logo

logo

logo

logo

logo

الإرشاد البحري

ارشاد بحري

Maritime pilotage - Pilotage maritime



الإرشاد البحري

 

الأخطار الملاحية التي تتعرض لها المراكب

المرشدون الملاحيون وقواعد عملهم

وسائط الإرشاد ومنظوماته

خصائص الإرشاد البحري في مصبات النفط

 

 

 

الإرشاد البحري marine piloting أحد الفروع المهمة من علوم قيادة السفن، ويتناول مسائل اختيار خطوط السير البحرية، وسلامة قيادة السفن ملاحياً، ولاسيما في قنوات المياه الضيقة والمزدحمة، ودرء الأخطار البحرية وطرائق تعليمها والدلالة عليها، ومنظومات تجهيز الممرات الملاحية ووسائطها، وإصدار مختلف المراجع الملاحية وقواعد استخدامها، وتنسيق خدمات السلامة في البحار.

كان ربابنة السفن القادمة إلى الموانئ قديماً يستأجرون ذوي الخبرة المحلية من البحارة والصيادين، لمساعدتهم في إدخال سفنهم إلى الموانئ بأمان. ومع الزمن ظهرت الحاجة إلى تحديد خطوط سير ملاحية مناسبة تجنباً لهدر الوقت والنفقات، وتعد الخرائط البحرية وكتب الإرشاد أولى وسائل المساعدة في قيادة السفن وتوجيهها، وهي تلخص خبرات الإبحار في العالم المعروف آنذاك. ومع تطور وسائل النقل البحري وطرائق الملاحة وقيادة السفن ازدادت الحاجة  إلى تنظيم عمليات الإرشاد ضماناً للسلامة وأمان السفن، وتحولت فنون الإرشاد إلى علم ٍ له نظرياته وطرائقه، وصار المتخصصون مخولين وحدهم العمل في المرافئ والقنوات والمصبات والمضائق.

الأخطار الملاحية التي تتعرض لها المراكب

الأخطار  الملاحية عوائق تعرقل الملاحة، ناتجة من طبيعة التضاريس البحرية، والظواهر الطبيعية والصنعية، ويمكن أن تتسبب في فقدان السيطرة على السفن أو إحداث أعطال بها أو إغراقها.

 تُقسم الأخطار بحسب طبيعتها وتأثيرها إلى أخطار دائمة أو مؤقتة:

1 - الأخطار الملاحية الدائمة وتشمل:

أ - أخطار تضاريس القاع: وأهمها الربوات والكثبان البحرية shoal والأرصفة والحيود الرملية الضحضاحة  sand bank والمياه الضحلة  shallow والشعاب الصخرية  reefs المغمورة والظاهرة والعقبات  bars والحجارة المغمورة والبقع المتبدلة العمق  pits ونواتج الحفر ومقالب النفايات.

ب - أخطار السفن الغارقة: وتشمل السفن الغارقة على أعماق مختلفة، وتُشكل أخطاراً على سفن السطح أو الغواصات، والسفن المهجورة التي ما تزال طافية بين السفن الغارقة.

2 - الأخطار الملاحية العارضة وتشمل:

 أ- الظواهر  المناخية المائية كالأعاصير  والعواصف والجليد  والثلوج والتيارات المائية والضباب.

ب- أخطار الألغام البحرية التي خلَّفتها الحروب.

ج- الكتل الجليدية السابحة، وهي نادرة خارج المناطق القطبية.

د - الأجسام الطافية كالعوامات المقتلعة من مرابطها والبراميل الفارغة، وجذوع الخشب الطافية أو المغمورة، وشباك الصيد، وما شابهها.

المرشدون الملاحيون وقواعد عملهم

المرشد ملاح ماهر من مرتبة ربان، مهمته إرشاد السفن في المناطق الخطرة والمزدحمة، مثل الموانئ والمراسي والخلجان والمضائق والقنوات والممرات المائية ومصبات الأنهار. ويُعدُّ المرشد مستشاراً فقط، وتأخذ توجيهاته طابع المقترحات، في حين تبقى المسؤولية القانونية على عاتق ربان السفينة وطاقم القيادة فيها.

