رابعه شاميه (مقام)

-

 رابعة الشامية (مقام -)

زكريا كبريت

يقع مقام السيدة رابعة الدمشقية في قلب مدينة دمشق القديمة في منطقة القيمرية؛ في شارع رابعة الدمشقية المتجه جنوباً من باب السلامة إلى شارع القيمرية؛ والمتعامد شرقاً على جادة قناية «أبو بكر» وشارع قناية الحطب؛ شمال جامع المدرسة القيمرية.

الموقع العام

هو مشيّدة أيوبية على أقل تقدير كما هو ثابت من تجديد نور الدولة علي بن قرسق له سنة 636هـ/1238م، ويضم مسجداً صغيراً وغرفة ضريح السيدة الجليلة المتصوّفة رابعة الدمشقية. وقد ذكرها ابن الحوراني (المتوفى سنة1000هـ/1591م) في كتابه «زيارات الشام» أنها: «زوجة أحمد بن أبي الحواري، عابدة زاهدة ورعة متنسكة عارفة بالله تعالى، أدركت الجُنيد والشيخ أبا سليمان الداراني رضي الله عنهما، توفيت بدمشق ودُفنت ببيتها داخل دمشق بالقيمرية..».

للمقام والمسجد واجهة غربية وحيدة تطلّ على شارع رابعة، وهي مبنية من مداميك الحجر البازلتي الأسود والحجر المزّي الضارب إلى الحمرة، تتضمن بدءاً من الجنوب شباك المقام المعقود بعقد وتري والمغطّى بالمشبّكات المعدنية وقد استُحدث في أرضيته سبيل ماء، ويحيط به إطار من مداميك الحجر الأبلق (البازلتي والمزي)، تعلوه مئذنة خشبية ذات مسقط نصف مثمن مثبتة على الواجهة وبارزة بكاملها عن سمتها؛ قد زُخرفت أضلاعها وأفاريزها وتوّجت بهلال نحاسي. ثم تأتي واجهة المدخل المبنية أيضاً من مداميك الحجر البازلتي والمزّي ينصّفها المدخل ذو الساكف الحجري المستقيم يعلوه شباك خشبي نصف دائري (مندلون) حيث يوجد شباكان - عن يمينه ويساره- مستطيلان ومعقودان بعقد نصف دائري ومغطيّان بالمشبّكات المعدنية. يعلو الشباك الجنوبي منهما لوحة رخامية نُقش فيها ما نصّه:

«مسجد السيدة رابعة الشامية المتصوفة، جدّده نور الدولة علي بن قرسق سنة 636هـ».

الواجهة الرئيسية الغربية		واجهة الحرم الداخلية الغربية

ويعلو الشباك الثاني لوحة رخامية تؤرخ لإنشاء السبيل سنة 1952م.

ويعلو واجهة المدخل وعلى محور الباب شباكان بزخارف خشبية مفرغة، وتعلوهما مظلة خشبية برزت عن الطنف المؤطّر للواجهة كلها والمزّين بشرشف معدني مخرّم. وتظهر فوق المظلة جدران القفّاعة المتضمنة شباكين زجاجيين مرتفعين، وقد غُطيت بسقف خشبي سنامي (جملوني).

قفّاعة الحرم

وللمدخل باب خشبي ذو مصراعين يفتح على قاعة الحرم المستطيلة والمؤلفة من ثلاثة فراغات تفصل بينها عقود حجرية بازلتية سوداء مدببة، قد غُطّيت بأسقف خشبية تقليدية، وارتفع سقف الفراغ الأوسط ليشكّل قفّاعة ذات أربع أضلاع، كل ضلع تحوي شباكين زجاجيين يسمحان بالإنارة والتهوية، وقد غطّيت القفّاعة بسقف خشبي أنيق يرتكز على أربعة جسور قطرية لتشكّل سقفاً سنامياً (جملون). وقد استحدثت ميضأة ومطهرة في الزاوية الغربية لواجهة الحرم الشمالية ودرج في الزاوية الشرقية يُصعد عبره إلى سدة مستحدثة.

وأما واجهة الحرم الجنوبية فينصّفها محراب ذو حنية نصف دائرية معقودة بعقد نصف دائري قد كُسي بالرخام المزخرف والملون المستحدث، وقد جُعل المنبر الخشبي البسيط والمستحدث في الزاوية الجنوبية الشرقية.

المحراب

وعن يمين المحراب في الطرف الغربي لهذه الواجهة الجنوبية ثمة واجهة خشبية تفصل الحرم عن غرفة المقام؛ ويفتح باب في طرفها الغربي على غرفة مستطيلة صغيرة ذات سقف خشبي تقليدي بعد أن كان قبة وزالت، ينصّفها القبر الحجري للسيدة الجليلة، وقد جُعل للقبر مصطبتان من الحجر الكلسي يعلوهما سنام حجري مرتفع. كذلك استُحدث سبيل مياه في أرضية شباك المقام لسقاية العابرين كما دلّت عليه اللوحة الرخامية الخارجية.

القبر	شباك الضريح