الابن (جامع-)

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

الابن (جامع-)

ابن (جامع)

Al-Ibn (Mosque-) - Al-Ibn (Mosquée-)

الابن (جامع-)

يقع جامع الابن في مدينة حلب، ضمن محلة قسطل الحرامي، منطقة عقارية (6)، محضر رقم (1058). ومُنشِئُه مجهول، والمشهور عند أهل المحلة أنه ابن التاجر برد بك منشئ قسطل الحرامي. ولهذا اشتهر خطأً باسم جامع الابن، وهو ما جا في النص الحديث على الباب.


جامع الابن ـ القبلية	الموقع العام لجامع الابن

يعود تاريخ عمارة هذا المسجد - على ما اتفق عليه الباحثون - إلى عام 770هـ/ 1368م. وهناك أيضاً نص فوق باب المدخل جا فيه ما يدل على أن المنارة فوق باب الجامع بناها ثلاثة إخوة، هم: حسين، وشهاب الدين أحمد، وعلا الدين؛ أولاد الحاج ناصر الدين محمد بن كونج السارين (أحد أمرا حلب) في سنة… وسبعمئة… مما يؤكد أن المسجد يسبق برد بك (ت: 897 هـ/1490) بما يزيد على القرن. وبذلك لا يمكن أن يكون الباني هو ابن برد بك.

جامع الابن ـ اجز الحديث من المبنى

وفي نحو عام 1950م سدت فتحات الرواق الشرقي، وحُوِّل إلى حجازية كما جرى مع العديد من الأروقة المشابهة في العديد من مباني حلب الدينية آنذاك.

وفي نحو عام 1960م ضُمت غرفة تعليم الأولاد الواقعة جنوب شرقيّ القبلية إلى القبلية بإزالة الجدار. وفي نحو عام 1980م استبدل بالمنبر الخشبي التقليدي منبر آخر في زاوية البنا . وفي عام 1990م أُجريت أعمال تجديد للمحراب ولأحواض الوضو في الحجازية ودورات المياه.

وأُنشئ الملحق في الطرف الشمالي من الباحة بأكمله عام 1415هـ/1994م، وهناك نص فوق واجهة هذا المدخل المطلة على الباحة جا فيه:

)إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ( "أنشئ هذا الملحق على أنقاض دار عربي بمساعي الشيخ أحمد قباني وعلى نفقة أهل الخير 1415هـ/ 1994م".

يذكر الغزي أن في صحن الجامع حوضاً يُهبَط إليه بدرج يجري إليه الما دائماً من قناة برد بك، ثم يجري منه إلى قسطل محلة الشرعسوس ومنه إلى قسطل المشط؛ وهو حوض زرع اليوم.

للجامع مدخلان أحدهما قديم موجه غرباً فوقه مئذنة، والآخر موجه شمالاً أنشئ مع الجز الشمالي حديثاً. يؤدي المدخلان إلى باحة يحدها من الجنوب قبلية؛ ومن الشرق مسطبة خلفها رواق؛ ومن الغرب المدخل؛ ومن الشمال البنا الحديث.

تتكون الباحة (الصحن) من جزأين: أحدهما منخفض يتم الدخول منه إلى القبلية، والآخر مرتفع على شكل مسطبة تمتد أمام الرواق شرقي الباحة.

والقبلية مستطيلة مكونة من أربعة أجزا : جز أمام المحراب الذي يقابله مدخل القبلية، وتسقفه قبة مضلعة مثمنة، والانتقال من الشكل المربع إلى الشكل المثمن يتم بحنية ركنية بسيطة في كل زاوية. إلى الغرب هناك جز آخر مسقوف بقبو برميلي متطاول، وإلى الشرق هناك قسمان: أحدهما مسقوف بقبو نفقي متطاول، والآخر بقبو متقاطع.

المحراب: بُنِي حديثاً، ويتقدمه قوس مدببة وفوقها نص جا فيه:

)كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً( 1410هـ /1990م

وكذلك المنبر حديث البنا ، ضمن الجدار على شكل شرفة لها سياج معدني.

يقع الرواق الذي تحول إلى حجازية شرق الباحة، وينفتح على المسطبة أمامه بأربع أقواس مدببة محمولة على ركائز، ويسقفه قبو متطاول يتقاطع مع أقبية أخرى أخفض منه تمتد بين الأقواس.

للجامع واجهة خارجية رئيسية هي الغربية، وتتألف من المدخل القديم، وهو على شكل بوابة تضم باباً مستطيلاً يعلوه عتب حجري (نجفة) قطعة واحدة، يليها إلى الأعلى لوحة مستطيلة تضم نصاً مكوناً من ثلاثة أسطر يذكر أن بنا المئذنة يعود إلى القرن 8هـ/14م. يسقف البوابة قبو برميلي متطاول محمول على صف من اللسينات في كلا الطرفين. ويتقدم البوابة قوس مدببة كبيرة.

تعلو البوابة مئذنة مثمنة كأغلب المآذن المملوكية في مدينة حلب. ينقسم بدنها إلى قسمين يفصل بينهما إفريز، وينتهي البدن بشرفة مسقوفة مثمنة محمولة على مقرنصات.

أما الواجهات الداخلية فأهمها الواجهة الشمالية، وهي واجهة القبلية: تتكون من باب القبلية، وهو مستطيل تعلوه نجفة قطعة واحدة حجرية، وهو مبني ضمن إطار بارز قليلاً ينتهي بالأعلى بإفريز من الزخارف النباتية تشبه "الشرافات" créneau. فوق الباب طاقة يعلوها قوس مجزو ة وتنتهي الواجهة في الأعلى بكورنيش بسيط، وتبدو القبة المثمنة وهي مطلية بدهان أخضر.


جامع الابن ـ المدخل		جامع الابن ـ المئذنة

يلي ذلك إلى الشرق محراب المسطبة، وهو شعاعي الحنية، ويتقدمه قوس مدببة، تليه نافذة يعلوها قوس مجزو ة.

أما الواجهة الداخلية الثانية من حيث الأهمية فهي الواجهة الغربية التي تشكل اليوم واجهة الحجازية (الرواق). وتتألف من أربع أقواس مدببة سد فراغ الأول منها بد اً من الجنوب ببنا يضم نافذتين يعلو كلاً منهما قوس مجزو ة، وهناك في الأعلى وبين النافذتين شمسية يعلوها قوس نعل الفرس المدبب. أما الأقواس الثلاث الباقية فقد سد فراغها بمنجور خشبي وزجاج، وبني الجز السفلي.

لميا الجاسر

مراجع للاستزادة:

- أسعد طلس، الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب (مديرية الآثار العامة، 1956).

- نجوى عثمان، الهندسة الإنشائية في مساجد حلب (منشورات جامعة حلب، 1992).

- كامل الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب (دار القلم، حلب 1992).