logo

logo

logo

logo

logo

بطنيات القدم

بطنيات قدم

Gastropoda -

بطنيات القدم

محمد منصور بكر

شكلها العام

بيئتها وحياتها

تصنيفها

أهمية بطنيات القدم

 

بطنيات القدم Gastropoda أكبر صف ينتمي إلى شعبة الرخويات Mollusca، فهو يضم أكثر من 80 % من أنواع الرخويات، وهو أيضاً ثاني أكبر صف في المملكة الحيوانية؛ إذ يُقدر عدد أنواعه الحية حالياً بما يزيد على 30000 نوع، معظمها بحري. وهذا التنوع الكبير دليل على نجاح هذا الصف وتفوقه على مستوى المملكة الحيوانية. ولا يقتصر الغِنى بالتنوع على عدد الأنواع فقط بل يشمل البيئات التي تسكنها هذه الأنواع وتتأقلم معها، حيث تنتشر في البيئات اليابسة والبحرية وفي المياه العذبة. إضافة إلى الأنواع الحية في هذه الحيوانات هناك إرث مستحاث (أحفوري) كبير لأنواع هذا الصف، يتمثل بأكثر من 15000 نوع يؤلف قسماً مهماً من المستحاثات الموجودة في العالم التي تعود إلى انطلاقة الكامبري.

تضم بطنيات القدم العديد من الأنواع ذات الحجوم والأشكال المختلفة، فهي تشمل القواقع snails والحلزونات conchs والبطلينوس limpets والودع cowries وأذن البحر ears shells والبزاقات slugs وأرانب البحر sea hares وفراشات البحر أو جناحيات القدم Pteropoda وغيرها.

يعود سبب تسميتها ببطنيات القدم إلى استخدامها عضلةً قويةً تسمى القدم تشغل الجزء البطني من الجسم وتستخدمها للحركة. كما تتميز معظم بطنيات القدم بوجود هيكل خارجي يتكون من كربونات الكلسيوم يتمثل بقوقعة وحيدة (صَدَفَة)، لذلك يسمي بعض الباحثين هذا الصف بأحاديات الصدفة sunivalve. كذلك تتميّز بطنيات القدم بوجود الرداء mantle -وهو طَيَّة من اللحافات الظهرية تغطي كتلة الأحشاء- وبوجود المبشرة radula، وهو عضو خاص يشبه اللسان يوجد في الجوف الفموي، توجد على سطحه نتوءات كثيرة تشبه الأسنان، يُسْتَخْدَم في أخذ الغذاء.

شكلها العام

يتألف الجسم عند معظم بطنيات القدم من ثلاثة أجزاء رئيسية تغطيها القوقعة: هي الرأس والقدم والكتلة الحشوية (الشكل 1).

الشكل (1) الشكل العام لبطنيات القدم مع أهم أجزاء الجسم.

الرأس: جيد الوضوح والنمو، ويحمل لامستين قصيرتين أماميتين قابلتين للانكماش؛ وظيفتهما حسِّية للشم واللمس، ولامستين طويلتين خلفيتين تنتهي كل منهما بعين، وتتحرك اللوامس في جميع الاتجاهات، كما يقع الفم في مقدمة الرأس.

القدم: ترتبط بالرأس، وهي تؤلف الجزء الأكبر من الكتلة اللحمية التي ترى خارج القوقعة في أثناء حركة الحيوان، وتحتوي على عدد من الغدد المخاطية لتسهيل انزلاق الحيوان ولحمايتها من الجفاف.

الكتلة الحشوية visceral mass: تضم أجهزة الجسم المختلفة كالهضم والدوران والتكاثر وغيرها، وتشكل كتلة حشوية تعلو القدم كالحدبة تتوضع القوقعة فوقها. وتحاط الكتلة الحشوية بالرداء أو البُرنس mantle الذي يفرز الصدفة، ويتشكل بين الكتلة الحشوية والرداء فراغ يسمى الجوف الردائي mantle cavity. وعند فتحة القوقعة تشكل حافة الرداء منطقةً سميكة ومتينة تسمى الطوق collar، يفصل الأحشاء عن كتلة «الرأس القدم» من الخارج، حيث ينفتح فيه الثقب الرئوي، وعلى يمينه فتحة الشرج، وعلى يساره الفتحة الإفراغية.

