logo

logo

logo

logo

logo

التبادل الدولي للمادة الوراثية الحيوانية

تبادل دولي ماده وراثيه حيوانيه

International animal germ plasm exchange -

التبادل الدولي للمادة الوراثية الحيوانية

الواقع الحالي للمادة الوراثية الحيوانية التبادل الدولي للخنزير
التبادل الدولي للمادة الوراثية الحيوانية التبادل العالمي للدجاج
التبادل الدولي للبقـــر التبادل الدولي لأنواع أخرى
التبادل الدولي للغنم تأثير التبادل الدولي في التنوع الحيوي للموارد الوراثية الحيوانية
التبادل الدولي للمعز رؤى مستقبلية

 سليمان عبد الرحمن سلهب

 

تُعد المادة الوراثية الحيوانية أو الموارد الوراثية الحيوانية المستعملة في الزراعة والأغذية animal genetic resources for agriculture and foods جزءاً ضرورياً من الأساس البيولوجي للأمن الغذائي العالمي وتوفير سبل العيش لنحو مليار من البشر، ويُعد تنوعها مهماً لحياتهم ورفاهيتهم، كما أنها مهمة في التكيف مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وضرورية للإنتاج الزراعي المستدام. وقد أدى التبادل الدولي للمادة الوراثية الحيوانية international animal germplasm exchange والاتجار بها إلى تغيير في تنوعها الحيوي وتعرض نسبة منها لمخاطر الضياع، ممّا يوجب اهتماماً دولياً لصونها وتحسينها واستخدامها المستدام وتقاسم منافعها المشتركة.

الواقع الحالي للمادة الوراثية الحيوانية:

أدت عمليات استئناس الحيوانات ورعايتها وتربيتها المحكمة، والمرافقة لتأثيرات الاصطفاء الطبيعي والإنساني على مدى آلاف السنين؛ إلى تنوعٍ وراثيٍ كبير بين مجتمعات أنواع الحيوانات الزراعية في العالم. ويشير نظام المعلومات عن التنوع الوراثي للحيوانات الأليفة في منظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO)؛ إلى أنه أستؤنس عالمياً نحو 40 نوعاً من الطيور والثدييات من أصل 50000 نوع معروف، وتظهر الأنواع الخمسة الكبار (البقر، الغنم، الدواجن، المعز، والخنازير) توزعاً واسعاً، وانتشاراً كبيراً في العالم، وتُعد الثلاثة الأولى أنواعاً مستأنسة واسعة الانتشار؛ في حين يتسم النوعان الأخيران بتوزع أقل تجانساً (الشكل 1).

الشكل (1) التوزع الإقليمي للأنواع الرئيسة من الثروة الحيوانية العالمية عام 2005.

ينتشر في العالم نحو 1.3 مليار رأس من البقر، 32% منها في آسيا (ولا سيما في الهند والصين)، و28% في أمريكا (التعاظم الأكبر في البرازيل)، و15% في إفريقيا (النسبة العليا في السودان وإثيوبيا)، و12% في أوربا والقوقاز (ولا سيما في روسيا وفرنسا)، و5% في الشرقين الأدنى والأوسط، وفي أماكن أخرى. تسهم عروق الأبقار في 22% من العدد الإجمالي العالمي المسجل (100 عرق) لعروق الثروة الحيوانية من الثديّيات. تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا قطعاناً قِطرية بأحجام كبيرة.

يُقدر عدد الغنم في العالم أكثر بقليل من بليون رأس، يوجد 45% منها تقريباً في آسيا والشرقين الأدنى والأوسط، وتمتلك إفريقيا، وأوربا والقوقاز، وجنوب غربي آسيا 15% لكل منها، و10% في أمريكا والكاريبي.

ويسهم الغنم في نحو 25% من العدد الإجمالي لعروق الثدييات المسجلة، ويوجد الغنم بصورة قطعان كبيرة في كل من أستراليا، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة.

هناك نحو بليون خنزير في العالم؛ 66% منه في آسيا (ولا سيما في الصين وفييتنام والهند والفيليبين)، ويؤلف نحو 12% من العدد الإجمالي للثدييات المسجلة.

