logo

logo

logo

logo

logo

الأرجيات الغذائية

ارجيات غذاييه

Food allergies - Allergies alimentaires

الأرجيات الغذائية

كرم العودة

التظاهرات التنفسية  الجهاز المناعي
التظاهرات الدموية الوسطاء
معالجة الأرجية التظاهرات المعدية المعوية
  التظاهرات الجلدية

 

 

الأرجية الغذائية  Food Allergy هي تفاعل ضار ينجم عن استجابة مناعية شاذة لغذاء ما أو لمضاف ما.

تحدث الأمراض المناعية - في معظم الحالات - بوساطة غلوبولينات مناعية   immunoglobulin E (IgE)  أو بوساطة الخلية  cell- mediated (non-IgE)  أو خليط منهما.

 تنتج التفاعلات التي تتم بوساطة  IgE من وسيط التهابي، وتحرر السيتوكين cytokine عندما ترتبط المستأرجات allergens الجائلة إلى IgE نوعي مستقر على سطح الخلايا البدينة mast cells والخلايا القَعِديّة basophil cells، ويرافق هذه التفاعلات تطور سريع للأعراض التي تظهر في غضون دقائق إلى ساعتين، في حين تظهر التفاعلات التي تتمُّ بوساطة الخلية خلال ساعات أو أيام. وتتصف تفاعلات IgE /خلية المختلطة بارتشاح شديد في العضو المكتنف (المشمول)، يمكن أن يقود إلى اضطرابات مزمنة مثل الالتهاب الجلدي التأتُبي atopic dermatitis (ناجم عن مستأرجات غذائية أو بيئية مهيجة) واعتلال المعدة والأمعاء الأرجي.

تصيب الأرجية الغذائية من 4 إلى 8 % من الأطفال الصغار ومن 1 إلى 4 % من البالغين كما توجد علاقة زمنية واضحة بين التعرض للغذاء وظهور الأعراض الأرجية، وتتطور هذه الأعراض خلال ساعات أحياناً أو عدة أيام أحياناً أخرى بعد التعرض للغذاء؛ مما يزيد في صعوبة التشخيص.

تتجلى الأرجية الغذائية في اكتنافها (شمولها) لأجهزة متعددة، أكثرها شيوعاً هي الأعراض المعدية المعوية التي تُكوّن نحو 50 إلى 80 % من الحالات، وتتبعُ هذه الأعراضَ الأعراضُ الجلدية التي تشكل 20 - 40 %، والأعراض التنفسية تُشكل ما بين 4-25 %.

الجهاز المناعي:

تحدث الأرجية الغذائية عندما يذهب جهاز الجسم المناعي  immune system في الاتجاه الخاطئ، حيث يُطِلقُ هذا الجهاز استجابةً ضد شيءٍ ما، وتراوح أعراض الاستجابة الأرجية بين القلق الخفيف إلى الشديد، أو قد تؤدي إلى الموت.

لا يمكن لأحد أن يعيش طويلاً من دون جهاز مناعيّ؛ لأننا نعيش في عالم عدواني ممتلئ بالڤيروسات والبكتيريا والفطور والخمائر والطفيليات وغيرها من المخلوقات التواقة لمهاجمة جسم الإنسان. وعلى الرغم من أن كثيراً من سمات هذا الجهاز غير مفهومة؛ فإن عمله الأساسي بسيط ومباشر، وهو أن يتعرف المستضد antigen ويهاجمه. والمستضد جزيءٌ يعطي إشارة إلى وجود جسم غريب يغزو الجسم، وحالما يتعرف هذا الجهاز المستضد يتخذ الإجراءات اللازمة للقضاء عليه؛ وذلك بتكوين:

 -1 الخلايا الدفاعية التي تهاجم الغازي مباشرة.

- 2 الأضداد   :antibodies وهي جزيئات بروتينية تصنعها الخلايا المناعية استجابة لوجود غازٍ. ويوجد عدد من أنواع الخلايا والأنسجة المصممة لتجد المستضد وتهاجمه، ومنها:

أ- اللمفاويات  lymphocytes:  وهي خلايا دموية بيضاء صغيرة، توجد خصوصاً في الأوعية اللمفاوية، ولها وظائف متعددة. تنشأ هذه الخلايا في نقي العظام من الخلايا الجذعية stem cells، ويتحدد عمل هذه الخلايا بحسب الجهة التي تذهب إليها، فإن هي ذهبت إلى غدة التوتة thymus gland تصبح ما تُعرف بخلايا  (T)، كذلك يوجد نوع آخر من اللمفاويات يدعى خلايا  (B) وهي تنضج في نقي العظام.

