logo

logo

logo

logo

logo

إنفلونزا الطيور

انفلونزا طيور

Bird flu - Grippe aviaire

إنفلونزا الطيور

صفوح حيدر

الصفة التشريحية

تشخيص المرض

الوقاية والعلاج

المكافحة عند الدواجن

الأهمية الاقتصادية للمرض

 

إنفلونزا الطيور avian influenza مرض معدي تسببه فيروسات إنفلونزا الطيور نوع A، وهي من الفيروسات المخاطية السوية orthomyxovirus. تتواجد هذه الفيروسات بصورة طبيعية بين الطيور وتحملها الطيور البرية إلى شتى أنحاء العالم من دون أن تمرض بسببها. بعض أنواع هذه الفيروسات واسع الانتشار منذ سنوات عدة وبعضه شديد العدوى، ويمكنها إلحاق المرض الشديد ببعض الطيور الداجنة بما في ذلك الدجاج والبط وطيور الرومي، ومن ثم التسبب في نفوقها.

تسبب إصابة الطيور الداجنة بفيروسات إنفلونزا الطيور شكلين رئيسيين من المرض يتميزان عن بعضهما البعض بحدته في أحدهما وخفته في الآخر، ومن المحتمل عدم ملاحظة الشكل الذي يسبب مرضاً خفيفاً، وهو لا يسبب عادة سوى أعراض مرضية خفيفة مثل انتفاش الريش وانخفاض في إنتاج البيض، لكن الشكل الذي يسبب مرضاً شديداً ينتشر بسرعة أكبر بين أسراب الدواجن، وقد يسبب هذا الشكل مرضاً يؤثر في أعضاء داخلية متعددة في الطيور ويؤدي إلى نسبة نفوق يمكن أن تصل إلى 100% لدى الطيور المصابة وذلك خلال 48 ساعة من الإصابة. وقد كان يعتقد سابقاً أن إنفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط إلى أن ظهرت أول إصابة بين البشر في هونغ كونغ عام 1997، ناجمة عن السلالة الفيروسية (H5 N1). يلتقط الإنسان العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بالمرض، ويخرج الفيروس من الطيور مع مفرزاتها وفضلاتها وينتشر في البيئة وينقله الهواء، ويمكن أن يعيش فترات طويلة في أنسجة الطيور وفضلاتها وخاصة في درجات الحرارة المنخفضة. تتشابه أعراض إنفلونزا الطيور عند الإنسان مع العديد من أنواع الإنفلونزا الأخرى؛ إذ يصاب الإنسان- بعد فترة حضانة تتفاوت بين يومين وثمانية أيام- بالحمى واحتقان وآلام في الحلق وأوجاع في العضلات والسعال، كما يمكن أن تتطور الأعراض لتصل إلى الالتهابات الرئوية والتهابات الملتحمة. وهناك العديد من أنواع إنفلونزا الطيور، لكن النوع المعروف (H5N1) هو الأكثر خطورة؛ إذ تزيد احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بهذا النوع من الفيروس. تتصف فيروسات إنفلونزا الطيور بارتباطها الوثيق بأنواع حيوانية معينة، فبعض عترات إنفلونزا الطيور تصيب بعض الأنواع من الطيور وكذلك الخنازير والخيول والفقمات، ولا تصيب الأنواع الحيوانية الأخرى إلا في حالات نادرة، ولم يثبت منذ عام 1959 حدوث إصابات بشرية بالعدوى الناجمة عن فيروس إنفلونزا الطيور إلا في عدة حالات. من المعروف أن من أصل مئات السلالات الفيروسية من النمط (A) تسببت أربع سلالات فقط في حدوث إصابات بشرية وهي:

(H7N7), (H9N2), (H5N1), (H7N3) وأدت العدوى بتلك الفيروسات عموماً إلى حدوث أعراض خفيفة ومرض قليل الخطورة باستثناء فيروس واحد هو الڤيروس (H5N1) الشديد الإمراضية. أثار الفيروس (H5N1) من بين جميع فيروسات الإنفلونزا المنتشرة بين الطيور أكبر المخاوف لصحة البشر وذلك لسببين رئيسيين؛ يتمثل أولهما بتسبب ذلك الفيروس في حدوث أكبر عدد من الحالات المرضية الوخيمة والوفيات لدى البشر، فقد تمكن من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر فيما لا يقل عن ثلاث مناسبات في هونغ كونغ عام 1997، والفاشيات التي حدثت في عدد من الدول الآسيوية والأوربية والإفريقية عامي 2003 و2004.