الإرشاد من أقدم المهن البحرية، ويُعنى بتوفير سلامة السفن وحماية البيئة ودرء الأخطار الاقتصادية والبيئية بسبب تعاظم حمولات السفن والناقلات الحديثة، وهذا ما يجعل دور المرشدين أساسياً ويدفعه إلى مراكز متقدمة.

1 - تأهيل المرشد البحري: تضمن القرار رقم 960 المتعلق بالإرشاد البحري الصادر عام 2003 عن المنظمة البحرية الدولية  International Maritime Organization (IMO)، أهم التوصيات بخصوص تأهيل المرشدين البحريين ومنحهم تراخيص الممارسة، والتدابير التطبيقية اللازمة لتشغيلهم؛ ومنها ضرورة  أن يتمتع المرشد بحالة صحية تُلبي المتطلبات العالمية للربابنة وملاحي السفن، وأن يحصل على شهادة رسمية أو ترخيص ممارسة صادر عن سلطة أو دائرة إرشاد مخولة قانوناً على أن تحدد المنطقة التي يُسمح له بالعمل فيها، وأبعاد السفن وغواطسها وحمولاتها القصوى التي تدخل في صلاحياته.

وعلى المرشد أن يلم تماماً بحدود منطقة عمله، وقواعد منع التصادم، والقوانين المحلية، ومنظومة عوامات الإرشاد، والأنوار والوسائط الملاحية في المنطقة، وأعماق المياه وطبيعة القاع وخصائص الأخطار الملاحية فيها، ومواصفات الجسور فوق الممرات المائية، وطبيعة التيارات وخصائص المد والجذر، وخطوط السير ونقاط الرسو الآمنة، وطرائق الاتصال والتحذيرات الملاحية، وقواعد التحرك وتعليمات التجاوز واستخدام الرادارات في الملاحة وإخلاء الطريق، والعوامل المؤثرة في حركة السفن. وعلى المرشد أيضاً أن يتقن قيادة مختلف أنواع القواطر، وأن يلم باللغة الإنجليزية، ومصطلحات المنظمة البحرية الدولية  (IMO)، وتعليمات التحقيق في الحوادث البحرية، وأساليب درء التلوث البيئي، ونواظم العلاقة بين القبطان والمرشد، وتدابير سلامة المرشد عند الصعود والنزول، والسلوك الواجب اتباعه في الظروف المعقدة والحالات الطارئة، وإلى جانب الإلمام بخصائص السفن البحرية أو النهرية التي قد يُكلف إرشادها.

ومن شروط تأهيل المرشد إطلاعه على أسس إدارة الموارد في أبراج السفن  bridg resource management، وكيفية التواصل مع القبطان أو الضابط المناوب وتبادل المعلومات، وكيفية تقييم الحالات الطارئة لضمان الإرشاد الآمن، وتنسيق علاقة العمل بينه وبين طاقم برج السفينة في الشروط العادية والطارئة، إضافة إلى التدرب عملياً على متن السفن بإشراف مرشدين ذوي خبرات عالية.

2 - قواعد عمل المرشدين:

الالتزام: يعدُّ الإرشاد إلزامياً في أكثر المرافئ والقنوات والمناطق الخطرة والمزدحمة بالسفن التي تتجاوز حمولتها وطولها حداً معيناً، وفي بعض المرافئ لا يكون الإرشاد إلزامياً للسفن التي تقل حمولتها المسجلة عن مئة طن أو غير ملزمة إطلاقاً، وغير ملزم للسفن الحربية والحكومية التي تتردد على المرفأ بانتظام. ويُلبى طلب الإِرشاد للدخول أو الخروج في أي يوم أو ساعة بناءً على طلب مشغِّل السفينة أو وكيلها، ما لم تكن هناك أسباب مانعة تتعلق بالشروط الملاحية والمائية، ولا يترتب على عدم التقيد بإِلزامية الإِرشاد في غالبية المرافئ سوى جزاءات نقدية فقط. (في القطر العربي السوري يكون الإرشاد إلزامياً للعائمات البحرية من طول /10/ م فما فوق).