ب- البُلَيْعِمات microphages:  وخلايا B وخلايا T، وكلها توجد في العقد اللمفاوية. والبليعمات عقيدات تتوزع على كامل الجسم، وهي تتورم عندما يصاب الجسم بأذية، وتقوم ببلع الجسم الغازي وهضمه ودفعه إلى الجزء الخارجي من الخلية حيث تتعرفه خلايا T. بعض خلايا T قاتل، وظيفته تحطيم الخلايا المحتوية على المستضد، كما تستجيب خلايا T أخرى بإنتاج مواد كيميائية تُعرفُ بالليمفوكينات التي تنبه أجزاء أخرى من الجهاز المناعي لمهاجمة الغازي، وهناك أيضاً خلايا T المساعدة، ومن أهم أدوارها تنبيه خلايا  (B) على إنتاج الأضداد، كما توجد خلايا T أخرى هي الخلايا الكابتة التي تنظم إنتاج الأضداد بإغلاق الجهاز حتى لا يُغْرقُ بوجودها.

ج- الغلوبولينات المناعية immunoglobulins:  إن اللمفاويات المكتَنفة (المشمولة) في الأرجية هي خلايا (B) لا خلايا (T)؛ ولاسيما الأضداد التي تنتجها هذه الخلايا، والضدُّ هو جزيء له شكل Y مكوّنٍ من سلاسل طويلة وسلاسل قصيرة تنتمي إلى عائلة جزيئات تعرف بالغلوبولينات المناعية، وتختصر بـ (Ig)، وهناك خمسة أصناف رئيسية منها، وإن ما يهمُّ اختصاصي الأرجيات هوIgE  لكونها المسؤولة عن التفاعلات الأرجية ولتميزها بصفة رائعة، وهي وجود غلوبيولين موافق لكل مستضد.

تتكون الغلوبولينات من سلسلتين طويلتين من البروتين وسلسلتين قصيرتين مرتبط بعضهما ببعض، وتحتوي كل سلسلة قصيرة على منطقة تُدعى «مفرطة التغيّر» تمكنها من التلاؤم مع أيِّ مستضد مسببٍ للأرجية.

عندما يتعرض جسم شخص ميّال إلى الأرجية لمستأرج ما مثل أنواع من حبوب الطلع  pollens  تتنبه خلايا  (B) ؛ لتنتج كمية كبيرة من جزيئات  IgE موافقة للمستضد النوعي، وهذه ترتبط إلى نوعين من خلايا الجهاز المناعي:

 -1 خلايا القَعِدة (المحبة للأصبغة القاعدية)، وهو نوع من خلايا الدم البيضاء.

 -2 الخلايا البدينة: وهي خلايا ضامة، لا تُعرف وظيفتها الطبيعية، ولكنها تتأذى عادة في أثناء التفاعلات الأرجية، محررة لكيميائيات تتضمن الهستامين المهيج والمسبب للحكة والتورم وتسرب السوائل من الخلايا. وقد تُسبب هذه الكيميائيات المؤرجة تشنجات عضلية وتضيقات في الحلق والرئتين على نحو مشابه لما يحدث في حالات الربو.

الوسطاء:

الشكل (1) يبيّن تحرر كميات كبيرة من الهستامين في أثناء التفاعل الأرجي مسبباً أعراض الطفح.

بيَّنت البحوث كيف يتم التلامس بين الخلايا البدينة والخلايا القَعِدة وبين المستأرج وما يسببه ذلك، حيث تبدأ هذه الخلايا بالعمل عندما يرتبط المستأرج بضدين من  IgE وقد ربطا نفسيهما إلى غشاء الخلية، وعندها تُحررُ الخلية عدداً من المواد الكيميائية تعرف بالوسطاء mediators، وهي مسؤولة عن أعراض التفاعل الأرجي مثل سيلان الأنف وحمّى العشب. إن الاستجابة الأرجية التي يسببها الوسطاء يمكن أن تهدد الحياة في الحالات الخطرة، وإن أعظم التفاعلات خطورة هو صدمة فرط الحساسية الفورية التي قد تسبب الموت في لحظات.

الوسيط الأكثر شهرة هو الهستامين histamine الذي اكتُشِف عام 1920 والذي قاد اكتشافه إلى استعمال مضدات الهستامين  antihistamines  التي تحصر أو تعوق فعاليته؛ ولكنها لا تَحْصُرُ فعالية غيرها من الوسطاء الآخرين المسببة لبعض الأعراض، وتشمل هذه الوسطاء عائلة من المركّبات تعرف بالكينيات  kinins تُحرر في الوقت نفسه مع الهستامين؛ كما تحرر الخلايا البدينة بعد قليل وسطاء آخرين مثل بروستاغلاندين prostaglandins  وليوكوترايين  leukotrienes وبراديكنين  bradykinin وغيرها، والتأثير الآني لتحرير الوسطاء يسبب أعراض القلق والأعراض المميتة للأرجية. ويبين الشكل (1) خطوات التفاعل الأرجي.