يبلغ عدد المعز نحو 860 مليون رأس في العالم؛ نحو 70% من هذا الجنس في آسيا والشرقين الأدنى والأوسط، ويُسهم في نحو 12% من العدد الإجمالي للثدييات المسجلة.

وهناك أنواع أخرى واسعة الانتشار مثل: الخيول والحمير في كل الأقاليم، ولكنها أقل عدداً من الخمسة «الكبار» وأقل توزعاً من البقر والغنم.

هناك نحو 54 مليون رأس من الخيل في العالم، وتحتل الصين المرتبة الأولى في عددها، تليها المكسيك والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية، وتسهم الخيول في نحو 14% من إجمالي العدد الكلي للثدييات في العالم. ينتشر العدد الأكبر من الحمير في الدول النامية، في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي، كما أنها موزعة في الشرقين الأدنى والأوسط، ويكون تنوعها أقل، وتساهم بنحو 3% من العدد الكلي المسجل للثدييات في العالم (الشكل 2).

الشكل (2) توزع الثدييات في العالم بحسب الأنواع عام 2005.

كما أنّ أنواعاً حيوانية أخرى من الثدييات ذات توزع أضيق، مثل: الجواميس والياك والإبل والأرانب. فهناك نحو 180 مليون رأس من الجواميس، يتمركز 98% منها في آسيا، وأدخلت إلى جنوبي أوربا وجنوب شرقيها، وإلى مصر والبرازيل وأستراليا، ويسجل توزعها حالياً في 41 دولة في العالم. هناك نمطان رئيسان: الجاموس النهري المتميز بإنتاجه من الحليب ولاسيما في جنوبي آسيا، وجاموس المستنقعات الذي يستخدم حيوان عمل في شرقي آسيا؛ وتسهم الجواميس في نحو 3% من العدد الكلي للثّدييات المسجلة.

إن العدد المسجل من الياك قليل، أكثره في الصين ومنغوليا، وأعداد قليلة في روسيا ونيبال وباهوتان وأفغانستان والباكستان والهند وهيمالايا، كما أدخل إلى القوقاز وأمريكا الشمالية، ويُعد تهجينه مع البقر واعداً وفي غاية الأهمية.

تمتلك الإبل ولاسيما ذات السنامين توزعاً جغرافياً ضيقاً وإسهاماً صغيراً في تنوع الثدييات، وتقدر أعدادها في العالم بنحو 25-30 مليون رأس، منها نحو20 مليون رأس من الإبل وحيد السنام، ونحو2 مليون ثنائية السنام، ونحو3-7 مليون رأس من إبل العالم الجديد. تمتلك الصومال والسودان وموريتانيا وكينيا أكبر الأعداد من الإبل العربية (وحيدة السنام)؛ في حين تمتلك الهند والباكستان معظم الإبل الآسيوية (ذات السنامين)، وتوجد أربعة أنواع من الإبل في أمريكا الجنوبية هي: اللاما والألبكة المستأنستين، والغوانكو واليكونا البَرِّيتَين.

يتجاوز عدد الدواجن الـ 17 مليار طائر؛ 50% منه في آسيا، و25% في أمريكا اللاتينية والكاريبي، و15% في أوربا والقوقاز، و7% في إفريقيا، وتؤلف الدواجن الغالبية الكبيرة من العدد الإجمالي من الطيور المسجلة في العالم (الشكل 3).

الشكل (3) توزع عروق الطيور في العالم بحسب الأنواع عام 2005.

وللبط تاريخ طويل من الاستئناس؛ حيث تم استئناسه قديماً في مصر القديمة وبلاد مابين النهرين والصين والامبراطورية الرومانية، ويبدي توزعاً أقل تجانساً، وتسهم عروقه (ماعدا الموسكوفي) في نحو 11% من العدد الإجمالي المسجل لعروق الطيور في العالم (الشكل 3)، ويتمركز 70% منه في الصين، وتليها فييتنام وإندونيسيا والهند، كما في أوربا، وبصورة رئيسة في أوكرانيا وفرنسا.

