logo

logo

logo

logo

logo

الإزهار

ازهار

Florescence - Floraison

الإزهار

هشام قطنا

 

تعطي بعض النباتات أزهاراً خنثى تحتوي على الأعضاء الذكرية والأنثوية، ويحتوي بعضها الآخر على أزهار مذكرة وأزهار مؤنثة منفصلة، تتكون على فروع وطرود النباتات التي تسمى أحادية المسكن monoecious كما في القرعيات (اليقطين والخيار والقثاء والبطيخ والحنظل والجوز) (الشكل1)، وتحتوي أخرى فقط على أزهار مؤنثة أو على أزهار مذكرة وتسمى ثنائية المسكن dioecious ،كما في النخيل والقنب والفستق الحقيقي (الحلبي) (الشكل2).

الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: 2-2.psd الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: 2-1.psd
الشكل (2): الفستق الحلبي الشكل (1): طرد نبات الجوز

وتُصنَّف البراعم كما يأتي:

1- براعم خضرية أو براعم ورقية leaf buds: تحتوي فقط على تكوين النموات الخضرية، وتنشأ من فريعات بدائية تضم أوراقاً في آباطها البراعم.

2- براعم زهرية أو مثمرة flower or fruit buds: وهي البراعم التي تتكون منها الأزهار وتصنَّف كما يلي:

أ - براعم زهرية بسيطة simple flower buds: ينتج من تفتحها أزهارٌ فقط، وقد تضم زهرة واحدة أو أكثر من ذلك، كما هو في الخوخ والبرقوق واللوز والمشمش والبيكان والجوز وغيرها (الشكل3).

الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: 2-3.psd

الشكل (3): البراعم الخضرية والزهرية للخوخ

ب - براعم زهرية مختلطة mixed flower buds: تحتوي على تكوين الأزهار والأوراق معاً، وينتج من تفتحها نمو خضري يحمل أوراقاً وأزهاراً، وقد يكون موضع الأزهار طرفياً أو جانبياً كما هو في الكمثرى والتفاح والسفرجل (الشكل4) والفراولة (الشكل5).

الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: 2-5.psd

الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: 2-4.psd

الشكل (5): البراعم الزهرية المختلطة في الفراولة (الفريز)

الشكل (4): الإزهار الطرفي في السفرجل

-ومن الممكن تمييز البراعم الزهرية عن الخضرية قبيل تفتحها، إذ تكون الأولى أكبر حجماً نسبياً من الثانية المدبّبة القمة، وتعدّ هذه الصفة من الخصائص الحيوية والأساسية التي يُعتمد عليها في اختيار طريقة التربية (التقليم) اللازمة لزيادة الإنتاج الثمري والزهري في الأشجار المثمرة.

ج - براعم مركبة زهرية compound flower buds: تتكون من ثلاثة براعم أو أكثر زهرية وخضرية كما في العنب.

ومن الثابت حيوياً أن طبيعة الإزهار في النباتات - وخاصة في الأشجار المثمرة - ترتبط بخصائص موضع حملها للأزهار والثمار، فقد يكون الإزهار طرفياً على فروع النباتات التي تتكون البراعم الزهرية على نهايات فروعها وطرودها، مما يشجع التفرع الجانبي من الأجزاء القاعدية للفروع، وتصير النباتات الشجرية مزدحمة التاج، ويكون النمو العام أقل فيها من النباتات التي تتكون براعمها الزهرية جانبياً على الفروع، ومن ثم فإن عملية تربية الأشجار وتقليمها تتوقف على مكان وجود البراعم الزهرية سواء على الجزء القاعدي أم الوسطي أم الطرفي من الفروع، لذلك يلجأ المزارع إلى إجراء التقليم القصير أو المتوسط أو الطويل على التوالي للفروع، كمبدأ أساسي في تربية أصناف النباتات المثمرة وأنواعها المختلفة.

العوامل المؤثرة في المراحل المختلفة للإزهار

1- العوامل البيئية:

يتوقف تحول البراعم النباتية من الحالة الخضرية إلى الزهرية على عوامل خارجية بيئية وداخلية هرمونية، وتبين أن إزهار نباتات النهار القصير يحتاج إلى فترة ضوئية تقل عن (12) ساعة يومياً، أما إزهار نباتات النهار الطويل فيحتاج إلى فترة ضوئية طويلة نحو (13) ساعة أو أكثر يومياً، وثمة نباتات تزهر شتاءً أو صيفاً لعدم حاجتها إلى فترة ضوئية معينة، وتعرف بالنباتات المحايدة neutral plants، وهنالك نباتات يبدأ إزهارها عقب تعرضها لفترة ضوئية قصيرة ثم أخرى طويلة، وتعرف بنباتات النهار القصير - الطويل short-long day plants مثل البقيّة الكبيرة الورق Coreopsis grandifolia، ونباتات أخرى لا تزهر إلا إذا تعرضت لفترة ضوئية طويلة تليها فترة أخرى قصيرة، وتسمى بنباتات النهار الطويل - القصير long -short day plants مثل نبات Bryophyllum daigremontianum.