التظاهرات المعدية المعوية:

 -1  متلازمة الأرجية الفموية  :oral allergy syndrome متلازمة الأرجية الفموية (وتُدعى أحياناً متلازمة حبوب الطلع) هي مجموعة من الأعراض المعقَّدة المحفَّزة بتعرض الغشاء المخاطي للفم والبلعوم لمستأرجات بروتين نباتي. وتُعدّ هذه المتلازمة نوعاً من شَرَى الملامسة المحصور بالفم، وتشمل أعراضها ظهوراً سريعاً للحك والنخز والحرق و/ أو وذمة وعائية للشفاه واللسان والحنك والبلعوم خلال دقائق من تناول بعض الخضر أو الفواكه الطازجة.

 -2 الاعتلال المعوي الحساس للبروتين  :gluten-sensitive enteropathy اضطراب يعود إلى تضرر جزء صغير من مخاطية الأمعاء الدقيقة الذي يُسبب حساسيةً دائمةً للغلوتين الموجود في القمح والشعير والشيلم. يصاب المرضى بهذا الاضطراب بالإسهال والإسهال الدهني والتمدد البطني وهزال العضلات وعدم الوصول إلى صحة جيدة. ومن الأعراض السريرية الأخرى القلق والإقياء وألم البطن وفقد الشهية والقرحة الفموية وتأخر البلوغ وقلة الخصوبة.

التظاهرات الجلدية:

- الشَّرَى / الوذمة الوعائية : urticaria / angioedema  يعدُّ الشَّرَى - وإلى حد أقل - الوذمة الوعائية من أهم الأعراض العامة لتفاعل الأرجية الغذائية عند الأطفال؛ وتحدث هذه الأعراض نتيجة لتحفيز الخلايا الحاملة لـ IgE عند مرور المستأرج الغذائي المختص عبر القناة الهضمية؛ وتعدّ الأغذية مثل البيض والحليب والفول السوداني والمكسرات من أكثر الأغذية المشبوهة بإحداث هذا المرض الذي يحدث في 10 إلى 15 % من الأطفال الذين لديهم أرجية واضحة من الحليب.

التظاهرات التنفسية:

 1- التهاب الأنف والملتحمة الأنفية  : rhinitis / rhinoconjunctivitis يشاهد هذا المرض بين الأطفال أكثر منه في البالغين. تتلو الإصابة بهذا المرض استنشاق غبار الغذاء أو بخاره، ويشيع بين مرضى أرجية الغذاء. يتشارك حدوث هذا المرض مع أعراض سريرية جلدية أو معدية معوية في أثناء تفاعلات الأرجية الغذائية الحادة، ويتجلى التهاب الأنف الأرجي بالاحتقان والعطاس.

  -2 الربو asthma: إن الربو الناجم عن أرجية غذائية هو استجابة تتم بوساطة IgE والخلايا بسبب اشتمالها على أضداد IgE والخلايا البدينة واللمفاويات T. ويحدث هذا المرض في الأطفال أكثر منه في البالغين، والأطفال المصابون بالربو لديهم خطورة تزيد بنحو أربع عشرة مرّة لتطوير تفاعل أرجي شديد للغذاء مقارنة بالأطفال الأصحاء.

يمكن أن تزيد الأرجية الغذائية عند بعض الأطفال تفاعلية المسالك الهوائية كما تستطيع عوامل البيئة وأسباب أخرى أن تُسبب الربو حالاً، حتى إن البخار الناتج من الغذاء المطبوخ المحتوي على البروتين يحرض على الإصابة بالربو؛ كذلك استنشاق أبخرة الغذاء؛ ولاسيما في أمكنة العمل. ويتولد ما يقارب 1 % من الإصابة بالربو بين البالغين، وتزيد الإصابة بأرجية الغذاء في الطفولة المبكرة من خطورة الإصابة بالربو فيما بعد.

التظاهرات الدموية:

- فقر الدم anemia:  ينشأ نقص الحديد في الأطفال المصابين بأرجية حليب البقر تالياً لنقص دم معدي معوي، وهذا يمكن أن يسبب متلازمة التهاب معوي قولوني والتهاب القولون المحفَّز بالحليب واعتلال المعدة والأمعاء الأرجي.

