logo

logo

logo

logo

logo

التسليح البحري

تسليح بحري

Naval armament -

التسليح البحري

بسام أبو عسلي

خصائص الأسلحة المستخدمة في البحرية المنظومات الصاروخية المصنفة ضمن الأسلحة البحرية
أهم الدول المصنعة للأسلحة البحرية وتجارة الأسلحة البحرية الصواريخ الموجهة guided missiles
تصنيف منظومات الأسلحة البحرية بحسب خصائصها  الأسلحة تحت المائية under water weapons
 

التسليح البحري naval armament هو مجموع الأسلحة والوسائط والمنظومات النارية والصاروخية، والأسلحة تحت المائية، ومنظومات الصراع الإلكتروني والمعلوماتي، ومنظومات قيادة القوات والنيران المحمولة على سفن السطح والغواصات والطيران البحري، يضاف إليها بعض أسلحة الدفاع الساحلية ومنظوماته وتشكيلات مشاة البحرية.

يحدِّد مستوى التسليح البحري أهمية القوى البحرية naval forces في قوام القوات المسلحة للدولة وقوتها البحرية sea power وسيطرتها البحرية الشاملة maritim power؛ أحد عناصر القوة الشاملة للدولة.

خصائص الأسلحة المستخدمة في البحرية

تتمتع غالبية منظومات الأسلحة البحرية بخاصيّة الاستخدام المتعدد الأغراض multipurpose؛ وتتمثل بقدرتها على التعامل مع أي نوع من الأهداف المرئية وغير المرئية؛ وقدرتها التدميرية العالية بأقل استهلاك من الذخائر، كما تتميز بدقتها الفائقة على الرغم من استخدامها من منصات متحركة ومتأرجحة. تتيح هذه الخاصيّة استخدام التسليح البحري في مهام دفاعية وهجومية في الحروب المحلية والشاملة. وتتمتع بخصائص تميِّزها من باقي أنواع القوات المسلحة، وأهمها:

1- المرونة: يقصد بها إمكان استخدام الطاقات النارية للأسلحة البحرية بحراً وجواً وبرّاً في منطقة محددة، وتنفيذ مهمات عملياتية أو استراتيجية في المسارح البعيدة، وإمكان سحبها أو تبديلها كمّاً ونوعاً، وزيادة حجمها أو تخفيضها أو تعديل نشاطها بحسب تطورات الموقف.

2- العلانية: بمعنى أن الأسلحة البحرية مرئية في المياه الدولية؛ وعند ارتيادها الموانئ الأجنبية، وبذلك يمكن عن طريقها توجيه رسائل التهديد والردع؛ أو المساندة والدعم؛ أو استعراض القوة إقليمياً ودولياً.

3- النشاط الخفي والحصانة: تنسحب هذه الصفة على الأسلحة المحمولة على الغواصات أساساً، لقدرتها على الإبحار تحت الماء وعلى أعماق مختلفة، وهذا ما شجع العديد من الدول على تحميلها جزءاً من أسلحة الردع الاستراتيجي؛ بما يضمن لها المرونة والفعالية في الرد بضربات جوابية؛ مع قدرتها على النجاة من الضربات النووية الأولى.

4- الخضوع للقوانين الدولية والتقاليد البحرية: تخضع القوى البحرية لأغلب قوانين البحر الدولية كالقانون الدولي البحري في السلم والحرب، والقانون الدولي لأعالي البحار، وقوانين المياه الإقليمية والجرف القاري، وقانون الغنائم البحرية، وقوانين الدول المطلة على المضائق والممرات البحرية.

أهم الدول المصنعة للأسلحة البحرية وتجارة الأسلحة البحرية

تتطلب صناعة الأسلحة البحرية مستويات عالية من التقانة، ويرى بعض المهتمين أن صناعة الأسلحة البحرية بلغت مستوى متقدماً جداً من التطور، لذلك تعد الدول الكبرى والمتقدمة علمياً وتقانياً هي وحدها القادرة على تصنيع الأسلحة البحرية وتسويقها. وبعد الحرب العالمية الثانية بدأت كبريات مجمعات الصناعة العسكرية في العالم تتعاون فيما بينها في هذا المجال، فمثلاً ثمة منظومات أسلحة بحرية كثيرة تتشارك في إنتاجها شركات من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، أو ألمانيا وسويسرا، أو الولايات المتحدة وبريطانيا، أو الولايات المتحدة وروسيا والهند، وروسيا والصين وغيرها. وتعد تكلفة صناعة الأسلحة البحرية مرتفعة جداً؛ لحاجتها إلى أنواع عالية الجودة من المعادن والخلائط، وإلى أنظمة إدارة نيران متطورة جداً تمكن من استخدامها من البحر ومن تحت الماء ومن الجو ومن الساحل ضد طيف واسع من الأهداف.

