logo

logo

logo

logo

logo

ألندة (نيزك-)

النده (نيزك)

Allende meteorite - Météorite d'Allende

ألندة (نيزك ـ)

مصطفى العليوي

سقوطُ ألندة وأثرُه

بنية ألندة وتركيبُه

أهمية النيزك ألندة

 

النيزك ألندة Allende meteorite هو أكبر نيزك كربوني صدم الأرض. ولقد شوهد شهابُه صباح يوم 8 شباط 1969، فوق منطقة تُعرَف باسم ألندة Allende تقع جنوبي المكسيك. ثمَّ انفجر وهو يعبر الغلاف الجويَّ وتناثرت قطعه. ويبيّن الشكل (1) قطعة من النيزك ألندة.

الوصف: D:\المجلد 3 تقانة اخراج\577\25-1.jpg

الشكل (1) إحدى آلاف القطع الناجمة عن انفجار النيزك ألندة

حُظي هذا النيزك باهتمام كبير ودراسات معمقة بيّنت وجود كمية كبيرة من حُبَيبات صغيرة مركَّبة من الكلسيوم والألمنيوم (CAIs) Ca-Al-rich Inclusions، وهي من أقدم المواد المتشكِّلة في المجموعة الشمسيَّة.

تصل نسبة النيازك الكربونيَّة إلى 4 بالمئة تقريباً من النيازك الـمُشاهَدة التي تسقط من السماء. وعُرِفَ هذا النوع من النيازك قبل العام 1969، بسبب عدد صغير من النيازك غير المشهورة، مثل أورغوي Orgueil الذي سقط في فرنسا عام 1864. وثمَّة نيازك أخرى كانت معروفة لكنَّها كانت صغيرة ولم تَجرِ دراستها بصورة كافية.

سقوطُ ألندة وأثرُه

يُعتَقَدُ أنَّ الحجر الأصليَّ لهذا النيزك كان بحجم شاحنة، وكان متَّجهاً نحو الأرض بسرعة أكبر من 16 كيلومتراً في الثانية. حدث هذا السقوط في ساعات الصباح الباكر في 8 شباط عام 1969. إذ اقترب شهابٌ ساطع كبير من جهة الشمال الغربي عند الساعة 1:05 صباحاً، فأضاء السماءَ والأرضَ لمئات الكيلومترات. ثمَّ انفجرَ وتفتَّتَ إلى آلاف القطع المنصهرة والمكسوَّة بقشرة. حدث هذا السقوط بالقرب من قرية بويبيلتو دو ألندة Puebilto de Allende في مقاطعة تشايهواهوا Chihuahua جنوبي المكسيك. وقد أصبحت قطع النيزك ألندة واحدةً من أكثر قطع النيازك انتشاراً على الأرض، حيث تبعثرت قطع هذا النيزك في منطقة شاسعة، وهي أكبر مناطق انتشار النيازك المعروفة مساحةً، بلغ طولُها 50 كيلومتراً وعرضها 8 كيلومتر تقريباً، والمبيّنة في الشكل (2).

الشكل (2) منطقة تناثر قطع النيزك ألندة

وقد جُمِع العديد من قطع هذا النيزك إثر سقوطه مباشرةً، وبلغت كتلة العيِّنات المجموعة - على مدى 25 سنة - من 2 إلى 3 طن، وتراوحت كتلة كلِّ عيِّنة منها من 1 غرام إلى 110 كيلوغرام.

بنية ألندة وتركيبُه

تكوَّن هذا النيزك من الغبار والغاز الكونيَّيْن في أثناء بدء تشكُّل المجموعة الشمسيَّة. وهو نيزك “حجريٌّ”، بخلاف الصِّنْفَيْنِ الآخرَيْن من النيازك، وهي النيازك “الحديديَّة” و”الحديديَّة الحجريَّة”. إن معظَم قطع ألندة مكسوَّةٌ - جزئيّاً أو كليّاً - بقشرة سوداء لامعة، تكوَّنت في أثناء عبور هذا النيزك للغلاف الجويِّ بسرعة كبيرة في أثناء سقوطه.

يمكن فحص المكوِّنات الداخلية لقطعة من ألندة بتقسيمها إلى قسمين، وصقل سطحَيْهما. وينتج من ذلك مصفوفة عاتمة محشوَّة بقطع حجمها ملِّيمتري مُلَوَّنة بلون خفيف، إضافة إلى كريَّات حجريَّة ناعمة تتوفر فقط في النيازك وغير موجودة في صخور الأرض، كما هو مبين في الشكل (3).

