logo

logo

logo

logo

logo

الآسيات

اسيات

Myrtales - Myrtales

الآسيات

عماد القاضي

 

رتبة من النباتات الزهرية، يختلف موقعها التصنيفي وعدد الفصائل التي تضمها من نظام تصنيفي إلى آخر. ووضعت في أحدث نظام تصنيفي (APGIII 2009) بوصفها مجموعة قاعدية ضمن صفيف الخبازيات Malvids من ثنائيات الفلقة. التنوع الملاحظ ضمن الآسيات واسع، سواء على المستوى المورفولوجي أم البيئي، ويمكن اختصار صفاتها العامة بما يلي: الأوراق بسيطة، متقابلة غالباً، تغيب لديها الأذنات، الحزم ثنائية الجانب (ذات لحاء داخلي)، الأزهار شعاعية التناظر، رباعية القطع في كل دوارة، التويج منفصل البتلات، الأسدية عديدة وذات تمايز جابذ centripetal؛ المبيض سفلي غالباً، يتباين عدد الكرابل المكونة له من فصيلة إلى أخرى؛ ولكنه ملتحم الكرابل دائماً. تتضمن رتبة الآسيات وفق التصنيف المشار إليه آنفاً تسع فصائل، سيتم تناول بعضها بالشرح المفصل؛ وذلك وفقاً لأهميتها وحضورها.

أولاً- الفصيلة الزاتياسية Alzateaceae

فصيلة صغيرة جداً، فيها نوع واحد يسمى Alzatea verticillata، وهو شجرة صغيرة موطنها أمريكا الوسطى.

ثانياً- الفصيلة الكومبريتاسية Combretaceae

تضم نحو 600 نوع من الأشجار والجنبات والمتسلقات التي تنتشر في المناطق المدارية وشبه المدارية، من بينها أنواع تعود إلى ثلاثة أجناس (Conocarpus, Laguncularia, Lumnitzera) تنمو في بيئات المانغروف الشاطئية.

1 - الإهليلج Terminalia :

يضم نحو 100 نوع من الأشجار، تنتشر في الأماكن المدارية من العالم. يعني الاسم العلمي اللاتيني «الطرفي»، وفي هذا إشارة إلى أن الأوراق تظهر في نهايات الأفرع. يُعرف عن أنواعه غناها بمركّبات الاستقلاب الثانوية (تربينات حلقية ومشتقاتها، فلافونئيدات، تانينات ومركّبات عطرية… وغيرها). من أنواعه التي تنتشر في بعض الدول العربية البلح المر أو الإهليلج الهندي T.chebula ؛ وهو شجرة متساقطة الأوراق يصل ارتفاعها حتى 30 م، الثمرة شبه نووية، تحمل 5 أضلاع طولانية. يشيع في الطب الشعبي استعمال ثماره غير الناضجة مليناً، وتستعمل الثمار الناضجة لمعالجة المشاكل الهضمية وتحسين وظائف الجهاز الهضمي؛ ومنشطاً عاماً. أما اللوز الهندي T. catappa فيشيع استخدامه أشجاراً تزيينية في شوارع العديد من المدن العربية.

2 - العسم Combretum :

يتضمن نحو 370 نوعاً من الجنبات والأشجار، موطنها إفريقيا وآسيا وأمريكا المدارية وجنوبي إفريقيا. من أنواعه المهمة الموجودة في بعض الدول العربية C. molle الذي ينمو في الأحراج والسافانا بدءاً من مستوى سطح البحر حتى ارتفاع 1500م. ويستخدم شجرة تزيينية في الشوارع والحدائق، وهو نوع حساس للصقيع.

ثالثاً- الفصيلة الكريبتيرونية Crypteroniaceae

أشجار أو جنبات تضم نحو 10 أنواع موزعة في 3 أجناس تنمو في ماليزيا الهندية، ومعظمها متكيف مع المناطق الرطبة في الإقليم المداري من آسيا. وللجنس Crypteronia وحدَه سبعة أنواع.