التقييم السريري والدراسات التشخيصية: يعدُّ تاريخ المرض والفحص الطبي حجر الزاوية في تشخيص أمراض الأرجية، ولكن قيمتها تتفاوت اعتماداً على قدرة استذكار تاريخ تناول الطعام وتوقيت ظهور التفاعل، وتشمل أهم النقاط التي يجب تسجيلها الطعام المأكول، وطريقة التعرض، ووصف الأعراض، ووقت ظهورها، ووقت زوالها واستمرارها مع استهلاك الطعام، والمعالجات التي أجريت والاستجابة لها.

- استبعاد الوجبات الغذائية: يُقترح استبعاد الوجبات بوصفه إجراء أولياً لتحري الأرجية الغذائية، ويشمل ذلك جميع الأغذية المشتبه بها كأغذية مستأرجة مدة أسبوعين على الأقل مع المراقبة الشديدة لزوال الأعراض السريرية، وهذا الاستبعاد على صعوبته يحتاج إلى التعرف إلى جميع المستأرجات المشتبه بها.

- اختبار وخز الجلد: يستعمل اختبار وخز الجلد بمستخلص الغذاء المشتبه به لتحري المرضى المشتبه بإصابتهم بأرجية غذائية بوساطة IgE، وهو اختبار سريع، ويفيد في توضيح الاستجابة السريرية عند التعرض للمستأرج، كما يحدد وجود أضداد IgE المؤرجة الخاصة.

معالجة الأرجية:

الأساس في معالجة الأرجية الغذائية هو تجنب الغذاء المشتبه بأنه يسبب الأرجية، ويشمل ذلك المعالجة الدوائية وتثقيف المريض وتداول الوجبات لمنع إصابة الأشخاص الذين لديهم خطورة عالية. لا توجد في الوقت الحاضر معالجة مناعية مؤثرة وآمنة لمداواة المرضى بأرجية غذائية، وإن الإحالة إلى اختصاصي أرجية هي توصية أساسية ومهمة.

 -1 تجنب المستأرجات الغذائية: إن المعاملة المؤثرة في استبعاد الأرجية الغذائية هي تجنب كامل لجميع الأغذية المسببة للأرجية، ونادراً ما يكون الطفل مصاباً بالأرجية لأكثر من غذاء. وإن عدم التمييز في تجنب الوجبات من دون تشخيص ثابت هو تدبير سيّئ قد يقود إلى الاعتماد على وجبات غير سليمة وإلى نقص الڤيتامينات وسوء التغذية إذا تم تجنب عدد كبير من الأغذية. ويجب أن تكون لدى المرضى والمشرفين عليهم معرفة جيدة بالأغذية المحتوية على المستأرجات وأن يكونوا قادرين على قراءة بطاقات بيان الأغذية المعبأة بدقة.

 -2 المعالجة الدوائية: يجب على المرضى المصابين بتظاهرات شدة الحساسية الذين تزيد أعمارهم على سبع سنوات - وعلى الذين يعتنون بهم - أن يتعلموا كيفية حقن الإيبينفرين epinephrine (الأدرينالين) وأن يستحضروا محقناً آلياً لهذه المادة، كما يجب استحضار مضادات الهستامين في جميع الأحوال كما يجب أن يتزود المرضى المعرضون للخطر بجرعتين من الإيبيفرين للحقن الذاتي، على أن يكون ذلك بناء على توجيهات الطبيب المختص.

 -3 تجنب الأماكن المؤرجة: يجب أن يكون لدى المرضى معرفة جيدة بالأماكن ذات الخطورة العالية التي يمكن أن تسبب الإصابة بالأرجية الغذائية مثل مراكز الأطفال، ومطاعم المدارس، والمطاعم العامة. ويجب على المدارس ومراكز عناية الأطفال أن يتبعوا الاحتياطات التي تسهل تجنب الأرجية الغذائية مثل عدم المشاركة بالغذاء بين الأطفال أو المشاركة باستعمال أوعية الطعام وزيادة المراقبة في أثناء تناول وجبات الطعام.

مراجع للاستزادة:

- A. K. C. Leung and J. S. C. Leung, Food Allergy, Nova Science Publishers Inc. 2010.

- C. E. Koop and S. Thurman, 21 Century Health And Wellness Allergies Pub., Chelsea House Publishers, 2000.

- Dean D. Metcalfe, , Hugh Asampson, and Ronald A. Simon, Food Allergy: Adverse Reactions to Foods and Food Additives, Blackwell Publishing, 2008.

-Elaine  Landau, Food Allergies, publ. Michelle Bisson, 2010.

 


التصنيف : الأغذية والصناعات الغذائية
النوع : الأغذية والصناعات الغذائية
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 503
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1082
الكل : 45623551
اليوم : 24234