أما الأثر المحتمل الثاني في صحة البشر والذي يثير مخاوف أكبر بكثير فيتمثل باحتمال تمكن الفيروس (H5N1) - إذا ما أتيحت له الظروف المواتية- من تطوير السمات التي تلزمه لإحداث جائحة جديدة من جوائح الإنفلونزا، وقد استوفى الفيروس جميع الشروط لإحداث جائحة جديدة من جوائح الإنفلونزا إلا شرطاً واحداً هو القدرة على الانتشار بين البشر على نحو فعال ومستدام.

مع أن الفيروس (H5N1) هو الذي يثير أكبر المخاوف في الوقت الحاضر؛ فإنه لا يمكن استبعاد احتمال حدوث جائحة بسبب فيروسات أخرى من فيروسات إنفلونزا الطيور التي تصيب الإنسان. ويمكن لهذه الفيروسات تحسين قدرتها على الانتقال بين البشر من خلال آليتين اثنتين، تتمثل الأولى منها بظاهرة الاندماج التي يتم فيها تبادل مواد جينية بين الفيروس الذي يصيب البشر والفيروس الذي يصيب الطيور، وذلك من خلال حالات العدوى المتزامنة لدى الإنسان أو الخنزير. ويمكن أن تسفر تلك الظاهرة عن ظهور فيروس جائح له القدرة التامة على الانتقال بين البشر، ومن بوادر ظهوره تزايد مفاجئ في عدد الحالات البشرية وانتشارها بشكل مذهل. أما الآلية الثانية فهي الطفرة التكيفية والتي ُتعد عملية أكثر تدرجاً والتي تتزايد بوساطتها قدرة الفيروس على الاتصال بالخلايا البشرية.

تشير جميع البيّنات المتوفرة حتى الآن إلى أن التعامل عن كثب مع طيور نافقة أو مريضة هو المصدر الرئيسي لإصابة البشر بالعدوى الناجمة عن الڤيروس .(H5N1) ومن بين الممارسات التي تنطوي على مخاطر خاصة ذبح الطيور الموبوءة ونزع ريشها وتقطيعها وتحضيرها للاستهلاك. ويعتقد أن اكتساب العدوى تم في بعض الحالات عن طريق التعرض لزرق الدجاج في أماكن تجُوبها الدواجن الطليقة؛ واعتاد الأطفال اللعب فيها. ولم تتمكن التحريات في بعض الحالات من الكشف عن مصدر منطقي للتعرض، مما يوحي بوجود عامل بيئي مجهول قد يكون أسهم في حدوث عدد صغير من الحالات. ومن بين التفاسير المقترحة الدور المحتمل الذي تؤديه الطيور التي تحوم حول البيوت مثل طيور الحمام أو استخدام زرق الطيور غير المعالج سماداً زراعياً.

الصفة التشريحية:

يلاحظ على جثث الطيور النافقة ازرقاق الجلد واحتقان العضلات. ولدى تشريح الطيور المصابة بالمرض تلاحظ علامات الالتهابات الرشحية في الجهاز التنفسي وخاصة في الجيوب الأنفية، ويلاحظ احتقانات وأنزفة في الحنجرة والرغامى والقصيبات الهوائية ومفرزات مصلية أو متجبنة؛ مما يؤدي إلى انسداد المجاري التنفسية وحصول الاختناق. كما تلاحظ الأنزفة على القلب وإكليله الدهني. ويمكن أن يشاهد التهاب الأكياس الهوائية الفيبريني القيحي Fibrinous bronchitis وتكون هذه الالتهابات مترافقة عادة بعدوى بكتيرية ثانوية. ويلاحظ أيضاً التهابات وأنزفة في المعدة الغدية والأمعاء؛ وقناة البيض؛ والتهاب البرتوان. وقد يلاحظ توضع مادة اليوريا على الأعضاء الداخلية نتيجة أذية كلوية كما يشاهد نزف وتنكرز على غدة المعثكلة (البنكرياس).

تؤدي العترات الفيروسية الشديدة الإمراضية إلى ظهور أعراض شديدة ونسبة نفوق مرتفعة جداً عند الطيور؛ إلى جانب أعراض عصبية مختلفة وعلامات تشريحية خاصة مميزة على شكل بؤر وتنكرزات صفراء رمادية في الكبد والكلى والطحال والرئة.

تشخيص المرض:

يعتمد تشخيص المرض على:

1- الأعراض السريرية (الشكل 1):

- الموت المفاجئ من دون أي علامات.