رابعاً- الفصيلة الحنائية Lythraceae

تضم نحو 620 نوعاً تتوزع على 30 جنساً، معظمها أعشاب، وبعضها مائي أو محب للرطوبة. وخلافاً لباقي الفصائل التي يوجد معظمها في المناطق المدارية؛ فإن هذه الفصيلة تتضمن أنواعاً تنمو في المناطق ذات الشتاء البارد. تتصف أنواع هذه الفصيلة بأوراق بسيطة متقابلة، وأزهار خنثوية، شعاعية التناظر، رباعية إلى سداسية القطع في كل دوارة (تتوضع الأسدية في دوارتين، وهي غالباً غير متساوية في الطول). ومن أهم الصفات التي تميز أنواعها كون البتلات مجعدة في البرعم، وتحاط البذور بعدة أغلفة. تقسم هذه الفصيلة إلى خمس فصيلات. ومن أهم أجناس هذه الفصيلة ما يأتي:

1 - كوفيا Cuphea :

يضم نحو 260 نوعاً من الأعشاب الحولية أو المعمرة التي تنتشر في المناطق الدافئة والمدارية من القارة الأمريكية. بعض أنواعها تدعى نباتات السيجار cigar plants؛ نظراً لأن شكل الزهرة فيها يشبه السيجار المحترق (الشكل 1). تستخدم العديد من أنواع الكوفيا كنباتات تزيينية أو رحيقية، كما ينتج بعضها كميات وافرة من الزيت الذي يشبه زيت جوز الهند أو النخيل، ويمكن أن يستخدم هذا الزيت في إنتاج الوقود الحيوي.

الشكل (1): نبات السيجار cigar plant (Cuphea)

2 - ليتروم Lythrum :

الاسم العلمي للجنس مشتق من اليونانية lythron، وتعني الملطخ بالدم، وفي هذا إشارة إلى لون أزهاره. يضم جنس الليتروم نحو 56 نوعاً، ينمو بعضها في المنطقة العربية على حافات المستنقعات والحفر والأماكن الرطبة، مثل Lythrum salicaria الذي يشكل قرب مجاري المياه بدءاً من شهر حزيران/يونيو بساطاً وردي اللون؛ نظراً لظهور نوراته السنبلية الطويلة ذات اللون الوردي- الأرجواني (الشكل2 )

الشكل (2): ليتروم Lythrum salicaria

تُدرج بعض الدول (مثل نيوزيلندا) هذا النوع في قائمة الأنواع الغازية، حيث اجتاح النبات بعد إدخاله إلى بعض المناطق فيها مجاري بعض الأنهار وقنوات المياه وسبّب أضراراً كبيرةً في التنوع الحيوي النباتي والحيواني هناك. يمتلك الليتروم آليات تكاثر فعالة جداً؛ إذ يمكن للفرد الواحد أن ينتج نحو 3 ملايين بذرة، بالغة الصغر، يسهل انتقالها بالهواء والماء إلى مناطق جديدة. وبإنتاش بعضها في التربة الرطبة بعد قضاء فصل الشتاء ينتج منها أعداد كبيرة من النباتات الجديدة، كما يمكن للنبات أن يتكاثر إعاشياً؛ وذلك بقطع من الجذور المتروكة في التربة أو المهاجرة مع الماء، وما إن يستقر النبات حتى يصبح من الصعب جداً التخلص منه.

3 - لاجيرستروميا Lagerstroemia

يرجع اسم الجنس إلى رجل الأعمال والكاتب السويدي ماغنوس لاجيرستروم Magnus Lagerström (1759-1619) الذي كان مُسانداً للعالم الشهير كارل لينيه Carl Linnaeus في أعمال جمع النباتات التي كان يقوم بها. يضم هذا الجنس نحو 50 نوعاً من الأشجار والجنبات التي تنتشر طبيعياً في آسيا المدارية. وهي تمتاز بأغصان رباعية الأضلاع، وأوراق بسيطة متقابلة تامة الحافة، وأزهار أرجوانية أو بيضاء تجتمع في نورات عنقودية، ولثماره شكل عُلَيْبة. من الأنواع التي انتشرت زراعتها أخيراً في سورية بوصفها شجيرات تزيينية الليلكُ الهندي Lagerstroemia indica، وهي شجيرة سريعة النمو، تمتاز بجمال أزهارها وبطول مدة إزهارها (الشكل 3).

