رجم الهري
رجم هري
Rujm al-Hiri - Rujm al-Hiri
¢ رجم الهري
رجم الهري (موقع -)
نظير عوض
يقع موقع رجم الهري في مرتفعات الجولان، ١٦كم شرق بحيرة طبرية. وقد اكتُشف سنة ١٩٦٧، ويتوضع وسط هضبة كبيرة بركانية مغطاة بمئات من مدافن الدولمن Dolmen. وهو مبنىً مركزي، تحيط به خمس حلقات دائريّة مبنية من الحجارة الغشيمة، يبلغ قطر الجدار الخارجي نحو ١٤٥م من الشرق إلى الغرب، و١٥٥م من الشمال إلى الجنوب، وعرضه ٣٤٠سم، ويصل ارتفاعه إلى ٢م. ولهذا الجدار فتحتان (مغلقتان حالياً بسبب الحجارة المنهارة)، الفتحة الشمالية الشرقية ٢٩م؛ والجنوبية الشرقية ٢٦م، كما أن بعض الجدران الداخلية غير كاملة، وبعضها بيضوي الشكل كما في الجدار الثالث الذي يتسع في الجهة الجنوبية ليعطي شكلاً بيضوياً، وهناك مجموعة من الجدران الداخلية (٣٦جداراً) تربط الدوائر أو الحلقات بعضها ببعض مشكلة فراغات موزعة بشكل عشوائي. وفي مركز الحلقة الصغرى كتلة حجرية لقبر ميغاليتي Megalithic كبيرة الحجم، قطرها ٢٠-٢٥م، وارتفاعها ما بين ٤.٥-٥م، لم يعثر في داخلها على أي أثاث جنائزي بسبب تعرضها للنهب.
![]() |
يعود تأريخ الموقع وما يحيط به من مستوطنات قديمة إلى بداية عصر البرونز المبكر (٣٥٠٠-٢٧٠٠ق.م)، فيما تفترض دراسات أخرى أن القبر في المركز والجدران الدائرية المحيطة بُنيت في العصر البرونزي المتأخر (١٥٥٠-١٢٠٠ق.م). وقد أدى العثور أخيراً على دبوس نحاسي اكتشف في أحد الممرات بين الجدران الدائرية إلى تأريخ الموقع في العصر الحجري النحاسي. إضافة إلى اكتشاف مواقع أخرى مجاورة لرجم الهري تعود إلى هذا العصر، منها موقع مشابه؛ لكنه أصغر منه.
![]() |
مسقط للموقع |
لم تستطع اللقى الأثرية المكتشفة في الموقع- كالكِسَر الفخارية والبقايا العظمية وغيرها- تحديد ماهية الموقع ووظيفته والغاية التي أنشئ من أجلها؛ هل هو مجرد مدفن أو ضريح تقام فيه بعض الممارسات والطقوس الدينية أو أشياء أخرى.
يشار إلى أن بعض الباحثين في علم الفلك الآثاري Archaeoastronomy رأوا في موقع رجم الهري مرصداً فلكياً له علاقة بالنجوم والكواكب؛ وأن تخطيط الموقع ينسجم ويتوافق والظواهر الفلكية، وأشار هؤلاء إلى أن تخطيط المركز مع البوابة الشمالية الشرقية (الفتحتين الموجودتين في البوابة) وكذلك مع البوابة الجنوبية الشرقية للموقع ربما يرتبط بالاعتدالين الربيعي والخريفي، كما قد يكون الموقع استخدم للاحتفال بأطول أيام السنة وأقصرها.
![]() |
صورة علوية لموقع رجم الهري |
ويبقى الرأي الأقوى هو أن هذا الصرح بناء يضم في المركز مدفناً لشخصية مهمة بين السكان، بنيت حوله هذه الجدران لأهداف طقسية وتعبدية لها علاقة بعبادة الأسلاف. وهذا ما يدل عليه وجود مئات من هذه الصروح المنتشرة في الكثير من الأماكن؛ ولاسيما في جنوبي سورية وفي ريف دمشق وفي فلسطين والأردن، لكنها أصغر حجماً من موقع رجم الهري؛ لأنها قد تمثل أشخاصاً أقل أهمية من ذاك الذي دفن في رجم الهري، وهي تخص مجموعات بدوية متنقلة كانت تجوب المنطقة منذ الألفين الرابع والثالث ق.م. مع الإشارة إلى أن الكثير من هذه المدافن أعيد استخدامها خلال فترة لاحقة حتى العصر الحديث.
مراجع للاستزادة: - مجموعة من الباحثين، أضواء جديدة على تاريخ وآثار بلاد الشام، تعريب قاسم طوير (مطبعة عكرمة، دمشق ١٩٨٩م). - Anthony Aveni, The Geometry and Astronomy of Rujm el-Hiri, a Megalithic Site in the Southern Levant, Journal of Field Archaeology, Vol. 25, No. 4 (Winter, 1998), pp. 475-496. - Mike Freikman, A Near Eastern Megalithic Monument in Context, Journal for Ancient Studies, Special Volume 3 (2012), p. 1007–1037. |
- التصنيف : العصور التاريخية - المجلد : المجلد الثامن مشاركة :