logo

logo

logo

logo

logo

تحسين النسل

تحسين نسل

Eugenics -

تحسين النسل

أسامة عارف العوا

 

اليوجينا أو علم تحسين النسل eugenics هو علم يدرس كيفية اختيار الصفات الوراثية المرغوبة والجيدة للبشر لأجل تحسين الأجيال المستقبلية. ويُعدّ المستكشف البريطاني وعالم الطبيعة فرنسيس غالتون Francis Galton مؤسساً لهذا العلم عام 1883؛ إذ تأثر غالتون بنظرية تشارلز داروين Charles Darwin عن الاصطفاء الطبيعي وأن حياة البشر في المجتمع يحكمها «البقاء للأصلح»، ويُعدّ من أوائل الدعاة إليه والحالمين بالمدن المثالية utopias التي تقطنها مجتمعات مثالية، وإذا كان الأمر كما ذكر تشارلز داروين أن الأنواع تعرضت للتغيير بفعل التربية أو التكاثر الاصطفائي selective breeding؛ فإنه يمكن إجراء ذلك في الإنسان لتحسين نسله. يطالب غالتون بشدة بتحسين سلالة البشر ذاتها كما حُسِّنت سلالات أخرى، وأن يكون التزاوج من الأفضل، وليس من الأردأ، وقد أطلق تعبير تحسين النسل؛ من دون الاهتمام بمكتشفات مندل Mendel التي يشير بعضها إلى أن نحو 25% من أبناء الآباء الذين يحملون مورثات متنحية يظهرونها متماثلة الألائل في أنفسهم. وقد زعم غالتون أن الوراثة تؤدي دوراً في صفات الذكاء والعقل والسلوك على الرغم من أنها قابلة للنقاش والجدل العلميين نظراً لعدم توفر قواعد علمية راسخة للقياسات المتجردة والموضوعية لما يمكن دعوته صفات «مرغوبة» أو «غير مرغوبة»، ومدى تدخل الأهواء الشخصية أو السياسية في ذلك.

تحسين النسل موضوع مهم قد يسميه بعض العلماء «علماً» أو فلسفة اجتماعية، استعمل بنجاح في تحسين الصفات الحيوانية منذ عدة قرون، لكنه مفهوم سيئ السمعة عند الإنسان، ارتبط منذ مطلع القرن العشرين بأعمال لا إنسانية في الولايات المتحدة الأمريكية ثم في ألمانيا وعدد من البلدان الأوربية؛ لأنه يشير إلى الرغبة في دراسة طرائق تحسين «نوعية» السلالات البشرية بغية الحصول على أجيال تالية من النسل تتصف بصفات وراثية ومظهرية جيدة، وذلك بمنع تزاوج الأشخاص المصابين بعلل وراثية مثل الصحة الرديئة والذكاء المنخفض والأمراض العقلية والعدوان الاجتماعي وغيرها (تحسين سلبي)، وبمعنى آخر إنقاص تكرار الجينات الرديئة في المجتمع، وتشجيع التزاوج بين الأشخاص المتميزين صحياً وعقلياً ومظهرياً وغير ذلك من صفات حسنة بغية زيادة تكرار جيناتها (تحسين إيجابي).