الشكل (3): الليلك الهندي Lagerstroemia indica

4 - الحناء Lawsonia inermis :

الحناء جنبة يصل ارتفاعها إلى نحو مترين؛ تنمو في المناطق المدارية وشبه المدارية؛ ولاسيما في جنوبي شبه الجزيرة العربية. الأوراق بسيطة، متقابلة، جرداء، شبه لاطئة، والأزهار رباعية القطع في كل محيط زهري، والثمرة عليبة تضم العديد من البذور. تُستعمل أوراق النبات المطحونة لإنتاج صبغة حمراء أو صفراء تستخدم في صباغ الأقمشة، كما تستعملها النساء الشرقيات في بعض الدول العربية وفي الهند وباكستان لصبغ الشعر وخضب الأطراف والأظفار (الشكل 4) وعمل نقوش جميلة عليها، وقد شاع استخدامها حديثاً في إجراء وشم مؤقت على مختلف أنحاء الجسم، كما يستخرج من أزهار الحناء عطر ثمين. وقد استخدمت الحناء منذ القدم؛ إذ وُجدت آثار منها على المومياء المصرية.

الشكل (4): استعمال الحناء في الوشم المؤقت.

تعود خصائص التلوين التي تتمتع بها أوراق الحناء المطحونة إلى مركّب اللوسون Lawsone (2-hydroxy-1,4-naphthoquinone) الذي يتفاعل مع بروتين الكيراتين الموجود في الجلد والشعر، وينجم عن ذلك بقع دائمة لا تزول إلا عندما تموت، وتسقط الطبقات السطحية للجلد أو الشعر. تستعمل الحناء في الطب الشعبي خارجياً لعلاج الأمراض الجلدية مثل الأكزيمة والجرب، وحب الشباب والعدوى الفطرية والتقرحات، وفي علاج الحروق، وذلك بوضع مسحوقها على الجزء المحروق لتخفيف الألم والإقلال من كمية الماء المفقودة من منطقة الحرق، ويلتصق المسحوق بالجزء المحروق، ويكون طبقة لا تنفصل حتى يلتئم الحرق؛ مما يساعد على تخفيف الالتهاب الذي يُعدّ من العوامل المهددة لحياة المصاب. وتستخدم الحناء داخلياً لعلاج الزحار والتقرحات المعدية المعوية.

5 - الرمان Punica :

أضيف هذا الجنس مؤخراً إلى نباتات الفصيلة الحنائية بعد أن كان ينتمي إلى الفصيلة الرمانية Punicaceae. يضم نوعين: الأول هو الرمان الشائع Punica granatum الذي يزرع بكثرة في عدد من دول العالم لأجل ثماره، والآخر Punica protopunica؛ وهو نوع متوطن في جزيرة سومطرة، ويتميز بأن أزهاره أصغر، وردية اللون، وثماره أقل حلاوة.

يشكل الرمان شجيرات صغيرة متساقطة الأوراق، موطنها الأصلي إيران والهيملايا في شمالي باكستان والهند، لكنها تزرع منذ القدم بكثرة في جنوب غربي آسيا وفي حوض المتوسط إضافة إلى العديد من الدول. الأوراق متقابلة، لامعة، مستطيلة، تامة الحافة. الأزهار حمراء زاهية، قطرها نحو 3 سم، الكأس جرسية، لحمية، محمرة اللون خماسية الفصوص. البتلات خماسية، حرة، متراكبة، جعدة، حمراء زاهية أو بيضاء. الأسدية عديدة، تتوضع في عدة حلقات. المبيض شبه كروي، سفلي، عديد الحجيرات، لكن هذه الحجيرات تتوضع في طبقتين، المشيمة محورية في الجزء السفلي وجدارية في الجزء العلوي تتغلغل داخل الحجيرات. الثمرة نمط خاص من الثمار العنبية، غلافها الثمري ثخين وجلدي، يتباين حجمها وفق الصنف، مقسمة بوساطة حواجز رقيقة جلدية مصفرة (تنشأ من المشيمة)، تضم مئات من البذور التي تحاط بلُبٍّ عصيري (يمثل السرة) ذي طعم حلو أو حامض وفقاً للصنف.