القوقعة: تتميز بطنيات القدم بأنها المجموعة الوحيدة من الرخويات التي تمت فيها عمليتا التواء الأعضاء الحشوية والالتفاف الحلزوني للصدفة التي أخذت شكل قوقعة. وتتألف القوقعة التي يفرزها الرداء من عدة لفات تلتف حلزونياً حول محور بدءاً من القمة حتى القاعدة، ويكون الالتفاف يميناً أو يساراً، والالتفاف اليميني هو الأكثر شيوعاً.

تأخذ الصَدَفَة أشكالاً مختلفة، منها ما يكون ملتفاً ويتكون من حجرة واحدة أو من عدة حجرات، ومنها ما يكون متطاولاً وتسمى عندها المذنبات Terebra، ومنها القصيرة، ومنها المخروطية مثل الحلزونات، والبيضوية الملساء مثل Cypraea، والدودية worm shell التي تنتمي إلى فصيلة Vermetidae التي تعيش مثبتة بالقاع sessile (الشكل 2).

الشكل (2) نموذج عن القواقع القصيرة top shell.

وهناك أنواع تتميز بوجود نتوءات تبرز عن جدار الصدفة كالأشواك كما في الجنس المريق Murex (الشكل 3). لكن قد تكون الصدفة غير ملتفة أيضاً كما في الجنس Patella (الشكل 4)، وقد تضمر الصدفة أو تختفي عند بعضها؛ كما في «البزاقات» التي تتمثل بأشكال غاية في الجمال وتتلون بألوان زاهية والتي تكثر في المنطقة الاستوائية (الشكل 5) وتنتمي إلى رتبة عاريات الغلاصم Nudibranchiae صفيف خلفيات الغلاصم Opisthobranchiae.

الشكل (3) نموذج عن جنس المريق Murex مع الأشواك البارزة على القوقعة. الشكل (4) بطني الأرجل Patella الشكل (5) نماذج من بطنيات القدم (البزاقات).

بيئتها وحياتها

يدل تاريخ المستحاث لبطنيات القدم أن أصلها يعود إلى المحيطات، بيد أنها اجتازت مراحل تطورية وتكيفات متعددة جعلتها تغزو المياه العذبة واليابسة، لكنها تبقى إحدى أكبر مجموعات اللافقاريات الأرضية. ونتيجة لتنوع بيئاتها اختلفت وسائل تنفسها، فالمائية منها تستخدم الغلاصم الموجودة داخل الجوف الردائي، لكن هذه الغلاصم اختفت عند الأنواع البرية حيث تحول الرداء الممتلئ بالأوعية الدموية عندها إلى رئة تستخدمها في التنفس الهوائي، وكوّنت بذلك تحت صف subclass خاصاً بها يسمى الرئويات Pulmonata، وبقي بعض هذه الرئويات يعيش في المياه العذبة واحتفظ بالتنفس الهوائي حيث يطفو على سطح الماء من حين إلى آخر للحصول على الهواء الجوي.

كذلك اختلفت قدود بطنيات القدم وأحجامها مابين المجهرية والعملاقة، ومع أن أغلبها لا يتجاوز بضع سنتيمترات لكن بعض أنواعها يصل إلى نحو 70 سم، حتى إن بعض الأنواع المستحاثة يصل إلى 2 م.

تعيش بطنيات القدم المائية ملتصقة على صخور القاع أو منطمرة في الرمل، وهي عموماً قليلة الحركة نتيجة ضعف جهازها الحركي، وهناك مجموعة منها تعيش وتتحرك ضمن العمود المائي وتؤلف جزءاً مهماً من العوالق الحيوانية مثل جناحيات القدم Pteropoda حيث أصبحت قوقعتها خفيفة أو ضامرة (أجناس Cavolini وCreseis).

سلوكها الغذائي

تتنوع طريقة التغذي عند بطنيات القدم بين ماهو عاشب يتغذى بالطحالب القاعية والعوالق النباتية؛ وبين ما هو متغذٍ بالفتات، أو اللاحم الذي يفترس الديدان والأسماك وشوكيات الجلد، أو رخويات أخرى كالنوع (ثاقب المحار) Urosalpinx cinerea الذي يقوم بثقب صدفة ثنائي المصراع للوصول إلى جسم المحار والتغذي به؛ وذلك من خلال استخدام المبشرة في البداية ومن ثم إفراز مادة كيميائية تساعد على تليين الصدفة. وتستخدم بعض بطنيات القدم خططاً سلوكية مدهشة لنصب الشراك لفريستها وخاصة للأسماك القاعية. وبعضها ثنائي التغذي أي عاشبة-لاحمة، وهناك القليل الذي يستخدم التغذي الهدبي ciliary feeders حيث تضمر عندها المبشرة أو تختفي، كما أن بعضها يتطفل على شوكيات الجلد كالنوع Thyonicola doglieli.

