logo

logo

logo

logo

logo

الاستنساخ (أخلاقيات-)

استنساخ (اخلاقيات)

Cloning: ethical issues - Ethiques du clonage

الاستنساخ (أخلاقيات -)

فواز صالح

 الجوانب الأخلاقية للاستنساخ البشري

استخدامات الاستنساخ العلمية

 

أحدثت ولادة النعجة دولّي في النصف الثاني من العام 1996 وإعلانها في شباط 1997 فتحاً جديداً في مجال التقدم العلمي، ونقلت محاولات الاستنساخ البشري من نطاق الخيال العلمي إلى مجال الحقيقة والواقع ، كما استنسخ بنجاح عدد من الأنواع الحيوانية والنباتات.

الجوانب الأخلاقية للاستنساخ البشري:

اختلف العلماء حول مشروعية الاستنساخ البشري من الناحية الأخلاقية بين مؤيد ومعارض، ولكل منهم حججهم.

1 - حجج المؤيدين للاستنساخ البشري: وأهم هذه الحجج هي:

أ- الاستنساخ البشري هو وسيلة لمعالجة العقم عند الزوجين، وبالتالي يحافظ على استمرارية الذرية. ويعدّ وسيلة لزيادة فرص الحمل، وذلك عندما يتم الحصول على جنين واحد في الأنبوب، في نطاق عمليات التلقيح الاصطناعي، وذلك عندما يتم تقسيم الجنين إلى توءمين أو ثلاثة توائم، فيؤدي ذلك إلى زيادة فرص التعشيش.

ب- يساعد الاستنساخ على دراسة الأمراض الوراثية على نحو أفضل، والتحكم فيها وإيجاد العلاج المناسب لها.

ج- الحصول على قطع غيار بشرية لا يرفضها الجهاز المناعي للمتلقي؛ وذلك لأن استحداث جنين انطلاقاً من خلية جسدية من هذا المعطي يؤدي إلى الحصول على خلايا متطابقة مناعياً مع الجهاز المناعي للمتلقي. وبالتالي يمكن عن طريق الاستنساخ علاج أمراض مستعصية مثل الشلل الرعاش، والشيخوخة المبكرة، والسكري.

د- يؤدي الاستنساخ البشري إلى تخليد الإنسان. وبالتالي يمكن من خلاله التغلب على فكرة الموت.

هـ- يؤدي الاستنساخ إلى تحسين الجنس البشري، وذلك عن طريق انتقاء الأجنة.

2 - حجج المعارضين للاستنساخ البشري: وأهم هذه الحجج:

أ- يتنافى الاستنساخ البشري مع مبدأ احترام الكرامة الإنسانية؛ وذلك لأنه يهدد التفرد البشري البيولوجي. كما يؤدي إلى إضفاء طابع المادة على الجنين، عندما يتم استحداثه من أجل إتلافه وأخذ خلاياه - كقطع غيار بشرية - من أجل معالجة أشخاص آخرين، فيصير آنذاك سلعة من السلع.

ب- يؤدي الاستنساخ إلى زيادة التمييز العنصري بين الشعوب؛ لأنه يؤدي إلى أن يتمكن أناس أغنياء من تحسين النسل؛ دون أن يتمكن الفقراء من ذلك.

ج- يؤدي الاستنساخ إلى اختلاط الأنساب، وكذلك إلى اختلاط الأجناس.

د- يمكن أن يؤدي الاستنساخ إلى خلل في التكوين السكاني للمجتمع، وذلك من خلال إخلاله بتوازن الجنسين.

3 - خيارات المستقبل بالنسبة إلى الاستنساخ البشري على الصعيد الدولي:

تقدمت فرنسا وألمانيا معاً في العام 2001 بمشروع قرار إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة يهدف إلى حظر الاستنساخ البشري لأغراض التكاثر. واستناداً إلى ذلك قررت الجمعية العمومية إنشاء لجنة خاصة، بموجب قرارها رقم 93/56 تاريخ 12/12/2001، مهمتها دراسة إمكانية وضع اتفاقية تهدف إلى حظر الاستنساخ البشري لغايات التكاثر. ولم تتمكن هذه اللجنة على مدار أربع سنوات من التوصل إلى اتفاق حول هذه المسألة. ونتيجة ذلك وافق أعضاء الأمم المتحدة على التخلي عن الجهود الرامية لوضع اتفاقية دولية لحظر الاستنساخ البشري لأغراض التكاثر. وقامت اللجنة السادسة (القانونية) التابعة للجمعية العامة بصياغة إعلان بدلاً من اتفاقية؛ لأنه لا يمكن التوفيق بين جميع الخلافات المتعلقة بمسألة الاستنساخ البشري. وهذا كله أدى في نهاية المطاف إلى اعتماد إعلان الأمم المتحدة بشأن الاستنساخ البشري في الثامن من آذار/مارس 2005. وصدرالإعلان بموافقة 84 دولة، ومعارضة 34 دولة، في حين امتنعت 37 دولة عن التصويت.