لا تزهر بعض النباتات إلا إذا تعرضت في أثناء نموها لدرجات حرارة منخفضة مدة معينة، مثل نباتات الجزر والشوندر التي تحتاج إلى برودة قاسية في أثناء نموها الخضري لتتحول إلى مرحلة الإزهار، وحين زراعتها في الصيف الحار تبقى في مرحلة نموها الخضري من دون إزهار، ويؤدي رش حمض الجبريلليك على هذه النباتات إلى إزهارها من دون الحاجة إلى الشروط المناخية المذكورة نظراً لارتفاع تركيز حمض الجبريلليك في مرحلة الإزهار وانخفاضه في مرحلة النمو الخضري.

وقد ثبت أيضاً أن العامل الرئيسي في عملية إزهار النباتات يتلخص بالعلاقة النسبية بين كمية المواد الكربوهدراتية والآزوت (الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: 1198.jpg) في النبات فإذا ما سادت كمية الكربوهدرات على الآزوت يبدأ النبات بالإزهار، أما إذا حدث عكس ذلك فيحدث نمو خضري قوي. ويعتمد بعض الباحثين على العلاقة الكائنة بين النشا والآزوت إضافة إلى العلاقة السابقة.

وقد ثبت أيضاً أن كمية البوتاسيوم والفسفور في الطرود والفروع الثمرية التي تتكون عليها البراعم الثمرية تكون أكثر منها في الأعضاء الخضرية التي لم تزهر، وأنه كلما زادت كمية البروتينات في الأعضاء الخضرية فإنها تميل إلى تكوين البراعم الزهرية عليها، وكلما كانت التشكلات الثمرية كبيرة ومنتفخة توافرت فيها شروط أفضل لتكوين براعم زهرية لاحتوائها على مواد مغذية مخزنة في السنين السابقة.

ومن الوجهة العملية فإن إجراء عمليات تقليم خفيفة يظل ضرورياً في أثناء شباب الأشجار بحيث يمكن الحصول على أكبر مقدار ممكن من الإضاءة والتغذية اللازمتين للشجرة، ومن ثم الإثمار الوفيرالجيد الصنف. كما يتوقف موعد بدء الإزهار على شروط مناخية أخرى، فعلى سبيل المثال تزهر الأشجار بدرجة حرارة تراوح بين ( 8و25 0س) تبعاً للنوع والصنف (العنب من 20- 25 0س). ويؤدي الارتفاع فوق سطح البحر إلى تأخير موعد الإزهار بما يعادل يومين لكل مئة متر.

وقد يحدث أن تزهر الشجرة ذاتها في وقت مبكر أو متأخر لمدة تراوح بين (6 و15) يوماً وذلك تبعاً للمناخ السائد. وتقصر مدة الإزهار على نحو ملحوظ إذا ما رافق فصل الربيع ارتفاع سريع وثابت في درجة الحرارة، وبعد حدوث الصقيع. وفيما يلي بعض أنواع الأشجار المثمرة المهمة مرتبة بحسب موعد بدء إزهارها (من المبكر إلى المتأخر):

البندق والزعرور، اللوز، الخوخ والبرقوق، المشمش، الدراق، الكرز الحلو، الكرز الحامض، الكمثرى، التفاح، السفرجل، الجوز، الكرمة، الكستناء.

تُعد الأشجار في مرحلة أوج الإزهار أو الإزهار الأعظمي حينما يتفتح نحو 75 % من براعمها الزهرية على الشجرة، أما نهاية مرحلة الإزهار فتحدد حين ملاحظة تساقط بتلات الأزهار بذات النسبة من مجموع الأزهار. ولهذه المراحل أهمية كبرى في تحديد مواعيد المكافحات الكيمياوية وغيرها من الأعمال الزراعية المختلفة.

2 - العوامل الفيزيولوجية:

تمكن علماء الكيمياء النباتية وفيزيولوجيا النبات والمهتمون بالهرمونات النباتية من معرفة المواد العضوية المسؤولة عن تكوين البراعم الزهرية وظهور الأزهار واكتمال أعضائها الجنسية، وسميت بالمعقد الزهري الهرموني hormonal flowering complex بدلاً من الهرمونات الزهرية.

يحدث تحول البراعم الخضرية إلى براعم زهرية تحت التأثير المباشر أو غير المباشر للجبريللينات gibberellins التي تمثل أحد مكونات الهرمونات الزهرية التي تتكون من مجموعتين مختلفتين في التركيب الكيمياوي والفعالية البيولوجية، إذ تمثل المجموعة الأولى للهرمون الزهري المعقد والمتخصص في تكوين عنق الزهرة flower stalk ونموها، أو المعلاق الزهري flower stem الذي يعد الطور الأول الابتدائي لتكوين الزهرة في أثناء التمايز الزهري، أما المجموعة الثانية للهرمون الزهري المعقد فتتكون من مواد أخرى تعرف تحت اسم الأنثيسينات anthesins والتي تختص بتكوين الأعضاء الأساسية جنسياً، وهي الأسدية (الذكرية) والمتاع (الأنثوية) (الكربلة) في الزهرة الناتجة، والأعضاء غير الأساسية، وهي الكأس والتويج في الزهرة ذاتها، وذلك في جميع النباتات عريانات البذور gymnosperms ومغلفات البذور angiosperms الأحادية أو الثنائية الفلقة.

