logo

logo

logo

logo

logo

الأقرع (الجبل-)

اقرع (جبل)

Casius -

الأقرع (الجبل-)

 

   
جبل الأقرع
(إطلالة من البسيط طريق البدروسية)

جبل ساحلي في محافظة اللاذقية يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 1728م، يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي بين ناحيتي البهلوية وكسب، ويبرز بوضوح عما حوله، تنحدر سفوحه بشدة وخاصة نحو الغرب باتجاه البحر المتوسط، حيث ينتهي إلى رأس البسيط كما ينحدر شمالاً باتجاه وادي العاصي الأدنى، وتقوم هضبة القصير في شرقه، وينحدر بشدة أيضاً جنوباً، حيث تخترقه الأودية التي تتجمع في وهدة دوزاغاج (الشجرة). تبدأ منه المنابع العليا لنهر شرن أحد روافد النهر الكبير الشمالي، وتتوضع على سفوحه الدنيا بلدة كسب. تمرّ فيه الحدود بين لوا الإسكندرونة ومحافظة اللاذقية. تغطي أشجار الصنوبر سفوحه الدنيا، حيث الصخور الخضرا (سربنتين). تنبثق عند أقدامه ينابيع ما غزيرة أهمها: نبع البدروسية. ينعدم الغطا النباتي في قمته الجبلية بسبب سيطرة الصخور الكلسية المنفذة التي تبدو فيها الأشكال الأولى للحت الكارستي.

دعا الأوغاريتيون هذا الجبل - الذي يبعد نحو أربعين كيلومتراً شمال رأس شمرا (أوغاريت) - في نصوصهم الدينية بجبل صبن/ صفن (ومنها الصيغة العربية صفون)، حيثُ عدّ مقراً لإقامة إله العاصفة بعل. ويشير أحد النصوص الدينية الأُوغاريتية إلى أن عنات قد أخذت بعل إلى قبره بمساعدة إله الشمس شبش:

صعدت به إلى أعالي جبل صفن،

هناك بكت عليه ودفنته،

ووضعته في مقبرة آلهة الأرض.

  وبذلك أصبح الجبل الأقرع؛ جبلُ إله العاصفة المقدس وموقع بيت البعل قبراً له أيضاً، ولعل دفن بعل على جبل صفن إشارة إلى ممارسات عبادية كانت تقام عليه.

خلال العصرين الهلنستي والروماني عرف الجبل الأقرع باسم جبل كاسيوس Casius، ويخبر المؤرخ البيزنطي السوري الأصل ملالاس Malalas و(491-578م)  أنّ سلوقس الأول[ر] Seleukos نيكاتور مؤسس السلالة الملكية التي تحمل اسمه - بعد انتصاره على أنتيغونوس في معركة إبسوس [ر] Ipsus  سنة 301ق.م - أسس مدينة سلوقية بيرية واتخذها عاصمة لمملكته في موقعٍ أوحى له به الإله زيوس كاسيوس [ر] .Zeus Kasios  وقد ظهرت هذه الإرادة الإلهية بعد تقدمةٍ له على قمة جبل كاسيوس. ويذكر ملالاس أيضاً أنّ التقدمة كانت في ذكرى الإله في 23 نيسان/إبريل وهو التاريخ المعتمد حتى اليوم لعيد مارجرجس. ويقابل هذه التقدمة ممارسة أوغاريتية قديمة تذكر «التقدمة لصفن» التي تقام في الربيع. وعلى قمة كاسيوس (الأقرع) قدّم الامبراطور الروماني هادريانوس [ر] Hadrianus تضحيةً للإله سنة 129م. ويذكر الكاتب الذي نقل هذا الخبر أنّ الامبراطور صعد إلى الجبل ليلاً ليتمكن من رؤية بزوغ الشمس من القمة. ويصف أميانوس مارسيلينوس[ر] Ammianus Marcellinus تضحيةً قدّمها الامبراطور جوليان[ر]  Julian المرتد سنة 363م، وأنّ هذا الامبراطور صعد أيضاً إلى أعلى الجبل ليشهد بزوغ الشمس المرتقب عند صياح الديك للمرة الثانية!

ويعدّ جوبيت [ر] زيوس كاسيوس أقرب إله هلنستي إلى بعل هدد الأوغاريتي ليس فقط على أساس المركز الجغرافي بل الديني أيضاً.

 

باسل زينو

 

 

مراجع للاستزادة:

- حسني حداد، سليم مجاعص، بعل هداد- دراسة في التاريخ الديني السوري (دار أمواج، بيروت 1993).

- المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري، المجلد الثاني (مركز الدراسات العسكرية، ط1، دمشق 1992).

-Jean LECLANT, Dictionnaire de l’Antiquité, (Presses Universitaires de France, 2005).

 

 

التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1094
الكل : 40597464
اليوم : 127279