الرسوم: يرجع تحديد رسم الإِرشاد إِلى سلطات المرفأ، ويُحسب تبعاً لحمولة السفينة ومدة الإرشاد أو مسافته في الممرات والمناطق المزدحمة، وتكون الرسوم مخفضة عادة للعبّارات والمعدّيات التي تتردد باستمرار.

المسؤوليات: إن وجود المرشد على متن السفينة لا يعفي الربان والضابط المناوب في برج القيادة من واجباتهم والتزاماتهم حيال سلامة السفينة، وعليهم مساعدة المرشد مع المتابعة الدقيقة لتصرفاته، وتبقى المسؤولية على عاتق ربان السفينة ولو ارتكب المرشد خطأ. وبعد صعود المرشد إلى متن السفينة يتم تقاسم المسؤوليات في برج القيادة، فإذا تولدت شكوك معللة لدى الربان حول عدم مقدرة المرشد وعدم قدرته على تأمين سلامة السفينة، فعليه إبلاغه ملاحظاته في حضور شخص ثالث، وتدوين ذلك في سجل السفينة وفي إيصال الإرشاد. أما إذا شعر المرشد بأن الربان لا يتجاوب بأسلوب يحقق السلامة العامة فعليه أن يوقف الإرشاد، ويسجل ذلك في حضور شخص ثالث أيضاً. ولا يحق للمرشد مغادرة السفينة  من دون موافقة الربان قبل إكمال الوقوف أو الرباط الآمن، أو قبل الوصول إلى المناطق التي لا تحتاج إلى إرشاد، أو إلى نقطة تبديل المرشد.

الشكل (1): صعود المرشد إلى سفينة عملاقة ونزوله منها

أصول طلب المرشد: تحدد سلطة أو دائرة الإرشاد المحلية والمخولة قانوناً تعليمات طلب المرشدين للسفن القادمة والمغادرة والتي تطلب تغيير مكانها ضمن منطقة الميناء، وتعممها بحسب الأصول. ولتوفير خدمات الإرشاد الفاعلة، يفضل إعلام سلطات المرفأ سلفاً عن زمن الوصول ETA  وزمن المغادرة ETD ، وتأكيد ذلك بالاتصال اللاسلكي قبل وقت كاف. يشمل الإعلام عادة:

  (1) اسم السفينة، وعَلَمَها، ورمز النداء والشركة المشغلة، ومن أين قدمت وماذا تحمل.

  (2) أبعاد السفينة (طول، عرض، غاطس) ووزن حمولتها، ومواصفات وسائط الدفع والدواسر.

  (3) تاريخ الوصول إلى نقطة صعود المرشد وتوقيته.

 (4) متطلبات الرباط أو الوقوف (جانبي أو مؤخرة).

 (5) أيّ طلبات أو معطيات أخرى.

عندما تَطلب السفينة مرشداً ترفع علم الإِشارة الدولية والمتمثل بحرف H  (من كلمة Help أي طلب المساعدة) وعندما يصعد المرشد على السفينة يستبدل به عَلَماً يحمل الحرف  P  (pilot)  ويعني أن المرشد على متن السفينة.