للأوز والديك الرومي توزع ضيق، حيث ينتشر نحو 90% من الأوز في الصين، وتمتلك مصر ورومانيا وبولندا ومدغشقر مجتمعة أكثر من نصف العدد الباقي. نشأ الديك الرومي في أمريكا الوسطى، ونُقل إلى أوربا، وتم تطوير عديد من العروق المميزة، وتُعد أوربا والقوقاز الإقليم الذي يحوي 43% من العدد الكلي؛ في حين تمتلك أمريكا الشمالية أكثر من 33% من العدد الكلي. وتسهم عروق الأوز والديك الرومي في نحو 9% و5%، على التوالي من العدد الكلي من عروق الطيور في العالم.

تتوزع الغالبية العظمى من الأرانب في آسيا، وأكثرها في الصين، ومن ثم في بلدان وسط آسيا وفي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية؛ وكذلك في أوربا ولاسيما في إيطاليا، وتشهم عروق الأرانب في نحو 5% من العدد الإجمالي للثدييات المسجلة في العالم؛ وتعد خنازير غينيا مهمة في أمريكا اللاتينية والكاريبي.

وعلى الرغم من مساهمة الثروة الحيوانية في التنمية المستدامة وتخفيف حالة الفقر والجوع في العالم إلا أنها غير مستثمرة بصورة كاملة ولا تحظى بالصون التام؛ إذ يلاحظ تعرض نحو 20% من العروق (7616 عرقاً) في العالم لخطر الانقراض، وسجل انقراض نحو 62 عرقاً خلال الفترة الممتدة من 2000 - 2006 أي بمعدل عرقٍ واحدٍ تقريباً كل شهر.

التبادل الدولي للمادة الوراثية الحيوانية:

تزايد العدد العالمي للثروة الحيوانية والتبادل الدولي للعروق الحيوانية بصورة كبيرة في القرنين الماضيين، وهناك جدلٌ بأن البيئات القانونية والتكنولوجية والاقتصادية المتوفرة جعلت التبادل الدولي للموارد الوراثية الحيوانية بصورته الكاملة لمصلحة الدول الغنية على حساب الدول الفقيرة، وأن قسماً من الموارد الوراثية الحيوانية الداخلية للدول النامية قد صادرته الدول الغنية. وأن أوسع مجال تجاري ظهر بين الدول المتطورة (الشمال) والنامية (الجنوب) كان بين الشمال-الشمال، وتلاها شمال-جنوب، ومن ثم جنوب- جنوب. ويُعتقد أن الاستيراد من الجنوب إلى الشمال يكون محدوداً بسبب التباين الكبير في المقدرة الإنتاجية ونظم الإنتاج السائدة بين الشمال والجنوب. كما أن الحركات والمبادلات كانت كثيفة على نحو خاص في قطاعات بقر اللبن والخنازير والدواجن؛ وغالباً ماتم تطوير عروق أو تحسينها خارج مناطق منشئها، وتُصدّر فيما بعد إلى بلد ثالث.

التبادل الدولي للبقـــر:

يتم تبادل البقر بصورة حيوانات حية (بَكاكير حوامل وثيران) ونطف وأجنة. ونظراً للتكلفة العالية لوسائط النقل أوجدت ثلاثة أسواق لحيوانات التربية الحية: أوربا وأمريكا الشمالية وجنوب غربي المحيط الهادئ، فقد صَدّرت البلدان الـ 15 التي كانت أعضاء في الاتحاد الأوربي خلال الفترة 1993- 2003 أكثر من 150 ألف بكيرة تربية سنوياً إلى شمالي إفريقيا وغربي آسيا وأوربا الشرقية. وفي الوقت ذاته استوردت بلدان الاتحاد الأوربي سنوياً 15 ألف بَكيرة تربية من الخارج، معظمها من أوربا الشرقية وسويسرا، وأعداد قليلة من كندا، والأقل من الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب مرضية.