الشكل (3) قطعة من النيزك ألندة

القطع الملِّيمتريَّة هي قطع ذات لون أبيض، وقد تكون كرويَّة أو ذات شكل غير منتظم وبأبعاد تصل إلى بضعة سنتمترات. هذه القطع غنيَّة بالكلسيوم والألمنيوم CAIs. وكغيره من الكوندريت chondrite، ألندة صخرة متلاحمة (بريشة) breccias وتحوي شظايا سوداء عديدة أو “مكوِّنات سوداء” لها بنية خاصَّة مختلفة عن بنية الشظايا في النيازك الأخرى. وبخلاف النيازك الأخرى، يفتقر ألندة افتقاراً تامًّا لمعدني الحديد والنيكل الحريّن.

تتكوَّن المصفوفة وحشوتها من فِلِزَّات عديدة، خاصَّة من الأُلفين olivine والبيروكسين pyroxene. ويصنَّفُ ألندة بأنَه نيزك كربونيٌّ من الصنف CV3: فتركيبه الكيميائي غني بالعناصر المقاومة للانصهار مثل الكلسيوم والألمنيوم والتيتانيوم، ولكنَّه يفتقر إلى العناصر الطيَّارة مثل الصوديوم والبوتاسيوم، وهذا ما يجعله مُصنَّفاً في المجموعة CV، وهي إحدى مجموعات الكوندريت (ومن هنا الرمز C) من النموذج فيغارانو Vigarano (ومن هنا الرمز V) الذي سقط في إيطاليا عام 1910، وبسبب ضعف آثاره الحرارية الثانوية فإنَّه يتوافق والنوع 3 بحسب تصنيف الصخور. وكغيره من النيازك الكربونيَّة والنيازك CV، فإنَّ ألندة غنيٌّ بنظير الأكسجين O-16 مقارنةً بمحتواه النادر من النظيرين O-17 وO-18. كما عُثر فيه أيضاً على كمية قليلة من الكربون (بما في ذلك الغرافيت والألماس)، ومركَّبات عضويَّة، منها حموض أمينيَّة بعضها غير معروف على الأرض، أمَّا الحديد فيوجد متَّحداً مع عناصر أخرى، ويشكِّل 24 % من النيزك.

أهمية النيزك ألندة

يُعرَف النيزك ألندة بأنَّه “النيزك الأكثر دراسة عبر التاريخ”، وذلك لعدَّة أسباب: فقد سقط ألندة في بداية 1969، أي قبيل إحضار برنامج أبولو Apollo لأولى الصخور من القمر، إذ تميزت تلك المدة بفضول وحماس كبيرين لدى علماء الفلك، وكانت الأرضية العلميَّة مهيَّأةً تهيئةً جيِّدة لدراسة النيزك الجديد، وجَهَّزت متاحف متعدِّدة حول العالم بعثات خاصَّة إلى المكسيك لجمع العيِّنات، فعُثِرَ على مئات الكيلوغرامات من المادَّة الغنيَّة بالكلسيوم والألمنيوم. ويعود تاريخ هذه المادَّة CIAs إلى بضعة مليارات السنين، وهي تساعد على تحديد عمر المجموعة الشمسيَّة. تتميَّز CAIs بتركيبة غير عاديَّة من النظائر، يختلفُ العديد منها عن مثيلاتها في الأرض أو في القمر أو في النيازك الأخرى. تقدِّم التصرُّفات الشاذَّة لهذه النظائر دلائل على وجود آليَّات تَكَوُّنٍ حدثت في نجوم أخرى قبل تشكُّل المجموعة الشمسيَّة.

يُقدَّرُ عمر مكوِّنات النيزك ألندة من CAIs بـ 4.567 مليار سنة. لذا فهي أقدم من الأرض بـ 30 مليون سنة، وأقدم من أقدم حجر عُرِفَ على الأرض بـ 287 مليون سنة. وبذلك كشف النيزك ألندة معلومات عن الظروف التي سادت قُبَيْلَ تشكُّل المجموعة الشمسيَّة. وتعدُّ النيازك الكربونيَّة - بما فيها ألندة - أكثر النيازك قدماً، وتحوي أقدم مادَّة عُرفت حتى الآن، لذا يُفترضُ غالباً أنَّ عمرَها هو عمر المجموعة الشمسيَّة.

مراجع للاستزادة:

- J. F. Kerridge, and M. S. Matthews, Meteorites and The Early Solar System, University of Arizona Press, 1988.

- O.R. Norton, and L. Chitwood, Field Guide to Meteors and Meteorites, Springer, 2008.

- D. A. Wark, The Allende Meteorite, University of Melbourne, 1983.


التصنيف :
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1080
الكل : 45617789
اليوم : 18472