أقرت 16 ولاية أمريكية نحو عام 1917 قوانين تقضي بتعقيم sterilization الأشخاص المصابين بالضعف العقلي أو الجنون والمجرمين والمغتصبين وغيرهم ممن كانوا يُعدّون خطراً غير ملائم وراثياً على مجتمعاتهم. وبلغ عدد من نفذت فيهم هذه القوانين حتى عام 1935 نحو 30 ألفاً. وكان الرأي السائد أنه إذا كان للولايات الحق في إعدام المجرمين فَلِمَ لا يكون لها الحق في منع المتخلفين عقلياً من التناسل، وكأن التخلف العقلي يعادل الإجرام. ومن الأحكام المشينة التي أصدرتها المحاكم بهذا الشأن حكم يسمح لسلطات ولاية فرجينيا بتعقيم المدعوة كاري بك Carrie Buck، كانت فتاة في السابعة عشرة من العمر أدخلت مع ابنتها فيفيان Vivian مؤسسة للمتخلفين عقلياً حيث كانت فيها أمها إيما Emma أيضاً. وبعد إجراء اختبار سطحي على الطفلة فيفيان البالغة سبعة أشهر فقط أعلن أنها تتصف بالبلاهة، وصدر أمر بتعقيم والدتها كاري، وادعى القاضي المسؤول عن ذلك بأن «ثلاثة أجيال من البلاهة تكفي!». وقد توفيت الطفلة في عمر مبكر، أما أمها كاري فقد عاشت حتى عمر متقدم، وكانت امرأة محترمة ذات ذكاء متوسط. وقد حاولت شقيقتها دوريس Doris (التي عقمت أيضاً) إنجاب أطفال على مدى عدة سنوات قبل أن تعي ماذا عُمل بها على الرغم منها. وقد استمرت ولاية فرجينيا في تعقيم المرضى المتخلفين عقلياً حتى سبعينيات القرن العشرين. وبهذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي أنها حصن الحرية الفردية قد عقَّمت أكثر من 100 ألف شخص بسبب الضعف العقلي؛ مستندة إلى أكثر من 30 قانوناً صدرت بين عامي 1910 و1935.

لم تكن الولايات المتحدة هي الوحيدة في هذه الأعمال، فقد نفذتها دول أخرى مثل السويد وكندا وفنلندا والنروِج وغيرها. وكانت ألمانيا أكثرها شهرة في هذا الصدد؛ إذ عقَّمت نحو 400 ألف شخص، ثم أعدمت بعضاً منهم. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية يُزعم أن نحو 70 ألف شخص من المرضى النفسانيين عُقِّموا ثم أُعدموا بالغاز.

في حين كانت بريطانيا الدولة الصناعية الوحيدة التي لم تسنّ أي تشريع بشأن تحسين النسل، ولم يسمح للحكومة بأن تتدخل في حرية أي فرد بشأن زواجه، وذلك على الرغم من كون هذه الدولة مصدر معظم البيانات العلمية الخاصة بتحسين النسل في العقود الأربعة الأولى من القرن العشرين.

إن تحسين النسل أمر يهم كل إنسان: وذلك يعني أن يجتهد الإنسان (ذكراً وأنثى) في انتقاء شريك حياته بحيث يكون ذا ذكاء وقّاد وعقل نيّر وجسم سليم صحياً ومظهر جيد، فالانتقائية هنا تعني الشيء الكثير للفرد الراغب في تحسين نسله.

ومع تنامي الاهتمام بوراثة الجماعات أو الوراثة السكانية population genetics صار واضحاً أن الاصطفاء السلبي ليس عملاً مثمراً، وتزداد صعوبة الأمر بمعرفة أن معظم الصفات -بما فيها السلوكية- يتحكم فيها عدد من الجينات، وليس زوجاً واحداً منها فحسب، وهي مبعثرة في مواقع مختلفة من الجينوم، وأن الصفات التي يتحكم فيها عدد كبير من الجينات تتأثر بشدة بالعوامل البيئية.

وبحسب رأي غالتون تعني كلمة «نحن» شيئاً جماعياً أكثر منه فردياً. وقد كان كارل بيرسون Karl Pearson من أوائل الأتباع المتحمسين لغالتون وأشد أنصاره، وكان اشتراكياً مؤمناً بفكرة المدينة الفاضلة وعالماً إحصائياً لامعاً. ولشعوره بالقوة الاقتصادية المتنامية لألمانيا فقد حوَّل النظرة إلى هذا الموضوع إلى بحيرة من الشوفينية الوطنية، بحيث لا يكفي أن يكون الفرد محسِّناً للنسل، بل يجب أن تكون الأمة كلها كذلك. وأن يكون للدولة state تدخل مهم في تحديد من يُسمَح له بالزواج ومن يُمنَع من ذلك.