أما الاتجار بالنطف فكان أعظم بكثير من الاتجار بالحيوانات الحية نظراً لسهولة نقلها وعدم خضوعها لقيود صحية وحَجرِية صارمة. فقد صُدِّر عام 1998 نحو 20 مليون قشة (جرعة) من السائل المنوي إلى أمريكا الجنوبية، معظمها (70%) من الولايات المتحدة الأمريكية ونحو 26% من الاتحاد الأوربي، والباقي من دول أوربية أخرى والنمسا ونيوزيلندا وجنوبي إفريقيا. وصَدّر الاتحاد الأوربي عام 2003 نحو 3 ملايين قشة سائل منوي إلى بعض البلدان الأوربية وإلى أمريكا اللاتينية وشمالي إفريقيا وأمريكا الشمالية، وتلقت آسيا وإفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى الإفريقية نحو مليون قشة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان 75% من صادرات النطف في العالم من عروق الهولشتاين فريزيان Holstein- Friesian المنتشرة في 128 بلداً؛ في حين كونت صادرات النطف من عروق اللبن الأخرى نحو 13% (الجيرسي Jersey في 82 بلداً، السيمنتال Simmental، ثنائي الغرض في 70 بلداً، البراون سويس Brown Swiss، ثنائي الغرض، في 68 بلداً)، وعروق اللحم، ولاسيما الشاروليه Charolais نحو 15%، وبلغت صادرات النطف نحو 2% من العروق المدارية، وعلى نحو رئيس البراهمان Brahman، والسندي الأحمر Red Sindhi، والساهيوال Sahiwal .

لم يبلغ الاتجار في الأجنة مقدار الاتجار بالنطف، ومع ذلك فقد كانت بنّاءة ومفيدة في تسريع وتيرة التحسين الوراثي في بعض البلدان، فمثلاً حّسنت فرنسا عدداً من أبقارها من الهولشتاين-فريزيان (أسود وأبيض) من خلال عمليات نقل لنحو 1000 جنين استوردت من الولايات المتحدة الأمريكية.

التبادل الدولي للغنم:

يتم تبادل الغنم عالمياً بصورة رئيسة حيوانات حية لأن نجاح التلقيح الصنعي في الغنم أقل منه في البقر ويتطلّب نظم إنتاج مكثفة وسائلاً منوياً طازجاً ممدداً غير مجمد. وسجل نجاح كبير في هذا المجال في برامج التربية breeding لغنم اللبن في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.

وتعد عروق الغنم الأوربية الأكثر تبادلاً وانتشاراً في العالم؛ إذ ينتشر عرق السفولك Suffolk (عرق لحم وصوف من إنكلترا) في أكثر من 40 بلداً في العالم، وعرق تكسل Texel (عرق لحم من هولندا) في 29 بلداً، وعرق المرينو Merino (عرق صوف ناعم من إسبانيا) في نحو 28 بلداً. تعد بلدان الاتحاد الأوربي - وبصورة رئيسة إسبانيا - مصدراً عالمياً للأغنام النقية، وتٌصدر البرتغال وفرنسا وألمانيا أعداداً قليلة من أغنام التربية. ويتم التبادل بصورة رئيسة بين دول الاتحاد الأوربي مع أوربا الشرقية. انتشرت ثلاثة عروق: الكوريدال Corriedale (العرق الرابع الأكثر انتشاراً)، وكاتاهدين Katahdin، وبول دورست Poll Dorset المستندة كلها في أصلها إلى أسلاف أوربية في أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا. كما صُدّرت العروق الأوربية إلى بلدان قليلة في الجنوب مثل المرينو إلى 11 بلداً إفريقيا و6 دول آسيوية و5 دول في أمريكا اللاتينية والكاريبي، والسفولك إلى 5 بلدان إفريقية و4 دول آسيوية و12 دولة في أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي. ويمكن القول إن أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الوجهة الرئيسة للعروق الأوربية، ويعتقد أنها أسهمت في تحسين أكثر من 440 عرقاً محلياً في مختلف أنحاء العالم في أثناء القرون الأربعة الماضية.

