراضي محددة معينة.

- مقطع التربة الطبيعي: يعكس صفات مقطع التربة الطبيعي الظروف البيئية السائدة.

- مقطع التربة غير الطبيعي: يعكس صفات مقطع التربة صفات مختلفة عن صفات مقطع التربة الطبيعي المُميز للظروف البيئية السائدة، وذلك نتيجة تبدل شروط التعرية.

- مقطع التربة القوامي: يكون القوام في الأفق تحت السطحي أنعم منه في الأفق السطحي وذلك نتيجة انتقال حبيبات الطين دقيقة الأبعاد وهجرتها من الأفق السطحي وتراكمها في الأفق تحت السطحي.

- مقطع التربة الوراثي: يتكون مقطع التربة هنا نتيجة تأثير عوامل تكوين التربة الطبيعية فقط.

- مقطع التربة الجيولوجي: ويتألف من فتات صخري ورواسب تجمعت وتراكمت بفعل العمليات الجيولوجية، من دون أن يتأثر بعوامل تكوّن التربة.

- مقطع التربة العكسي: يتشكل مقطع التربة من الرسوبات النهرية، وينتشر في مناطق الدلتات النهرية خاصة.

آفاق التربة

أفق التربة هو طبقة التربة الموازية أو شبه الموازية لسطح التربة، ذات الخواص الطبيعية والكيميائية والخصوبية التي تميزها من الطبقات التي تعلوها أو تقع تحتها والناجمة عن عمليات تكوين التربة ومادة صخورها الأصل. تم تقسيم التربة رأسياً إلى مجموعة من الآفاق المتمايزة، تأخذ اتجاهاً موازياً لسطح التربة الخارجي أو قد تكون مائلة عليه أو متموجة أو متصلة أو متقطعة، والحدود بينها إما أن تكون واضحة وإما متدرجة وإما مدمجة غير واضحة. ويمكن الفصل بين آفاق التربة المتتابعة رأسياً من السطح الخارجي نحو الأعماق بسهولة ويُسر في الحقل بالعين المجردة من خلال تغير اللون أو القوام أو البناء أو المستجدات والتكوينات الحديثة وغيرها.

تعود عملية تشكل آفاق التربة وتمايزها إلى مجموعة من العوامل الرئيسة منها تجوية الصخور الأم (الفلزات الأولية) وتشكل فلزات ثانوية جديدة، وتراكم المخلفات النباتية والحيوانية في التربة لاسيما في آفاقها السطحية ومن ثم تفسخها وتحللها وتحولها إلى مركبات عضوية ومواد دبالية، والتفاعلات النشطة بين الأجزاء الصلبة الفلزية مع المواد والمركبات العضوية وتشكيل مركبات معقدة معدنية عضوية، وتوزع نواتج عمليات التجوية تحت تأثير عمليات تكوين التربة وتمايزها ضمن مقطع التربة إلى مجموعة من الآفاق.

ويمكن أن يقسّم مقطع التربة النموذجي من السطح الخارجي حتى طبقة الصخور الأم إلى آفاق تشخيصية. وتعد أشكال الحدود بين آفاق التربة وطبيعة الانتقال فيما بينها صفة مورفولوجية مهمة، ومؤشراً محدداً إلى شدة عمليات تكوين التربة، ولتعيين الحدود بين آفاق التربة المختلفة يُعتمد أساساً على تغيرات اللون أو النسيج أو البناء، والتي تكون مرتبطة على نحو رئيس بالتركيب الكيميائي للمكونات الفلزية الرئيسة في الآفاق وبمحتواها من المادة العضوية والدبالية (كمياً) ومدى تحللها وتفسخها (نوعياً). تكون آفاق التربة الترسيبية أو البحيرية غالباً على هيئة طبقات ذات حدود فاصلة واضحة أو فجائية وذلك بسبب اختلاف طرائق الترسيب ودوراته ومصادر تغذيته وأنواعها.

وتقسَم الحدود بين آفاق التربة تبعاً لشكلها للأنواع الأربعة التالية (الشكل 2):

الشكل (2) أشكال الحدود بين آفاق التربة.

أ- مستوية ناعمة smooth: تكون الحدود بين الآفاق مستوية تقريباً، تتصف بها أغلب الترب وتصادف عادةً عندما يكون الانتقال تدريجياً، كما تصادف عند الانتقال الحاد، مثل أسفل أفق الحراثة أو عند التطبق الأفقي لمواد الأصل (الأم)، أو في أفق الترسيب من الماء الجوفي.

