logo

logo

logo

logo

logo

أمونة (حمام-)

امونه (حمام)

-



أمّونة (حمّام-)

 

 

يقع حمام أمّونة في مدينة دمشق القديمة خارج أسوارها الشمالية، في منطقة العقيبة، عند ساحة تقاطع شارع الأموي مع شارع سوق ساروجة، بين جامعي التوبة [ر] غرباً والجوزة [ر] شرقاً، وجنوبي الخانقاه النحاسية[ر] ومقبرة الدحداح[ر].

منظر عام للحمام

وهو مُشيّدة أيوبيّة وقفيّة. يتمّ التوصّل إليه بعد الخروج من باب الفراديس شمالاً نحو شارع الأموي الذي يحوي ساباطاً تحمله تسعة عقود مدببة، يتوصل بعد اجتياز آخرها إلى مدخل الحمام على الجانب الغربي من الشارع؛ حيث لا يظهر من الحمام سوى واجهتين شمالية وشرقية؛ فأما الشمالية فجدرانها مصمتة ومبنية من مداميك غير منتظمة من الحجر الكلسي الطحيني، ولا يحرّكها سوى وجود باب القمّيم الخشبي المعقود بعقد نصف دائري وشباك مستطيل عن يساره مغطّىً بمشربية خشبية، موجودين في أقصى الطرف الغربي لهذه الواجهة. وأما الواجهة الشرقية فهي الواجهة الرئيسية للحمام، تعلوها قبة نصف كروية ملسا مدبّبة مطلية بالدهان السمّاقي، جُعل في قمتها قفّاعة خشبية ذات نوافذ خشبية، وقد احتوت في أسفلها على شباكٍ مستطيل. وقد غُطّي قسمها العلوي باللياسة الكلسية وبُني قسمها السفلي من مداميك الحجر الأبلق (الأسود والأبيض) مؤطّراً بإطار زخرفي هندسي ملوّن، وينصّف هذه الواجهة إطاران رأسيّان متماثلان يحويان ضمنهما مداميك حجرية كلسية تعلوها مداميك من الطوب القرميدي، وشباكان عن يمينهما ويسارهما مستطيلان خشبيّان معقودان بعقدين وتريّين تضمّنا صنجات مزخرفة. ويوجد بعد الشباك الجنوبي منهما إطاران رأسيّان متماثلان أيضاً، ثم مدخل الحمام في الطرف الجنوبي لهذه الواجهة الشرقية، وهو معقود بعقد وتري ذي صنجات مزخرفة ملوّنة، وله باب خشبي ذو مصراع واحد.

الموقع العام 

يفضي هذا المدخل إلى مربّع صغير، في نهايته باب آخر ودرجات يُنزل عبرها إلى الحمام. والحمام ذو مسقط شبه مستطيل وهو مؤلّف من أربعة أقسام رئيسية: البرّاني، الوسطاني، الجوّاني ثم الخزانة والقمّيم. القسم البراني ذو مسقط مربّع رُصفت أرضيته بالحجر البازلتي والمزي بأشكال هندسية، تنصّفه بركة مياه مثمنة ومرتفعة من الحجر المزّي (الوردي) ولها نافورة حجرية، وقد نُزّل في كلّ ضلع منها قطعة رخامية بيضا ذات إطار أسود؛ وتغطّي سقف البرّاني قبّة نصف كروية مرتفعة ذات أربعة شبابيك متصالبة متماثلة، في قمتها قفّاعة مثمنة خشبية زجاجية، وهي ترتكز على عقود مدبّبة ودعامات ركنية من الحجر الأبلق، وتحقّق المثلثات الكروية الركنية المبنية من الطوب القرميدي الانتقال من الشكل المربع إلى الدائري. وإنّ عقود الواجهات الداخلية لهذا القسم متماثلة سوى أن الشرقي والشمالي منها يتضّمن كل واحد منهما عقدين مدبّبين، وجميع العقود تحوي مصاطب مرتفعة من الحجر البازلتي والمزّي لاستراحة الزبائن وخلع ملابسهم، سوى المصطبة الجنوبية المخصصّة لمعلّم الحمام، والتي تنتهي غرباً بباب يُصعد من خلاله عبر درجٍ ضيقٍ إلى سطح الحمام. يتمّ الانتقال من القسم البرّاني إلى الوسطاني عبر باب خشبي معقود بعقدٍ نصف دائري ينصّف واجهة البراني الداخلية الغربية، وهو يؤدّي إلى دهليز صغيرٍ ضيقٍ فُتح جداره الأيمن على فراغ المطهرتين المقبّب، ويؤدّي باب فُتح في نهاية الدهليز إلى القسم الوسطاني؛ وهو ذو مسقط شبه مستطيل، يتألف من ثلاثة فراغات مسقوفة بالقباب المدبّبة المحتوية على كوّات إنارة (مضاوٍ) ضيقة وزجاجية ملونة ودائرية قد زُخرفت بأشكال نجمية وشعاعية، وقد ارتكزت هذه القباب الثلاث على رقبات ذات مقرنصات وزخارف مختلفة، ارتكزت بدورها على عقود مدبّبة. وقد بُنيت جدرانها الأربعة في قسمها السفلي من ستة مداميك من الحجر البازلتي الأسود والمزّي الوردي، وغُطّي قسمها العلوي بالكلسة البيضا . واستُحدث في جدارها الشمالي مغطس من الحجر البازلتي والمزي يُستعمل للتدليك بضغط المياه، ولقد احتوى الجدار الشرقي منها على باب يفضي إلى مقصورة، واحتوى جدارها الجنوبي على ركنٍ معقودٍ يحوي جرناً حجرياً يُملأ بالمياه الساخنة للاستحمام. وأما جدارها الغربي فقد نصّفته بركة مياه جدارية نصف مثمنة، ودخلة جدارية تُستعمل للاستحمام، ومقصورة في طرفه الشمالي، ويؤدي باب معقود بعقد نصف دائري فُتح بين البركة والغرفة إلى القسم الجوّاني.