نقطة صعود المرشد ونزوله: تحدد سلطة الإرشاد المحلية والمخولة قانوناً نقاطاً محددة لصعود المرشدين إلى السفن ومغادرتهم لها، بحيث تكون على مسافة كافية من بداية منطقة الإرشاد كي يتاح للمرشد والربان تبادل معطيات الموقف لتأمين سلامة العملية كلها. وهذه المرحلة من أخطر مراحل عملية إرشاد السفن وناقلات النفط العملاقة، لأنها قد تتم من الحركة وباستخدام سلالم بحرية تتطلب مهارات خاصة. ويرتدي المرشدون ألبسة ومعدات خاصة توفِّر لهم الحماية والإنقاذ عند الضرورة. وقد تلجأ بعض الموانئ والمصبات الضخمة إلى استخدام الحوامات لإيصال المرشدين إلى السفن وناقلات النفط العملاقة بدلاً من قوارب المرشدين.

تبادل المعطيات بين الربان والمرشد: وتتناول المسائل الملاحية، والقوانين والشروط المحلية ومواصفات السفينة. ويبقى هذا التبادل مستمراً طوال عملية الإرشاد. وتقوم سلطات الإرشاد المخولة بتعميم بطاقة معلومات ملاحية أو بطاقة إرشاد نموذجية أو لوائح ضبط لتعبئتها من قبل ربابنة السفن وتسليمها إلى المرشد عند صعوده، لتأكيد تغطية كل ما يتعلق بالعملية، وعلى العموم يشمل تبادل المعلومات بين الربان والمرشد ما يلي:

 - تسليم بطاقة المعلومات الملاحية أو بطاقة الإرشاد النموذجية مُعبأة بحيث تحوي - إضافة إلى ما سبق - معطيات عن السرعة الزاوية للسفينة وقطر الدوران، والعطالة والكبح وأي خصائص أخرى

 - الاتفاق على القواعد المتعارفة المتعلقة بخطط العمل والتدابير المقترحة، ومنها خطة العمل في الحالات الطارئة.

 - مناقشة حالة الجو والأعماق وتيارات المد والجزر وكثافة الحركة المتوقعة.

 - مناقشة خصوصية قيادة السفينة ولاسيما طرائق السيطرة على محركاتها، وجاهزية منظوماتها، والقيود الواجب مراعاتها عند التعاطي مع الطاقم.

 - الإعلام عن تجهيزات الأرصفة، وعدد القواطر وزوارق الرباط المشاركة وخصائصها وطرائق السيطرة عليها.

 - الإعلام عن معدات الرباط على الأرصفة أو المكاسر أو العوامات أو نقاط الرسو.

 - الاتفاق على اللغة الواجب استخدامها في برج القيادة وعند الاتصال مع السلطات المحلية.

يجب أن يكون الربابنة والمرشدون متفقين تماماً بشأن قبول كل منهما التخلي عن خططه إذا تطلب الموقف ذلك.

 - لغة التفاهم: يجب على المرشد أن يستخدم الجُمل والمصطلحات المعتمدة بحسب الموقف، والمعممة من المنظمة البحرية الدولية  (IMO)، سواء في الاتصالات الراديوية، أم عند تبادل المعطيات في برج القيادة، وذلك بغية تسهيل التفاهم لإنجاح العمل. ويكون التفاهم بين المرشد وأفراد الطاقم المعنيين باللغة الإنجليزية، أو بلغة يتقنها الجميع. وإذا اضطر المرشد إلى مخاطبة أحد أطراف التأمين كالقواطر أو مسؤولي ضبط الحركة أو الرباط بلغة غير الإنجليزية، فعليه مباشرة أن يشرح لطاقم برج السفينة مضمون تعليماته ليتسنى لهم متابعتها.     

 - الإبلاغ عن الحالات الطارئة والحوادث: على المرشد أن يبلغ الإدارة المختصة عن كل ما يرى أنه غير طبيعي، أو قد يمس بالسلامة العامة أو يؤدي إلى تلوث البيئة.

 - الاعتذار عن الإرشاد: يحق للمرشد أن يرفض إرشاد السفينة التي يرى أنها تسبِّب تهديداً للسلامة العامة أو للوسط المحيط. وعليه إبلاغ ذلك مباشرة إلى سلطات الإرشاد المعتمدة مع الأسباب الموجبة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

 - شروط العمل: يجب أن يكون المرشدون غير مرهقين، ومستعدين تماماً للعمل وبذل كل طاقاتهم لتنفيذ مهام الإرشاد كاملة في جميع المراحل.