خامساً- الفصيلة الميلاستوماتوسية Melastomataceae

(ضمت إليها الفصيلة Memecylaceae):

تنتشر أنواع هذه الفصيلة في المناطق المدارية وشبه المدارية؛ ولاسيما في جنوبي أمريكا، وذلك في مهود متنوعة. وهي تضم نحو 200 جنس و4500 نوع من الأعشاب الحولية أو المعمرة أو الجنبات (ونادراً أشجاراً أو متسلقات أو نباتات فوقية). الأوراق في هذه الفصيلة مميزة فهي: متقابلة، ومتصالبة؛ تحمل 3-7 أعصاب طولانية تنطلق من قاعدة نصل الورقة أو يكون التعصيب شبكياً مع وجود 3 أشفاع (أو أكثر) من الأعصاب الأولية التي تتشعب من العصب المتوسط بدءاً من عدة نقاط متتالية أعلى القاعدة. الأزهار إما مفردة وإما تجتمع في نورات إبطية وإما انتهائية التوضع. أهم أجناسها Miconia الذي يضم نحو 1000 نوع و Medinilla (نحو 400 نوع) و Melastoma (نحو 70 نوعاً).

يُعدّ بعض أنواع هذه الفصيلة أنواعاً غازية مثل الميكونيا كالفيسينس Miconia calvescens، وهو شجرة صغيرة طولها 6-8 م (يمكن أن يبلغ 20 م). أوراقها صلبة وكبيرة طولها 60-80 سم، تحمل 3 أعصاب أرجوانية زاهية بارزة جداً على الوجه السفلي (الشكل 5). يمكن أن تزهر الأشجار وتثمر عدة مرات في السنة. الثمار حلوة الطعم تضم أعداداً كبيرة من البذور، وتجتذب إليها الطيور والحيوانات الأخرى التي تنقل البذور إلى أماكن أخرى. وهذا العدد الكبير من البذور وإمكان بعثرتها إلى أماكن بعيدة جعلت من هذا النبات خطراً كبيراً. أدخلت الميكونيا نباتاً تزيينياً إلى هايتي في عام 1937، ولكنها تحولت إلى كارثة في هذه الجزيرة، فما إن استقرت في البيئة المناسبة لها حتى استحوذت بقوة على المكان، واجتاحت كل بقعة تتلقى ضوء الشمس، وتسببت في القضاء على النبت الأصلي وإتلاف النظام البيئي في أماكن انتشارها، وأطلق عليها اسم «الطاعون الأرجواني» أو «السرطان الأخضر». انتشرت الميكونيا في نهاية التسعينيات فيما يقارب ثلثي تاهيتي، في المنطقة التي تتلقى هطلاً مطرياً يفوق 2000مم/سنة ومن ارتفاع 10 - 1300م، وأصبح ربع مساحة الغابات المطرية في الجزيرة مكوَّن من أحراج كثيفة من هذا النوع فقط، وهدَّدت هذه النباتات وجود أكثر من 70 نوعاً متوطناً في الجزيرة تعيش في طبقة تحت الغابة للغابات الرطبة، مثل بعض أنواع الأوركيد (السحلب) النادرة.

تتعرض المنحدرات الشديدة المغطاة بكثافة بنبات الميكونيا - والتي تفتقر إلى كل من الطبقة العشبية والجنبات - لحدوث انجراف التربة والانزلاقات الأرضية؛ إذ إن جذور النبات سطحية، ولا تساعد على مسك حبيبات التربة (الشكل 5).

الشكل (5): جنس Miconia

ومن الخصائص البيئية الحيوية التي تمكن الميكونيا من أن يصبح نباتاً غازياً مثالياً ما يلي:

(1)- سرعة النمو (نحو 1.5 م في السنة).

(2)- تكيفه للنمو في الضوء القليل.

(3)- سرعة النضج الجنسي، فهو يزهر ويثمر خلال 4-5 سنوات، مع قدرته على التكاثر الذاتي.

