logo

logo

logo

logo

logo

الإنقاذ البحري

انقاذ بحري

Maritime salvation - Sauvetage maritime

الإنقاذ البحري

بسام أبو عسلي

إجراءات البحث عن المراكب المفقودة وإنقاذها الإنقاذ في القانون الدولي والتشريعات المحلية
أنواع الإنقاذ البحري وطرائق تنفيذها تنظيم وإدارة البحث والإنقاذ البحري
استخدام الوسائل التقنية في البحث والإنقاذ إجراءات إنقاذ الأشخاص في السفن المعرضة للخطر
استخدام المركبات الجوية المسيرة للبحث والإنقاذ البحري search and rescue drones: إجراءات البحث عن الأشخاص وإنقاذهم من الطائرات الساقطة في البحر
 

البحث والإنقاذ البحري Marine Search And Rescue (MSAR) أحد ميادين البحث والإنقاذ العامة التي تشمل البحث والإنقاذ في البر والبحر وفي المناطق المدَّمرة جراء الكوارث أو الحروب.

يختلف مفهوم البحث والإنقاذ البحري بين دولة وأخرى، فمنها من يضِّمنه إنقاذ الأشخاص والسفن، ومنها- وهو الغالب- من يحصره في إنقاذ الأشخاص والممتلكات فقط، وذلك بسبب تباين البُنى التنظيمية وتنوع السلطات المعنية وتعدد هيئات الإنقاذ التطوعية الأهلية. أمّا التعريف الأشمل فهو: البحث بالوسائط المتاحة عن الأشخاص المحتمل وقوعهم في محنة أو وقعوا فيها فعلاً أو يتعرضون لخطر داهم في البحار والمحيطات وتقديم كل أشكال المساعدة لهم.

تُعدّ محاولة إنقاذ إحدى السفن التجارية الهولندية قبالة الساحل الغربي الأسترالي عام 1656 من أقدم ما تم توثيقه في مجال البحث والإنقاذ البحري في العالم، غير أن البداية الفعلية لعمليات البحث والإنقاذ البحري كانت في بريطانيا، عندما تأسست الهيئة الوطنية للحفاظ على الحياة عند تحطم السفن في عام 1824، وترأسها السير ويليام هيلاري. وبعد ثلاثين عاماً أصبح اسمها هيئة زوارق الإنقاذ الملكية الوطنية

(RNLI) Royal National Lifeboat Institution، وما زالت قائمة حتى اليوم. وفي المدة ذاتها أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية أول محطة إنقاذ على الساحل الشرقي مزودة بقارب، بإشراف قوات حرس الشواطئ.

أما الإنقاذ البحري من الجو فقد تمت أول عملية إنقاذ طيار تحطمت طائرته في بحيرة ميتشيغان عام 1911، وكانت الطريقة التقليدية لهذا النوع من الإنقاذ هي بوساطة الطائرات المائية. أما إذا كان البحر مائجاً ويتعذر هبوط هذه الطائرات؛ فأقصى ما يمكن عمله هو إسقاط إمدادات الطوارئ للذين ما يزالون على قيد الحياة، وتوجيه زوارق الإنقاذ إلى مكان الناجين في البحر.

في القرن العشرين، ازداد الاهتمام بتنظيم البحث والإنقاذ البحري، وخاصة في الربع الأخير منه نتيجة لتزايد حوادث تحطم السفن والطائرات في البحر. وتولت أكثر من مئة دولة هذه المسؤولية بالانخراط في منظومة البحث والإنقاذ العالمية، وتأسيس مراكز وطنية أو إقليمية لعمليات البحث والإنقاذ في منطقة جغرافية محدَّدة شملت الكرة الأرضية وبحارها وبحيراتها وأنهارها.

الإنقاذ في القانون الدولي والتشريعات المحلية

ينص القانون الدولي على إلزام ربابنة السفن وملاحي الطائرات تقديم المساعدة للطائرات أو السفن المنكوبة وللذين يتعرضون لأخطار الفقد في البحر. وأصبح هذا الواجب عُرفاً بحرياً يحترمه الجميع، ولا يحتاج إلى إذنٍ مسبق لدخول سفن الإنقاذ إلى المياه الإقليمية، أو لتحليق طائرات الدول المتجاورة للمشاركة في تقديم المساعدة الطارئة لمن هم في خطر في البحر، بل يجري ذلك بإذن وترتيبات من مراكز تنسيق الإنقاذ. ويجب أن تُقدم المساعدة بدافع إنساني بحت وليس للحصول على مكاسب، وفي حال وجود أخطار جدّية أو وقوع كارثة مؤكدة. أما أهم الاتفاقيات الدولية التي تعالج مسألة البحث والإنقاذ البحري والتزامات الدول والربابنة والطيارين حيالها فهي:

1- الاتفاقية الدولية المتعلقة بتوحيد بعض قواعد الإسعاف والإنقاذ في البحار لعام 1910.

2- الاتفاقية الدولية لسلامة الأرواح في البحار- سولاس (Safety Of Life At Sea (SOLAS لعام 1960 و1974.

3 - اتفاقية أعالي البحار Convention on the High Seas لعام 1958، والاتفاقية الدولية حول قانون البحار ـ لوس LOS ـ Sea the Law Of لعام 1982.

4- الاتفاقية الدولية حول البحث والإنقاذ البحري ـ سار (Search And Rescue (SAR لعام 1979 ـ هامبورغ.

5- الاتفاقية الدولية للطيران المدني ـ إيكاو (Internationl Civil Aviation Organization (ICAO لعام 1944 المعروفة أيضاً باسم اتفاقية شيكاغو ـ الملحق 12، والاتفاقية الدولية حول الإنقاذ International Convention on Salvage لعام 1989.