ب- متموجة wavy: يكون اتساع (عرض) الحد أكبر من عمقه وتكون النسبة بين عمق التموج وطوله أقل من النصف، وتنتشر الحدود المتموجة غالباً تحت الأفق الدبالي في تُرب الغابات.

ج- جيبية عروية lobate: يطلق عليها أحياناً الحدود غير المنتظمة؛ إذ يكون عمق الحد (الجيب) أكبر من اتساعه (عرضه)، وتتغير النسبة بين عمق الجيب واتساعه بين 0,5-2 على ألا يقل عدد الجيوب عن جيبين في المتر.

د- لسانية tongued: ويكون عمق الحد أكبر بكثير من اتساعه (عرضه) وتتغير النسبة بين عمق الجيب واتساعه بين 2و5سم، تقسم إلى لسانية ضحلة يقل عمق اللسان عن 5سم ولسانية عميقة يتجاوز عمق اللسان 10سم. تنتشر غالباً في الترب العشبية والسهبية أسفل أفق الغسل أو الأفق الدبالي.

كما تقسَم الحدود بين الآفاق استناداً إلى المسافة الرأسية التي يتم فيها تغير خصائص التربة؛ أي تبعاً لطبيعة الانتقال بين آفاق التربة إلى خمسة أنواع (الشكل 3) هي:

 

الشكل (3) طبيعة الانتقال بين آفاق التربة.

أ- مبتور abrupt: يحدث الانتقال في مسافة أقل من 2 سم، يظهر غالباً بين الأفقين الأوليين (A وB) في الترب القلوية (ترب السولونتس Solonetz).

ب- حاد sharp: يكون الحد الفاصل بين أفقين متتاليين واضحاً، ولا يتجاوز مقدار خطأ تحديد الحدود بين الآفاق بين 2 و5 سم، وينتشر هذا النوع من الانتقال عند التغير الكبير في درجة التدبل أو تكوين المستجدات، وكذلك في الحدود السفلى لأفق الحراثة المفكك.

ج- واضح clear: تحدد الحدود بمسافة تراوح بين 5و 10سم، وتصادَف في الحدود السفلى للآفاق الطينية الموحلة وكذلك أسفل الآفاق الدبالية.

د- متدرج gradual: ويمكن تحديد الحدود بمسافة تراوح بين 10و 20سم، وتشاهد على نحو رئيس في آفاق الترب الحمراء.

هـ- منتشر diffuse: لا يمكن تحديد الحدود بين الآفاق إلا بمسافة أكبر من 20 سم، وينتشر بين آفاق الترب الطينية المدارية بنية اللون والترب القلابة.

الصفات الفيزيائية الطبيعية لمقطع التربة

تُعرّف الصفات الفيزيائية الطبيعية لمقطع التربة بأنها جميع الصفات التي يمكن تحديدها باستخدام وسائط اختبار بسيطة، وتشتمل على العمق واللون والتبقعات والبنية والتكوينات الحديثة والشوائب.

عمق التربة: هو شيء نسبي، وليس هناك تعريف واضح ومحدد له، فهو يُعرَّف وفق بعض المدارس بأنه العمق الذي يحوي المادة الدبالية؛ في حين تحدده مدارس أخرى بأنه العمق الذي ينتشر فيه المجموع الجذري للنباتات، وعرفته مدارس أخرى بأنه العمق الذي تتم فيه عمليات تكوين التربة وتشكلها. ويتباين عمق التربة تبعاً لدرجة نشاط تلك العمليات وكذلك طبيعة صخورها الأم وعمرها؛ لكن عموماً يضم عمق التربة عادةً الأفقين A وB عند توفرهما. وقد تم الاتفاق على تصنيف مقاطع التربة تبعاً لسماكته في أربع مجموعات رئيسة هي: مقطع تربة قليل العمق يقل عن 50سم، متوسط العمق يراوح بين 50 و100سم، وعميق بين 100 و150سم، وأخيراً عميق جداً يزيد على 150سم.