(4)- خصوبته الكبيرة؛ إذ تحمل النورة الثمرية ما يصل إلى 500 ثمرة، وكل ثمرة (وهي عنبة صغيرة لا يتجاوز قطرها 1سم ذات لون بنفسجي عند النضج) تحتوي في المتوسط 200 بذرة، ولأن هناك 3 فصول على الأقل للإثمار في تاهيتي، فإن شجرة معزولة واحدة يمكن أن تنتج ملايين البذور كل سنة، ولهذه البذور أبعاد مليمترية، وتعيش هاجعة في التربة في الظلام التام، ولا تفقد حيويتها إلا بعد نحو 13 سنة. تستهلك الطيور الثمار الصغيرة اللحمية، لذا فإن البذور تنقل إلى مسافات بعيدة وارتفاعات عالية، ويصل الاحتياطي من البذور حتى 50000 بذرة في 1م2، ومن ثَمَّ يمكن للنبات أن ينبثق مجدَّداً حتى لو تم القضاء على كل الأشجار والشتلات في مكان ما. وما إن ينمو النبات ويصل إلى ارتفاعه التام حتى يظلل بأوراقه الضخمة والعديدة كل ما تحته مانعاً أي نبات آخر من النمو بقربه.

سادساً- الفصيلة الآسية Myrtaceae

تضم الفصيلة الآسية نحو 3000 نوع موزعة على عدد كبير من الأجناس. معظم أشجارها أو جنباتها مفرز لزيوت عطرية تستخدم في صناعة العطر أو التداوي، تنمو في المناطق المعتدلة وشبه المدارية والمدارية؛ ولاسيما في أستراليا وأمريكا المدارية. تصلح ثمار بعض أنواعها للاستهلاك البشري. تمتاز الفصيلة بأزهار خنثوية شعاعية التناظر، يتكون الكأس غالباً من 4-5 سبلات حرة، ويتكون التويج من 4-5 بتلات حرة، يتميز المَذْكَََر androecium بالوفرة السدوية، فهناك عدد كبير من الأسدية الحرة التي تتوضع في حلقات على حافة كرسي الزهرة، أما المَأْنَث gynoecium فيتكون من كربلتين أو خمس كرابل ملتحمة، تشكل مبيضاً مؤلفاً من حجيرة واحدة أو أكثر. الثمار متنوعة، فقد تكون لحمية (الآس والجوافة) أو عليبة جافة (الأوكاليبتوس). من أهم أجناسها:

1 - الأوكاليبتوس Eucalyptus :

ويدعى أيضاً لدى بعض الباحثين بالكينا أو الكافور، وكلا الاسمين يطلقان على أنواع أخرى، ولذلك يفضل هجرهما. الاسم العلمي آتٍ من اليونانية، ويعني «المغطى جيداً». وذلك إلماح إلى أن كم الزهرة البسيط الذي تلتحم قطعه على شكل قلنسوة تغطي بقية أجزاء الزهرة، وتنفصل عنها عند تفتحها. الموطن الأصلي لهذه الأشجار هو أُستراليا حيث تسيطر هناك على نحو 90 % من الغابات الأسترالية (يضم الجنس ما يزيد على 700 نوع). لمعظم هذه الأنواع آليات متنوعة للتكيف، وتمتاز بنمو سريع، وهذا ما مكنها من الانتشار في بيئات متنوعة؛ ولاسيما شبه الجافة. تعود قدرة بعض أنواعها على مقاومة الجفاف في المقام الأول إلى امتلاكها جهازاً جذرياً متطوراً يمكن أن يمتد إلى عشرات الأمتار، ويبحث عن المياه في الأعماق. أُدخل بعض أنواعها إلى مناطق أخرى في أوربا وحوض المتوسط وغيرها، وأشهرها E. globulus.

لفت بعض أنواع الأوكاليبتوس انتباه الباحثين في مجال البيئة نظراً لوجود ميزات مرغوبة فيها: فهي مصدر سريع النمو للخشب، وتنتج زيتاً عطرياً يمكن أن يستعمل للتطهير وفي الصناعات الدوائية، وله وظائف أخرى مثل كونه مبيداً حشرياً طبيعياً. ثم إن للعديد من أنواعها القدرة على تجفيف المستنقعات التي تعدّ بؤراً للملاريا؛ نظراً لاستهلاكها الكبير من الماء، وبذلك تخفف خطر الإصابة بهذا المرض. غير أن هذه الفوائد التي تتحقق على المدى القصير يقابلها أضرار على المنظور المتوسط والبعيد، فمجموعها الجذري الذي يتغلغل عميقاً جداً في التربة يمتص كميات هائلة من المياه الجوفية، ويمكن أن يؤدي إلى جفافها، كما أن أوراقها غنية بالتربينات وبالمواد العفصية التي يصعب تحللها بسهولة، وهي بذلك تعطي دبالاً غير ملائم لنمو بقية الأنواع الشجرية، لذلك يتجه الباحثون حالياً إلى الحد من استخدامها خارج موائلها الطبيعية؛ ولاسيما في المدن.