كذلك صدرت مجموعة كبيرة من مقررات المؤتمرات الدورية للهيئات المعنية بالإنقاذ، ومن ذلك مثلاً الكتيب الصادر عن المنظمة الاستشارية الدولية للملاحة البحرية بعنوان « دليل البحث والإنقاذ الخاص بالسفن التجارية ـ ميرسار ـ Merchant Ship Search And

«(Rescue Manual (MERSAR، وهو دليل مرشد للملاحين في حالات الطوارئ في البحار. تُلزم هذه الاتفاقيات والوثائق جميع الدول الموقعة عليها أن تُصدر التشريعات اللازمة، وأن تُنشئ الهيئات والمؤسسات المعنية بالبحث والإنقاذ. وتنص القوانين الصادرة في الجمهورية العربية السورية ولا سيما القانون رقم 36 لعام 2003 الخاص بالكوارث البحرية؛ على ما يلي: «يجب على كل من يشاهد وقوع كارثة بحرية على شواطئ الجمهورية العربية السورية أو في مياهها الإقليمية، أن يبادر إلى إسعاف وإنقاذ الأرواح المعرضة للخطر، وأن يحافظ على كل ما في السفينة المنكوبة، وعدم تعرضها للنهب إلى أن تتولى السلطات العامة أمرها».

تنظيم وإدارة البحث والإنقاذ البحري

1- تنظيم الإنقاذ البحري: تلتزم الدول الموقعة على اتفاقيات «سار» SAR و«إيكاو» ICAO و«سولاس»
SOLAS تنظيم خدمات البحث والإنقاذ، وإقامة منظومة وطنية ضمن منطقة خاصة بها للبحث والإنقاذ بالمشاركة مع منظومة إقليمية غير مرتبطة بالحدود الجغرافية بين الدول المشاركة، ولا تخل بها. وتؤكد الاتفاقيات وجوب إنشاء مركز لتنسيق الإنقاذ، ومراكز إنقاذ فرعية مشتركة تابعة له في كل منطقة من مناطق البحث والإنقاذ البحري والجوي على حدٍّ سواء، تتولى المسؤوليات الأساسية عن تنسيق الاستجابة لحالات الكوارث في مختلف مناطق العالم، والمناطق الداخلة في اختصاصها وحدود مسؤولياتها، ومواقع مراكزها الرئيسية والفرعية وطرائق الاتصال بها والإمكانات الموضوعة بتصرفها بما يكفي لقيامها بخدماتها. لذلك تُجهّز مراكز تنسيق الإنقاذ ومراكز الإنقاذ الفرعية بوسائل الاتصالات الضرورية لتلقي الاستغاثة، وللاتصال بوحدات الإنقاذ التابعة لها وبمراكز تنسيق الإنقاذ في المناطق المجاورة لها، وتحديد مهامها. كما تُجهّز بالمرافق والمعدات المناسبة للمهام الموكولة إليها والتعليمات الواجب تنفيذها باللغة الإنكليزية وبلغتين محليتين على الأقل.

2- إدارة الإنقاذ البحري: تشير الاتفاقيات إلى ثلاثة مستويات لإدارة الإنقاذ ضمن البنية العامة لمنظومة البحث والإنقاذ، وهي:

أ- منسقو البحث والإنقاذ (SCs) SAR Coordinators: وتضم كبار المديرين ومهمتهم: إنشاء جهاز للبحث والإنقاذ للدولة أو للإقليم، ورفده بالمتخصصين، وتجهيزه بالمعدات وإدارته، وتأسيس مركز تنسيق الإنقاذ (Rescue Coordinating Center (RCC في كل منطقة، ومراكز إنقاذ فرعية مرتبطة به، وتزويد مرافق البحث والإنقاذ بما يلزم، وإدارة أعمالها.

ب- منسقو مهمة البحث والإنقاذ SAR Mission (SMCs) Coordinators: وهم المسؤولون من ذوي الخبرة عن الإشراف على كل عملية من عمليات البحث والإنقاذ من بدايتها حتى نهايتها.

جـ: منسقو مسرح العمليات On-Scene

(Coordinators (OSCs: ويسمونهم أيضاً قادة مسارح العمليات، ويعينون من قِبل منسّقي مهمة البحث SMC عندما يكون هناك أكثر من مرفق للبحث والإنقاذ، وعليهم تنسيق أنشطة المرافق المشاركة جميعها. يتولى المسؤول في أول مرفق يصل إلى الميدان مهام قائد مسرح العمليات حتى يتم إعفاؤه من مهامه من قبل منسّق مهمة البحث. وإذا لم تتوفر وحدات إنقاذ متخصصة، بسبب بُعد المنطقة (ومن ذلك السفن الحربية)- للاضطلاع بمهام قائد المسرح- وبوجود عدد من السفن التجارية أو سفن الصيد بالقرب من المنطقة تشارك في عمليات البحث والإنقاذ؛ ينبغي أن يُعيَّن واحد منها بالاتفاق لتولي مهام قائد مسرح العمليات.

إجراءات إنقاذ الأشخاص في السفن المعرضة للخطر

أُعلن عن أول اتفاقية دولية لسلامة الأرواح في البحار عام 1914، ثم عُدلت هذه الاتفاقية أكثر من مرة في أعوام متتالية آخرها عام 2002. ويمكن تقسيم الإجراءات التي نصت عليها للإنقاذ بالسفن إلى قسمين:

1- إجراءات وقائية: تُنفّذ سلفاً في أثناء بناء السفن، وقد حددتها اتفاقية سولاس SOLAS. وتشمل مجموعة واسعة من التدابير الوقائية الرامية إلى تحسين سلامة النقل البحري؛ ومن ذلك: شروط تقطيع السفن من الداخل بقواطع إحكام تمنع دخول الماء، وضوابط اتزانها، ونوعية الآلات والتجهيزات الكهربائية وارتكازاتها، ووسائط الوقاية من الحرائق وتجهيزات الكشف والإنذار والإطفاء والاتصال والإنقاذ المحمولة ومواعيد اختبارها وصلاحيتها، وتجهيزات السلامة الملاحية الواجب توفرها، وتعليمات نقل الحبوب والبضائع الخطرة، واحتياطات السفن النووية، وكذلك الشهادات التي يجب أن يحصل عليها الربابنة والضباط والمهندسون وطاقم السفينة.

