أم قصير (الخابور)

ام قصير (خابور)

Umm Qsair -

أم قصير (الخابور)

يقع تل «أم قصير» على الضفة اليسرى من نهر الخابور على بعد (13) كم جنوبي الحسكة، ويعدّ من التلال الصغيرة، وله أكروبولين، مخطط الجز الغربي دائري الشكل تقريباً قطره نحو (45)م، ويرتفع (3.5)م. وهو يضم استيطانات متعددة: طبقات حلفية من الكالكوليت المتأخر؛ ومن عصر أوروك؛ وأخرى من الفترة الحثية. أما الجز الشرقي فله مخطط بيضوي الشكل أبعاده (85× 55م)، وارتفاعه مماثل للجز الغربي.

يضم هذا الجز فخاراً إسلامياً مزججاً فقط، والقليل من الفخار العائد إلى ما قبل التاريخ. إن اسم التل «أم قصير» يعني أم القصر الصغير، وهذا الاسم ربما أتى بسبب وجود أساسات من الجبس العائدة إلى العصر الإسلامي.

القبر رقم 7

يقع هذا التل ضمن منطقة سد تشرين، وتم إجرا حملتي تنقيب إنقاذية في الموقع في الجز الغربي. الأولى بإدارة فرانك هول F. Hole من جامعة يال Yale من 9 تموز/يوليو حتى 15 آب/أغسطس 1986، والثانية بإدارة أكيرا تسونيكي A. Tsuneki من جامعة تسوكوبا Tsukuba من 15 آب/أغسطس حتى 4 تشرين الأول/نوڤمبر 1996. قدمت حملتا التنقيب هاتان معلومات مهمة وأساسية عن تاريخ منطقة الخابور[ر].

بنا رقم 8 نموذج ثولوي

قامت جامعة تسوكوبا بالتحري في أربعة مربعات قياس (9× 9م) في الجز الغربي من التل، وهذا يعادل مساحة ربع التل الغربي. وتم الكشف عن عمائر وحفر ومخلفات من الرماد وكذلك تربة طبيعية ناتجة من فيضان النهر مع بداية الطبقة الطبيعية أو الحرة. وتم تحديد أربع طبقات أثرية تعود أولها إلى طبقة حلف، والثانية إلى العصر الحجري النحاسي المتأخر، وتعاصر الطبقة الثالثة الفترة الميتانية، أما الأخيرة فتعود إلى العصر الكلاسيكي والإسلامي.

بلغت سماكة الطبقة الأولى نحو 1.5م بد اً من الأرض الحرة. وقد تم تحديد ثلاث سويات استيطانية، واحتوت في السوية الأقدم على عشرين حالة دفن وحفر للتخزين وصلت حتى الأرض الحرة.

كما عثر في السوية الوسطى على عمائر من نموذج ثولوي [ر. ثولوس] tholos، وأفران ومنشآت أخرى منزلية . ضمت الطبقة الأولى فخار حلف الوسيط فقط.

آنية فخارية من حلف الوسيط

وفقاً لتأريخ عينتين من الفحم بطريقة الكربون (14) فقد أعطت الأولى تأريخاً للفترة (5760-5590)، والثانية للفترة (5930-5670) قبل الميلاد (معاير). وهذا ما يؤكد التأريخ المفترض لحلف الوسيط.

يبين تحليل البقايا العظمية أن سكان أم قصير في فترة حلف الوسيط قد استهلكوا حيوانات مدجنة مثل الغنم والماعز والخنز ير؛ وحيوانات برية مثل الغزال والخيل والأيل. وعلى صعيد النباتات فقد دلت بقايا الحبوب المكتشفة على استهلاكهم للقمح والشعير والبازلا .

كانت السوية الأحدث من الطبقة الأولى مغطاة بطمي فيضان النهر بسماكة 3/1م، وضمت بقايا مخازن وحفر والكثير من فخار القدور.

احتوت الطبقة الثانية على سويتين تعود أولاهما إلى العصر الحجري النحاسي (بداية الألف الرابع ق. م)، والثانية إلى فترة أوروك الوسيط (منتصف الألف الرابع ق.م).

فوق طبقة الطمي تم تحديد الطبقة الثالثة والتي تؤرخ للعصر البرونزي المتأخر، فقد أشارت العمائر واللقى إلى استيطان ميتاني صغير يعود إلى القرنين الخامس والرابع عشر ق.م.

إن المسح الآثاري لمحيط تل أم قصير يشير إلى أن وادي الخابور الأوسط جنوبي الحسكة كان قد سُكِن منذ عصر حلف، وقد بينت دراسة دقيقة وتحليلية للفخار من الطبقة الأولى أن فترة حلف الوسيط يجب تعديلها، وعليه يمكن الافتراض أن انتشار ثقافة حلف من مركزها (في البليخ الأعلى حتى سنجار) إلى الجنوب قد حدث خلال فترة حلف الوسيط وكل استيطانات وادي الخابور الأوسط هي جز من انتشار ثقافة حلف الوسيط.

إن تنقيب الطبقات العليا بيَّن نشاطات فعالة، فقد تم تحديد فخار محلي من فترة العصر الحجري النحاسي في الطبقة الثانية، في حين كان فخار فترة أوروك الوسيط يشابه إلى حد كبير فخار جنوبي بلاد الرافدين، وهذا يدل على تبني ثقافة أوروك في حوض الخابور الأوسط. إن الطبقة الثالثة والمحفوظة جيداً في أم قصير قدمت مثالاً جيداً للاستيطانات الميتانية الثانوية التي عرفت جيداً في حوض الخابور الأوسط.

مما تقدم يمكن الاستنتاج أنه على الرغم من صغر موقع أم قصير؛ بيد أنه قدم معلومات مهمة عن تاريخ الاستيطان في حوض الخابور الأوسط.

أكيرا تسونيكي، ترجمة: عمار عبد الرحمن

التصنيف : عصور ما قبل التاريخ

المجلد: المجلد الثاني

رقم الصفحة ضمن المجلد :

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

اصدارات الموسوعة العربية

أسماء الباحثين

هل تعلم ؟؟

• - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات

• - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،

• - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.

• - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش

• هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب

• - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين

• - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك

شراء النسخة الورقية