والقسم الجواني يتألف من قاعة غُطّي سقفها بقبة مركزية واسعة وقبة متوسطة وواحدة صغيرة وقبة متطاولة، والقاعة ذات أربعة فراغات تُشابه في مسقطها وجدرانها وزخارف مضاويها قاعة الوسطاني، غير أنّها احتوت على سبعة أجران حجرية موزّعة وبابٍ في زاويتها الشمالية الغربية يؤدي عبر مدخل عُمل بزاوية 45 درجة إلى مقصورة ذات جرنين. وينصّف جدارها الغربي عقد مدبّب يحوي مدخلاً يؤدي إلى قاعة الخزانة التي أُلغيت جفناتها (حلل المياه الساخنة)، وأصبحت قاعة استحمام ذات خمسة أجران تابعة للجوّاني.

القبة الرئيسية في الوسطاني

الواجهة الرئيسية الشرقية

الواجهة الشمالية الداخلية للبراني

البركة في البراني

وأمّا القسم الأخير وهو القمّيم فهو قاعة ذات مسقط شبه منحرف قد سُدّت الفتحة في جدارها الشرقي، يحتوي جدارها الشمالي على باب خدماتٍ ذي مصراعين يؤدي إلى خارج الحمام، وعلى درج يُنزل عبره إلى غرفة سفلية مسقوفة بقبوةٍ شبه أسطوانية، كانت تُستعمل لوضع الوقود لإشعاله بغية تسخين المياه في بيت النار، حيث تمرّ المياه الساخنة في ممرٍ أسفل قاعات الجواني والوسطاني لإمدادها بالما الساخن وتسخين أرضيتهما (ممر بيت النار)، وينتهي الممرّ في الجدار الفاصل بين البراني والوسطاني مفتوحاً أعلاه ومتصلاً بفتحة رأسية (مدخنة) ترتفع حتى تجاوز سطح الحمام.

الزاوية الجنوبية الغربية للجواني

القبة في الوسطاني

القبة الوسطى في الجواني

وهذا الحمام ما يزال يستخدم نشارة الخشب وبعض الفضلات وقوداً لتسخين المياه، وهو يستعمل مياه بئر محفورة فيه للاستحمام والاستعمالات الأخرى، ويستعمل مياه نبع الفيجة للشرب. وما يزال يستقبل الرجال في فترة الصباح، والنسا في فترة ما بعد الظهر حتى الغروب، بنا ً على حجز مسبق. وقد تضافرت جهود الأوقاف ومستثمر الحمام، وإشراف المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق (IFPO)، في ترميم هذا الحمام وتأهيله نحو سنة 1432هـ/2010م، فارتدى الحمام حلّة قشيبة أعادته إلى سابق رونقه الأثري الجميل.

 

زكريا كبريت

 

 

مراجع للاستزادة:

- منير كيال، الحمامات الدمشقية (مطبعة ابن خلدون، دمشق 1986م).

    - M. Ecochard et cl. Le Coeur, Les Bains de Damas, Institut Fransais de Damas, Beyrouth 1943.

    -Sarab Atassi , IFPO , Hammam , Oikodrom ,Vienna 2008.

 


التصنيف :
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1085
الكل : 40658567
اليوم : 41459