لون التربة:

يُحَّدد لون التربة أو لون آفاقها -بحالتيها الجافة أو الرطبة- باستعمال لوحات مانسل للون (جدول مانسل Munsell color chart) (الشكل4)، وتعد صفة لون التربة على نحو رئيس من الصفات الموروثة من لون مادة الأصل (الصخور الأم)، وتمثل أكثر الصفات الفيزيائية وضوحاً وأسرعها تحديداً، وتبيّن عدداً من خصائص التربة الفيزيائية والكيميائية والخصوبية (العضوية) وتتابع عمليات تكوينها؛ فهي تتأثر مباشرة بالتركيب الفلزي للأفق وكذلك درجة تطوره؛ لذلك يستخدم اللون في تحديد الحدود الفاصلة بين آفاق مقطع التربة الرئيسة أو حتى الآفاق الثانوية في الحقل، ويمكن من خلال اللون استقراء المحتوى العضوي أو آفاق تراكم الأملاح وسوياته وكذلك المحتوى الرطوبي وظروف التهوية للتربة.

الشكل (4) إحدى لوحات ألون التربة (جدول مانسل).

وبما أن لون التربة يتأثر مباشرة بمحتواها من الرطوبة؛ لذلك يمكن تحديد لون التربة في الحقل بحالتي التربة (الجافة والرطبة). كما يمكن أن يتبدل اللون ويتحول تحت تأثير عوامل تكوين التربة (العوامل البدوجينية)، فمثلاً يمكن أن تكتسب التربة ألواناً ناتجة من:

- اللون الداكن القاتم للتربة: ينتج من المادة العضوية الدبالية على نحو رئيس، أو وجود فلزات الطين من مجموعة السمكتيت، أو زيادة المحتوى الرطوبي، أو وجود أكسيد المنغنيز، كما يؤدي وجود كربونات الصوديوم في التربة إلى إكسابها لوناً داكناً.

- اللون الفاتح للتربة: يُميز ترب المناطق الجافة وشبه الجافة، نتيجة الجفاف وقلة الهطل المائي وتكون كمية المادة العضوية في التربة محدودة، كذلك يكون المحتوى الرطوبي للتربة منخفضاً؛ ممّا يُساهم في ترسيب الأملاح الذائبة والأملاح فاتحة اللون مثل كربونات الكلسيوم والجبس، كما يميز التربة الغنية بفلزات مجموعة الكاولينيت Kaolinite، وكذلك التربة الغنية بالكوارتز أو الغنية بفلزات مجموعة الفلدسبات.

- اللون الأحمر للتربة: تُعدّ فلزات أكاسيد الحديد اللامائية –مثل فلز الهيماتيت- المسؤول الرئيس عن اكتساب التربة اللون الأحمر، ويصبح هذا اللون أكثر وضوحاً تحت ظروف صرف جيدة، وكذلك ظروف أكسدة (تهوية) جيّدة للتربة.

- اللون البني القرميدي للتربة: يميز تُرب المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية، حيث ظروف الأكسدة "تهوية" جيدة والهطل المائي غزير، وتعد فلزات أكاسيد الحديد المائية - وخصوصاً فلز الغوتيت Goethite- المسؤول عن اللون البني القرميدي في التربة، كما يؤدي غنى التربة بفلزات الطين الإيليتية Illiteإلى تلونها باللون البني.

- اللون الأصفر للتربة: يميز التُرب الغنية بأكسيد الحديد المائي من نوع الليمونيت Limonite.

- اللون الأخضر للتربة: ويميز التُرب عالية الرطوبة والغنية بفلز الغلوكونيت أو فلز النونترونيت Nontronite.

- اللون الأزرق للتربة: يُصادف في التربة نادراً، ويُميز بعض أنواعها المستنقعية والغنية بفلز الفيفانيت.

التبقعات mottles: يتم التعبير عن التبقعات بالنسبة المئوية لمجموع مساحة البقع بالنسبة إلى وحدة مساحية محددة من التربة، وتنشأ التبقعات (التبرقشات) في مقطع التربة على نحو رئيس نتيجة أكسدة أكاسيد العناصر الانتقالية كالحديد والمنغنيز في الأراضي الغدقة أو إرجاعها، والناتجة من تغير منسوب الماء الأرضي. وتقسم درجة التبقع تبعاً لوفرتها إلى تبقعات قليلة ومتوسطة وعالية، كما تقسم تبعاً لأبعادها إلى تبقعات صغيرة جداً وصغيرة ومتوسطة وكبيرة.