تحتل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية اليوم مكان الصدارة في مجال تصنيع الأسلحة البحرية وتجارتها في العالم، فالصاروخ الأمريكي هاربون والصاروخ الروسي تيرميت بطرزهما المختلفة، موجودة في نحو خمسين بحرية من بحريات دول العالم (الشكل 1). وقد شرعت الصين تسير على هذا الطريق باستنساخ بعض أنواع التسليح البحرية الرائجة وعرضها بأسعار منافسة، غير أن بعض الدول الأوربية تقتصر على إنتاج أنواع محددة منها؛ كإيطاليا التي تصدر مدفعية بحرية متوسطة العيار؛ وفرنسا التي تصدر صواريخ إكزوست، والمملكة المتحدة التي تنتج منظومات إدارة نيران وحرب إلكترونية، والسويد وسويسرا اللتين تنتجان مدافع رشاشة، وهناك أيضاً الكيان الصهيوني الذي صنّع منظومة باراك للدفاع الجوي والصاروخي وصدرها إلى عشرات الدول.

الشكل (1).

تصنيف منظومات الأسلحة البحرية بحسب خصائصها

تصنف الأسلحة البحرية في منظومات بحسب خصائصها وطبيعة استخدامها والدولة المعنية، وفيما يلي التصنيف المتداول في أغلب بحريات دول العالم:

- بحسب القدرة التدميرية ومداها: منظومات تكتيكية وعملياتية واستراتيجية تقليدية أو نووية.

– بحسب الوسائط الحاملة لها والأهداف التي تتعامل معها: منظومات سطح-سطح، وسطح-جو، وسطح -أرض، وساحل-سطح، وجو-سطح، ومن تحت الماء ضد الغواصات وسفن السطح والأهداف الأرضية وضد حوامات مكافحة الغواصات.

- بحسب المهام التي تنفذها: منظومات دفاع جوي وصاروخي، منظومات ضاربة نارية وصاروخية وتحت مائية، ومنظومات مكافحة الغواصات.

تتألف أي منظومة تسليح بحرية نمطية من:

1- وسائط الكشف عن الأهداف وملاحقتها وتمييزها، كمنظومات الرادار والسونار والاستشعار اللاسلكي والليزري والحراري.

2- وسائط القذف والإطلاق، كالتسليح المدفعي وقواعد إطلاق الصواريخ وأنابيب الطوربيد ومعدات التلقيم وذخائرها.

3- المقذوفات والرؤوس الحربية المخصصة للتدمير.

4- أجهزة قيادة نيران.

التسليح المدفعي

أ- مدفعية الدفاع الجوي والصاروخي على سفن السطح

تستخدم الرشاشات من مختلف العيارات على القوارب الصغيرة للرمي المباشر على جميع الأهداف عند قيامها بمهام الدوريات الساحلية. ومع تنامي خطورة الطيران والحوامات والصواريخ الموجهة على سفن السطح؛ ازدادت أهمية منظومات المدفعية المخصصة لصد الهجمات الجوية والصاروخية. وتشمل المدافع السريعة الرمي المتعددة السبطانات، الصغيرة والمتوسطة العيار، والمزودة بأجهزة إدارة نيران متطورة مع وسائط كشف وملاحقة رادارية وليزرية وحرارية وإلكتروبصرية؛ تسمح بالرمي على مختلف الأهداف الجوية والصاروخية المنخفضة؛ والأهداف الطافية الصغيرة والشاطئية. ومن أهم المنظومات المستخدمة في هذا المجال المدفع م/ط الأمريكي فالانكس Phalanx بست سبطانات عيار20 مم 4500 طلقة في الدقيقة، والمدفع م/ط غولكيبر Goalkeeper عيار 30 مم ومعدل رميه 4000 ط/د، والمدفع م/ط الإسباني ميروكا سيوزciws Merokaذو 12 سبطانة على صفين، والمدفع م/ط أورليكون ميلينيوم Oerlikon Millennium صناعة ألمانية سويسرية مشتركة ويمتاز بكونه وحيد السبطانة وله أربعة مغاليق تحقق له سرعة رمي عالية جداً، وهناك أيضاً المدفع م/ط الروسي أ ك 630 المزدوج AK 630 M1-2 المزود بـ 12 سبطانة ومعدل رميه 10000 ط/د (الشكل 2).

الشكل (2).

ب - المدفعية الضاربة المحمولة على سفن السطح:

سُجل أول استخدام للمدفعية على متن السفن عام 1340، وكانت تقذف كرات حجرية ثم حديدية؛ ولكن القفزة الأساسية للمدفعية البحرية حصلت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر مع استخدام المدفعية المحلزنة السبطانة. كان دور المدفعية البحرية أساسياً في جميع العمليات البحرية حتى الحرب العالمية الثانية، وكان عيار المدافع يعادل أو يزيد على سمك تدريع السفن المعادية. وبعد ظهور الأسلحة الصاروخية وتطورها من حيث الدقة والمدى والحصانة ضد مختلف أنواع الأعمال المضادة أصبح دور المدفعية على سفن السطح ثانوياً.

تستخدم المدفعية البحرية حالياً على نحو أساسي ضد مختلف أنواع الأهداف البحرية والساحلية، وتراوح عياراتها في العالم بين 20 مم و130 مم؛ إلى جانب راجمات القذائف الصاروخية المختلفة (الشكل 3).

الشكل (3).