في بداية القرن العشرين تصاعد الاهتمام في بريطانيا بتحسين النسل وضرورة التخطيط الجيد للزيجات، وعُقِدَت اجتماعات وندوات حول هذا الموضوع. وكان هناك أمر مشابه في ألمانيا حيث نتج تفاؤل كبير بشأن التطور الذي يساير النمو الاقتصادي والاجتماعي، وذلك من المزج بين فلسفة فريدريش نيتشه Friedrich Nietzsche بشأن مفهوم البطل the hero ودستور إرنست هايكل Ernst Haeckel عن القدر الحيوي (البيولوجي)، ووقعت البيولوجيا في شِباك الاشتراكية الوطنية (النازية) National Socialism.

سرعان ما حدث تحول في شأن تحسين النسل، وذلك من حيث تشجيع التزاوج بين «أفضل» الناس ومنعه بين «الأسوأ»، والنظر إلى الأسوأ على أنهم في الأساس هم الأناس الحمقى أو ضعيفو العقل والذكاء؛ بمن فيهم المدمنون على الكحول والمصابون بالصرع والمجرمون والمجانين ومن يماثلهم.

وكان ذلك واضحاً للغاية في الولايات المتحدة الأمريكية، أقنع تشارلز دافنبورت Charles Davenport عام 1904 -وكان من المعجبين بغالتون وبيرسون- أندرو كارنيغي Andrew Carnegie؛ ليؤسس له مخبر كولد سبرنغ هاربر Cold Spring Harbor Laboratory؛ ليدرس فيه شؤون تحسين النسل. وكان دافنبورت محافظاً يتمتع بطاقة كبيرة، وجَّه اهتمامه نحو منع التزاوج بين الأسوأ من الناس بدلاً من تشجيعه الزواج بين الأفضل منهم. وبعد إثبات المندلية الوراثية في مطلع القرن العشرين أصبحت الفكرة الأمريكية بشأن «التمازج» بين فئات الناس من الماضي. وكان أيضاً سياسياً بارعاً وذا تأثير قوي في السياسيين، واستغل في تلك الفترة صدور كتاب ناجح لهنري غودارد Henry Goddard يتحدث عن عائلة «خيالية» ضعيفة التفكير، ويؤكد أن التفكير الضعيف أمر متوارث، وتمكن بذلك مع مساعديه من التأثير في الرأي السياسي الأمريكي وإقناعه بأن تلك «السلالة» كانت في خطر شديد يؤدي إلى التفسخ والانحطاط.

انطلق كثير من الأمريكيين المتفائلين بتحسين النسل من شعورهم المضاد للهجرة من البلاد الأخرى إلى بلدهم. وكان جنون العظمة عند كثيرين منهم ينبه على أن الأصول الأنغلوساكسونية «الفضلى» أصبحت مهددة بالانهيار، واستخدم بعضهم أمور تحسين النسل غطاء للحد العنصري من الهجرة. ونتيجة لضغوط الداعين إلى تحسين النسل صدر في عام 1924 قانون الحد من الهجرة Immigration Restriction Act، فمنع الأوربيين وغيرهم من الهجرة على مدى العشرين سنة التالية لصدوره.

اهتم العالم الأمريكي غراهام R. K. Graham بموضوع تحسين النسل، وكان مليونيراً متفائلاً بمستقبل البشرية. وأسس في عام 1980 ما أسماه «مخزن الاختيار التناسلي»، وكان مؤمناً أن «انتقاء الذكاء» هو الذي سينقذ البشرية من أخطار توقف أعمال الاصطفاء الطبيعي natural selection في الإنسان، واستدعى ذلك بحسب اعتقاده تأسيس «المستودع» المذكور لإتاحة الفرص أمام أكبر عدد ممكن من «أفضل» الناس للحصول على عدد أكبر من الأطفال المتمتعين بصفات جيدة.

اهتم غراهام بأن يكون «المستودع» طليعة لبنوك نطاف ذكية لإنتاج أناس مبدعين وأذكياء لم يكونوا ليولدوا لولا ذلك. ولتحقيق ذلك تمكن من إقناع عدد من الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم لإمداد «مستودعه» بسوائل منوية منهم، واختار عشرات من العلماء الصغار لمساعدته، ومن ثم أعلن مشروعه في الصحف والمجلات موجِّهاً دعواته إلى النسوة المهتمات بذلك؛ شريطة أن يكنَّ مثقفات ومتزوجات من رجال عقيمين، وذوات موارد مالية جيدة. وبسرعة كبيرة استجاب عدد كبير منهن إلى دعوته حتى إنه وضع أسماء بعضهن على قائمة الانتظار، وأعلن أسماء الرجال «المتميزين» الذين سيساهمون بسوائلهم المنوية لتلقيح النسوة المختارات صنعياً بغية إنتاج نسل «متميز»، ونشر دليلاً ضمنه أوصاف أولئك الرجال على نحو مثير، مثل: (السيد فوشيا الحائز ميداليات أولمبية ذهبية، طويل القامة، رشيق، ذكي، رجل أعمال ناجح ومؤلف)، وترك للنساء حرية اختيار النطاف ممن يردن من هؤلاء الرجال.

