logo

logo

logo

logo

logo

الأعشاب

اعشاب

Grass - Herbe

الأعشاب

 أنور المعمار

 

تعد الأنواع النباتية التي تنتشر في الحقول الزراعية والمساحات غير المزروعة الوحدة الأساس في تشكيل الغطا النباتي الذي يتصف بتنوعه وتعدد ألوانه، ويعدّ ثروة طبيعية. يطلق على بعضها - التي تنمو في حقول المحاصيل الزراعية وبساتين الكرمة والفاكهة والحمضيات - اسم الأعشاب الضارة weeds، فتؤدي إلى منافستها، وتقلل من كمية الإنتاج، كما تخفض من نوعية المنتجات الزراعية.

تعدّ أعشاب المراعي الطبيعية grasses المصدر الرئيس في تغذية الحيوانات، وذلك بسبب نموها السريع وتحملها للرعي وحركة الحيوانات فوقها، وهي تجدد نموها دورياً. كما أنها تتحمل التغيرات المناخية وخاصة درجات الحرارة المنخفضة، وتنمو في التربة الخفيفة والفقيرة، وتتحمل الجفاف على نحو أفضل بكثير من العديد من المحاصيل الزراعية العلفية. تُعد الأعشاب المصدر الرئيس لتغذية الحيوانات البرية، وغالباً ما يتوافق بد نشاط الحيوانات البرية في منطقة ما مع بد نمو النباتات البرية فيها.

تؤدي الأعشاب دوراً مهماً في التوازن البيئي والحفاظ على البيئة المحلية والعالمية؛ إذ تشكل المروجَ الشاسعة والمسطحات الخضرا التي تمتد على مساحات كبيرة على سطح الأرض مطلقة كميات كبيرة من الأكسجين وبخار الما ، وتمتص غاز ثنائي أكسيد الكربون وتحوله إلى مركبات نافعة ضمن النبات. تقوم تجمعات الأعشاب (الشكل1) بدور رئيس في حماية الحيوانات البرية والأعدا الحيوية من العوامل الطبيعية القاسية، وملجأ للكثير من أنواع الطيور حيث تبني أعشاشها، وتأوي إليها الحشرات بأطوارها المختلفة التي تتغذى بها الطيور وبعض الحيوانات.

 

الشكل (1) : الأعشاب تغطي سطح التربة وتشكل الوحدة الأولى من مكونات الغطا النباتي.

التصنيف:

هي أنواع نباتية برية لا يزال لديها مخزون من الجينات التي يستفاد منها بوصفها أصولاً وراثية لإنتاج أنواع جديدة مزروعة، وتقسم بحسب طول دورة الحياة للنبات الواحد إلى:

الأنواع الحولية annual: وهي الأنواع من الأعشاب التي تبدأ دورة الحياة لديها من إنبات البذور وتنتهي بتشكيلها مارة في مراحل متعددة من النمو الخضري، ولا تتكاثر سوى عن طريق البذور (الشكل2).

 

الشكل (2) : شقائق النعمان Papaver rhoeas تغطي كامل مساحة الحقل وهي من الأنواع الحولية.

الأنواع المعمَّرة  :perennial تبقى نباتات هذه الأنواع حية على نحو دائم، إذ يتجدد نموها الخضري من براعم خضرية موجودة على أجزا نباتية متخصصة بعملية التكاثر أو ما يعرف بطريقة التكاثر الخضري، مثل: الريزومات، سوق زاحفة، جذور متشحمة، درنات، أبصال وبصيلات، كورمات. تعطي الأنواع المعمرة من الأعشاب إضافة إلى ما سبق عدداً من البذور في نهاية دورة حياة كل نمو خضري، ولكن البذور قليلة الأهمية في تكاثر الأنواع المعمرة وتطور مجموعاتها؛ لأن عدد البذور المنتجة من النبات الواحد قليلة العدد، ونسبة الإنبات منخفضة لا تزيد على 10 % مقارنة مع الأنواع الحولية من الأعشاب الضارة (الشكل3).

 

الشكل (3) : شوك الحقل Notobasis syriaca في حقل قمح شتوي، وهو من أنواع الأعشاب المعمرة.