يمكن أن تأخذ بعض الأفراد البالغة لأنواع الأوكاليبتوس شكل جنبات منخفضة أو أن تكوِّن أشجاراً ضخمة في موطنها، وهناك أشجار من النوع E. regnans في جبال آش الأسترالية بلغ طول بعضها نحو 100م، فهي تمثل أطول شجرة في العالم ضمن النباتات الزهرية.

يستخدم العديد من أنواع الأوكاليبتوس cinal في علاج أمراض الجهاز التنفسي كالتهاب القصبات والسعال والتهاب الجيوب (وهذا عائد بوجهٍ خاص إلى مركّب السينيول cineol المتضمن في الأوراق). كما يستخدم الزيت العطري في صنع الحلوى والعلكة لإكسابها نكهة محببة ومميزة.

2 - فرشاة الزجاج (القارورة) Callistemon:

جنس يتضمن 34 نوعاً من الجنبات، معظمها متوطن في المناطق المعتدلة في أستراليا، يطلق عليها باللغة الإنكليزية «فرشاة الزجاج» bottlebrush؛ نظراً لأن النورة أسطوانية تشبه الفرشاة التي تُستخدم في تنظيف القوارير (الشكل6 ). الأوراق مستديمة، خطية إلى رمحية. يزهر النبات عادة في الربيع وبداية الصيف، والجزء اللافت للنظر والجميل في الزهرة هي كتلة الأسدية. فالخيوط طويلة ذات لون أحمر غالباً (يمكن أن تكون صفراء أو خضراء أو بيضاء في بعض الأنواع)، وتحمل في نهاياتها مآبر صغيرة، أما البتلات فهي غير واضحة. تنتج كل زهرة في الرؤيس عليبة لاطئة ثلاثية الحجيرات، يحيط مجموعها بالساق، وتبقى على النبات مغلقة ومتضمنة البذور، ولا تتفتح حتى تُثَار بموت النبات أو تعرضه للحرق، وعندها تتحرر البذور (عدد قليل من الأنواع يحرر البذور سنوياً). معظم الأنواع بطيئة النمو، وأطول الأنواع لا يتجاوز طوله 15م. يمكن إكثارها بالعقل أو بالبذور.

الشكل (6): جنس Callistemon (فرشاة الزجاج bottlebrush)

3 - الآس Myrtus:

يتضمن جنس الآس نحو 100 نوع، يوجد معظمها في جنوبي أمريكا وأستراليا، وهناك نوع واحد فقط في حوض البحر المتوسط؛ هو Myrtus communis الذي يعرف بالآس أو الريحان، ويعرف أيضاً بالحبلاس: وهو جنبة دائمة الخضرة، جرداء، طولها 0.5-2 م. الأوراق عطرية جلدية القوام. الأزهار بيضاء، رحيقية يزورها النحل بكثرة. الثمرة عنبة إهليلجية إلى شبه كروية ذات رائحة زكية، طولها 8-10مم، بيضاء أو مسودة- زرقاء عند النضج (حسب الصنف)، يعلوها إكليل يمثل فصوص الكأس المستديمة. يزهر النبات من أيار/مايو - آب/أغسطس، وتنضج ثماره في تشرين الثاني/نوڤمبر. ينتشر الآس على ضفاف الأنهار في حوض البحر المتوسط على نحو رئيس، ولكنه يمتد إلى المناطق المجاورة. ينمو في المواقع شبه الظليلة إلى المشمسة، وهو لا يتحمل البرودة إلى حد بعيد (تموت الأفرع عند درجة -o5س) (الشكل 7).

الشكل (7): جنس الآس Myrtus communis

تستعمل الأفرع والأوراق في العديد من الدول الأوربية لتعطير اللحوم والمشروبات الكحولية. الثمار صالحة للاستهلاك البشري وذات طعم مستحب. يسمى ثمر الآس «حَبْلاس أو حب الآس» في سورية ولبنان والأردن وفلسطين، وهي تؤكل طازجة أو بتحويلها إلى مربى.