أعلنت صحيفة لوس أنجلس تايمز المشهورة عن المستودع المذكور، فانطلق غضب علمي وشعبي عارم، فقد كانت أفكار تحسين النسل سائدة في الولايات المتحدة الأمريكية في النصف الأول من القرن العشرين، وتلطخت بأعمال النازيين ومنظمات إرهابية أخرى- مثل منظمة كو كلوكس كلان Ku Klux Klanالمعادية للسود- وبآراء كثير من السياسيين المتعصبين في ولايات جنوبية متعصبة ضد السود مثل ألاباما وجورجيا، فنظر المعارضون إلى هذا المستودع وأعماله على أنه دعوة جديدة إلى العنصرية، واتهموا غراهام بالسعي إلى تكوين سلالة متفوقة وسائدة، وانتقدوا ما أسماه «الأطفال المتفوقين» مقارنين ذلك بالأعمال النازية لتمجيد نقاء السلالة الألمانية ورفعتها.

يبدو أن مستودع غراهام كان مصحوباً بالدجل؛ ذلك أنه لم يعترف سوى عالم واحد من حائزي جائزة نوبل بأنه قدّم للمستودع بعضاً من سائله المنوي، وهو وليم شوكلي William Shockley مخترع الترانزستور، لكن ذلك لم يدعم المستودع؛ ولا سيما أن شوكلي ذاته كان منبوذاً من المجتمع بسبب أفكاره المتعلقة بالعرق والنبوغ. تلا ذلك تلاشي اهتمام الإعلام بأعمال غراهام، وتوقفه عن الحديث إلى الصحافة، لكن الأطفال النابغين بدؤوا بالظهور عام 1982، وعند وفاته عام 1997 ادعى القائمون على المشروع أنه جرت ولادة 229 طفلاً في ولايات متعددة، وكذلك في دول أخرى. بيد أن الفضيحة الكبرى كانت أن أياً منهم لم يكن من أب حائز جائزة نوبل، وأن غراهام ذاته كان قرر منذ البداية أن أولئك العلماء لم يكونوا أكفياء بسبب تقدمهم في السن، فاعتمد على مساعديه من العلماء الشباب لمنح سوائلهم المنوية، وقد أقفل ذلك «المستودع» عام 1999، وذهبت أسراره معه، ولم يعلم أي شيء عن الأطفال وآبائهم بعد ذلك؛ باستثناء عائلتين تحدثتا عن أطفالهما «الرائعين».

في أعقاب الحرب العالمية الثانية أصبح علم تحسين النسل وصماً، وأصبح الأفراد الذين أشادوا به ذات مرّة يتحدثون عنه باستخفاف، ويصفونه بالعلم الزائف الفاشل. وحُذِف علم تحسين النسل من أسماء المنظمات ومن النشرات العلمية، كما حُوِّلت تسمية مجلة «حوليات علم تحسين النسل» "Annals of Eugenics" في بريطانيا إلى «حوليات علم الوراثة البشرية» "Annals of Human Genetics".

واقترحت وزارة الصحة والتعليم والرعاية في الولايات المتحدة. مبادئ توجيهية تشجع فيها الدولة لإلغاء قوانين التعقيم. في حين استمرت دول أخرى
-ولا سيما الصين- بدعم البرامج الموجهة لعلم تحسين النسل على نحو مفتوح من أجل ضمان التركيب الجيني لمستقبلها.