ج - المدفعية الساحلية:

استخدمت المدفعية للرمي من مواقع على الساحل باتجاه البحر للمرة الأولى نهاية القرن الرابع عشر، وكانت مرابضها تُتخذ على المرتفعات الساحلية لزيادة مداها مع المبالغة في تحصينها حتى تحولت إلى حصون.

تُستخدم المدفعية الساحلية اليوم لتغطية القواعد البحرية والمرافئ والمراكز الصناعية والإدارية الموجودة على الشريط الساحلي، وحماية المضائق والممرات الملاحية والقطاعات الساحلية والجزر المهمة ضد الهجمات المعادية من البحر، وكذلك لتغطية حقول الألغام والمواصلات البحرية الساحلية. كما تدخل في جملة منظومة الدفاعات المضادة للإنزالات البحرية المعادية، ويمكن استخدامها لدعم القوات البرية العاملة على الاتجاه الساحلي في بعض الأحيان.

تصنف المدفعية الساحلية بحسب أعيرتها في: مدفعية عيار ثقيل (أكثر من 200 مم)، وعيار متوسط (من 130 حتى 180 مم)، وعيار خفيف (أقل من 100 مم). وقد تطورت المدفعية الساحلية من حيث التصميم والمدى وأجهزة الكشف وإدارة النيران، وصُنفت بحسب طبيعة المدافع وتصميمها في مدفعية ثابتة ومدفعية متحركة، وأعيرة الثابتة منها أكبر من المتحركة ومحصنة هندسياً أو مكشوفة أو في مرابض مجهزة (الشكل4)، أما المتحركة منها فيمكن أن تكون على سكك حديدية أو مزنجرة أو مقطورة بعربات (الشكل5). ويستخدم الصنفان كلاهما ضد سفن السطح بالطريقة التي تستخدم فيها المدفعية الضاربة على السفن.

الشكل (4) مدفع ساحلي عيار 130 مم محصن بدرع فولاذية.

الشكل (5) مدفع ساحلي مقطور مع منظومة إدارة نيران.

المنظومات الصاروخية المصنفة ضمن الأسلحة البحرية

بعد الحرب العالمية الثانية احتلت المنظومات الصاروخية الموقع الأول بين الأسلحة البحرية، وتوصل المصممون إلى تكييفها للإطلاق من السفن والغواصات والطائرات والحوامات ومن الساحل على أهداف بحرية. وأهم مكوناتها: منصات الإطلاق والرؤوس الحربية ومنظومات التوجيه ومنظومات إدارة النيران.

أ- منصات إطلاق الصواريخlaunchers : كانت منصات الإطلاق تنصب على أسطح السفن وطوابقها بحيث يكون محيطها خالياً من العوائق (الشكل 6)، وكانت تصلح لإطلاق نوع واحد من القذائف الصاروخية، ثم طُوّرت لتصلح لإطلاق نوعين أو ثلاثة أنواع منها، ويحتاج تلقيمها إلى عمليات وتجهيزات معقدة. أما اليوم فقد غدت منصات الإطلاق في غالبيتها آباراً أو أنابيب ثنائية أو ثلاثية أو أكثر متجانبة داخل بدن السفينة أو على محيطها وفتحاتها على السطح، وقد تزود بعض الغواصات الهجومية بآبار إطلاق رأسية أحادية للصواريخ العملياتية والاستراتيجية النووية (الشكل 7)، وثمة طرازات من الصواريخ المجنحة تطلق من أنابيب الطوربيد في الغواصات.

الشكل (6) قواعد إطلاق قذائف صاروخية على جانبي إحدى المدمرات.

الشكل (7) إطلاق صاروخي أحادي من إحدى المدمرات.

ب - الرؤوس الحربية warheads: الرؤوس الحربية هي العتاد الرئيسي الذي تحمله الصواريخ والقذائف الصاروخية والمخصص لتدمير مختلف الأهداف؛ سواء كانت جوية أم سطحية أم تحت مائية أم أرضية. يركب الرأس غالباً على ذروة الصاروخ الحامل؛ ويمكن أن يكون رأساً واحداً أو متعدداً، ويتكون عموماً من غلاف وأداة تفجير، وقد يزود أحياناً بمنظومة توجيه ذاتي. يشتمل الرأس الحربي على مواد شديدة الانفجار أو حشوة نووية أو كيميائية (الشكل 8). تزود الصواريخ القصيرة المدى والمتوسطة المدى عادة برؤوس حربية أحادية ولا تنفصل عن الصاروخ الحامل لها. أما الصواريخ المتعددة الرؤوس فتكون غالباً صواريخ بالستية ونووية استراتيجية، وبعض طرازات الصواريخ المجنحة. تنفصل الرؤوس الحربية في هذه الصواريخ عن حاملها لتتوجه بوسائطها الذاتية إلى أهدافها المحددة، ومنها ما يملك القدرة على المناورة. وثمة نماذج من الصواريخ المضادة للسفن والغواصات لها رأس حربي على شكل طوربيد موجه؛ يبدأ عمله بعد سقوطه في الماء في منطقة الهدف. ومن الرؤوس الحربية ما هو مخصص للتدمير والقتل على مساحة كبيرة فيكون على شكل حاضنة لوسائط تدمير صغيرة (عنقودية) تتناثر على مساحة واسعة (الشكل 9). قد تزود الصواريخ المخصصة للدفاع الجوي أو المضادة للصواريخ برؤوس حربية محشوة بقضبان معدنية دائرية أو مربعة متشابكة مع حشوة شديدة الانفجار high explosive continuous rod تنقذف على شكل شبكة كثيفة تزداد اتساعاً حتى تصطدم بالهدف فتدمره.