تـأتي عروق الغنم الإفريقية في الدرجة الثانية في التبادل التجاري العالمي، حيث ينتشر عرق القزم الغرب إفريقي Dwarf في 17 بلداً إفريقياً و3 دول أوربية و4 دول كاريبية، وانتشر العجمي أسود الرأس Black Headed Persian الصومالي المنشأ في 18 بلداً إفريقياً وكاريبياً، ويُعد عرق الباربادوس أسود البطنBarbados belly Black (عرق شعر في جزيرة بربادوس الكاريبية) الأكثر انتشاراً، وقد انتشرت في 26 بلداً في الكاريبي وأمريكا المدارية، وتمّ تصديرها إلى أوربا وماليزيا والفيليبين. ويعد الدوربر Dorper الإفريقي الجنوبي ثاني أكثر العروق شيوعاً في جنوبي إفريقيا، وانتشر بصورة رئيسة إلى 25 بلداً في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ومع الحقيقة أن آسيا تمتلك نحو 40% من الغنم العالمي فإن أعداداً قليلة جداً من عروقها انتشرت خارج نطاق مواطنها. ينتشر عرق الكراكول Karakul (منشؤها تركمستان وأوزباكستان) حالياً بأعداد كبيرة في جنوبي إفريقيا، كما انتشر في الهند والنمسا والبرازيل وأوربا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد انتشر عرق العواس Awassi الذي منشؤه بلاد الرافدين في 15 بلداً في جنوبي أوربا وشرقيها ووسط آسيا وأستراليا والشرقين الأدنى والأوسط، ولم يلق نقل هذه العروق إلى البلدان المدارية في إفريقيا وآسيا سوى نجاحات محدودة.

التبادل الدولي للمعز:

يُعد المعز ذا أهمية محدودة في أقاليم الشطر الشمالي من العالم، ولكنه يؤدي دوراً اقتصادياً كبيراً عند أصحاب الحيازات الصغيرة، ولاسيما في المناطق الجبلية والجافة من أقاليم الشطر العالمي الجنوبي. وباستثناء العروق القليلة الواسعة الانتشار؛ فإنّها لم تحظ باهتمام واسع على مستوى التبادل العالمي، كما أن القليل منها انتشرت خارج موطنها.

يتم تبادل المعز عالمياً بصورة رئيسة حيوانات حية لأن نجاح التلقيح الصنعي في المعز أقل منه في البقر ويتطلّب نجاحه نظم إنتاج مكثفة واستعمال سائل منوي طازج ممدد غير مجمد. وتبقى هناك نجاحات محدودة لممارسات التلقيح الصنعي ونقل الأجنة على المستوى البحثي وفي المشاريع المكثفة الصغيرة الحجم.

هناك في العالم نحو 25 عرقاً واسع الانتشار، تأتي العروق الأوربية النقية مثل: السانين Saanen وتُغنبورغ Toggenburg، والعروق الألبية المتنوعة في قمة العروق التي تنتشر في أوربا وخارجها، فمعز سانين العالي الإنتاج من اللبن يوجد في أكثر من 81 بلداً في العالم، كما يأتي عرق الأنغورا Angora المصدر الرئيس لشعر الموهير في المرتبة السابعة من حيث الانتشار العالمي.

تأتي عروق المعز الإفريقية في المرتبة الثانية من حيث الانتشار والاهتمام العالمي؛ إذ تؤلف 7 من 25 من عروق المعز الواسعة الانتشار منها عروق مركبة (مهجنة مع الأوربية) وذات انتشار واسع خارج إفريقيا، مثل: عرق أنغلو-نوبيان Anglo-Nubian (طُوّر في المملكة المتحدة من تهجين المعز البريطانية مع الإفريقية والهندية) وينتشر حالياً في 56 بلداً، وعرق بور Boer (طُوّر من تهجين حيوانات محلية وأوربية وهندية) ينتشر حالياً في 53 بلداً، وعرق الكريوللو Criollo (طُوّر من تهجين عرق كاريبية مع مَعز إفريقي وأوربي).

ومع أنّ آسيا تمتلك أكثر من 25% من تعداد المعز العالمي، إلا أنّ 3 عروق (جامنبري Jamnapari، وبتيال Beetal، وبربري Barbari) توجد ضمن الـ 25 عرقاً الواسعة الانتشار وذات تبادل عالمي، ولقيَ المعز الشامي بعد أن تم تحسينه في قبرص اعترافاً دولياً على أنه عرق حليب ممتاز للمناطق المدارية ودون المدارية وانتشرت تربيته في بلدان حوض البحر المتوسط.