بنية التربة soil structure: تعبر بنية التربة عن توصيف انتظام الحبيبات المكونة لها وحجمها وشكلها وترتيبها وشكل ترابطها، ويمكن أن يكون مقطع التربة أحياناً عديم البنية، وهذا ما يُميز الآفاق السطحية للترب الرملية؛ إذ تتألف مكونات التربة من حبيبات رمل مفككة ومبعثرة غير مندمجة أو متماسكة معاً، أو في التربة الطينية الثقيلة حيث تلتصق حبيبات الطين معاً بشدة مكونةً ترباً طينية متراصة. هذا وتتوقف صلاحية التربة بوصفها بيئة صالحة لنمو النبات على بنيتها نظراً لتأثيرها المباشر في خواص التربة مثل التهوية والنشاط الحيوي ونفاذية التربة للماء وتكوين آفاق التربة ضمن مقطعها، كما تحدد البنية درجة تجمع مكونات التربة ممّا ينعكس مباشرة على التهوية والنفاذية ومقدار الرشح، وتؤثر أيضاً في انجراف التربة؛ ففي حال وجود أفق سطحي كتلي صلد مصمت البنية فإن مقدار المياه الراشحة سينخفض إلى أدنى درجاته، ومن ثم ستزداد كمية المياه الجارية ممّا يؤدي إلى تحفيز عمليات جرف التربة وتنشيطها. وتُعدُ البنية من خواص التربة سريعة التغير والتبدل، فعلى سبيل المثال يمكن تغيير بنية التربة بسهولة عبر تغير طرائق خدمتها أو تبديل محاصيلها الزراعية؛ لذلك يتوجب المحافظة على بنية التربة والاهتمام بها.

وعموماً تمَّ تحديد الأنواع الرئيسة التالية من أنماط بنى التربة: بنية صفائحية platy، وبنية موشورية prismatic، وبنية عمودية columnar، وبنية شبه مزواة subangular، بنية كتلية blocky or massive، وبنية حبيبية granular، وأخيراً البنية الفتاتية crumb (الشكل 5).

الشكل (5) أنماط بنى التربة المختلفة وأشكالها.

وقد تكون البنية وحيدة النمط في كامل مقطع التربة أو تتعدد أشكالها ضمن المقطع الواحد. إلا أنه عموماً ومع العديد من الاستثناءات تختلف البنية في مقاطع التربة وفق القاعدة العامة التالية: تتميز آفاق التربة السطحية ببنية فتاتية قد تصل أقطارها إلى نحو 3 مم. أما في آفاق التربة تحت السطحية (آفاق الترسيب والتراكم) فتصبح البنية كتلية أو موشورية تراوح أبعاد أقطار تجمعاتها الحبية بين 10 و100مم، ويصل ارتفاعها إلى نحو 300مم؛ في حين تصبح بنية التربة في آفاقها السفلى ملتحمة مصمتة (متراصة).

بنية التربة وأهميتها الزراعية

تُعدُّ تجمعات التربة الحبيبية الفتاتية التي تراوح أقطارها بين 1و5مم والثابتة مائياً وذات المسامية المعتدلة؛ أجود تجمعات التربة من وجهة النظر الزراعية. وليتم تشكل تلك التجمعات البنائية للتربة لابدّ من توفر مجموعة من عوامل تشكل بنية التربة أهمها: قوى الضغط الناشئة من نمو الجذور النباتية، والضغوط الناجمة عن حركة الديدان أو الحشرات، وانتباج (انتفاخ) التربة وتقلصها نتيجة تبللها أو جفافها، وتجمد الماء أو ذوبان الجليد ضمن التربة، وتخثر المواد الغروية خاصةً فلزات الطين والتي تؤدي دور المواد الضامة لتجمعات التربة الحبيبية، وترسيب الأملاح ولاسيما كربونات الكلسيوم، ووجود نسب كافية من المواد العضوية الدبالية التي تؤدي دوراً رئيساً في تكوين بنية ثابتة نتيجة ارتباطها بمكونات التربة الحبيبية المعدنية.

التكوينات الحديثة والشوائب

التكوينات الحديثة: تختلف التكوينات الحديثة (المستجدات) عادةً عن مكونات التربة المُحيطة بها، إما بالمنشأ وإما باللون وإما بالبنية وإما بالشكل والصلادة ودرجة الاندماج والتركيب، ويتم تقسيمها وفق منشئها إلى مواد وتكوينات كيميائية وأخرى عضوية حيوية.