الشكل (8) بعض أنواع الرؤوس الحربية التي تزود بها الصواريخ البحرية.

الشكل (9) رأس حربي يحوي قنابل عنقودية.

جـ - منظومات التوجيه guidance systems: يختلف عمل منظومات توجيه الصواريخ بحسب طرازها والهدف المخصصة له. تُوجّه الصواريخ سطح - سطح بحسب مراحل طيرانها. ففي المرحلة الأولى بعد إطلاقها تطير الصواريخ بالاتجاه والارتفاع وفق برنامج مسبَّق أدخلته منظومات إدارة النيران. فإذا كانت الصواريخ بعيدة المدى تحدد أجهزتها المحمولة المكان عن طريق السواتل، وتسمى هذه المرحلة الطيران المؤتمت automatic flight. وعند الوصول إلى منطقة الهدف تبدأ منظومة التوجيه الذاتي homing system عملها وفق نظام إيجابي (فعال) active أو نصف إيجابي semiactive أو سلبي passive أو مختلط composite يجمع بين أكثر من منظومة توجيه، أو يكون التوجيه بالقصور الذاتي (بالعطالة) inertial guidance، ويعتمد على قياس تسارع الصاروخ والسرعة الزاوية لتحديد مكانه. والمثال على ذلك منظومة "تيركوم" Terrain Contour Matching (Tercom) أو "تاينس" System Aided Inertial Navigation (TAINS) لمطابقة التضاريس اعتماداً على الملاحة بالقصور الذاتي؛ المزودة بها الصواريخ الأمريكية توماهوك Tomahawk، والتي تجعل طيرانها فوق اليابسة على ارتفاعات منخفضة جداً متماشية مع التضاريس باعتماد الخرائط الرقمية وإصابة الهدف المحدد بمقارنة صورته المخزنة في ذاكرة الصاروخ مسبَّقاً مع المنظر الذي يراه أمامه. وهناك أيضاً التوجيه السلكي wireguided ويستخدم لتوجيه صواريخ المدى القريب.

لا تختلف طرائق توجيه الصواريخ سطح - جو كثيراً عن مثيلاتها المستخدمة على اليابسة، وأهمها التحكم عن بعد من النوع الأول remote control first type بالاعتماد على محطة ملاحقة الهدف وعلى محطة المتابعة بعد إطلاق الصاروخ. وكذلك التحكم عن بعد من النوع الثاني remote control second type بالطريقة السابقة نفسها، ولكن ملاحقة الهدف تجري من محطة موجودة على الصاروخ نفسه. وهناك التحكم عن بعد بشعاع توجيه beam steering بالاعتماد على إحداث ساحة كهرطيسية في الفضاء المحيط بالصاروخ بحيث تبقى شدة الإشارة ثابتة على اتجاه الهدف equisignal، وتتولى الحواسيب المحمولة على الصاروخ نفسه توجيهه ضمن المنطقة.

وأما الصواريخ البالستية سطح-أرض (أو من الغواصات) فتتولى أجهزة إدارة النيران حساب معطيات الرمي وإدخالها إلى أجهزة التحكم في الصواريخ. وعند إطلاق الصاروخ شاقولياً تنفصل عنه المرحلة الأولى قبل خروجه من الغلاف الجوي، ويلي ذلك المرحلة الثانية بالملاحة عن طريق السواتل، ثم تنفصل المرحلة الثانية أو الأخيرة (بحسب عدد مراحل الصاروخ ) وتتحرر الرؤوس الحربية (تقليدية أو نووية) لتدخل الغلاف الجوي من جديد بالزوايا المناسبة التي توفر لكل منها التوجه إلى الهدف المقصود ذاتياً (الشكل 10).

الشكل (10) مبدأ عمل الصواريخ البالستية الراجعة.

د - منظومات إدارة النيران fire control systems: تتكون منظومات إدارة النيران النمطية عامة من وسائط كشف وتعارف وملاحقة ودلالة، وتشتمل على رادارات وسونار ولواقط رادارية ولاسلكية وتجهيزات استشعار حرارية وليزرية وبصرية وكهربصرية وتلفازية ومغنطيسية، قد ترتبط بمركز تجميع معلومات؛ إضافة إلى منظومات حواسيب وأجهزة إدخال المعطيات وإرسالها وشاشات العرض؛ وشبكات الاتصال مع جميع مصادر المعلومات المتاحة ومع السواتل (الشكل 11). تختلف بنية هذه المنظومات بحسب الغرض منها، وطرازات الأسلحة المستفيدة، وأين تركب، ومكان استخدامها.

الشكل (11) مركز إدارة نيران على إحدى السفن الحربية.