التبادل الدولي للخنزير:

تُعد الصين ودول جنوب شرقي آسيا الموطن الأصلي للخنازير الصغيرة، ومنها انتقلت إلى أوربا في القرن الثامن عشر، وأدت عمليات التحسين الوراثي إلى إنتاج عروق الخنازير الأوربية الحديثة. وبدأت البرامج القطرية والإقليمية لتربية الخنزير تتطور في أمريكا الشمالية وأوربا بعد عام 1945. وقد ازداد الاتجار بالخنازير الحية، ولاسيما في نهاية السبعينيات، كما تزايد استعمال النطف والأجنة ولكن بصورة محدودة في عمليات التربية التهجينية. وتُعد المملكة المتحدة وهولندا والدنمارك والسويد وبلجيكا وهنغاريا والولايات المتحدة الأمريكية المصادر الرئيسة للخنازير؛ كما توجد منشآت تربية مكثفة وواسعة في تايلند والفيليبين والصين.

هناك 5 عروق خنازير أوربية أو من الولايات المتحدة الأمريكية واسعة الانتشار وتحتل المرتبة الأولى في التبادل الدولي، مثل: عرق الخنزير الأبيض الذي ينتشر في 117 دولة في أنحاء العالم، ويليها عرق الدُروك الأحمر Duroc في 93 بلداً، ولندرس Landrace في 91 بلداً، والهامبشاير Hampshire في 54 بلداً، وبيترين Piétrain في 15 بلداً، وهناك عروق أخرى مثل: الصيني البولندي Poland China الذي ينتشر في 15 بلداً، والشستر الأبيض Chester White في 6 دول.

التبادل العالمي للدجاج:

هناك 67 عرق دجاج تُعد الأكثر انتشاراً في العالم، منها العروق الأمريكية (أحمر جزيرة رود Rhode Island Red، البلايموث روك Plymouth Rock، والنيوهامبشاير New Hampshire) الثنائية الغرض التي تعد الأكثر تبادلاً وتوزعاً في العالم، وتؤلف العروق الأوربية 26 عرقاً من أصل67 عرق دواجن في العالم، ومن أهمها عرق الليغهورن Leghorn الذي يأتي في المرتبة الثانية في التبادل والانتشار العالمي؛ إذ ينتشر في 51 بلداً في العالم، وتساهم في العروق التجارية السائدة، ويليها عرق السسكس Sussex من حيث الانتشار ويتوزع في 17 بلداً في العالم. كما ينتشر في العالم 19 عرقاً تجارياً سادت عمليات التبادل والاتجار العالمي مع عدم الدقة في منشئها لأن الشركات الأوربية والأمريكية المنتجة لها تبقي المعلومات عنها سرية. وهناك عروق تحدرت من الهند والصين وطُورت في الولايات المتحدة الأمريكية، وتأتي في المرتبة 17 من حيث الانتشار العالمي، ومن أهمها البراهما والكوشين Cochin ومالايغيم Malay Game وأوناغادوري Onagadori وجنكل فول Jungle Fowl التي تعد سلفاً لبعض العروق الحديثة. وهناك عرق أسترالي وحيد في عداد العروق الواسعة الانتشار في العالم، إذ ينتشر في 16 دولة في العالم؛ وهو عرق الأسترالورب Australorp الناتج من عرق الأوربنجتون الأسود Black Orpington البريطاني.