التكوينات الحديثة الكيميائية: وتضم الأنواع الرئيسة التالية:

أ - كربونات الكلسيوم: تظهر بيضاء اللون، وتأخذ أشكالاً متعددة، تتفاعل مع حمض كلور الماء وتفور بشدة.

ب - كبريتات الكلسيوم المائية (الجبس): تبدو بيضاء أو صفراء، ذات أشكال متعددة، ولا تتفاعل مع حمض كلور الماء.

ج - الأملاح الذوابة في الماء: فاتحة اللون غالباً بيضاء، وتأخذ أشكالاً متعددة، تميز المناطق الجافة وشبه الجافة.

د - أكاسيد الحديد والمنغنيز: تتميز بألوانها البنية أو الحمراء أو البنية المصفرة أو السوداء.

هـ - فلزات الحديدي: ألوانها زرقاء أو رمادية أو خضراء.

و - أكاسيد السليسيوم: تأخذ أشكالاً متعددة وتكون ألوانها بيضاء.

ز - المركبات الدبالية: تأخذ ألواناً بنية داكنة قاتمة أو رمادية قاتمة إلى سوداء.

التكوينات الحديثة العضوية: وتضم جذور النباتات، وكذلك مفرزات الكائنات الحيوانية كالديدان وأنفاق القوارض.

الشوائب: وهي جميع المواد والتجمعات المادية التي يعثر عليها في التربة، من دون أن يكون لها أي دور أو مساهمة في عمليات تكوينها، ومن أمثلتها القطع المعدنية أو الآجرية أو بقايا حطام زجاجي... وغير ذلك.

تحسين بنية التربة

هناك العديد من الطرائق والعمليات التي يمكن تطبيقها وتنفيذها على التربة، والتي تؤدي إلى تحسين بنائها من خلال المحافظة على حالة تجمع مكوناتها الحبية، كما تمنح التربة مسامية مناسبة تحقق لها تهوية وكذلك نفاذية جيدة، وتمنع أو تحد أو تقلل من تدهورها أو انجرافها نتيجة تفكك مكوناتها الحبية، أهمها:

- انتهاج برامج الدورات الزراعية، والتي تكون المحاصيل البقولية إحدى مكوناتها الرئيسة، لما لهذه المحاصيل من دور رئيس في رفع المقدرة الخصوبية للتربة عن طريق جذورها، والتعايش مع كائنات حية دقيقة محددة.

- اتباع التسميد الأخضر من خلال قلب المحاصيل في التربة ولاسيما المحاصيل البقولية منها، ويفضل أن يكون ذلك في طور الإزهار.

- زراعة المحاصيل النجيلية أو المحاصيل الزراعية ذات المجموع الجذري الليفي كونه يسهم في تكوين بنية التربة.

- إجراء عمليات الحراثة المناسبة في مواعيدها المحددة، وتجنب الحراثة العميقة ولاسيما في التربة سيئة البناء.

- إضافة الكلس إلى الترب الحمضية أو إضافة الجبس إلى الترب القلوية.

- إضافة الكميات المناسبة والضرورية من الأسمدة الكيميائية المعدنية.

- إغناء التربة بالمادة العضوية أو المحافظة على محتواها منها من خلال عمليات التسميد العضوي المتكرر والمنتظم.

- خفض محتوى التربة من الأملاح وعلى وجه الخصوص الأملاح الصودية، وذلك من خلال تجنب الري بمياه مالحة، وإنشاء شبكة صرف جيدة.

عبدالرحمن محيي الدين السفرجلاني

مراجع للاستزادة:

- فلاح أبو نقطة، أساسيات في علم التربة، منشورات جامعة دمشق، دمشق 2004.

- حسن حبيب، أسس علم التربة، منشورات جامعة دمشق، دمشق 2013.

- عبدالرحمن السفرجلاني، علم التربة، منشورات جامعة دمشق، دمشق2014.

- A.S. Cakmak, Soil-Structure Interaction, Elsevier Science, 2014.

- M. Carter, S. P. Bentley, Soil Properties and Their Correlations, Wiley 2016.

- G. Lazebnik, G. Tsinker, Monitoring of Soil-Structure Interaction: Instruments for Measuring Soil Pressures, Springer 2012.

 


التصنيف : علوم البيئة والتنوع الحيوي
النوع : علوم البيئة والتنوع الحيوي
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 566
الكل : 31589653
اليوم : 24508