logo

logo

logo

logo

logo

آريس (الإله-)

اريس (اله)

Ares (The god-) - Arès (Le dieu-)



آريس (الإله -)

 

 

آريس Ares أحد الآلهة الإغريقية الأولمبية الاثني عشر العظام، وهو من آلهة الحرب. وعُرف عند الرومان تحت اسم مارس Mars، ويشتركان بكوكب المريخ المكرّس لهما؛ إلا أنَّ آريس عُدّ أكثر نبلاً وأخلاقاً من مارس، واسمه ما يزال مجهول الاشتقاق، وثمّة تضارب فيه، فهو: المقاتل أو الشجاع، أو ربما كان مشتقاً من الإله - إيرا Erra البابلي - إله الحرب والطاعون وأحد آلهة العالم السفلي. وكان مارس محبوباً عند الرومان أكثر بوصفه حارس الدولة المنتقم من كل الأعدا ، حيث وضع في المرتبة الثانية بعد جوبيتر عند الرومان على خلاف اليونان الذين أحبوا أكثر الآلهة المسالمة؛ لأن آريس كان من الآلهة التي لم تتميز بالذكا على الرغم من شجاعته لكنه كان هائجاً ومحباً للدما والصراع والمعارك؛ مما جعل اليونان يعبدونه خوفاً منه لا حباً فيه حيث أقاموا له المعابد في أثينا وأولمبيا واسبرطة خاصة بسبب ميلها إلى الحروب كما هو حال الشعوب التي سكنت تراقيا، وهو من أوجد المِشعَل والحربة، ويعدّ الكلب والنسر من حيواناته المقدسة. وقد سميت هضبة الأريوباجوس Areopagos في أثينا باسمه وكذلك مجلس النبلا فيها.

تمثال آريس لودوفيزي

وآريس هو ابن زيوس Zeus رئيس مجمع الآلهة الإغريق من زوجته هيرا Hera، وكان يمشي في المعارك يرافقه ولداه: الرعب (ديموس) والخوف (فوبوس)، ويقال: إنهما أولاد أفروديت  Aphroditeإلهة الحب والجمال والتي كان لها من آريس ابنة هي هارمونيا التي تزوجت قدموس أمير مدينة صور الفينيقية، وفي أساطير أخرى يقال: إن ابنه من أفروديت كان ايروسEros  إله الحب. كما كانت إنيو Enyo إلهة المعارك التي تزرع القتل الموازية للإلهة بلونا Bellona الرومانية وإيريس Eris إلهة الشقاق والنزاع ترافقانه في المعارك كابنتيه أو أختيه، وهما من آلهة الحرب الصغرى، وكان لآريس العديد من الأبنا من الجنيات والبشر، وكان يسير في المعارك حاملاً سلاحه الساطع وترسه العملاق، وكان يتلذذ برؤية الدما وسماع آلام المحاربين.

ومن صفاته ضخامته وصوته المرعب الذي يعادل صوت عشرة آلاف رجل، وكان أسرع من كل الآلهة، ولم يخضع لأحد سوى محبوبته أفروديت، ووصفه هوميروس في "الإلياذة" بالنقمة التي صُبت على البشر وأنه يمثل الهلاك الملطخ بالدما والجبان الذي يصرخ من الألم؛ مما دفع الآلهة لكرهه بسبب غروره وقساوته وقلة فهمه وجفائه وتعطشه للدما وسفكه بالبشر من دون تمييز، حتى إن والده زيوس كان يكرهه، ويصفه بحبِّه للنزاع والخصام والتناحر والصدام، ويشبهه بـ هيرا في حبها للنزاعات وعدم إصغائها لزيوس، حتى رُوي في إحدى الأساطير أن آريس لجأ إلى زيوس جريحاً مشتكياً من أثينا Athena إلهة الحكمة والحرب، فوصفه زيوس بأنه أبغض الآلهة التي تسكن الأولمب؛ لأنه قاسٍ وعنيد مما دعا زيوس إلى قتله ثم إعادته للحياة بعد أن حذره من عدم التدخل في حرب طروادة، وقد حذر زيوس الآلهة بعدم الاشتراك في حرب طروادة، لكنه - وبسبب مقتل ابنه اسكلابيوس [ر] Aesculapius في أثنا حصار طروادة - تدخل آريس في الحرب؛ مما استدعى أثينا للتدخل والوقوف إلى جانب اليونانيين.

ومن أساطيره أيضاً حبّه لأفروديت زوجة هيفستوس إله الحدادة، وكانا يتقابلان في السر، وكيلا يراهما إله الشمس هيليوس كان آريس يضع أحد أصدقائه ألكتريون Alectryon لمراقبة الشروق، لكنه في يوم من الأيام غفا، فشاهدهما هيليوس Heleos، وأبلغ هيفستوس، فصنع الأخير شبكة حديدية ألقى بها على الخائنين، وعرضهما على آلهة الأولمب، وأفرج عنهما بعد وساطة إله البحر بوسيدون [ر] Poseidon، وكان من آريس أن حول ألكتريون إلى ديك كلعنة؛ ليعلن شروق الشمس كل يوم.