وتقسم بحسب الموقع الذي تنمو فيه إلى:

1 ـ الأعشاب الضارة: تشمل الأنواع النباتية في الأماكن المزروعة أو غير المزروعة وتحدث ضرراً اقتصادياً ملموساً على نحو مباشر أو غير مباشر؛ ابتدا ً من عملية التطفل والمنافسة البسيطة على العناصر الغذائية حتى السمية الشديدة القاتلة للإنسان والحيوان. وهذه الفئة من النباتات تصنف باستمرار على أنها أعشاب ضارة يجب مكافحتها باستمرار كيلا تسبب أضراراً إضافية. لقد ارتبط مفهوم الأعشاب الضارة بجميع الأنواع النباتية التي تظهر في الحقل وتختلف عن النوع المزروع؛ إذ تجمع بينها صفة التطور بما يتماشى مع العمليات الزراعية المختلفة التي تنفذ في الحقل ولكل محصول على حدة. ويحاول المزارع تغيير هذه العمليات وعددها على نحو دائم في الزمان والعمق أيضاً حتى تتناسب ومتطلبات المحصول المزروع مقللاً من فرص انتشار أنواع الأعشاب الضارة المختلفة وتكاثرها.

2 ـ الأعشاب المائية :aquatic plants تنمو نباتاتها في المسطحات المائية وقنوات الري والصرف وعلى جوانبها؛ لأن لديها القدرة على تحمل الغمر بالما أو الطفو على السطح. وتصنف إلى: أنواع طافية حيث يعوم المجموع الخضري والجذري في الما ، وأنواع طافية للمجموع الخضري فوق سطح الما في حين تصل الجذور وتمتد في القاع، وأنواع يكون مجموعها الخضري تحت سطح الما ومجموعها الجذري يمتد في القاع ويطلق عليها الأنواع الغاطسة. تمتلك هذه الأنواع صفات خضرية تساعدها على التكاثر والنمو مثل زهرة النيل وورد النيل وياسينت الما . وتسبب مشاكل كثيرة للبيئات المائية والبيئات المحيطة بها، وللمستفيدين من الما في المناطق المجاورة. تعد هذه المجموعة من أكثر مجموعات النباتات انتشاراً، وتتميز بالتماثل الوراثي الكبير لكونها تتكاثر خضرياً، وغالباً ما تنتج من نبات أم واحد.  تزود الأعشاب المائية مياه البحيرات والمستنقعات بفقاعات من غاز الأكسجين في أثنا قيامها بعملية التمثيل الضوئي، كما تقوم بحماية الأسماك والحيوانات المائية الأخرى من التعرض لأشعة الشمس المباشرة وحماية الأسماك الصغيرة من أعدائها الطبيعية، كما تتغذى بها الكثير من الحيوانات المائية. تستطيع بعض الأعشاب امتصاص العناصر المعدنية الثقيلة من الما مثل نبات زهرة النيل Eichhornia crassipes (الشكل 4).

 

الشكل (4) : زهرة النيل Eichhornia crassipes

تستهلك الأعشاب المائية كميات كبيرة من المواد الغذائية الموجودة في الما ، وتحرم الطحالب والكائنات الصغيرة منها، كما تستخدم الأكسجين والغازات المنحلة في الما ، وتهدد الثروة السمكية، وتعوق نمواتها الكثيفة صيدَ السمك. تعد بيئتها مثالية لوجود البعوض والحشرات الأخرى والحلزون وتكاثرها. يضاف إلى ذلك تعويق الحركة الملاحية في الأنهار والممرات المائية الأخرى، وتستطيع بعض الأعشاب المائية (Typha sp.، Phragmites sp.) تشكيل نموات كثيفة جداً من النباتات لدرجة لا تسمح بمرور القوارب. ويطلق تحلل الكميات الكبيرة من المواد العضوية كمية كبيرة من CO2  وCO إضافة إلى الرائحة الكريهة. يؤدي وجود كميات متزايدة من المادة العضوية في الما إلى صعوبات كثيرة في الاستفادة منها في مجال الشرب (الشكل 5).

 

الشكل (5) : قصب الما sp. Phragmites على جوانب قنوات الري.