التبادل الدولي لأنواع أخرى:

كان للتبادل الدولي للعروق العربية من الخيول تأثير نوعي كبير؛ إذ ربيت نقية واستعملت في تحسين العديد من عروق الخيول في أنحاء أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، وانتشرت في أكثر من 52 دولة في العالم، ونشأ عرق بَط بكين Pekin Duck في السبعينات من القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية، وتُعد الآن أكثر عروق البط انتشاراً، وموجودة في أكثر من 35 بلداً حول العالم. وصُدّرت الإبل العربية في القرن التاسع عشر إلى أستراليا وأمريكا الشمالية وجنوبي إفريقيا والبرازيل حتى جاوا وكانت الصحارى الأسترالية البيئة الأكثر ملاءمة لتأقلمها وتكاثرها، وتحولت إلى الحالة البرية لدرجة شَرعت الحكومة الأسترالية بقتلها. كما أدخلت حيوانات الياك Yaks إلى القوقاز وأمريكا الشمالية وعدد من الدول الأوربية والأرجنتين، وأثبتت أنها تتأقلم بصورة جيدة مع النظم الجبلية وصار لها قيمة سياحية، واستسيغت لحومها لدى بعض شعوب تلك الدول.

تأثير التبادل الدولي في التنوع الحيوي للموارد الوراثية الحيوانية:

يتوقف هذا التأثير على الظروف البيئية السائدة ونظم الإنتاج والرعاية التي تخضع لها الحيوانات المستوردة في البلدان المضيفة، وعلى كمية المادة الوراثية المنقولة. وتشير الدراسات إلى أنّ التبادل الدولي للمادة الوراثية الحيوانية زاد من التنوع الحيوي الحيواني خلال الفترة الممتدة من بداية رعاية الحيوان حتى منتصف القرن العشرين؛ في حين أن تطور نظم الإنتاج المكثفة وتصديرها كاملة خلال العقود الأربعة إلى الخمسة المنصرمة أدى إلى انخفاض التنوع من خلال الاستبدال الواسع لدى العروق المحلية مع أعداد قليلة من العروق الناجحة عالمياً. وتبين أن نحو 50% من العروق الحيوانية الموثقة في أمريكا الشمالية وأوربا مصنفة على أنها منقرضة، حرجة أو مهددة، ويتم استنساخها الآن في البلدان المتقدمة لإعادة توطينها وانتشارها.

1- تبادل دولي يزيد التنوع الحيوي الحيواني

  • تكوين عروق محلية من العروق المستوردة: يتم في هذه الحالة استيراد عروق حيوانية من البلد المصدر وتكيفها مع البيئة المحلية وتطويرها لتصبح عروقاً محليةً. ومن الأمثلة على ذلك إدخال العروق الحيوانية الإسبانية والبرتغالية من الخيول والأبقار إلى أمريكا الجنوبية، وانتشار غنم المرينو في معظم أوربا والعديد من دول العالم.
  • خلط العروق المستوردة: يتم في هذه الحالة تطوير عروق مركبة تمتلك مواصفات الآباء التي كونتها، مثال خلط الخنازير الصينية وخنازير جنوب شرقي آسيا مع الخنازير الأوربية، والذي قاد إلى تطوير عروق من الخنازير مبكرة في البلوغ وسريعة النمو. وتطورت صناعة لحم البقر في أمريكا الجنوبية بعد استيراد عروق مثل الأنغول Angole، والجير Gir وخلطها مع الكريوللو Criollo المحلي، وتكوين عروق جديدة متميزة من أبقار اللحم في أمريكة الشمالية.
  • نقل جين أو جينات إلى صفة مميزة نوعية: مثال على ذلك نقل جين البورولا Booroola لزيادة معدل التبويض أو التوائم في أغنام العواس المحسّنة، وجين العضلات المضاعفة في إنتاج اللحم في الأبقار، وجين العنق العاري في الطيور، والذي يفيد في تحمل الحرارة، وجين التقزم الذي يؤثر في حجم الجسم في الطيور.