وكان آريس يصور في الفنون بكامل لباسه العسكري أحياناً بلحية مدججاً بالسلاح، وأخرى من دونها، وصُوِّر أحياناً إلى جوار إله الحب إيروس[ر] Eros وهو شبه عارٍ، كما صور في الفن الهلنستي بعدة أشكال؛ ولاسيما على الأواني الإغريقية، وكان في البداية على شكل رجل كهل له لحية يحيط به بعض الآلهة ويلبس درعاً وخوذة، ثم أصبح يُمَثَّلُ أكثر شباباً وأقل تجهّماً حيث صُوِّر في تمثال لودوفيزي يقعد على صخرة وقد شبك يديه على إحدى ركبتيه، ومن أهم تماثيله آريس بورجيا في متحف اللوڤر وتمثال من البرونز في متحف الڤاتيكان يعود إلى الفن الأتروسكي في القرن الرابع قبل الميلاد يلبس درعاً وخوذة، وعثر على العديد من الرسوم الجدارية التي تمثله مع أفروديت. وقدم  الشاعر نونوس Nonnus آريس على أنه والد ليكورغوس Lycurgus الذي كان ضمن حاشية إله الخمر ديونيسوس Dionysus.

وربما كان آريس قد مُثل في سورية على المبدأ ذاته من خلال تمثيله شاباً قوي الجسم يرتدي اللباس العسكري الكامل المكون من ملابس قصيرة حتى الركبة فوقها الدرع الذي يأخذ شكل العضلات، ويتوسطه حزام، ويحمل بيده رمحاً وإلى جوار القدم اليمنى ما يشبه جذع الشجرة الملتصق بالقدم، وهذا التمثال محفوظ في متحف دير الزور على الرغم من أن هوية التمثال غير مؤكدة بسبب التشابه بين ملابسه وملابس الأباطرة وقواد الجيش الروماني.

وعُبد آريس في حوران، وقد ورد اسمه مرّة واحدة بالقرب من قنوات على حجر كريم بين اسمي الإله النبطي دوسآريس Dusares وتياندريوس Theandrios، وربما شكل معهما ثالوثا؛ مما يدل على أنه عُبد عند الأنباط، كما ذكر اسمه في جنوبي سورية في السويدا على ساكف باب يصور الإله بعلشمين Baalshamin إله السما ومعه أفروديت وآريس وأثينا، وقد وجد اسمه على عدة عملات من المدن الفلسطينية، ووجد اسمه قرب مأدبا النبطية، كما عُبد آريس في حمص، وعدّ أحد سكان تدمر (آريس) إلهاً وطنياً منقذاً، حيث أنه مُثل في معبد الإله بل Bel في تدمر على منحوتة قبة المحراب الشمالي التي تمثل بل (الموازي لجوبيتر) مع آلهة تمثل الكواكب مثل إله الشمس والقمر وفينوس وساتورن وميركوري، ومُثل آريس على أنه مارس مع الدرع والأسلحة.

ويعتقد أنه في هذا التمثيل حصل خلط بينه وبين الإله العربي أرصو Arsu الذي عرفه الإغريق على أنه آريس كما ورد في معبد الإله بعلشمين في تدمر، ولكن هذا التشبيه ربما جا من التشابه بلفظ الأسما بين الإلهين، وحتى لو مَثّل الإله أرصو الكوكب مارس؛ فليس من الضروري أن يعكس هذا مظاهر فلكية لعبادة أرصو كما هو الحال عند آريس، ففي إحدى دعوات الولائم يظهر إلى جانب أرصو عدة رموز تظهره على أنه إله حرب؛ ولاسيما أنه كان يمثل باللباس العسكري والعتاد الحربي.

 

هيا الملكي

 

 

مراجع للاستزادة:

 - عبد الفتاح إمام، معجم ديانات وأساطير العالم (القاهرة 1995).

 - فؤاد جرجي بربارة، الأسطورة اليونانية (دمشق 1966).

 - سهيل عثمان، عبد الرزاق الأصفر، معجم الأساطير اليونانية والرومانية (دمشق 1982).

-G. BOWERSOCK, The Cult and Representation of Dusares in  Roman Arabia, in: Petra and the Caravan Cities, (Amman, 1990), pp. 31-36.

- M. A. R. COLLEDGE, The Art of Palmyra, (London, 1976).

- D. SOURDEL, Les cultes du Hauran à l’époque romaine, (Paris, 1952).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
النوع : عقائد
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 368
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1090
الكل : 40539436
اليوم : 69251