طرائق الإرشاد ووسائطه ومنظوماته في الممرات البحرية والموانئ

الإرشاد البحري عمل إبداعي يتطور مع متطلبات العصر والتقانات الحديثة، ومن أهم طرائقه:

1-  الإرشاد المباشر: بوجود المرشد واتصاله المباشر مع الربان والطاقم  في برج القيادة

2-  الإرشاد من بُعد: بإعطاء الإرشادات والتوجيهات بالوسائط اللاسلكية والمتابعة بالوسائط   البصرية والرادارية

3 - الإرشاد بوساطة المراجع الملاحية: تهتم سلطات الإرشاد البحري اهتماماً خاصاً بإصدار المراجع الملاحية والخرائط ومواصفات السواحل والموانئ والخلجان والمراسي والمضائق والقنوات والخطوط الملاحية وغيرها. وهي كتب خاصة تسمى (دليل المرشد) للبحر أو المنطقة المعنية، مع كُتيِّبات ملحقة بها  تشمل موضوعات مختلفة كالمنارات والفنارات والعوامات والعلاّمات الملاحية، والوسائط الراديوية، وجداول توقيت بث النشرات الجوية، وجداول المسافات البحرية، والتحذيرات المختلفة. ويجب أن تحمل كل سفينة إضافة إلى  كتب الإرشاد، مراجع ملاحية أخرى كالخرائط، والأطالس، ومراجع توصيف التجهيزات الملاحية. ويجب على المعنيين قبل الخروج إلى البحر دراسة المنطقة المُراد الإبحار فيها بدقة، ولاسيما إذا كان من المتوقع المرور في أرخبيلات أو مناطق ضيقة، والمخاطر والتجهيزات الملاحية، والرياح والتيارات في المنطقة، والمعالم ونقاط العلاّم الساحلية.

وسائط الإرشاد ومنظوماته:

   • وسائط الإرشاد:

تُصنف وسائط الإرشاد الملاحية وفقاً لخصائصها المختلفة كما يلي:

 (1) بحسب المكان وطريقة التثبيت؛ فهي إما أن تكون ساحلية ومُقامة على الشريط الساحلي كالمنارات والفنارات، والأنوار الملاحية، والعلاّمات الساحلية وخطوط المحاذاة أو العبور، وإما طافية يتم تثبيتها بخطاطيف أو أثقال على القاع كالفنارات العائمة، والعوامات، والشواخص.

(2)  بحسب الغاية والهدف وتُقسم إلى وسائط تحديد الموقع، ووسائط تعليم الممرات الملاحية وخطوط السير، ووسائط الإبحار في الضباب، ووسائط تعليم الأخطار الملاحية وتحديد المناطق الخطرة على الملاحة والمناطق الممنوعة.

(3)  بحسب مدى العمل، وهي إما بعيدة المدى كالمنارات والفنارات العادية واللاسلكية، والوسائط الفنية الخاصة، وإما قصيرة المدى كالعلّامات الملاحية، والعوّامات، والشمندورات، والشواخص البحرية.

(4)  بحسب تجهيزها الفني، وتُقسم إلى وسائط مرئية مُنارة أو غير مُنارة، ووسائط خاصة ومنها الوسائط الصوتية، والهيدروصوتية، والراديوية.   