الصواريخ الموجهة guided missiles

أ - منظومات الدفاع الجوي الصاروخية (صواريخ سطح-جو surface-to-air missiles):

تصنف هذه المنظومات بحسب مداها في ثلاث مجموعات هي:

- مجموعة صواريخ المدى القريب جداً (أقل من 15 كم) ومثالها صواريخ أوسا- م/جيكو Ossa-M/ 11Gecko الروسية، وصواريخ تارتار RIM-24A Tartar الأمريكية، وسي وولفsea wolf البريطانية الشكل (12) وكروتال Naval Crotale الفرنسية.

الشكل (12) صاروخ سي وولف البريطاني للمدى القريب جداً.

- مجموعة المدى القريب (15 - 40 كم) وأهمها تارتار 24C وTartar RIM-24 B الأمريكية، وشتورم- غوبليت Goblet/Shtorm، وشتيل 1- غريزلي Grizzly/1-Shtil الروسية.

الشكل (13) الصاروخ الأمريكي تارتار RIM-24 B للمدى القريب.

- مجموعة الدفاع المشترك: (مداها أكبر من 40 كم) وأهمها: صواريخ سي دارت Sea Dart البريطانية، وأسرة صواريخ ستاندارت RIM-66E وRIM-67A وRIM-161B، وصواريخ إس ـ300 فورت م/غرومبل Grumble، وإس. 300 ف م / S-300FM الروسية الشكل (14).

الشكل (14) منظومة الصواريخ إس 300 ف م الروسية.

ب - منظومات الدفاع الجوي المختلطة:

تجمع هذه المنظومات بين المدفعية والصواريخ لتعزيز الفاعلية الحقيقية للمدافع السريعة الطلقات المتعددة السبطانات ضد الصواريخ الحديثة المضادة للسفن، وأهمها منظومة الدفاع الجوي والصاروخي الروسية كاشتان ـ مM ـ Kashtan المرتبطة بمحطة رادار ثلاثية الأبعاد وبمحطة كهربصرية تعمل ليلاً بالأشعة تحت الحمراء (الشكل 15). تضم المنظومة ثمانية صواريخ موجهة طراز 9M311 ومدفعين سداسيّي السبطانات من عيار 30 مم. تستطيع هذه المنظومة نقل النيران من هدف إلى آخر في 3 - 4 ثوانٍ. وثمة منظومة مختلطة روسية أخرى من الجيل الخامس تسمى بالما PALMA؛ تتعامل مع الصواريخ المضادة للسفن على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جداً، تتألف من مجموعتين رباعيتين من الصواريخ الموجهه طراز سوسنا رSOSNA-R مداها 10 كم؛ برأس حربي وصمام ليزري؛ مع مدفعين سداسيين عيار 30 مم طراز AO-18K D. وكذلك منظومة الدفاع الجوي والصاروخي الأمريكية سي رام SEA RAM، وتتألف من 11 صاروخاً موجهاً طراز RIM-116 (الشكل 16) مداه 9 كم برأس توجيه مختلط راداري – حراري؛ مع مدفع سداسي عيار 20 مم طراز فالانكس مداه 2,5 كم .وأضيفت إليها مؤخراً منظومة دفاع جوي ليزري Laser Air Defense System (LADS) مرتبطة حركياً بالمدفع مع أجهزة بصرية لتركيز شعاع الليزر على الهدف.

الشكل (15) منظومة الدفاع الجوي الروسية كورتيك/ كاشتان ـ م.

الشكل (16) منظومة الدفاع الجوي المختلطة الأمريكية سي رام.

ج- المنظومات الصاروخية الضاربة (سطح- سطح surface-to-surface missiles):

ظهرت النماذج الأولى للصواريخ الضاربة المحمولة على السفن مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان الإتحاد السوفييتي السبّاق إلى إنتاج الصواريخ سطح - سطح بدءاً من منتصف الخمسينيات، وتخلفت الولايات المتحدة لاعتمادها على السلاح النووي بوصفه "السلاح المطلق" لكنها سرعان ما استدركت أمرها. واحتدم السباق في العالم لزيادة فعالية الصواريخ البحرية المجنحة بخفض ارتفاع طيرانها بعد تطور الوسائط المضادة المحمولة على السفن، وأنتجت مختلف الدول صواريخ بسرعات تحت صوتية تطير على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جداً، منها الصاروخان السوفييتيان أميستيت وأوران (الشكل 17)، والصاروخ الفرنسي إكزوست Exocet، والإيطالي أوتومات Otomat، والأمريكي هاربون، وتوماهوك المضاد للسفن Tomahawk anti-ship missile. وبدءاً من العقد الأول من القرن 21 اتجهت أغلب تلك الدول إلى تطوير صواريخها من ثلاثة مناحٍ: تقليل البصمة الرادارية والحرارية، تحسين أداء رؤوس التوجيه الذاتي، زيادة مدى الإطلاق. وتابعت روسيا والصين والهند وتايوان إنتاج بعض نماذج صواريخ فوق صوتية ومسارات مركبة بين ارتفاع يراوح بين 7 و15 كم؛ وانخفاض يراوح بين 10 و15 م، فمثلاً يبلغ مدى الصاروخ الروسي الهندي براهموس Brahmos على المسار المركب 300 كم؛ وعلى المسار المنخفض 120 كم، وتنتج روسيا الاتحادية حالياً صواريخ ذات سرعات تحت صوتية، وتطير في الجزء الأساسي من مسارها على ارتفاعات منخفضة جداً- منها الصاروخ كاليبر Calibr وعندما يقترب الصاروخ من الهدف تصبح سرعته فوق صوتية بوساطة مسرعات عالية القدرة لتقليل فرص اعتراضه في المراحل الأخيرة. في المقابل بدأت الولايات المتحدة بإنتاج صواريخ بحرية متطورة جداً، وتتمتع باستقلالية عالية، ومنها الصاروخ المضاد للسفن البعيد المدى Long Range Anti-Ship Missile (LRASM) (الشكل 18) الذي انتهت اختباراته في منتصف عام 2014، ويمتاز بقدرته على الانطلاق تلقائياً بعد أن تعالج أجهزة إدارة النيران لديه معطيات الهدف المكتشف، فيتخذ الاتجاه المناسب بسرعة تحت صوتية وعلى ارتفاع منخفض جداً، وعندما يقترب من هدفه يزيد في سرعته زيادة حادة ويصحح اتجاهه من دون الحاجة إلى واسطة أخرى.

