logo

logo

logo

logo

logo

البخراء

بخراء

-

 ¢ البخراء

البخراء

 

البخراء قرية حصينة في ريف تدمر، تقع على بعد 27كم جنوبي تدمر على الطريق الدولي المعبَّد بين تدمر ودمشق، و4كم جنوب قصر السكري.

وهي قرية واسعة محصنة ومسورة وسط سهل خصيب. ومما يدل على أهميتها موقعها على مفترق طرق إلى الشام والعراق وجزيرة العرب، وكثرة الآبار والقنوات المائية فيها وحولها لتغذية سكانها ومن حولها، وإمداد تدمر بالخضار والحبوب والأعلاف.

واسمها على خريطة بوتنجر هو «أوراكا» باللاتيني، وهو ترجمة لاسمها العربي «الورك»؛ وهو المفصل الرئيس في جسم الإنسان؛ لأن موقع البخراء يُعد مفصلاً مهماً لتقاطع طرق القوافل إلى هيت على الفرات شرقاً، وإلى دمشق جنوباً، وإلى حمص والساحل غرباً. وقد ذكرها استيفان البيزنطي وسماها «غوريا» أي القرية.

وسُميت في المصادر الإسلامية «البخراء» بسبب الروائح المنبثقة من المياه الكبريتية فيها، والبخر يعني الريح النتنة. وذكرها بهذا الاسم الطبري في تاريخه، في معرض ذكره لقصة مقتل الوليد بن يزيد: «أما إذ أبيت أن تمضي إلى حمص وتدمر فهذا الحصن البخراء فإنه حصين، وهو من بناء العجم فانزله، قَال: إني أخاف الطاعون، قَالَ: الذي يراد بك أشد من الطاعون، فنزل حصن البخراء».

يحيط بها سور قوي عرضه 3م، مستطيل الشكل، أبعاده الكاملة 200×160م، وهو قسمان: الغربي- وهو الأقدم- من العهد التدمري أبعاده 123×200م، أضيف إليه على السور الشرقي ساحة مسوّرة أبعادها 200×37م. والسور مدعّم بأبراج مستديرة في الزوايا الأربع، قطرها 8م، وهي مجهزة بباب داخلي ومصاطب وكُوىً لرمي النبال. وعلى أضلاع الأسوار الأربع ثمانية أبراج متطاولة شبه مستديرة، أُقيمت في بداية القرن الثاني للميلاد عندما بدأت تدمر بالنهوض الشامل وعندما اتسعت طرق قوافلها لتشمل كل مناطق العالم القديم. وبقيت البخراء عامرة بعد سقوط مملكة تدمر سنة 273م، ثم وُسِّعت بإضافة الجزء الشرقي لحفظ الماشية والسكن خلال العصر البيزنطي الذي ورث الحضارة والعمارة التدمرية من مواقع وخانات لأهداف اقتصادية وعسكرية ضد الفرس، وللاستفادة من أرباح التجارة الدولية عبر تدمر، وأقاموا بها كنيسة. وعلى الجدار الغربي برج مستطيل أبعاده 25×10م.

البرج الجنوبي

للمدينة مدخل جنوبي بعرض 7م يتضمن باباً بعرض 3م، يحيط به برجان مستديران بقطر 10م. ويفضي الباب إلى ساحة مركزية لها رواق محمول على أعمدة ذات تيجان كورنثية. وتتوزع الغرف والدور بشكل متناظر في الزوايا الأربع، وتفصلها شوارع متعامدة. والأبنية مشيّدة بحجارة كلسية قاسية منحوتة، وقد اتخذها بعض ملوك بني غسان استراحة؛ كالحارث بن جبلة وأخيه الأيهم بن جبلة الذي أقام بتدمر، وسُمِّي (صاحب تدمر). وكذلك أقام بها بعض خلفاء بني أمية في أثناء الربيع والصيف، ومنهم الوليد الثاني بن يزيد الثاني، وكانت مقاماً لوالي بني أمية النعمان بن بشير في حمص وتدمر، الذي انتقل إلى المعرة فسُمِّيت باسمه. وفي هذه الفترة أُقيم مسجد خارج المدخل الرئيسي وأمامه؛ له باب ومحراب، وأرضيته مكسوّة ببلاط من الحجر، كما توجد فقرات أعمدة أعيد استخدامها، عليها حروف لاتينية ويونانية، وهناك بئر ماء ما تزال مستخدمة حتى اليوم.

البخراء كما تشاهد من الجنوب الشرقي

وقد استُحدِثت أربعة أبواب في السور الشمالي، وواحد في السور الجنوبي، واثنان في السور الغربي، وفي زاويتها الخارجية الغربية الجنوبية بئر ماء واسعة، مياهها كبريتية معدنية. وعلى بعد 4كم شرقاً أطلال حصن يطلق عليه اسم «البخيرة»، وهو حصن عسكري تدمري من القرن الثاني الميلادي لحماية القرية والقوافل، أبعاده (25×30م)، وهو مسوّر بشكل حصين بمداميك منحوتة من الحجر الكلسي. له باحة مركزية يحيط بها غرف، وباب جنوبي شرقي عرضه 115سم.

بقايا بوابة الحصن العسكري الروماني من أواخر القرن الثالث الميلادي

زارها الرحالة أوليس موزيل- الملقب «موسى الرويلي» - سنة 1331هـ/1912م، والألماني ويغاند سنة 1336هـ/1917م، ووصفا الأطلال ووضعا مخططاً لها، ولم تقم بها حفريات أو ترميمات مهمة حتى اليوم.

خالد الأسعد

مراجع للاستزادة:

- محمد بن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك (دار التراث، بيروت 1387هـ).

- ياقوت الحموي، معجم البلدان (دار صادر، بيروت 1993م).

 


التصنيف :
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1077
الكل : 45623400
اليوم : 24083