ويدعو الإعلان الدول الأعضاء إلى حظر جميع أشكال الاستنساخ البشري؛ لأنها تتنافى مع كرامة الإنسان وحماية الحياة الإنسانية. كما يدعو الدول الأعضاء إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحظر تطبيق تقنيات الهندسة الوراثية التي تتنافى مع الكرامة الإنسانية.

وفي نهاية عام 2007 أعد معهد الدراسات المتقدمة في جامعة الأمم المتحدة في طوكيو تقريراً بعنوان: (هل الاستنساخ البشري التكاثري أمر لا مفر منه؟ خيارات مستقبلية للحوكمة الأممية)، جاء فيه أن من بين الخيارات المتاحة لتنظيم الاستنساخ البشري:

- حظر أشكال الاستنساخ البشري كافة.

- حظر الاستنساخ البشري التكاثري فقط.

- حظر الاستنساخ البشري التكاثري وإباحة الاستنساخ البحثي أو العلاجي.

- حظر الاستنساخ التكاثري وإباحة الاستنساخ البحثي أو العلاجي لمدة10 سنوات.

- المنع المؤقت لجميع أشكال الاستنساخ البشري.

وتجدر الإشارة إلى أن نحو خمسين دولة في العالم تبنت قوانين تتعلق بالاستنساخ البشري، يحظر بعضها الاستنساخ البشري بنوعيه التكاثري والعلاجي أو البحثي، في حين أن بعضها الآخر يحظر الاستنساخ البشري التكاثري؛ ولكنه يبيح الاستنساخ العلاجي.

استخدامات الاستنساخ العلمية:

أثبتت التجارب العلمية أن الاستنساخ في مجالي النبات والحيوان له فوائد عدة. فقد استطاع العلماء وضع أساليب عدة يمكن من خلالها مضاعفة النباتات والأشجار المثمرة، وكذلك نباتات الزينة. فقد أثبت أحد العلماء في أثناء التجارب التي قام بها في سنوات الخمسينيات من القرن العشرين إمكانية استنساخ نباتات كاملة انطلاقاً من خلايا مستخلصة من جذورها.

وبالتالي يمكن عن طريق الاستنساخ الحصول على نباتات أفضل من تلك الشائع استعمالها.

كذلك الحال بالنسبة إلى الحيوان، حيث أثبتت التجارب إمكانية استنساخ حيوانات تتمتع بمواصفات أحسن من الحيوانات التي تلد بالطريقة التقليدية. فيمكن مثلاً الحصول على أبقار تنتج كميات كبيرة من الحليب أو من اللحم. زد على ذلك أنه يمكن عن طريق الاستنساخ الحصول على بروتينات تساعد البشر على الشفاء من بعض الأمراض، كما هو عليه الحال بالنسبة إلى الدجاجات المعدلة وراثياً.

مراجع للاستزادة:

- جابر علي مهران، «حكم الاستنساخ والتلقيح الصناعي في الفقه الإسلامي»، مجلة الدراسات القانونية، كلية الحقوق بجامعة أسيوط، العدد الواحد والعشرون، يونيو 1998.

- شوقي زكريا الصالحي، الاستنساخ بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية ، العلم والإيمان للنشر والتوزيع، القاهرة 2006.

- فواز صالح، الاستنساخ البشري والقانون، هيئة الموسوعة العربية، سلسلة الكتب رقم /12/ دمشق2005 .

- هاني رزق، الجينوم البشري وأخلاقياته، دار الفكر، الطبعة الأولى، دمشق 2007.

- André Albert, Vers Une Interdiction Mondiale Du Clonage Des Êtres Humains, In: Le Clonage, Regard Éthique, Édition Du Conseil De L’europe, Paris, 2002.

- Alain Claeys Et M. Claude Huriet, Le Clonage, La Thérapie Cellulaire Et L’utilisation Thérapeutique Des Cellules Embryonnaires, Rapport Présenté À L’assemblée Nationale Et Au Sénat, 2000.

-Gillbert Hottois Et Jean-Noël Missa, Nouvelle Encyclopédie De Bioéthique, De Boeck, Ère Édition, Bruxelles, 2001.

 


التصنيف : الوراثة
النوع : الوراثة
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 45619032
اليوم : 19715