رسام (هرمز-)
رسام (هرمز)
-
¢ رسام
رسام (هرمزد -)
(٦٢٨١-٠١٩١م)
ورود إبراهيم
هرمزد رسام Rassam Hormuzd آثاري عراقي، أبوه أنطون أسقف كنيسة الشرق الآشورية في الموصل، وأمه تريزا حلبي من حلب، ولد في مدينة الموصل، ودرس في جامعة أكسفورد، وعمل في خدمة البريطانيين في الكشف عن الآثار العراقية ونقلها إلى بريطانيا، ونال الجنسية البريطانية وفي مرحلة لاحقة من حياته عمل في الحقل الدبلوماسي.
![]() |
شارك عالم الآثار أوستن هنري لايارد Henry Layard أعمال التنقيب الأثري في موقع نمرود (بين عامي 1845 - 1847م)؛ ثم نينوى ( بين عامي 1849 - 1851م)، وكان مساعداً له، فاستعان به لتعلم العربية والكلدانية والآرامية.
وبعد مغادرة لايارد العراق تابع هرمزد في سنة 1852م أعمال التنقيب في قصر نينوى، وتمكن من كشف قصر آشور-بانيبال بمنحوتاته الحجرية ومكتبته الضخمة التي تتضمن آلاف الرقم الطينية بأحجام قياسية مختلفة؛ والتي جرى حفظها بعد ترقيمها وترتيبها بعناية وبحسب مواضيعها. وقد كان اكتشاف هذه المحفوظات من أهم الاكتشافات الأثرية في العالم نظراً لما تضمنه من سجلات ومعلومات وآداب وأساطير وقصص الخليقة في وادي الرافدين، ومن بينها ملحمة جلجامش وقصة الطوفان وغيرها. وتنافس مع الفرنسي فتور بلاس V.Place الذي كان يعمل لمصلحة متحف اللوفر من أجل نهب المواقع الأثرية، ووصل الأمر إلى تبادل إطلاق النار في بعض الأحيان.
بعد ذلك انقطع هرمزد عن أعمال التنقيب الأثري لمدة عشرين عاماً، عمل خلالها في الوظائف الإدارية المختلفة، فعينته الحكومة البريطانية قاضياً للصلح في محمية عدن لمدة ثماني سنوات؛ ثم مديراً لشبكة المياه فيها، بعدها تم نقله إلى مسقط وزنجبار.
عاد بعد هذا الانقطاع- وبعدما بلغ الخمسين من العمر- ليعمل في حقل الآثار بين سنتي 1878 و1882م، فقام بتكليف من المتحف البريطاني بالتنقيب في عدد من المواقع الأثرية- منها: بابل وبورسيبا وسيبار وتللو ونينوى ونمرود- وفي موقع بلاوات الذي اكتشف بواباته البرونزية الشهيرة والتي تنسب إلى الملكين آشور- ناصر بال الثاني وشلمنصر الثالث، فاعترف به عالماً من علماء الآثار المهمين؛ ومنحته الأكاديمية العلمية في تورينو سنة 1882م، جائزة مالية رفيعة.
عاد هرمزد إلى إنكلترا بعد أن تقاعد من جميع مهماته ليعيش بسلام حتى وفاته سنة 1910م بعد أن بلغ من العمر 84 عاماً، ولكنه لم يترك غير كتابين مطبوعين أحدهما آشور وبلاد نمرود Asshur and the Land of Nimrod، وبعض المقالات والرسائل التي تبادلها مع صديقه لايارد. ومات من دون أن يستوعب الدوافع التي وقفت وراء النيل من سمعته؛ ومحاولات تجاهل الإنجازات التي حققها؛ وإغفال اكتشافاته المهمة ولاسيما مكتبة آشور- بانيبال وبوابات بلاوات التي نسب علماء آخرون إلى أنفسهم شرف اكتشافها متجاهلين اسمه لكونه من الشرق.
حاولت عالمة الآشوريات مارينا جوفين Marina Goiveen رد الاعتبار لهرمزد رسام عندما عدّته أحد أهم علماء الآثار البريطانيين في القرن التاسع عشر، وقالت في ندوة أقيمت في مقهى الشعر في لندن -بمناسبة مرور أربعة أعوام على نهب متحف العراق ونظّمها كل من: المنتدى العراقي والمدرسة البريطانية للآثار في العراق ونادي كيلي للحكايات البريطاني- إن هرمزد هو واحد من أهم علماء الآشوريات في العالم؛ وهو الذي اكتشف أكبر عدد من اللقى والرقيمات الطينية الآشورية، واستغربت إسقاط اسمه من كتب علم الآشوريات ومصادره، وهو الذي ساهمت اكتشافاته في معرفة تاريخ بلاد الرافدين وحضارتها.
مراجع للاستزادة: - عيد مرعي، رحلة في عالم الآثار، آثاريون ومدن أثرية (دمشق 2010). -J. Reade, Hormuzd Rassam and his Discoveries, Iraq, vol.55, 1993, p. 39-62. |
- التصنيف : العصور التاريخية - المجلد : المجلد الثامن مشاركة :