الشكل (17) المنظومة الصاروخية الضاربة الروسية أوران/سويتش بليد Uran /Switchblade.

الشكل (18) الصاروخ الأمريكي الحديث المضاد للسفن LARSM.

د - منظومات الصواريخ الساحلية (شاطئ-سطح coastal -to-surface missiles):

تؤدي هذه المنظومات دوراً مهماً في استراتيجية الردع في المسارح البحرية المحدودة، والمضائق والممرات الإجبارية؛ لأنها توفر الحماية المباشرة للموانئ والقواعد البحرية والمياه الإقليمية وثروات الجرف القاري وخطوط المواصلات البحرية القريبة. وتشتمل على صواريخ مضادة للسفن وأجهزة كشف وإدارة نيران؛ جرى تكييفها ووضعها على عربات مدولبة أو مزنجرة أو مقطورات أو قواعد ثابتة، وتمتلك قدرة على الاختفاء والتمويه والمرونة، وتصعب مطاردتها من قبل الوسائط الجوية والصواريخ بعيدة المدى. وحتى عام 2013 تم تكييف نحو35 نموذجاً من الصواريخ البحرية لاستخدامها من الساحل، وهي أسلحة اقتصادية جداً مقارنة بتكاليف السفن والطائرات الحاملة لطرازات الصواريخ نفسها، وبرهنت على فاعليتها في حرب فوكلند وحروب الخليج الأولى والثانية والبلقان والعراق.

تعد روسيا الاتحادية حالياً الأولى في العالم بإنتاج هذه المنظومات وتسويقها (الشكل 19)، وتليها الصين بمجموعة متنوعة من المنظومات، وكذلك إيران التي أنتجت أكثر من عشرة طرازات (الشكل 20)؛ تحمل صواريخ موجهة يبدأ مداها من 15 كم وقد يصل إلى 300 كم أو أكثر. وقد عززت المنظومات الساحلية موقعها بين الأسلحة البحرية في ظل مبدأ رفض بعض الدول خوض المعركة في البحر؛ الذي ينادي به بعض منظِّري الاستراتيجية البحرية في حلف الأطلسي. يمكن ربط هذه المنظومات مع الرادارات الساحلية، ووسائط الكشف المحمولـة جـــواً وبحراً (طائرات الإنذار المبكر والحوامات والسفن وزوارق الدورية) لمراقبة أكبر مساحة بحرية ممكنة.

الشكل (19) منظومة الدفاع الساحلي الصاروخية الروسية باستيون / ستوج 2010 Bastion / Stooge.

الشكل (20) منظومة الدفاع الساحلي الصاروخية الإيرانية رعد 2004.

هـ - الصواريخ البحرية جو-سطح air-to-surface missiles:

تأخذ غالبية هذه الصواريخ تسميات الصواريخ التي تطلق من سفن السطح أو الغواصات أو من الساحل نفسها مع تعديل بالرموز المرافقة للتسمية. أما من حيث التعديلات في البنية والتصميم فتقتصر على محركات المرحلة الأولى التي يحصل من خلالها انطلاق الصاروخ وسرعته الابتدائية، وهذا ما لا يلزم للصواريخ المحمولة على الطائرات والحوامات؛ لأنها تأخذ سرعتها الابتدائية من سرعة الطائرة الحاملة. والنقطة الثانية تتعلق بمراحل عمل أجهزة ضبط الارتفاع، حيث يختلف برنامجها الزمني كلياً في حالة إطلاق هذه الصواريخ من ارتفاعات مختلفة عن حالة إطلاقها من مستوى سطح البحر أو من تحت الماء أو من الساحل، إلى جانب تعديل برامج معالجة المعطيات في أجهزة إدارة النيران بحسب مواصفات الطائرة الحاملة وخصائص وسائط الكشف. يضاف إلى ذلك استخدام الطيران البحري- في حالات خاصة- قنابل تقليدية أو موجهة بالليزر؛ مزودة في قسم الذيل بأجنحة للفرملة الجزئية تضمن لها سقوطاً انسيابياً (سابحاً) من ارتفاعات منخفضة، يتيح ابتعاد الطائرة إلى مسافة آمنة، ومنها ما هو قنابل موجهة بالليزر، وبعضها غير موجهة. كما تسلح حوامات بعض الدول بقذائف مضادة للدروع؛ ومجهزة للاستخدام ضد الأهداف البحرية الصغيرة، إلى جانب إمكان استخدام المدافع الرشاشة التي تسلح بها الطائرات والحوامات (الشكل 21).