الشكل (2): وسائط إرشاد ساحلية ثابتة

الشكل (3): وسائل إرشاد طافية

   • منظومات الإرشاد في الممرات البحرية والموانئ:

تعددت طرائق تعليم الأخطار وتحديد الممرات والطرق الملاحية في العالم بسبب استخدام أنواع متباينة من العوامات والشواخص البحرية وبمواصفات مختلفة، أدت إلى حوادث اصطدام وجنوح سفن وأحياناً إلى كوارث بحرية. لذلك قامت الرابطة الدولية لسلطات المنارات  International Association of  Lighthouse Authorities (IALA  في عام 1976 (الشكل 4)، بإصدار مواصفات موحدة لمنظومتين خاصتين بتعليم المناطق والممرات والطرق البحرية هما:

 - المنظومة أ IALA A: وتعتمد اللون الأخضر على اليمين والأحمر على اليسار، وهي معتمدة في أوروا وإفريقيا وغالبية آسيا، إضافة إلى أستراليا ونيوزلندا.

 - المنظومة ب IALA B: وتعتمد اللون الأحمر على اليمين والأخضر على اليسار، وهي معتمدة في الأمريكيتين الشمالية والجنوبية واليابان والفيليبين وكوريا (الشكل 4).

وفي مؤتمر IALA المنعقد في تشرين الثاني عام 1980، تم دمج المنظومتين (أ) و (ب) بمنظومة تعليم ودلالة موحدة، سُميت منظومة الرابطة الدولية لسلطة الفنارات IALA System، مع احتفاظ كل منظومة بالألوان الخاصة بها. وهي مكونة من خمس منظومات من العوامات الطافية هي: عوامات الاتجاهات الجغرافية الأربعة، عوامات الأجناب، عوامات تحديد الأخطار المنعزلة، عوامات المحاور أو المياه الحرة، وأخيراً عوامات الاستخدامات الخاصة.

الشكل (4): خريطة المنظومة أ، والمنظومة ب

(1) عوامات الاتجاهات الأربعة 

تُعد منظومة عوامات الاتجاهات الجغرافية الأربعة cardinal buoys المعتمدة من الرابطة الدولية لسلطة الفنارات   IALA System أبسط من سابقتها، ولا تُلزم استخدام عوامات وشواخص خاصة، بل تشترط أن تكون عمودين في أعلاهما مخاريط سوداء كما في (الشكل 5) بحسب الاتجاهات الجغرافية الأربعة. أما الإنارة فتكون وميضاً أبيض اللون لكل العوامات بتواتر اختياري سريع جداً 120 ومضة بالدقيقة، أو سريع 60   ومضة بالدقيقة. كما اعتمد عدد مرات تكرار الوميض بما يتطابق مع الأرقام المسجلة على محيط ميناء ساعة اليد بالنسبة إلى اتجاهات المنطقة المراد تحديدها كما يلي: العوامة الشمالية (وميض مستمر)، العوامة الشرقية ( ثلاث دفعات من الوميض)، العوامة الجنوبية ( ست دفعات)، والعوامة الغربية (تسع دفعات).

الشكل (6): عوامتان شمالية وجنوبية

الشكل (7): عوامتان شرقية وغربية

الشكل (5): منظومة الاتجاهات الجغرافية الأربعة

وهناك عدد كبير من دول العالم لم يعتمد منظومة IALA System، وما يزال يعتمد الطريقة القديمة في تحديد الاتجاهات الجغرافية الأربعة وهي كما يلي

العوامة الشَمالية: وهي عوامة أو شمندورة، بجانبها شاخصة تحمل مثلثاً أحمر مقلوباً، تُصدر 12 ومضة حمراء بالدقيقة، تشير إلى ضرورة تركها باتجاه الشمال الجغرافي. أما العوامة الجنوبية فلها المواصفات نفسها ولكن مثلثها أسود غير مقلوب، وومضاتها باللون الأصفر، وتشير إلى ضرورة تركها باتجاه الجنوب.

العوامة الغربية: وهي عوامة أو شمندورة، بجانبها شاخصة تحمل مثلثين أحمرين متقابلين، وتُصدر 24 ومضة حمراء بالدقيقة، تشير إلى ضرورة تركها باتجاه الغرب. أما العوامة الشرقية فلها المواصفات نفسها، ولكن مثلثيها أسودان ومتطابقان بقاعدتيهما، وومضاتها باللون الأصفر، وتشير إلى ضرورة تركها باتجاه الشرق.       