تعد بطنيات القدم مصدراً لغذاء العديد من الكائنات الحية كالأسماك واللاسعات والطيور والخنافس والثدييات وغيرها، ووسيلة الدفاع عندها هي الصدفة التي يمكن أن تحمل أشواكاً خارجية كما عند المرّيق، كما أن بعضها سام للإنسان وتسبب أحياناً الوفاة.

تصنيفها

تتفق معظم مدارس التصنيف على تقسيم صف بطنيات القدم إلى ثلاثة (تحت الصف) subclasses، هي:

1- تحت صف أماميات الغلاصم Prosobranchia: يؤلف المجموعة الأهم من بطنيات القدم وأكثرها تطوراً، تتوضع الغلاصم عندها في الجهة الأمامية من الجسم عند مقدمة القلب، ويضم معظم القواقع البحرية، وأهم أجناسها
Patella. ويضم تحت الصف هذا ثلاث رتب هي:

أ- رتبة بطنيات القدم البدائية Archaeogastropoda: كل أفرادها بحرية، وغلاصمها بدائية ذات شكل مشطي مضاعف، ولها قلب ذو أذينتين، وللصدفة طبقة داخلية منتجة اللؤلؤ. تضم 4 فصائل لعل أشهرها فصيلة Patellidae التي ينتمي إليها الجنس Patella، وفصيلة Haliotidae التي ينتمي إليها جنس Haliotis (أذن البحر) (الشكل 6).

الشكل (6) نموذج من جنس Haliotis (أذن البحر).

ب- رتبة بطنيات القدم المتوسطة Mesogastropoda: تعد من أهم مجموعات بطنيات القدم وأكثرها تنوعاً، حيث تضم أكثر من 60000 نوع تضمها 37 فصيلة. وهي تختلف عن الرتبة السابقة بأن الغلصمة مشطية مفردة، والقلب ذو أذينة واحدة، والصدفة غالباً ماتكون مخروطية الشكل ولها ممص وغطاء غير كلسي. وأهم فصائلها Pilidae و Viviparidae (مياه عذبة) و Omalaxidae
وLittorinidae (مياه بحرية) وممثلها الجنس Littorina. وتتمثل فوق فصيلة superfamily Cyclophoroidea بتسع فصائل تعيش كلها على اليابسة.

ج- رتبة بطنيات القدم الحديثة Neogastropoda: تشبه الرتبة السابقة من حيث الغلصمة والقلب، يعود ظهورها إلى بداية الكريتاسي، وتضم أكثر من 5000 نوع تنتمي إلى أكثر من 37 فصيلة منضوية تحت ست فوق فصائل هي: Buccinoidea وMuricoidea وOlivoidea
وPseudolivoidea وConoidea وCancellarioidea. ومن أهم أجناسها: الجنس Chicoreus (الشكل 7) والمريق الذي ينتمي إلى فصيلة الأرجوانيات Muricidae، والجنس Conus من فصيلة المخروطيات Conidae.

الشكل (7) الجنس Chicoreus.

2- تحت صف خلفيات الغلاصم Opisthobranchia: تختفي الغلاصم عند بعضها، وتزاح عند بعضها الآخر فتحة الشرج إلى الجهة اليمنى من الجسم أو إلى مؤخرته. أنواعه كلها بحرية، تختفي القوقعة أو تختزل عند أغلب أنواعه . ويمكن تقسيم خلفيات الغلاصم إلى مجموعتين:

أ- كأسيات الغلاصم Tectibranchia: تحتفظ أفرادها بالغلصمة والصدفة، وتتحور عندها القدم إلى زعنفة سباحية، معظمها سابح pelagic يعيش ضمن العمود المائي مثل جناحيات القدم Pteropoda ، إضافة إلى أرانب البحر (الجنس Aplysia) (الشكل 8).

الشكل (8) الجنس Aplysia (أرنب البحر الكبير).

ب - عاريات الغلاصم Nudibranchia: تختفي عند أفرادها الصدفة والغلصمة الحقيقية التي تستبدل غلاصم ثانوية. وتضم هذه المجموعة أجمل أشكال الكائنات البحرية المتمثلة بالبزاقات المختلفة (الشكل5) والنوع الرائع Glaucus atlanticus.

