رفاده (موقع)

- Refad

 ¢ رفادة

¢ رفادة (موقع -)

مأمون عبد الكريم

تقع رفادة شمال غرب موقع ست الروم[ر]، بمسافة تقدر بنحو500م، وعلى بعد نحو1كم من قلعة سمعان في شمالي حلب[ر]، ويعد هذا الموقع من المواقع المهمة في جبل سمعان من الناحية المعمارية والغنية بالمباني المختلفة، وفيه قرية على الهضبة الصخرية التي تسيطر على سهل قاطورة، على منحدر صخري، وتقع بمواجهة قرية فدرة [ر]، وتفصل بينهما المشاهد الطبيعية لهذه القرية وتحيط بها أيضاً، ولاسيما من جهة منطقة عفرين من الشمال.

وتدل الدلائل الأثرية على وجود استيطان في هذه المواقع بين القرنين الأول والسادس الميلاديين.

قامت بعثة أثريّة أمريكية بين سنتي (١٩٠٤ -١٩٠٩م) من جامعة برنستون Princeton بإدارة هوارد بتلرH.C.Butler؛ بدراسة هذه القرية ضمن دراسته عن هذه المنطقة، ووصفها بأنها »الأروع بين جميع المدن الصغيرة المقفرة في هذه المنطقة من التلال».

وفي ثلاثينيات القرن العشرين نشر جورج تشالينكو G.Tchalenko كتاباً بعنوان «القرى القديمة في شمال سورية»، يوضح فيه جميع العناصر المكونة في هذه القرية ووصفها بأنها »القرية الأرستقراطية».

عمودان من بقايا أحد الأبنية	برج في رفادة

وفي سنة 1992 قدم مدير البعثة الفرنسية العاملة في المنطقة جورج تات G.Tate في كتابه »أرياف شمال سورية من القرن الثاني إلى القرن السابع الميلادي» دراسة تحليلية عن تطور القرى وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية خلال الفترة المذكورة، وتطرق فيها إلى هذه القرية من الجوانب المختلفة.

وينتشر في الموقع العديد من المباني المهمة المبنية من الحجارة المتعددة الأضلاع، والتي استخدمت فيها تقنيات معمارية مقاومة للزلازل.

تميّزت البيوت السكنية في هذا الموقع بتنوع مخططاتها من حيث الحجم والبناء، واتسمت بسمات عامة؛ إذ تتألف من طابقين يحوي كلُّ منها عدة غرف، حيث استخدم الطابق الأرضي لإيواء الحيوانات وتخزين المؤن؛ أما الطابق العلوي فقد سكنته الأسرة. وتتقدم تلك الغرف وعلى طابقين الأروقة القائمة على عدد من الأعمدة الحجرية التي تعلوها تيجان ذات زخارف وفيرة؛ فيما امتلأت واجهاتها الداخلية بالعناصر الزخرفية التزيينية ذات الأشكال النباتية والهندسية المنحوتة في جميع أجزائها تقريباً.

وأحيطت البيوت بجدار خارجي ذي بوابة رئيسة مزينة بالأفاريز والأشرطة الزخرفية غالباً، تتشابه مع تلك المنحوتة على أبواب الواجهات الداخلية لها ونوافذها.

بقايا أحد الأبنية	أحد الأبنية في رفادة

ومن المباني المهمة في هذا الموقع برج بحالة ممتازة من الحفظ، يعود إلى القرن السادس، وفيه أربعة طوابق، ودورة مياه بارزة عن البناء. وقد انتشر بناء الأبراج في المنطقة الشمالية من سورية، وهي مبانٍ معزولة أو تنتمي إلى مبانٍ أخرى كالمساكن أو الكنائس أو الأديرة، وتتألف من عدة طوابق، مبنية وفق مخطط مربع الشكل، وسقف هرمي جملوني. ويمكن أن يكون الطابق الأول مبلطاً بالحجر، ومحمولاً على مساند أو قوس وسيطة، وعادة ما كانت الألواح التالية مغطاة بالخشب كالأدراج والسلالم. وتحتوي بعض الأبراج على دورات مياه؛ ممَّا يعني وجود إشغال دائم لها، وهذا ما لوحظ في قرية رفادة. وقد طرحت أفكار عديدة عن وظيفة هذه الأبراج، ويبدو أنها كانت تستخدم للسكن والتنسك والمراقبة.