الشكل (8) في المنطقتين (أ) و (ب)ء

                                

(2) عوامات الجوانب lateral: ويسمونها أحياناً منظومة الجانبين الأيمن والأيسر، وتُستخدم في المنطقتين (أ) و (ب)، لتعليم جوانب الممرات الملاحية والقنوات والمضائق بالعوامات أو الشواخص، وهي في المنطقة (أ) باللون الأخضر للجانب الأيمن وباللون الأحمر للجانب الأيسر، والعكس صحيح للمنطقة (ب)، وترقَّم ترقيماً واضحاً تصاعدياً أو بالأحرف الألفبائية المتسلسلة  بدءاً من الاتجاه البحري للممر. أما في منطقة تفرع الممر الملاحي، فيتم  تمييز الطريق الأنسب بوضع عوامات معدلة

(3) عوامات تعليم الأخطار المنعزلة Marks indicating isolated dangers

الشكل (9): أخطار ملاحية – نظام قديم

 

الشكل (10)

 

الشكل (11)

توضع عادة فوق منطقة الأخطار الصغيرة المساحة مباشرة، ويمكن المرور من أي منطقة حولها، وتكون سوداء اللون وحولها حلقات باللون الأحمر، وفي الأعلى كرتان سوداوان، وتصدر ليلاً دفعتين متتاليتين من الوميض الأبيض. وما زالت بعض الدول تعتمد النظام القديم، وهو عوامة أو شمندورة فوق نقطة الأخطار مباشرة، وبجانبها إشارة تصالب، وتُصدر 20 ومضة بيضاء بالدقيقة، تشير إلى إمكان الالتفاف حولها من أي جهة كانت.

(4) عوامات تعليم المحاور أو المياه الحرة  Marks indicating safe water

وهي مخصصة لتعليم محور الممر الملاحي، أو للدلالة على نقطة الاقتراب منه (الشكل 10). وهي عوامة كروية أو عمودية، تعلوها كرة حمراء، وتُدهن طولياً باللونين الأبيض والأحمر، وتضيء ليلاً بنور أبيض متكرر ثنائي الإيقاع، يخبو لحظة ثم يومض طويلاً أي ما يقابل حرف A (. ـــ) في أبجدية مورس الضوئية.                             

(5) عوامات الاستخدامات الخاصة  Special  buoys and marks

وتخصص لتعليم مناطق أو أغراض خاصة موجودة على الخرائط كتعليم منطقة رمي ردميات، أو منطقة أكبال أو أنابيب تحت الماء، أو منطقة مناورات عسكرية أو منطقة استجمام أو غيرها. ويكون شكل العوامة اختيارياً غير أن لونها أصفر، وفي أعلاها علامة X، وتُصدر ليلاً وميضاً أصفر مستمراً يميزها من غيرها من العوامات، ويمكن أن تُكتب على العوامة أرقام أو أحرف تشير إلى ماهية المنطقة

ولتعليم الأخطار الملاحية التي لم تُذكر في المراجع الملاحية، أو يتفق عليها دولياً بعد، وتستعمل وسائل تحذير مزدوجة مع العوامة الرئيسية لزيادة الوثوقية، ويثابر على ذلك حتى صدور تعميم دولي بشأنها.

كذلك قد تعمد بعض الدول إلى تعليم ممراتها البحرية الضيقة والقنوات ومصبات الأنهار ومجاريها بوسائلها الخاصة، ولاسيما تلك التي يكون الإبحار والمرور فيها محدداً بدقة لضيق المكان وخطورته.

خصائص الإرشاد البحري في مصبات النفط

ما يزال نقل النفط بحراً يحتل مكاناً متقدماً بين أحجام النقل البحري، ووصلت حمولة ناقلات النفط الحديثة إلى حدود نصف مليون طن. ومثل هذه الناقلات يتعذر عليها الوقوف على رصيف شحن أو تفريغ نفط تقليدي. وظهرت إثر ذلك خصائص محددة للإرشاد البحري في مصبات النفط تتطلب تأهيلاً خاصاً للمرشدين العاملين فيها.