وقد ثبت أن السيتوكينينات cytokinins تحدد جنس الأزهار المذكرة أو المؤنثة، فعلى سبيل المثال حين معاملة شجيرات العنب بأحد مركبات السيتوكينين يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحويل الأزهار المذكرة في العنقود الزهري إلى أزهار خنثى وإلى تكوين المبيض ونموه فيها والذي يتحول بدوره إلى حبة العنب. وكذلك فإن معاملة شجيرات العنب وغيرها من الأشجار المثمرة في أثناء موسم الإزهار رشاً بمحلول مركب بنزيل الأدينين (BA) وبنزيل البيورين (BP) أدت إلى زيادة إنتاجيتها وإلى انخفاض النسبة المئوية للمادة الجافة والفيتامينات والمواد الكربوهدراتية وزيادة نسبة الرطوبة في الثمار، إلى جانب فَقْد كثير من طعمها ونكهتها. كما ثبت أن تحديد جنس الأزهار في نبات القرع Cucurbita pepo يتوقف على سوية حمض الجبريلليك والإثيلين فيه، فإذا كان الأول أكثر من الثاني تتكون الأزهار المذكرة، والعكس صحيح، وحينما يضاف غاز الإثيلين خارجياً يزداد الإنتاج الثمري.

هذا ويؤدي حمض الجبريلليك دوراً مساعداً في بناء الحمض الريبي النووي (الرنا(RNA مع بعض الأحماض الأمينية ونشاط الإنزيمات المتخصصة إلى جانب فعل الجينات المسؤولة عن إنتاج الرنا.

كما ثبت أن معاملة أشجار المشمش بخليط من الإثيلين والآلار alar خفضت نمو النباتات خضرياً وزادت في نسبة تكوين البراعم الزهرية والأزهار المتكونة. ويمكن القول إن السيتوكينينات تؤدي إلى تسريع الإزهار، وكذلك الأمر في حال استعمال الإثيلين أو حمض الأبسيسيك abscisic acid.

تتحول البراعم في فصل الربيع إلى الأوراق أو الأزهار أو الطرود الخضرية أو كلها معاً، وذلك تبعاً لجنس ونوع الأشجار المثمرة والنباتات ونوعها، وذلك بسبب النقص المفاجئ في معدل حمض الأبسيسيك والارتفاع التدريجي لكل من الجبريللينات والأكسينات (auxines) الطبيعية، ويحصل عكس هذه الظاهرة الفيزيولوجية في موسم فصل الشتاء، ويمكن تشجيع خروج البراعم من سباتها باستعمال السيتوكينيات مثل 6- بنزيل أمينوبيورين 6-benzylaminopurine أو مركب بنزيل أمينو أدينين benzyl amino-adenine في معظم أشجار الفاكهة، ويستحسن إضافة هذا المركب إلى الجبريللينات لزيادة فعالية خروج البراعم من سباتها وتحولها إلى الأزهار والأوراق والنموات الخضرية وذلك باستعمال مركب البرومالين promalin المتكون من الجبريللين GA3والسيتوكينين (benzyladenine) أو استعمال مركب السيتوكينين دي ميتيلثيو dimethylthio مع مادة الاستحلاب توين 20 (Tween 20).

وهناك ظاهرة تعرف بـ «الحمل المتبادل” في بعض الأنواع مثل النخيل والمانغو والتفاح والزيتون وغيرها، يمكن التغلب عليها باستعمال مركبات الخف الكيميائي، منها المركب دي نتروأورتوكريسول (DNOC) dinitroorthocresol على سبيل المثال والذي يؤدي إلى خف الأزهار في كل من التفاح والخوخ وغيرها، بعد رش الأشجار في فترة أوج إزهارها.

 

مراجع للاستزادة:

-نصر أبو زيد الشحات، الهرمونات النباتية والتطبيقات الزراعية، الدار العربية للنشر والتوزيع، القاهرة 2000.

-هشام قطنا وآخرون، فيزيولوجيا الفاكهة، جامعة دمشق، 1994.

- محمد السيد أرناؤوط، الإنسان وتلوث البيئة، الدار المصرية اللبنانية ،القاهرة 1992.

- C. R. Gibson, Florescence, C. R. Gibson Company, 1997.

- C. Bayer, P. F. Stevens and K. Kubitzki, Flowering Plants. Monocotyledons: Alismatanae and Commelinanae, Springer, 2006.

- K. kubitzki, Flowering Plants. Dicotyledons: Celastrales, Oxalidales, Rosales, Cornales, Ericales, Springer, 2010.

 

 


التصنيف : الإنتاج النباتي
النوع : الإنتاج النباتي
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 538
الكل : 29577049
اليوم : 31965