3 ـ الأعشاب الغازية :invasive plants وهي النوع النباتي المحمول والمنقول مع المنتجات الزراعية أو وسائط النقل الأخرى من قارة إلى قارة أخرى، ومن بلد إلى بلد جديد في القارة الواحدة. لقد ساهم التبادل التجاري الكبير للمنتجات الزراعية مابين القارات على نحو كبير في دخول أنواع نباتية مختلفة إلى مواطن جديدة. وعندها يواجه النوع النباتي الجديد القادم إلى بيئة قد تختلف عن بيئته في الموطن الأصلي واحداً من الاحتمالات التالية:

أ ـ التأقلم مع العوامل البيئية السائدة في الموطن الجديد، ويستمر بالنمو وإتمام دورة حياته طبيعياً ويعيد تكاثره؛ ويدخل النوع في قائمة الأنواع النباتية المستوطنة، ويشكل جز اً من الغطا النباتي ويزداد التنوع الحيوي.

ب ـ عدم قدرة النبات على التأقلم والتوافق مع العوامل البيئية السائدة في الموطن الجديد، وينتهي به المطاف إلى عدم النمو فينقرض. وتُعد هذه الطريقة الأسهل للطبيعة للتخلص من الوافدين الجدد من الأنواع النباتية. مثال ذلك انتقال الباذنجان من أمريكا الجنوبية إلى سورية (الشكل 6) وانتقال الرزين من سورية إلى العالم (الشكل 7) والألوة الخضرا (الشكل 8).

     
 

الشكل (7) : الرزين Sorghum halepense انتقل من سورية إلى جميع أنحا العالم

 

4ـ الأعشاب الطبية: تعد مصدراً طبيعياً مهماً للعديد من المركبات الكيميائية التي تدخل في تصنيع الدوا خاصة بعد أن تم اكتشاف معظم المركبات الفعالة في النباتات، وحددت طريقة استخلاصها وكيفية استخدامها بطرق علمية صحيحة وآمنة (الشكلان 9 و10). ويوضح الجدول (1) الجز النباتي المستخدم طبياً لبعض أنواع الأعشاب الطبية.

 الجدول (2)

الصفة

الوصف

دورة الحياة 

حولي، ثنائي الحول، معمَّر .  

الاحتياج المائي

تتحمل أو لا تتحمل الجفاف، تحب الرطوبة، لا تتأثر بتوافر الرطوبة أو عدمها.

عدد الكروموزومات

متعدد العدد الكروموزومي=  2n .

طريقة التكاثر     

تلقيح خلطي، تلقيح ذاتي، تكاثر خضري. 

توقيت إنبات البذور         

بحسب الفصل (خريفي، شتوي، ربيعي، صيفي).  

توقيت بداية الإزهار        

من --- إلى ----

توقيت نهاية الإزهار        

من ---- إلى ---

طول فترة الإزهار           

يوم أو شهر.          

طرق انتشار البذور         

بوساطة الرياح، عن طريق الحيوانات، انتشار موضعي

عدد بذور النبات الواحد    

أقل من 500، أو من

 5000-500 أو أكثر من 5000

منطقة الوجود والانتشار  

الحقول الزراعية، جوانب الطرق، الأحواض المائية. 

الموطن الأصلي             

أمريكا، أوربا، آسيا. 

دخول النوع                 

قبل 1900، من 1950-1900، أو من 2000-1950م.

من الأعشاب الرئيسة

نعم أو لا.     

وجود النوع مع المحاصيل الزراعية           

سائد أو قليل جداً.     

متوسط الكثافة العددية لنباتات النوع مع محصول

موجود / غير موجود.        
 

الشكل (9) : Matricaria recutita

 

الشكل (10) : Datura stramonium

 

كما يوضح الجدول (2) أهم الصفات التي تدرس في تصنيف الأعشاب الضارة:

الجدول (1)

نوع العشب

الجز النباتي المستعمل

Agropyron repens

الريزومات

Capsella bursa pastoris

كامل النبات

Centaurea cyanus

الأزهار

Datura stramonium

الأوراق

Ecballium elaterium

عصير الثمار

 

وتكافح الأعشاب الضارة باستخدام العديد من الطرائق الكيمائية والفيزيائية والحيوية المختلفة.

 

 أنور المعمار

 

 

مراجع للاستزادة:

- أنور المعمار، الأعشاب الضارة ومكافحتها  (الجز النظري)، جامعة دمشق،1997.

- أنور المعمار، غسان إبراهيم، الأعشاب الضارة ومكافحتها  (الجز النظري)، جامعة دمشق، 2011.

 


التصنيف : الإنتاج النباتي
النوع : الإنتاج النباتي
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 530
الكل : 31797119
اليوم : 72580