    2- تبادل دولي ينقص التنوع الحيوي الحيواني

  • استيراد عروق عالية الأداء ونظمها الإنتاجية: تنجم هذه الحالة عندما تستورد عروق عالية الأداء وأنظمتها الإنتاجية المكثفة لتحل محل العروق ونظم الإنتاج المحلية، ممّا قاد إلى انخفاض في التنوع من خلال الاستبدال الواسع المدى لأعداد قليلة من العروق المرغوبة عالمياً بالعروق المحلية. مثال ذلك ماحدث في منتصف القرن العشرين من انتشار عروق من أصل أوربي كأبقار الفريزيان والهولشتاين- فريزيان، والجيرسي، والخنزير الأبيض، ومعز سانان، ودجاج الليغهورن؛ إلى كل أنحاء العالم فزاحمت العروق المحلية، مما أدى إلى تهميشها وعدم الاعتناء فيها فقلت أعدادها، وسجلت هذه الحالة وعلى نحو كبير في أوربا وأمريكا الشمالية، ويحدث ذلك حالياً في العديد من الدول النامية.
  • خلط العروق المحلية بالمستوردة: ويتم في هذه الحالة ضياعٌ للتنوع الحيواني المحلي نتيجة لتهجين العروق المحلية مع العروق المستوردة إذا لم يؤد ذلك إلى زيادة معنوية في مستويات الإنتاج أو الصفات المميزة المرغوبة الأخرى؛ ففي الهند وفي أغلب الدول العربية دعّمت الحكومات المحلية عمليات الخلط للعروق المحلية مع الفريزيان أو الهولشتاين- فريزيان، الدنماركي الأحمر، الجيرسي والبراون سويس لعدة عقود، ممّا أدى إلى ضياع العروق المحلية وتفككها وتلاشيها ونقص كبير في أعدادها إلى درجة أنها صُنفت بأنها منقرضة، حرجة أو مهددة بالانقراض مع أهميتها المحلية وتأقلمها الكبير للبيئات المحلية والأمراض السائدة.

    رؤى مستقبلية:

    يواجه التنوع الوراثي الحيواني العديد من التهديدات تتمثل في تهميش أنظمة الإنتاج التقليدية والعروق المحلية المرافقة، واعتماد الإنتاج العالمي للمنتجات الحيوانية بصورة متزايدة على عدد قليل من العروق المحسنة، وزيادة الطلب على المنتجات الحيوانية، وتسهيل تحريك المادة الوراثية وتبادلها، وتكثيف المنتجات الحيوانية وتصنيعها.

    ويتوقف تأثير تبادل الحيوانات الزراعية والاتجار بها عالمياً في التنوع الحيواني مستقبلاً على الأطر التشريعية والمنهجية التي يتم تطويرها حالياً. ويبدو في المنظور الحالي أن نقل نظم الإنتاج المكثف - ولاسيما للأبقار والخنازير والدجاج - سيستمر بسرعة في البلدان النامية في الجنوب، وعليه ستتسارع مزاحمتها للعروق المحلية في عديد من البلدان النامية.

    على أية حال تبقى هناك ضرورة لاتباع سياسات وتدابير تقلل من الفقد الممكن حدوثه لتنوع الموارد الوراثية الحيوانية، واتخاذ احتياطات خاصة للصون في الموئل in situ، ومنح مربي الثروة الحيوانية الدعم المناسب، وتبني مفهوم اقتسام الوصول والفوائد على مستوى الحكومات لاقتسام الفوائد في كل مرة تتحرك فيها الحيوانات الزراعية عبر الحدود القِطرية بصورة تجعل تبادل المادة الوراثية أكثر صعوبة، كما تخفض القدرة على إنتاج عروق جديدة والإضرار بالأنواع المحلية، كما أنّ الاستعمال المتعاظم للوائح حقوق الملكية الفكرية يؤدي إلى تقييد تبادل الموارد الوراثية للثروة الحيوانية. لذلك يصعب الآن الحصول على إحصائيات جديدة موثوقة عالمياً من المنظمات الدولية.

    مراجع للاستزادة:

    - A. Valle Zarate, K. Musavaya and C.Schafe, Global Flow in Genetic Animal Resources, A Study on Status, Impact and Trends, Institute of Animal Production in the Tropics and Subtropics, University of Hohenheim and GTZ, Germany, 2006.

    - Commission on Genetic Resources for Food and Agriculture. The State of the World’s Animal Genetic Resources for Food and Agriculture, Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome, Italy, 2007.

    - R. A. E. Pym, Report on Poultry Gene Flow Study: the Relative Contribution of Indigenous Chicken Breeds to Poultry Meat and Egg pproduction and Consumption in the Developing Countries of Africa and Asia, FAO, Rome, Italy, 2006.


التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية
النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 542
الكل : 31516525
اليوم : 32930