ويجب أن يتوفر في كل قارب للنجاة: مجاذيف ومنزحة مياه وحبال قابلة للطفو، وبوصلة مُضاءة، ومخطاف ظهر بحر، وصفارة، وحقيبة إسعاف، ومصباح يدوي يصلح لإشارات المورس، وطوقا نجاة، ونور كشاف، وشهب إشارة وأجهزة تأشير دخاني، وطعام وشراب للطوارئ، وعاكس راداري وجهاز اتصال الشكل (1: أ، ب، ج، د، هـ).

الوصف: الوصف: D:\المجلد 4 تقانة للإخراج\368\01.jpg

الشكل (1(

تقع على عاتق سلطات المراقبة في الموانئ Port

(State Control (PSC في أغلب دول العالم مسؤولية تدقيق واقع السفن وأطقمها ومطابقتها لمتطلبات المنظمات الدولية الواردة آنفاً، ولها الحق في منع خروج السفن المخالفة إلى البحر مهما كان العلم الذي ترفعه هذه السفن.

2- التدابير التي تُتخذ في حالات الخطر: وتقسم إلى نوعين:

أ- إطلاق إشارات الخطر والاستغاثة: ترسل السفينة التي تكون في خطر إشارة الإنذار المناسبة. وقد تكون الإشارة منطوقة (استغاثة distress، طارئ urgency، سلامة safety)، يليها نداء الاستغاثة Save Our Souls

(SOS) بطريقة مورس على التردد: 500 كيلو هرتز للبرق اللاسلكي على أحد ترددي الاستغاثة الدولية: التردد 2182 كيلو هرتز للهاتف اللاسلكي وعلى الترددات الإضافية المكملة له حسب المناطق. والنداء هو «ماي داي ـ May day». ويُفضل أيضاً إرسال نداء الاستغاثة على القناة 16 للخدمات البحرية بتردد عالٍ جداً (156.8 ميغا هرتز). وفي حال وجود أعطال تحول دون إرسال النداء يمكن استخدام الجهاز اللاسلكي النقال المخصص لقوارب النجاة على التردد 8364 كيلو هرتز المتوافق مع منظومة هوائيات السفينة.

تشمل رسالة الاستغاثة المعطيات التالية: اسم السفينة، ورمز النداء، والموقع، وطبيعة الاستغاثة ونوع المساعدة المطلوبة، وأي معلومات أخرى. وقد يكون من الصعب تضمين رسالة الاستغاثة المعطيات كافة، لذلك من الأفضل إرسال عدد من الرسائل القصيرة الواحدة تلو الأخرى ولعدة مرات، ثم إرسال إشارتين لاسلكيتين مدتهما 10- 15 ثانية مع التكرار يليهما علامة نداء السفينة، أو إرسال أرقام عددية طويلة بالهاتف اللاسلكي، لتتمكن محطات تحديد الاتجاه الساحلية والمحمولة على السفن من رصد اتجاه مصدر الاستغاثة. ويجب الانتظار بعض الوقت لاستقبال الرد قبل تغيير التردد. ويتوفر حالياً أجهزة إنذار واستغاثة مؤتمتة تُصدر إشارات استغاثة لاسلكية بالاعتماد على حساسات هدروستاتية، تلتقطها المنبهات المؤتمتة الساحلية أو المحمولة.

ويمكن كذلك إرسال إشارات مرئية للدلالة على الخطر والحاجة إلى المساعدة، وهي مشمولة في الملحق 4 للقانون الدولي الصادر عام 1972، والخاص بمنع التصادم في البحار International Regulations for Preventing Collisions at Sea 1972 ومنها؛ طلقة بندقية أو طلقة مدفع أو أي إشارة أخرى متفجرة، أو إصدار أصوات متصلة بأجهزة التنبيه في الضباب، أو إطلاق شهب إشارة تصدر نجوماً حمراء، أو رفع علَمي إشارة يمثلان الحرفين/N/ في الأعلى وتحته حرف /C/، أو رفع علم مربع في أعلاه وأسفله كرة، أو إشعال نار على السفينة، أو إطلاق مظلة لها ضوء أحمر، أو إصدار دخان برتقالي، وأخيراً رفع الذراعين ممدودتين على الجانبين وإنزالهما ببطء على نحو متكرر. ويحظر استخدام أي من الإشارات المذكورة آنفاً إلاّ لأغراض الدلالة على الخطر والحاجة إلى المساعدة. وللفت انتباه الطيران، يمكن أن تنشر السفينة التي تحتاج إلى المساعدة ملاءة برتقالية اللون عليها مربع أو دائرة سوداء، وتلوين بقعة المياه المحيطة بها بهُباب التلوين.

ب- استخدام وسائط النجاة: تُحدَّد سلفاً على السفن واجبات الأطقم والركاب كافة في حالات الطوارئ وتوزيعهم على وسائط النجاة عند تنفيذ عملية الإخلاء، وفق متطلبات الاتفاقيات الدولية لسلامة الأرواح في البحار، وتُدَقق قبل كل رحلة ويجري التدريب عليها في أثنائها، وتشمل طرائق تحذير الركاب، ومسؤوليات إغلاق الأبواب والفتحات والصمامات المانعة لدخول الماء والمقاوِمة للحريق، وتنظيم ارتداء سترات وأطواق النجاة، وكيفية إعداد معدات النجاة وإنزالها، وأماكن تجمع الركاب بحسب أماكن الإقامة على السفينة، وتوزيعهم على وسائط النجاة، وطواقم فرق الإطفاء، وعند الخطر، وعلى الربان إعطاء التعليمات اللازمة لإبعاد الطاقم والركاب عن الأماكن الخطرة، وإذا لم تكن هذه الإجراءات كافية لسلامتهم عليه إعطاء الأوامر لإخلاء السفينة بحسب الترتيبات المقررة، بانتظار وصول سفن الإنقاذ وزوارقه وطائراته والفِرق المتخصصة والمتطوعة. ومن أهم التوجيهات والتدابير اللازمة في مثل هذه الحالات:

- ارتداء الجميع أحزمة النجاة أو سترات النجاة مع الملابس كاملة والمعاطف لأنها تحمي وتساعد على الطفو. ويُفضَّل إنزال قوارب النجاة وفيها نصف عدد حمولتها، ويُنزل الباقي على السلالم والحبال. ويمكن للقوارب التحرك لالتقاط الناجين الآخرين، وإذا زاد عدد الركاب على العدد المسموح به يبقى الزائد منهم في الماء متمسكين بالسبحات الخارجية للقوارب.