الشكل (21) منظومة الصواريخ البحرية الروسية جو – سطح ستروبايل/ ياخونت أونيكس yakhont Onyx / Strobile.

القذائف الصاروخية الاستراتيجية strategic missiles

تحمل هذه الصواريخ صفة الاستراتيجية انطلاقاً من مداها وقدرتها التدميرية، فمثلاً تعد القذائف الصاروخية التي يزيد مداها على 300 كم صواريخ استراتيجية لدى دول الساحل الجنوبي والشرقي للبحر المتوسط، ومثلها عشرات الدول في العالم. ومن يملك من هذه الدول صواريخ من هذا المدى مضادة للسفن أو تطلق من البحر ضد أهداف أرضية أو محمولة على الطائرات أو الغواصات أو من منظومة الدفاع الساحلي؛ فإنه يُصنَّف دولة تملك سلاحاً استراتيجياً. أما الدول الكبرى فلا تُعد دولة تملك أسلحة استراتيجية إلا إذا زاد مداها على آلاف الكيلومترات؛ لأن مصالحها وأهدافها المعادية المحتملة تقع وراء المحيطات. كذلك تطلق صفة سلاح استراتيجي على أي قذيفة صاروخية أو طوربيدية أو قنبلة أعماق أو لغم بحري يحمل رأساً حربياً نووياً قادراً على تدمير هدف استراتيجي. ولا تؤلف الأسلحة النووية بالضرورة منظومات مستقلة؛ إذ يمكن أن تصمم الرؤوس النووية خياراً بديلاً من الرؤوس الحربية التقليدية، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية رائدتين في هذا المجال وتليهما كل من فرنسا والصين (الشكل 22).

الشكل (22) الغواصة الأمريكية طراز أوهايوOhio تحمل 154 قذيفة صاروخية توماهوك مضادة لسفن السطح والبر برؤوس نووية أو تقليدية.

الأسلحة تحت المائية under water weapons

هي أسلحة تعمل تحت الماء، مخصصة عموماً لتدمير سفن السطح والغواصات؛ أو الغواصات حصراً، وتشمل: الصواريخ الطوربيدية والطوربيدات والألغام البحرية وقنابل الأعماق وقذائف الأعماق الصاروخية. تحمل هذه الأسلحة وتستخدم من سفن السطح والغواصات والطيران والحوامات والمناطيد، وقد ينصب بعضها على الساحل؛ ما عدا قذائف الأعماق الصاروخية فهي على سفن السطح حصراً.

أ- الصواريخ الطوربيدية missiles torpedo: هي صواريخ، وأحياناً طائرات من دون طيار، تقوم بإيصال طوربيد موجه صغير الحجم إلى منطقة الهدف المعادي. ينفصل الطوربيد في النقطة المحددة عن الصاروخ الحامل، ويهبط بمظلة كبح تنفصل عنه لحظة دخوله الماء، حيث يبدأ محركه ورأس توجيهه العمل، وعند وصوله إلى العمق المحدد يناور بحثاً عن الغواصة الهدف وفق برنامج مسبَّق ويدمرها (الشكل 23). تطلق الصواريخ الطوربيدية من قواعد على سفن السطح، أو من أنابيب طوربيد الغواصات، ولدى استخدام هذه الصواريخ ضد سفن السطح تصبح وظيفة الطوربيد المحمول رأساً حربياً يدمر الهدف.

الشكل (23) عمل الطوربيد الصاروخي المضاد للغواصات لدى إطلاقه من سفينة سطح.

ب- الطوربيداتtorpedoes : الطوربيد حشوة متفجرة ذاتية الحركة تتحرك تحت الماء على أعماق مختلفة، تُستخدم من السفن والغواصات والطائرات والحوامات ومن قواعد ساحلية ثابتة لتدمير أهداف مختلفة. تصنف الطوربيدات بحسب الغرض منها في: مضادة للسفن ومضادة للغواصات ومتعددة الأغراض. كما تصنف بحسب طريقة توجيهها في: طوربيدات موجهة وغير موجهة. وتصنف بحسب نوع محركاتها في: طوربيدات بخارية وحرارية وكهربائية وصاروخية .