- غياب التنسيق الحركي.

- تلون الأمشاط، والساقين والأسيجة بلون أرجواني.

- البيض لين أو ممسوخ.

- نقص الطاقة والشهية.

- إسهال.

- ورم في الرأس والأجفان والمشط والأسيجة والعراقيب.

فقدان الريش في أماكن معينة من الجسم.

الشكل (١) أعراض الإصابة بإنفلونزا الطيور

2-الحالة الوبائية حيث لا بد من اللجوء إلى الاختبارات المصلية والفيروسية للتقصي عن النوع الفيروسي وتحت النوع المنتشر subspecies والمسبب للجائحة؛ والتعاون مع المختبرات المرجعية العالمية المتخصصة في هذا المجال.

الوقاية والعلاج:

ليس هناك حتى الآن لقاحات ناجعة مضادة لفيروس جائح، ويجري في كل عام إنتاج لقاحات ضد الإنفلونزا الموسمية، لكن تلك اللقاحات لن توفر الحماية اللازمة ضد جائحة الإنفلونزا المحتملة، ويمكن أن تدعم الدراسات التي تجريها مختبرات منظمة الصحة العالمية

(World Health Organization (WHO وهي المرجعية العالمية المتخصصة في هذا المجال) على الفيروسات الكشف عن التحولات الجينية التي تطرأ على الفيروس وتزيد من قدرته على إصابة البشر.

تجري معالجة الإنفلونزا عند الإنسان عن طريق التحكم بالأعراض؛ إذ ينصح المريض بالراحة واستعمال المسكنات ومضادات الالتهاب ومثبطات السعال ومحللات المخاط؛ مع إعطاء المريض كميات كافية من السوائل، ويمكن استعمال المضادات الفيروسية التي توفرها الجهات الصحية المسؤولة؛ ولاسيما في الحالات المرضية الشديدة والتي تحدث فيها التهابات رئوية تهدد حياة المريض. وأمثلة هذه العقاقير: زاناميفير Zanamivir، أوسيلتاميفير Oseltamivir، الأمانتادين Amantadine والريمانتادين Rimantadine؛ مع العلم أن الفيروس قادر على تطوير مقاومة سريعة ضدها.

المكافحة عند الدواجن:

تتمثل أهم تدابير المكافحة فيما يخص الشكل الشديد الإمراضية بالتعجيل بإعدام جميع الطيور الموبوءة أو المعرضة للعدوى والتخلص من جثثها بطرق سليمة؛ وفرض الحجر الصحي وتطهير المزارع بدقة؛ وتطبيق تدابير صارمة لضمان الصحة والأمن الحيوي. ومن التدابير المهمة الأخرى فرض قيود على حركة الدواجن الحية داخل البلدان وفيما بينها على حد سواء، غير أن مكافحة المرض تصعب كثيراً عندما تكون غالبية الدواجن تربى في أحواش الدجاج المشتتة في الأرياف وأطراف المدن. وعندما تخفق عمليات إعدام الدواجن التي تعد أول تدبير وقائي لاحتواء الفاشية؛ أو يتعذر القيام بها؛ يمكن اللجوء إلى تطعيم الدواجن في المناطق المعرضة لمخاطر عالية بوصفه تدبيراً طارئاً إضافياً؛ شريطة استخدام لقاحات مضمونة الجودة واتباع توصيات المنظمة العالمية لصحة الحيوان بشكل صارم.

الأهمية الاقتصادية للمرض:

تكمن الأهمية الاقتصادية لمرض إنفلونزا الطيور في أن بعض الأنماط المصلية الخاصة بالطيور يمكن أن تصيب الإنسان، وكذلك فهي تسبب خسائر كبيرة في مجال صناعة الدواجن نتيجة نقص في الإنتاج؛ ونسبة نفوق مرتفعة جداً قد تصل إلى 100% وتسبب كوارث، وكذلك تسبب توقف مزارع الدواجن المصابة عن العمل، فينجم عن ذلك خسائر كبيرة في الاقتصاد الوطني للدول.

مراجع للاستزادة:

- نشرات منظمة الصحة العالمية حول إنفلونزا الطيور.

- A. Zanella, Poultry Disease Manual, Milano Italy, 2007.

O.I.E., Manual of Standards for Diagnostic Tests and Vaccines, 2006.


التصنيف : الأمراض الوراثية
النوع : الأمراض الوراثية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1089
الكل : 45602378
اليوم : 3061