- تراعى الاحتياطات في أثناء القفز من السفينة إلى الماء بحيث يكون القفز من أقرب مكان منخفض ومن مقدمة السفينة أو من الجانب، وبالأقدام وليس بالرأس، مع وضع اليدين متصالبتين على الصدر لضغط سترة أو حزام النجاة بشدة، وإذا كانت السفينة توشك على الغرق فيجب الإسراع بالخروج من دائرة دوامتها سباحة أو بالاستلقاء على الظهر وتوجيه القدمين باتجاه مركز غرق السفينة بانتظار هدوء الدوامة.

- يجب على قائد قارب النجاة عدم الابتعاد كثيراً عن موقع غرق السفينة، بانتظار وصول النجدة، أما إذا لم تكن الاستغاثة قد أُرسلت وكان الساحل قريباً فعليه التوجه إليه مباشرة. أما إذا كان الشاطئ بعيداً فعليه أن يبحر على طرق الخطوط الملاحية على أمل لقاء السفن العابرة، وعندما يلمح إحداها عليه الاتصال بها بكل الوسائل المتاحة. ويشرف بنفسه على توزيع الطعام والماء بعدل بين الناجين وعلناً، مع إعطاء أهمية خاصة لمياه الشرب. ويُمنع الناجون من شرب ماء البحر وبلِّ أجسادهم به عند التعرض لأشعة الشمس، وكذلك يمنعون من التجذيف لمسافات طويلة من دون طائل.

إجراءات البحث عن الأشخاص وإنقاذهم من الطائرات الساقطة في البحر

يسمى البحث وإنقاذ الأشخاص المنكوبين من الطائرات الساقطة في البحر «الإنقاذ الجوي ـ البحري“

(air-sea rescue (ASR or A/SR، أو “الإنقاذ البحري ـ الجوي” أو “الإنقاذ البحري” (sea-air rescue (SAR، ويشمل البحث المنسق عن الناجين في حالات هبوط الطائرات الاضطراري أو سقوطها في البحر وإنقاذهم، كذلك البحث عن الناجين بعد فقدهم سفنهم في عرض البحر. ويمكن أن يشترك في عمليات الإنقاذ الجوي ـ البحري مجموعة كبيرة من القوى والوسائط، ومنها الطائرات المدنية والعسكرية والطائرات المسيرة والمائية seaplane (الشكل 2)، والمراكب الطائرة flying boats، والغواصات، والحوامات، وسفن الإنقاذ وزوارقه، وذلك بحسب بُعد الموقع وتوفر الإمكانات في تلك المنطقة. وقد طُوِّرت حديثاً معدات وتقانات متخصصة لمصلحة هذا النوع من البحث والإنقاذ.ء

الوصف: الوصف: D:\المجلد 4 تقانة للإخراج\368\2.jpg 

الشكل (2) طائرة برمائية للبحث والإنقاذ من مسافات بعيدة

وفي حال تعرض طائرة لموقف طارئ، تستخدم للاستغاثة أي وسيلة تلفت الانتباه إليها والإعلام عن موقعها وطلب المساعدة. وعليها كذلك إبلاغ وحدة المسح الجوي (ATS) Air Traffic Surveillance unit التي تُعلم بدورها مركز تنسيق البحث والإنقاذ RCC. وإذا كانت الطائرة في مجال جوي مُراقب فعليها إعلان حالة الطوارئ للمراقب الجوي على تردد الخط الجوي المخصص assigned en-route frequency. وفي حال عدم الاستجابة أو كانت الطائرة في مجال جوي غير مُراقب؛ على الطيار تحويل رمز طوارئ المرسل المجيب الخاص بالطائرة والمخصص للاستغاثة (سكواك) squawk transponder emergency code وإرسال الاستغاثة على تردد الطوارئ 121.5 ميغا هرتز. كذلك تحمل الطائرات المدنية مرسل تحديد الموقع للحالات الطارئة (Emergency Locator Transmitter (ELTلإعلام سلطات البحث والإنقاذ عن الحالة الطارئة وعن موقع الطائرة.

ثمة نوعان من نداء الاستغاثة هما: نداء حاجة مُلحَّة أو عاجل ويُستخدم في الحالات التي لا يُحتمل فيها سقوط الطائرة. يبدأ هذا النداء باستخدام كلمة «بان» PAN ثلاث مرات، ومن بعدها إشارة النداء « كول ساين» call sign وتتضمن الموقع، والاتجاه، والارتفاع، وعدد الركاب وطبيعة المشكلة. أما النداء الثاني فهو نداء حالة الطوارئ وهو نداء الحالات الخطرة على متن أي طائرة. ويقتصر فقط على الحالات التي قد تؤدي إلى كارثة أو حادثة طيران، ويتطلب رداً فورياً من المراقب الجوي. وتُستخدم فيه كلمة «ماي داي» Mayday ثلاث مرات ومن بعدها إشارة النداء كما ورد آنفاً.