تصنف خلفيات الغلاصم ضمن 9 رتب ومجموعات هي: مصفحات الرأس Cephalaspidea وصدفيات الأجسام Thecosomata وGymnosomata وأرنبيات الشكل Aplysiomorpha وAcochlidiacea واللسانيات الماصة Sacoglossa وCylindrobullida وUmbraculida وعاريات الغلاصم Nudibranchia.

3- تحت صف الرئويات Pulmonata: تؤلف أنواعه القسم الأكبر من رخويات اليابسة والمياه العذبة، فقدت الغلاصم وتحول جدار الرداء الغني بالأوعية الدموية إلى رئة. أهم أنواعه الحلزون الشائع Helix والبزاقات الأرضية slugs، وهناك عدة تصنيفات للرئويات ولكن معظمها يقسمه إلى رتبتين هما:

أ- رتبة قلميات العيون Stylommatophora: يحمل الرأس شفعين من المجسات القابلة للانكماش وشفعاً من الأعين. تعيش أنواعها على اليابسة، وتضم 3 فوق فصائل، وأهم فصائلها الحلزونيات Helicidae.

ب - رتبة قاعديات العيون Basommatophora الرأس عندها مجهز بشفع واحد من المجسات غير القابلة للانكماش وشفع من الأعين. تضم 7 فوق فصائل، أنواعها مائية عذبة غالباً ممثّلة بفوق الفصيلة Lymnaeacea؛ وبعضها بحرية مثل «false limpets» التي تنتمي إلى فوق فصيلة هي Siphonariaceae وكذلك فوق فصيلة Melampoidea (Ellobioidea)، ولكن بعض الباحثين يعدها رتبةً منفصلة في المراجع الحديثة.

هناك تصانيف حديثة تضيف إلى الرتبتين السابقتين رتبة الرئويات الحقيقية Eupulmonata التي تضم الكثير من الفصائل.

أهمية بطنيات القدم

تنبع أهميتها من تنوعها الكبير وانتشارها في جميع البيئات، فلها أهمية بيئية لأنها تؤدي دوراً مهماً جداً في الأنظمة البيئية التي تستوطنها وتشكل حلقة مهمة جداً في الشبكات الغذائية وخاصة البحرية ، ولما ينتج من ذلك من أهمية علمية في دراسة انتقال الطاقة والملوثات ضمن السلاسل الغذائية. وكذلك لها أهمية اقتصادية تأخذ مظاهر مختلفة، فهي تعدّ مصدراً غذائياً في كثير من دول العالم للإنسان، كما يمكن أن تدخل في تركيب علف المواشي. كذلك استخدمت القواقع منذ القدم في الزينة ودخلت في صناعة الأثاث المنزلي. وقد برزت في السنوات الأخيرة أهمية طبية للقواقع تمثلت في دخولها في صناعة الأسنان، كما أن هناك العديد من الأبحاث التي تشير إلى إمكانية الاستفادة منها في الصناعات الدوائية؛ وإمكان استخدام بعض أنواعها في المكافحة الحيوية.

يمكن أن يكون لبطنيات القدم أضرار بيئية واقتصادية تتمثل بالتهامها للنباتات المزروعة؛ وفي تغذي بعضها على كائنات ذات أهمية اقتصادية كبلح البحر ومحار اللؤلؤ الطبيعي. و قد يسبب بعضها ضرراً صحياً لكونه يعدّ مضيفاً وسطاً للعديد من الطفيليات التي تؤذي الإنسان، فبعض الأنواع تعد مضيفة وسطاً لدودة بلهارسيا المثانة، وأخرى لبلهارسيا المستقيم، وبعضها وسيطاً لبعض الديدان التي تصيب الحيوان كالأغنام والأسماك والطيور.

مراجع للاستزادة:

- A. M. Bianchi, J. N. Fields, Gastropods: Diversity, Habitat & Genetics, Nova Science Publishers Inc., 2012.

- P. Bouchet, J. P. Rocroi, J. Frýda, B. Hausdorf, W. Ponder, Á. Valdés, A. Warén, Classification and Nomenclator of Gastropod Families. Malacologia: International Journal of Malacology, Hackenheim, Germany: ConchBooks, 2005.

- A. Robin, Encyclopedia of Marine Gastropods, 2008.

-R. L. Unha, C. Grande, R. Zardoya, «Neogastropoda Phylogenetic Relationships Based on Entire Mitochondrial Genomes» BMC Evolutionary Biology, 2009.

 


التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا)
النوع : علم الحياة (البيولوجيا)
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 563
الكل : 31207650
اليوم : 32807