للآس استخدامات عديدة، وقد كثرت استعمالاته في الطب القديم والحديث؛ إذ يُستخرج من ورق الآس وزهره ماء مقطر يعرف بماء الملائكة يستعمل مطهراً للأنف. كما يستخرج من الأوراق (التي تجمع في الربيع) زيت عطري (غني بألفابينول alphapinol، وسينيول cineol، وميرتنولmyrtenol ). ويحوي الآس حموضاً عفصية وفلافونيدات. أوراق الآس قابضة ومقوية ومطهرة، تستخدم في الطب الشعبي لعلاج اضطرابات الجهازين الهضمي والبولي أو لعلاج العلل الصدرية، وتستعمل خارجياً لمعالجة الجروح، أو لصنع غسول للشعر أو الغسولات المهبلية وفي علاج البواسير، أو في صناعة بعض المستحضرات التجميلية. الزيت العطري مطهر ومضاد للزكام، ويستخدم في صناعة العطور. وتستعمل الأوراق المجففة توابلَ.

يكثر استخدام الآس لإنشاء الأسيجة وفي الحدائق، فهو يشكل أجمات كثيفة جميلة دائمة الخضرة، زكية الرائحة، وهو يتحمل القص والتشكيل، ويقاوم الكثير من الآفات. كما تستعمل أفرعه في تزيين باقات الزهر خلفية خضراء مع السراخس وغيرها من النباتات.

4 - الجوافة Psidium guajava :

جنبة أو شجرة صغيرة، موطنها الأصلي المكسيك، وبلدان البحر الكاريبي ووسط أمريكا وجنوبيّها. تزرع على نطاق واسع في المناطق المدارية وشبه المدارية. تتفاوت أحجام ثمار الجوافة، فقد تكون بحجم ثمرة المشمش، وقد تصل إلى حجم ثمرة الكريفون. كما يتباين لون اللب من الأبيض إلى الأحمر. إضافة إلى استخدام الجوافة فاكهة (الشكل 8)؛ تستخدم العطور المستخرجة منها في صناعة «الشامبو»، كما تنمى أشجارها في الأصص كأشجار قزمة (بونساي Bonsai).

الشكل (8): ثمرة الجوافة Psidium guajava

5 - القرنفل Eugenia caryophyllata (Syzygium aromaticum):

شجرة لها شكل مخروطي، يصل طولها إلى نحو 10م. الموطن الأصلي لشجرة القرنفل إندونيسيا (التي تنتج نحو 70 % من الإنتاج العالمي من براعم القرنفل). وهي تزرع في الأقاليم الحارة والرطبة. الأوراق دائمة جلدية، الأزهار بيضاء وردية تتميز بسبلاتها الحمراء المستديمة. تقطف البراعم الزهرية قبل تفتحها، وتترك لتجف وتأخذ لوناً بنياً قاتماً، وتدعى عندئذٍ بـ كبوش القرنفل (الشكل 9)، وهي تشكل الجزء الرئيس من النبات الذي يستخدم في المطبخ أو لأغراض طبية. ازدهرت تجارة كبوش القرنفل منذ القدم، وقد استعملها الصينيون (مضغاً) لتطييب رائحة الفم، ولخصائصها الطبية. تستخدم البراعم الزهرية مطهراً ومخففاً للألم حيث توصف لتخفيف آلام الأسنان، وهذا الاستخدام معترف به منذ وقت طويل. يعدّ الأوجينول eugenol (مركّب فينولي) المركّب الرئيس في الزيت المستخرج من كبوش القرنفل؛ إذ تتفاوت نسبته بين 72-90 %، وهو المسؤول عن خصائصه الدوائية. كما يخفف الزيت العطري الحموضة المعدية، وينشط الإنزيمات الهاضمة، ويفيد في حالات سوء الهضم والحد من الغازات الناجمة عن التهاب المعدة. تدخل كبوش القرنفل في تركيب الكحل الذي يعدّ مرهماً أولياً لعلاج أمراض العين أو للزينة، وتستخدم في بعض البلدان (مثل تونس) مع الشاي.