وعلى الرغم من إسقاط مصطلح تحسين النسل تظل أفكاره سائدة في كثير من القضايا المتعلقة بالإنجاب لدى البشر؛ إذ تنشر المجلات العلمية وكذلك الصحف العادية مقالات تتحدث عن اكتشاف مورثات للذكاء أو غيره من الصفات؛ وعن بحوث المعالجة الجينية gene therapy وتطبيقاتها؛ وعن تشخيص سلامة الجنين وهو في رحم أمه؛ وعن بحوث الهندسة الوراثية وتطبيقاتها، وهذا يدل على أن علم تحسين النسل لم يمت، بل ما زال حياً سواء في عقول كثير من العلماء أم في أذهان كثير من الأثرياء الطامحين إلى «هندسة أطفالهم وتميزهم»، وفي هذا الصدد يقول الفيلسوف البريطاني فيليب كيتشر Philip Kitcher: «يجب أن يكون كل إنسان حكيماً في تحسين نسله؛ مستفيداً من الاختبارات الوراثية المتوفرة لاتخاذ القرارات التناسلية التي يراها (أو تراها) مناسبة».

يهتم علم الوراثة الطبية medical genetics بكثير من المجالات المتعلقة بالشؤون الصحية للفرد، من الفحص الجيني والاستشارة الوراثية إلى التلاعب بالجينات الجنينية وعلاج البالغين الذين يعانون الاضطرابات الوراثية. ولأن بعض الأمراض (مثل مرض الهيموفيليا Hemophilia ومرض تاي- ساكس Tay-Sachs) معروفة الآن بأنها تنتقل وراثيّاً إلى الأبناء؛ فإن كثيراً من الأزواج يختارون الخضوع للفحص الجيني قبل محاولة الإنجاب، وقد يختار بعضهم المعرضون لخطر الإصابة بالعيوب الوراثية؛ البقاء من دون أطفال أو اللجوء إلى التبني. علاوة على ذلك أصبح من الممكن الآن تشخيص بعض العيوب الوراثية في الجنين نفسه. وقد يختار كثير من الأزواج إنهاء الحمل تجنباً لذرية معوقة وراثيّاً. عززت هذه التطورات هدف تحسين النسل السالف ذكره لتحديد العيوب الوراثية غير المرغوب فيها وإزالتها. بالمقابل يُذكَر أن التقدم الطبي مكّن الأفراد المصابين بكثير من الأمراض الوراثية من العيش حياة طبيعية إلى حد ما. ومع ظهور تقانات جزيئية حديثة مثل تقانة كريسبر Clustered Regularly Interspaced Short Palindromic Repeats (CRISPR) التي تمكّن من التلاعب المباشر بالجينات الضارة؛ فإذا أُتقِنت فعليّاً؛ فإنّ ذلك يمكن أن يجنب حجج تحسين النسل لتقييد التناسل بين أولئك الذين يحملون الجينات الضارة. ومن ثمّ فقد أدت الابتكارات إلى تعقيد الجدل المحيط بما يسميه الكثيرون بـ «تحسين النسل الجديد» "new eugenics".

ختاماً، غالباً ما يُشار إلى تطبيقات مشروع الجينوم البشري باسم «العالم الجديد الشجاع» "Brave New World" أو تحسين النسل الجديد؛ ومع ذلك فإنّ رصد الآثار الأخلاقية والقانونية والاجتماعية المترتبة على هذا المشروع الدولي يجري من كثب أكثر مما كانت عليه برامج تحسين النسل في أوائل القرن العشرين، فقد لا يكون ذلك بعيداً عما تضمنه غالتون في عام 1909 عندما وصف علم تحسين النسل بأنه «دراسة الأنسال الخاضعة للسيطرة الاجتماعية والتي قد تحسن أو تضعف «الأجيال المقبلة».

مراجع للاستزادة:

- D. Okrent, The Guarded Gate: Bigotry, Eugenics and the Law That Kept Two Generations of Jews, Italians, and Other European Immigrants Out of America. Scribner, 2019.

- E. Black, and R. Moore, War Against the Weak; Eugenics and America’s Campaign to Create a Master Race, Radical Statistics 2008.


التصنيف : تقانات الفضاء والفلك
النوع : تقانات الفضاء والفلك
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 513
الكل : 31196958
اليوم : 22115