توجد معظم المصبات النفطية على شواطئ وخلجان محمية طبيعياً وتسمح أعماقها بوصول ناقلات النفط، ومجهزة بأنابيب تحت الماء إلى خزانات ضخمة مرتبطة بشبكة أنابيب نقل إلى مناطق الإنتاج ومصافي النفط ومواقع الاستهلاك، وفي نهاية كل أنبوب مربط مكون من أربع عوامات ثابتة في أماكنها بكتل إسمنتية ضخمة على القاع، وعندما تقترب الناقلة من المصب يصعد إليها المرشد ليشرف على ربطها بعوامات المربط، ومن ثم وصل أنبوب المصب مع مأخذ الناقلة لتفريغها أو ملئها.

يُدعى المرشد في مصبات النفط (ربان عمليات الرسو mooring master)، ويفترض فيه أن يكون على معرفة جيدة بمنطقة الرسو والمرابط وما فيها من تمديدات فوق الماء وتحته، ومعرفة بالتيارات المائية والرياح السائدة في منطقة المصب بحسب فصول السنة ومدى تأثيرها في مناورة الناقلات وسلامة التمديدات، ومعرفة بقدرة مضخات التحميل وكيفية استخدامها، ومن مهماته:

1 - إرشاد الناقلة من عرض البحر وربطها في المربط المحدد لها، والبقاء على متنها حتى انتهاء شحنها أو تفريغها، وفك رباطها عند مغادرتها وإرشادها حتى المياه الحرة. وتقديم المشورة إلى ربان الناقلة للتقرُّب من المربط وعند مغادرته.

2 - التحقق من سلامة منظومة الشحن ومعداته وتفريغ النفط ومشتقاته.

3-  الإشراف على تحميل الناقلات وتفريغها، وإحكام التوصيلات لمنع التسرب، وصحة تنفيذ احتياطات الأمان والسلامة، ومراقبة عمليات إغلاق الصمامات وإنزال الخراطيم إلى الماء

4- توقيع الوثائق الرسمية وتنسيق العمل مع ربابنة الناقلات وأجهزة الخدمة وسلطات التحميل والإدارة البحرية للمصب.

5- يعد ربان عمليات الرسو الممثل الرسمي لسلطات المصب والوسيط بين المصب والناقلة.    

6- مراقبة تطبيق شروط استخدام المصب، والمحافظة على سلامة تجهيزات فوق الماء وتحت الماء والاتصال بين الناقلة وعمليات المصب، ومع السفن والقواطر.

7- معالجة مشاكل الرباط، وخاصة في الطقس العاصف، ويحق لربان عمليات الرسو وضع مجموعته وجزء من طاقم الناقلة بحالة استعداد للتدخل الفوري حرصاً على سلامة الخطوط البحرية والخراطيم والتجهيزات الأخرى، وعليه وحده تقع مسؤولية توقيف العملية بحسب تقديره للحالات الطارئة.

8- الإشراف على تدريب طاقم الخدمة والطاقم البحري.

 

بسام أبو عسلي

 

 

مراجع للاستزادة:

- L. Bjork, Piloting Basics Handbook, McGraw-Hill Professional; 1 edition, 2000.

- C. F. Chapman, Practical Motor Boat Handling, Seamanship & Piloting, Nabu Press, 2010.

- C. B. Husick, Chapman Piloting & Seamanship, Hearst; 66 th edition, 2009.

- F. J. Larkin, Basic Coastal Navigation: An Introduction to Piloting for Sail and Power, Sheridan House, 1998.

 


التصنيف : التقانات الصناعية
النوع : التقانات الصناعية
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 518
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 529
الكل : 31175454
اليوم : 611