تُزوَّد الطائرات التي تحلق فوق البحار بسترات نجاة بعدد أفراد الطاقم والركاب ومجهَّزة بعبوات دخانية صغيرة وأضواء طوارئ للفت الانتباه إليها في الليل والنهار. تُرتدى هذه السترات عند تجهيز الركاب للهبوط الاضطراري أو السقوط في البحر بعد أن يشرح المضيفون والملاحون تدابير السلامة عملياً. كذلك تُزوَّد الطائرات التي تطير إلى مسافات تزيد على 160 كم عن خط الساحل بقوارب وأرماث للنجاة مجهزة بكل ما هو ضروري للحياة، وأجهزة اتصال وتأشير دخانية وضوئية.

تُجهَّز الطائرات الحديثة بمنظومة مؤتمتة يشغّلها الطيار أو من ينوب عنه عندما يكون الهبوط الاضطراري أو السقوط في البحر وشيكاً، تتولى هذه المنظومة إغلاق الفتحات الخارجية في جسم الطائرة لمنع تسرب مياه البحر إليها وتحولها إلى جسم قابل للطفو. ويُشغل جهاز الاستغاثة المؤتمت في الطائرة، ليرسل نداء الطوارئ.

لدى إرسال الطائرة نداء استغاثة على الأجهزة العادية أو المؤتمتة يُشار إلى موقعها والحالة الطارئة لديها مع احتمال سقوطها أو هبوطها الاضطراري فوق البحر. ولدى تلقي المطارات والطائرات والهيئات الرسمية والأهلية والسفن النداء تُرسل إشارة تصديق باستلام النداء وتُعممه إلى السلطات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالبحث والإنقاذ. ويبدأ على الفور مركز تنسيق الإنقاذ في المنطقة المحتمل أن تكون الطائرة المنكوبة قد هبطت فيها اضطرارياً، بتحريك القوى والوسائط المناوبة المتمركزة على السواحل القريبة من الموقع المحتمل، كما تُهرع السفن القريبة من المنطقة للمساعدة في عمليات الإنقاذ. وهنا يبدأ عمل منسق مهمة البحث والإنقاذ وقائد مسرح العمليات وفق المراحل التالية:

- تقدير الموقع الأكثر احتمالاً لوجود الطائرة المنكوبة أو الناجين مع مراعاة مجال الخطأ المحتمل.

- تحديد حدود منطقة البحث.

- جمع معطيات الحالة الجوية والمائية في المنطقة.

- اختيار قوى البحث والإنقاذ ووسائطه المناسبة لتنفيذ المهمة، والتنسيق بينها .

- اختيار أنماط بحث مناسبة للوحدات المشاركة، وتخصيص كل وحدة أو مجموعة وحدات بمنطقة بحث محددة.

- تخصيص وحدات مناسبة للقيام بالبحث بعد تحديد مكان الهدف من حيث مدى العمل والتجهيزات المتوفرة.

- تنسيق أنشطة المشاركين واتصالاتهم.

ويمكن تغيير أنماط البحث أو تعديلها بقرار من قائد مسرح العمليات على أن يُعلم مركز تنسيق الإنقاذ أو المركز الفرعي بما اتخذه من تدابير وأسباب ذلك. وعند نجاح البحث يجب توجيه أفضل الوحدات تجهيزاً لتنفيذ عملية الإنقاذ أو تقديم المساعدات الضرورية الأخرى. وإذا انصرم وقت طويل على الحادثة أو تأخر وصول وحدات الإنقاذ، تتولى الطائرات إلقاء المساعدات ومعدات الإنقاذ التي تساعد على بقاء الناجين على قيد الحياة، كما تبلغ الوحدات المنفذة قائد المسرح بأعداد المُنقَذين وأسمائهم.

إجراءات البحث عن المراكب المفقودة وإنقاذها

تُقسَّم إجراءات البحث عن المراكب المفقودة وإنقاذها إلى ثلاث مراحل هي:

1- مرحلة الشك: وتبدأ عند تأخر وصول المركب إلى مقصده، أو عدم بث تقرير منتظر من تقارير الموقع أو السلامة. عندها يشرع مركز تنسيق الإنقاذ أو مركز الإنقاذ الفرعي بالاستقصاء بغية تحديد مدى سلامة المركب، وإذا لم يتوصل إلى يقينٍ يعلن مرحلة متقدمة هي مرحلة الإنذار.

2- مرحلة الإنذار: عند إخفاق المحاولات المبذولة بعد مرحلة الشك، أو عند ورود معلومات تفيد أن مركباً ما قد اختل عمله، ولا يرجح نشوء حالة استغاثة؛ يوسع مركز تنسيق الإنقاذ، أو المركز الفرعي، استقصاءاته، وينذر خدمات البحث والإنقاذ المناسبة، ويباشر الأعمال الواردة في مرحلة الاستغاثة بحسب ما تتطلب الحالة المعنية.

3- مرحلة الاستغاثة: لدى تلقي معلومات مؤكدة بأن مركباً أو شخصاً ما يواجه خطراً محدقاً وأنه بحاجة إلى مساعدة فورية، أو عند ترجيح وقوع المركب في موقف معقد استناداً إلى إخفاق المحاولات الإضافية بعد مرحلة الإنذار، أو عند تلقي معلومات تفيد أن الكفاءة التشغيلية لمركب ما قد اختلت إلى مدى يُرجح فيه نشوء حالة استغاثة؛ يقوم مركز تنسيق الإنقاذ، أو المركز الفرعي، بما يلي:

أ- الشروع بتنفيذ تدابير البحث والإنقاذ وفق الخطط الموضوعة سلفاً بما ينسجم مع الموقف.

ب- تقدير درجة الشك المحيط بموقع المركب وتحديد اتساع منطقة البحث.

ج- إعلام مالك المركب أو وكيله، إن أمكن، وإطلاعه على ما يستجد من تطورات.

د- إعلام مراكز تنسيق الإنقاذ والمراكز الفرعية التي قد يتطلب الموقف الإستعانة بها أو التي قد تعنيها العملية.