الشكل (9): القرنفل Eugenia caryophyllata

وقدتُخلط كبوش القرنفل مع التبغ ومواد عطرية أخرى لأهداف طبية حيث يساعد الأوجينول المتضمن كبوش القرنفل في تخفيف أزمات الربو وبعض الآلام الصدرية.

6 - البهار Pimenta: من أهم أنواعه P. dioica (أو P. officinalis) المعروف بالبهار، وهو شجرة تنمو في أمريكا الاستوائية، ثمرتها بنية فاتحة مائلة للحمرة بحجم الحمصة الصغيرة تعلوها أسنان أربع، هي السبلات الدائمة، طعمها عطري لاذع قليلاً - أخف من طعم الفلفل.

سابعاً- الفصيلة الأخدرية Onagraceae

دعيت كذلك نسبة إلى أوراقها التي تشبه أذن الأخدري Equus onager، وهو حيوان من الفصيلة الخيليّة يشبه الحمار. تضم الفصيلة نحو 650 نوعاً من الأعشاب أو الجنبات أو الأشجار التي تجمع في 20-40 جنساً، وهي واسعة الانتشار ابتداء من المناطق الشمالية إلى المدارية. أوراقها بسيطة، متقابلة أو في دوارات، تتميز أزهارها بـ 4 سبلات و4 بتلات، سبلات بعض الأنواع ملونة مثل الفوشيا؛ فيبدو النبات كأنه يملك 8 بتلات، عدد الأسدية 4 أو 8، تجتمع حبوب الطلع في مجموعات بوساطة مادة هلامية، المبيض سفلي رباعي الحجيرات والبذور صغيرة جداً، قد يعلوها باقة من الأوبار (السنفية). تتضمن الفصيلة عدداً من نباتات الحدائق مثل الأونوثيرا Oenothera والفوشيا Fuchsia، وبعضها يُعدُّ من الأعشاب الضارة في الحدائق مثل السِّنْفِيَّة Epilobium.

الفوشيا :Fuchsia سمي كذلك تخليداً لذكرى العالم النباتي ذائع الصيت Fuchs. تتمثل أنواعه التي تبلغ نحو 100نوع بجنبات أو أشجار صغيرة. الموطن الأصلي لمعظمها هو وسط أمريكا وجنوبيّها. أوراق الفوشيا بسيطة، متقابلة أو سوارية، مسننة الحافة غالباً، الأزهار جميلة متدلية لها شكل القرط، ولها 4 سبلات نحيلة وطويلة و4 بتلات قصيرة وعريضة، والسبلات في أنواع كثيرة منها حمراء زاهية أرجوانية. الثمرة عنبة صغيرة (5-25 مم) صالحة للأكل.

ثامناً- الفصيلة البينياسية Penaeaceae

تتضمن 25 نوعاً تتوزع على 7 أجناس، وهي جنبات أو أشجار صغيرة، تعيش في المناطق شبه المدارية؛ ولاسيما في جنوب أفريقيا.

تاسعاً- الفصيلة Vochysiaceae

تتضمن نحو 200 نوع تتوزع في 7 أجناس. وهي أشجار أو جنبات أو متسلقات تعيش في المناطق المدارية لجنوبي أمريكا وشرقي إفريقيا. الأزهار ازدواجية التناظر، خماسية القطع، ذات مبيض سفلي أو علوي، وسداة واحدة خصبة، الثمرة جافة مجنحة أو عليبة.

مراجع للاستزادة:

- Angiosperm Phylogeny Group, An update of the Angiosperm Phylogeny Group classification for the orders and families of flowering plants: APG III“, Botanical Journal of the Linnean Society 161 (2): 105-121. 2009.

- A. Chevallier, The Encyclopedia Of Medicinal Plants, Dorling Kindersley, London 1996.

- H. Gaussen Et Al., Précis De Botanique, Tome Ii. Masson, Paris, 1982.

- G. Gruenwald Et Al., Pdr For Herbal Medicines, Medical Economic Company, Montvale , New Jersey, 2007.

- W. S. Judd Et al., Plant Systematics, Sinauer, 2003.


التصنيف :
النوع : تصنيف الأحياء
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 519
الكل : 31247797
اليوم : 72954