جـ - قنابل الأعماق depth charge: استخدمت أول مرة ضد الغواصات في البحرية البريطانية عام 1914، وهي حشوة شديدة الانفجار أو نووية في جسم معدني متنوع الأشكال، ومجهزة بصمام تفجير بالصدم أو عند الاقتراب من جسم الغواصة؛ أو عند بلوغ العمق المطلوب في مكان جهاز التفجير، مما يؤدي إلى عطب الهدف أو تدميره أو إجباره على الطفو. تصنف قنابل الأعماق بحسب الواسطة الحاملة لها في: قنابل جوية تُسقط من الطائرات أو حوامات مكافحة الغواصات؛ وقنابل بحرية تسقط أو تقذف من سفن السطح (الشكل 24)؛ أو ذاتية الدفع مزودة بمحرك نفاث يسيرها بضعة كيلومترات ( قنابل أعماق صاروخية)، وتُستخدم للدفاع المضاد للغواصات ضمن منطقة ميتة يتعذر فيها استخدام الطوربيدات؛ ولتدمير الطوربيدات المهاجمة للسفن أو تعطيلها؛ وكذلك لتدمير وسائط التخريب تحت المائية.

الشكل (24) قنابل أعماق م/غ تقذف من سفن السطح.

هـ- الألغام البحرية mines: استخدمت الألغام البحرية أول مرة عام 1807، وشاع استخدامها بكثافة في كل الحروب التي تلت، وتشير إحصاءات الحرب العالمية الثانية إلى زرع ما يزيد على 700 ألف لغم بحري متنوع، مما أدى إلى تدمير 1190 سفينة حربية و113غواصة و7550 سفينة تجارية. كانت أغلب الألغام تماسية (طَرقية)؛ أي تعمل بالصدم، أما اليوم فقد تطورت الألغام البحرية تطوراً مذهلاً؛ إذ تنفجر ذاتياً من دون تماس أو صدم، وازداد نصف قطرها المدمر، وحُصّنت ضد مختلف أنواع الكسح.

تعد الألغام البحرية جزءاً أساسياً من التسليح البحري في أغلب الدول حتى الفقيرة منها؛ لقدرتها على الردع؛ وتقييدها تحركات الخصم بأقل التكاليف. تزرع الألغام البحرية بوساطة سفن السطح الحربية أو التجارية وبوساطة الغواصات من خلال أنابيب الطوربيد أو حاويات خارجية، كما تزرع بوساطة الطائرات والحوامات والعربات البرمائية المضادة للإنزالات البحرية على أعماق قليلة.

تصنف الألغام البحرية في العالم كما يلي (الشكل 25):

الشكل (25) أنواع الألغام البحرية.

1-بحسب وضعها في الماء: تصنف في ألغام مخطافية تطفو معلقة على عمق محدد بوساطة سلك تعليق ومخطاف يرسو على القاع، وألغام قاعية ترتكز على قاع البحر، وألغام سابحة تتحرك مع التيار على عمق محدد وتطفو بعد أن تلتقط الهدف بوساطة نبضات صوتية فتنفصل الحشوة المتفجرة وتنطلق عمودياً لتصدم هدفها، وموجهة ذاتياً وهي حاويات معلقة تحت الماء بخطاطيف؛ أو قاعية تضم طوربيدات (ألغام طوربيدية)؛ أو صواريخ (ألغام صاروخية) مع رأس توجيه.

2- بحسب طريقة التفجير: تصنف في ألغام تماسية (طَرقية) تنفجر عند الاصطدام بجسم السفينة أو الغواصة أو ملامسته بهوائي معلق أعلى اللغم أو أسفله، وألغام لا تماسية تنفجر عند تحسس مفجرها الهدف (مغنطيسياً أو صوتياً أو هدروديناميكياً بتغيُّر الضغط أو تحريضياً بتغيُّر شدة الساحة المغنطيسية بسبب حركة الهدف أو مختلطة).

3- بحسب خصائص أخرى: تصنف في ألغام مضادة للسفن أو مضادة للغواصات أو الاثنتين معاً، أو شاطئية مضادة للإنزالات، أو موجهة (طوربيدية) أو غير موجهة، أو ذات حشوة تقليدية أو نووية، أو ذات محرك عادي أو صاروخي، أو انتقائية قادرة على اختيار الهدف بتخزين بصمته الصوتية أو المغنطيسية في ذاكرة اللغم، أو عادية تنفجر من جرَّاء أي تحريض من أي هدف.

تعد الألغام الصاروخية والطوربيدية من أخطر الأنواع على السفن والغواصات؛ لأنها تُزرع على أعماق كبيرة أو على القاع، فيصعب كشفها أو كسحها، ويمكن أن تبقى صالحة وبجاهزية تامة حتى 10 سنوات من زرعها.

مراجع للاستزادة:

- J.D. Gresham, I. Westwell, Seapower, Chartwell books, 2005.

- Missile Systems of the World, Raytheon 1999.

- N. Friedman, Naval Firepower: Battleship Guns and Gunnery in the Dreadnought Era,  Seaforth publishing 2013.

-  T. Friedman, The Naval Institute Guide to World Naval Weapon Systems, Naval institute press, 2006.


التصنيف : التقانات الصناعية
النوع : التقانات الصناعية
المجلد: المجلد الثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1095
الكل : 45597645
اليوم : 142626