هـ- دعوة الطائرات أو السفن أو الخدمات غير المدرجة تحديداً في تنظيم البحث والإنقاذ إلى مد يد العون، وخاصة السفن القريبة من مكان البحث لتولي قيادة مسرح العمليات أو تنسيق البحث السطحي حتى وصول قائد المسرح الأصيل.

و- وضع خطة موسعة لتنفيذ عمليات البحث وفق أبعاد المنطقة المحتملة و المعلومات المتاحة، وإبلاغ الهيئات المعنية (قائد مسرح العمليات أو منسق البحث السطحي).

ز- إعلام السلطات القنصلية أو الدبلوماسية المعنية، أو مكتب المنظمة الدولية المختصة إن كان الحادث يشمل أشخاصاً لهم طابع غير شرعي.

ح- إعلام سلطات التحقيق الجنائي إن كان هناك حادثٌ يستدعي ذلك.

يتولى مركز تنسيق الإنقاذ أو المركز الفرعي المسؤول عن عمليات البحث والإنقاذ، مسؤولية نقل المعلومات المتعلقة بالعملية التي شرع في تنفيذها. وعندما تكون مسؤولية تنفيذ العمليات في إقليم بكامله على عاتق أكثر من طرف واحد، فعلى كل طرف تنفيذ الأعمال وفقاً للخطط والتعليمات المعتمدة في مراكز تنسيق الإنقاذ والمراكز الفرعية.

يُعلَن إنهاء عمليات البحث والإنقاذ وإيقافها عندما يبلغ مركز تنسيق الإنقاذ أو مركز الإنقاذ الفرعي في مرحلة الشك أو مرحلة الإنذار، بأن حالة الطوارئ قد انتهت، أو عندما يأتي هذا البلاغ من المركب المنكوب أو من مصادر مناسبة في أثناء مرحلة الاستغاثة، أو عند اتخاذ قرار بعدم جدوى مواصلة البحث. وُتبلَّغ جميع السلطات والوحدات والخدمات التي سبق تنشيطها أو إخطارها. وينبغي ألا ينهى البحث إلا عند تلاشي كل الآمال بإنقاذ الناجين.

في حال عثور أي سفينة أو طائرة أو وحدة بحث على المركب المفقود أو على أي أدلة تشير إلى مكان فقده؛ يقوم مركز تنسيق الإنقاذ أو المركز الفرعي المعني بتوجيه أكفأ وحدات الإنقاذ إلى الموقع، وتعزيز المراقبة للبحث عن الناجين وإنقاذهم، أو لانتشال الجثث إن وجدت، أو لتقديم المساعدة الفنية للمركب وإعادة تشغيله أو قطره إلى أقرب ميناء. وإذا كانت ظروف الموقف لا تسمح بتقديم هذه الخدمات يمكن إسقاط معدات الإنقاذ اللازمة لمساعدة الناجين على الصمود ريثما تصل وسائط الإنقاذ.

أنواع الإنقاذ البحري وطرائق تنفيذها

1- أنواع البحث والإنقاذ: تُقسم مناطق الخطر فوق البحار والمحيطات بوجه عام إلى نوعين رئيسيين ساحلية ومحيطية. ولذا هناك نوعان للبحث والإنقاذ البحري هما:

أ- الإنقاذ البحري الساحلي: حيث تتوافر وسائط البحث والإنقاذ. تتطلب إدارة عمليات البحث والإنقاذ تنسيقاً بين الهيئات والمنظمات والوحدات التي تتبع لها تلك الوسائط وطبقاً للتنظيم الإداري والحكومي في تلك المنطقة. حيث تعهد بعض الحكومات إلى تكليف سلطات أرضية مسؤولية إدارة عمليات البحث والإنقاذ، ويُشار إلى مناطق مسؤولياتها على أنها مناطق بحث وإنقاذ.

ب- الإنقاذ البحري في المحيطات: حيث لا يتوفر للبحث والإنقاذ سوى السفن والطائرات البعيدة المدى حصراً، وقد لا يتوفر في أعالي البحار سوى السفن التي تُبحر بالقرب من المنطقة التي حصلت فيها الحالة الطارئة. أما إذا لم تكن هناك سفن في الجوار فيتطلب الوصول إلى منطقة الهبوط الاضطراري أو سقوط الطائرة أو إلى موقع السفينة المنكوبة زمناً قد يغرق فيه من لم يتمكن من الصمود، وتسوء حالة الجرحى والمصابين، ويتعقّد الموقف بسبب تبدل الأحوال الجوية والمائية في المنطقة.

2- طرائق تنفيذ البحث والإنقاذ: ترتبط طرائق البحث والإنقاذ عموماً بطبيعة الحادثة ونوع المركب المصاب ونوعية حمولته. ولكي تستطيع السفن والزوارق تنفيذ البحث الجديد في مسرح العمليات بالاشتراك مع طائرات البحث ومروحياته إن توفرت. اتفقت المراجع الدولية على عدة نماذج مفصلة للبحث (المرجع الدولي للبحث والإنقاذ الجوي والبحري إيامسار Internationl Aeronautical and Maritime Search and

(Rescue (IAMSAR- المجلد الثالث، وألزمت اتفاقية سولاس - الفصل الخامس جميع السفن والطائرات حيازة هذا المجلد وتحديثه دورياً. تتناول نماذج البحث هذه عدة احتمالات تتعلق بقوام المشاركين والإجراءات الواجبة وتوقيت عملها، حتى تتمكن السفن والطائرات والمروحيات من الجنسيات المختلفة من التعاون في عمليات منسقة بالعين المجردة أو بأجهزة الكشف المختلفة وخاصة إذا لم يُعرف موقع الحادثة بدقة، أو تعذر إشراك الطائرات والحوامات. وتحمل نماذج البحث تسميات عالمية يسهل تداولها والإشارة إليها ومنها تحديد مناطق البحث، كالبحث في المربع الموسّع expending square search بسفينة أو طائرة أو مروحية، والبحث بالخط الزاحف- creeping line search، والبحث القطاعي بالطائرات أو الحوامات - sector search، والبحث بالمسارات المتوازية - parallel track search (الشكل 3).

