راس بيروت (موقع)

-

 ¢ رأس بيروت

 رأس بيروت (موقع -)

كورين يزبك

يقع رأس بيروت Ras Bayrouth غربي المدينة في أرض ترتفع نحو ٤٦-٥٢م عن سطح البحر. تشكلت المنطقة في أثناء التقلبات الرباعية لمستوى سطح البحر، وهي تتميّز بوفرة ينابيع المياه؛ والموادّ الأوّليّة كالصّوان الذي استخدمه الإنسان لتصنيع أدواته. وقد استوطن الإنسان هذا الموقع منذ نصف مليون سنة؛ أي بدءاً من الباليوليت الأدنى والثقافة الآشولية.

بدأت الأبحاث الميدانية في المنطقة بعد اكتشاف مينة الدالية[ر ]Minet Dalieh في سنة ١٩١٤، من قبل الآباء ديسريب: R. Desribe وبرجي A. Bergy وفليش H. Fleisch. واكتشف ما بين عامي١٩١٤و١٩٧٠ أربعة عشر موقعاً من عصور ما قبل التاريخ منتشرة في مساحة لا تتجاوز الكيلومتر الواحد، وتكمن أهميّة هذه المواقع بوجودها ضمن شواطئ متحجرة.

رُقّمت هذه المواقع من قبل الباحثة كوبلاند L.Copeland من I إلى XIV بالأرقام اللاتينية، وهي: رأس بيروت I–II–III – IV تعود إلى الباليوليت الأدنى، والأوسط (الموستيري واللفلوازي) فيها أدوات عريضة لها لمعة مميّزة تعرف بالموستيرية الذهبية GoldenMousterian.

منطقة رأس بيروت

وعثر في XII و XIV على أدوات لــلوازية ممزوجة مع أدوات من العصر النيوليتي، تتألف هذه الأدوات الصوانية من نصال كبيرة وصغيرة وشفرات ونوى كبيرة ولكن من دون فؤوس، وقد تم طرقها من النوى الحصوية بمطرقة صلبة، ويعتقد أن هذا الموقع يمكن أن يكون حقلاً لطرق الأدوات؛ لأن الحصى في الشاطئ توفر مادة جيدة لإنتاج النصال أكثر من الفؤوس.

وكان البحر في تلك المنطقة قد خلّف منذ زمن قديم توضعات رسوبية؛ اكتشفت فيها أدوات صوانية؛ وشظايا يقترب شكلها من البيضوي، وشظايا متطاولة ذات مقطع مثلثي ومستطيلة تعود إلى المرحلة اللـلوازية المتقدمة، كما عثر بين الردميات على أدوات خفيفة ذات شظايا قصيرة ورقيقة أحياناً.

أداة صوانية من رأس بيروت

تم تصنيف الأدوات المكتشفة وفقاً لخصائصها ضمن سبع مجموعات من النصال تدعى تاياسيان Tayacian في المشرق، ولها خصائص آشولية باكرة، وتمتاز بأنها من دون فؤوس وقد عثر على مايشابهها في بحصاص في طرابلس شمالي لبنان[ر]، ومغارة الطابون في جبل الكرمل[ر]، وأم قطافة في فلسطين[ر]، ومغارة قرب عدلون جنوبي صيدا[ر]، والمغارة (٤) في يبرود[ر]، والكوم في البادية السورية.

تُضيف تلك الاكتشافات الحلقة المفقودة في فهم تعاقب الصناعات الحجرية لعصور ما قبل التاريخ المؤرخة وفقاً لتسلسل طبقي واضح، كما تسمح بمعرفة سمات الصناعات الحجرية في رأس بيروت ومنها اللـلوازية والتاياسيان، وتسمح بمقارنة هذه الصناعة بالصناعة الحجرية في المناطق المجاورة ؛ وإنشاء الترابط بين الصناعات الحجرية والتشكيلات الرباعية.

زال الموقع حالياً عن الوجود في هذه المنطقة التي تشهد عمراناً متواصلاً وغير منظّم.

رأس بيروت اليوم