الوصف: الوصف: D:\المجلد 4 تقانة للإخراج\368\03.jpg 

الشكل (3) أ – البحث بالمربع الموسع، ب – البحث بالخط الزاحف، ج – البحث القطاعي (الشوط الأول باللون الأحمر والثاني بالأزرق والثالث بالأسود.(

يقوم قائد مسرح العمليات أو مُنسق البحث السطحي، عند انتهاء البحث في المنطقة المحددة من دون أي مشاهدات إيجابية، أو عدم ملاءمة طرائق البحث المُختارة، باعتماد أحد الخيارات الثلاثة التالية

1- إعادة البحث في المنطقة ذاتها مع حساب الانزياح.

2- توسيع منطقة البحث بكاملها أو من أحد أضلاعها.

3- تحديد منطقة محتملة جديدة بناء على معلومات مستجدة.

تبدأ عملية الإنقاذ بطمأنة المنكوبين عن طريق إشعارهم بمختلف الوسائل بأنه تم العثور عليهم، وأن المساعدة في طريقها إليهم. وإذا كان من المتعذر انتشالهم أو قطرهم بسبب بُعد المكان عن أقرب الوسائط القادرة على ذلك؛ فمن الضروري مدّ السفن المستغيثة أو الناجين من حوادث الطائرات بالمعدات والمستلزمات التي تساعدهم على البقاء على قيد الحياة بإسقاطها من الجو في حاويات وصناديق خاصة عليها ملصقات مُدون عليها بوضوح وبثلاث لغات مضمون محتوياتها، مع شرائط لاصقة ملونة وفق المدونة اللونية العالمية كما يلي:

- الأحمر: الإمدادات الطبية ومعدات الإسعاف الأولي.

- الأزرق: الطعام والماء.

- الأصفر: البطانيات والملابس الواقية.

- الأسود: معدات متفرقة مثل وسائط التدفئة وبوصلات وأدوات الطهي وغيرها.

عند إلقاء إمدادات مختلطة في حاوية واحدة أو طرد واحد ينبغي وضع عناصر المدونة بعضها مع بعض.

لدى وصول وسائط الإنقاذ إلى الموقع؛ يُشرع في تقديم المساعدة إلى الناجين على الفور وتقديم المساعدة للذين يكافحون في السفن أو الطائرات المنكوبة بكل الطرق والإمكانات. فإذا كانت الواسطة الواصلة أولاً مروحية إنقاذ متخصصة يجب البدء بانتشال الناجين، وإنزال شخص من طاقمها إلى ظهر السفينة أو إلى الماء للمساعدة على استخدام معدات الإنقاذ. أما السفن وزوارق الإنقاذ فتبدأ بإنقاذ الناجين أولاً وتقديم العون الطبي لهم، ومن ثمَّ تعمد إلى انتشال الجثث إن وجدت (الشكل 4).

 الوصف: الوصف: D:\المجلد 4 تقانة للإخراج\368\04.jpg

 الشكل (4) طرائق انتشال الناجين.

استخدام الوسائل التقنية في البحث والإنقاذ:

أ- المنظومة الشاملة للاستغاثة والسلامة البحرية.

أقرت المنظمة البحرية الدولية إيمو International (Maritime Organization (IMO، ملحقاً لاتفاقية سولاس، يؤكد ضرورة حيازة السفن على المنظومة الشاملة للاستغاثة والسلامة البحرية Global (Maritime Distress and Safety System (GMDSS.

وهي تتألف من عقدة اتصال لاسلكية متعددة المهام، ومرتبطة بالسواتل لإرسال إشارات الاستغاثة إلى الهيئات المسؤولة عن البحث والإنقاذ على البر وإلى السفن المبحرة في المنطقة المحيطة، وهذا ما يتيح إشراك مجموعة كبيرة في عمليات بحث منسقة طبقاً للقواعد الدولية،
مع التحذيرات الملاحية والمناخية وكل ما يخص السلامة البحرية. تشمل المنظومة إضافة إلى أجهزة الاتصال معدات لتحسين فرص النجاة من الكوارث، والمنارة اللاسلكية لتحديد الموقع عند الطوارئ Emergency
(Position- Indicating Radio Beacon (EPIRB، والمجيب الراداري Emergency Locating Transmitters (ELTs) وأجهزة أخرى (الشكل 5).

 الوصف: الوصف: D:\المجلد 4 تقانة للإخراج\368\05.jpg

الشكل (5) المنظومة الشاملة للاستغاثة والسلامة البحرية GMDSS

أما المهام التي تتولاها هذه المنظومة فهي:

- إرسال إشارات الاستغاثة واستقبالها.

- توفير الاتصالات الخاصة بتنسيق عمليات البحث والإنقاذ.

- توفير الاتصالات مع وحدات البحث والإنقاذ في مسرح العمليات

- إرسال إشارات تحديد الموقع واستقبالها.

- توفير الاتصالات العامة.

-توفير الاتصالات من برج سفينة إلى برج سفينة أخرى.

- توفير الإتصالات من سفينة إلى المحطات الأرضية.

- توفير الاتصالات من المحطات الأرضية إلى سفينة.

ب- أهم المكونات المستخدمة في المنظومة الشاملة GMDSS.

1- تجهيزات إنمارسات –أ: متوفرة على السفن بأشكال متعددة، وتعمل مع الساتل إنمارسات INMARSAT، منها محطة للاتصالات مع المحطات الأرضية، ومعدات التلكس والهاتف والحاسوب وجهاز العرض ضمن السفينة.

2- تجهيزات إنمارسات -ج: غير مخصص للاتصالات الصوتية، بل يوفر عمليات التلكس وإشارات الاستغاثة، وهو أقل تكلفة بكثير من سابقه، ووافقت عليه المنظمة البحرية الدولية «إيمو».

3- جهاز نافتيكس NAVTEX: ألزمت اتفاقية «سار» السفن التي تزيد حمولتها على 300 طن حمل هذا الجهاز للمدى القصير، ويعمل على تردد 598 كيلو هرتز، ويوفر استقبال معلومات السلامة البحرية باللغة الإنكليزية، ويمكن استقبالها على السفن مع خرائط الطقس ورسائل منظومات الملاحة الإلكترونية.

4- جهاز النداء الرقمي الانتقائي digital selective calling. وظيفته إرسال نداءات الاستغاثة والسلامة، ويمكن استقبال رسائله مطبوعة أو على شاشة عرض أو تخزينها. وفي حالات الطوارئ وبالضغط على زر الاستغاثة distress، يرسل الجهاز رسالة استغاثة تتضمن اسم السفينة وطبيعة الاستغاثة وموقع السفينة والوقت، ويكرر ذلك مرات، وعند استقبال نداءات الاستغاثة يعطي الجهاز إنذاراً سمعياً بذلك.

5- جهاز المرشد أو المنارة اللاسلكية لتحديد الموقع عند الطوارئ EPIRB. يُعدّ إلزامياً لجميع عائمات النجاة، وهو مصمم لإرسال تحذير في حال وقوع كارثة مفاجئة، إذ يطفو تلقائياً ويبعث رسالة الاستغاثة. يثبت الجهاز بجانب عائمة النجاة، ويستمر في إرسال الإشارة نحو 48 ساعة، تستطيع خلالها وحدات لبحث والإنقاذ التقاط اتجاه إرساله والتوجه إليه.

6- جهاز المجيب الراداري للبحث والإنقاذ «سارت» (Search And Rescue Transponder (SART قد تغرق السفينة قبل نجدتها، وفي هذه الحالة ترسل إشارة الاستغاثة من السفينة أو عن طريق المنارة EPIRB، وينتقل الناجون الأحياء إلى عائمات النجاة، غير أن الصعوبة الرئيسية التي تواجه المنقذين هي العثور على الناجين. لذلك صُمِّمت وسيلة ناجحة تساعد وحدات الإنقاذ في الليل والنهار، وفي جميع حالات الطقس على تحديد موقع عائمات النجاة، هي المجيب الراداري سارت الذي يشغّل عند استقباله موجات رادارية، فيُرسل مجموعات من النبضات تظهر على شاشة رادار السفينة أو الطائرة التي بثت تلك الموجات، ويتحدد موقع المجيب، ويفترض وجود المجيب الراداري في جميع عائمات النجاة ما لم تكن مزوَّدة بالمنارة EPIRB. وثمة منظومة تعمل كالمجيب الراداري، لكنها أصغر منه حجماً؛ تسمى منظومة تحديد موقع الطوارئ الشخصي Personal Emergency Location System (PELS)؛ ويستخدمها الأشخاص الذين يعومون على سطح الماء في حال الكوارث البحرية والجوية (الشكلان 6 و7).

 الوصف: الوصف: D:\المجلد 4 تقانة للإخراج\368\06.jpg

الشكل (6) ارتباط جهاز المرشد أو المنارة بالسواتل والمعنيين بالبحث والإنقاذ.

 الوصف: الوصف: D:\المجلد 4 تقانة للإخراج\368\07_8.jpg

 الشكل (7) أ – جهاز تحديد موقع الطوارئ الشخصي. ب – يظهر الاتجاه منقطاً على شاشة المحطة التي أرسلت الموجات.

استخدام المركبات الجوية المسيرة للبحث والإنقاذ البحري search and rescue drones:

تطورت تقانات صناعة الطائرات من دون طيار في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وتنوعت المهام التي تنفذها انطلاقاً من تطور التجهيزات التي تحملها، وخاصة وسائط الكشف الرادارية والحرارية والليزرية الإيجابية والسلبية، وكذلك المنظومات الكهربصرية مما أهَّلها إلى جانب السواتل والطائرات والمروحيات والسفن، للاستخدام في منظومات البحث والإنقاذ بمعونة الحواسيب وأجهزة التوجيه من بُعد للتحكم في الطائرة وتوجيهها نحو هدفها، إضافة إلى أجهزة الاتصال اللاسلكية والفيديوية البعيدة مع محطات المتابعة الأرضية، بحيث يمكن تكييفها لأغراض البحث فوق سطح البحر وفي المناطق البعيدة وبرمجة رحلاتها وأجهزة الكشف المحمولة على متنها (الشكل 8).

 الوصف: الوصف: D:\المجلد 4 تقانة للإخراج\368\08.jpg

 الشكل (8) المركبات الجوية المسيّرة للبحث والإنقاذ

مراجع للاستزادة:

- الاتفاقية الدولية حول البحث والإنقاذ البحري ـ سار (International Convention on Maritime Search and Rescue – SAR) لعام 1979 ـ هامبورغ مع المحضر الختامي.

- الإنقاذ الجوي ـ البحري (أ س ر Air-sea rescue ASR(

www.airseasafety.net.

- حسن علي الشريف، سلسلة الفن البحري ـ معدات السطح والسلامة، توزيع منشأة المعارف بالإسكندرية 1984.

- القانون (36) تاريخ 2 / 12 / 2003 الخاص بالكوارث البحرية في الجمهورية العربية السورية.

- المرجع الدولي للبحث والإنقاذ الجوي والبحري إيامسار ـ المجلد الثالث (International Aeronautical and Maritime Search and Rescue IAMSAR Manual Volume, III) ـ http://www.seaman-sea.ru

- البحث والإنقاذ من وثائق حرس الشواطئ الأمريكية ـ الباب التاسع ـ Chapter 9 Search and Rescue ـ uscg. mil.www

 


التصنيف : التقانات الصناعية
النوع : التقانات الصناعية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1090
الكل : 45596543
اليوم : 141524