logo

logo

logo

logo

logo

أبو ذر (جامع-)

ابو ذر (جامع)

Abû Dharr (Mosque-) - Abou Dharr (Mosquée-)



أبو ذر (جامع -)

 

 

يقع جامع "أبو ذر" في مدينة حلب بحي الجبيل، جادة "أبو ذر" الغفاري، المنطقة العقارية (10) محضر رقم (408). أنشأه شمس الدين أبو بكر أحمد بن العجمي (ت 595هـ/1198م) للمذهبين الشافعي والمالكي، ومن المؤكد أن هذا البنا أنشئ في الأصل مدرسةً وسمي بـ"مدرسة ابن العجمي"، ويسمى الآن "جامع أبو ذر" نسبة إلى المؤرخ أبي ذر أحمد بن إبراهيم سبط ابن العجمي المحدث والمؤرخ الحلبي صاحب كتاب "كنوز الذهب"، وكان مدفوناً فيها.

تذكر المراجع أنه كان في الإيوان الشمالي نافذة تطل على الخندق، وكان فوقه قاعة معلقة مرخمة عظيمة، وكان هناك بركة تسقى بها أشجار المقبرة التي كانت واقعة قرب المكان.

مخطط يبين موقع الجامع

وكانت قبلية البنا (المصلى) في حدود سنة 1343هـ/1924م مقامة الشعائر، وتبلغ أبعادها (15.30م × 9.8م) وفيها منبر محدَّث، وكان هناك مدفن شرقي القبلية، وهو غرفة كبيرة قديمة في وسطها قبة مرتفعة فيها ثمانية قبور لبني العجمي، أحدها قبر المؤرخ الأديب أبي ذر أحمد بن إبراهيم سبط ابن العجمي (ت 884هـ/1478م)، وقبر والده إبراهيم. وفي شرقيها شباك يطل على التربة، وقد كانت غرف المجاورين (الخلوات) شرقي الصحن وغربيه ولكنها كانت مشرفة على الخراب، أما الإيوان شمالي الصحن فقد كان خرباً، وله ثلاثة شبابيك مطلة على الخندق.

المسقط الأفقي لجامع أبي ذر

رمم الجامع عام 1353هـ/1934م، وتعود واجهة المصلى إلى ذلك التاريخ. وفي عام 1376هـ/1956م وسع المصلى شرقاً حيث غرفة المدفن، كما وسع غرباً وهدم السقف وجعل مستوياً، وجدد المدخل الرئيسي، وأنشئ المنبر المعلق.

مقطع أ ـ أ في القبلية والإيوان تبدو فيه الواجهة الغربية الداخلية وفيها المدخل

يتكون المدخل الرئيسي من بوابة أمامية بسيطة يتقدمها ثلاث درجات، وبوابة خلفية حديثة حيث يتم الوصول عبر الباب الرئيسي إلى الساحة السماوية (الصحن) المستطيلة الشكل والمبلطة بالحجارة الصفرا ، وتحيط بها مجموعة من الفراغات أهمها المصلى في الجهة الجنوبية، وغرفة شرقية تؤدي إلى باحة داخلية أخرى. كما تتوضع في جهتها الشمالية غرفة قديمة يوجد تحتها قبو يبدو أنها كانت الإيوان الذي ذكرته المراجع، ويضم جداره الشمالي ثلاث خزن جدارية يعتقد أنها النوافذ الأصلية. أضيف إلى البنا في الجهة الغربية مجموعة من الفراغات الحديثة الخدمية كالموضأ والخدمات الصحية.

مقطع جـ ـ جـ في الغرف وتبدو واجهة القبلية الواجهة الرئيسية الغربية

يتكون المصلى من ثلاثة أروقة، يضم الأوسط منها محراباً بسيطاً ذا حنية نصف دائرية تتقدمه قوس مدببة. أما المنبر فهو معلق نصف دائري، يصعد إليه عبر درج يقع ضمن الجدار. سُقِفَ القسم الأوسط من المصلى (القبلية) بسقف مستوٍ بيتوني، تتوسطه رقبة مثمنة تضم ثماني نوافذ يستند إليها سقف بيتوني مستوٍ بهدف تسهيل دخول الضو والهوا . وبقية أسقف الحرم مستوية من البيتون.

مقطع ب ـ ب في القبلية والإيوان وتبدو فيه الواجهة الداخلية الشرقية وهي حديثة

وللجامع أربع واجهات داخلية، أولها: الواجهة الداخلية الجنوبية - واجهة القبلية: تضم باباً تعلوه قوس مجزو ة. كتب فوقه "1353هـ/1934م"، وهي سنـة تجديد الواجهة، فوقه إفريـز على طرفيه زخارف نباتية. وعلـى طرفي المدخل نافذتان تعلو كلاً منـهما قوس مجزو ة. أما الواجهة الداخلية الشرقية فتضم بد اً من الجنوب ثلاث نوافذ وباباً ثم نافذتين، جميعها مستطيلة وحديثة، يليها باب تتقدمه درجتان يؤدي إلى الباحة الداخلية.

مقطع د ـ د يمر في المدخل والغرفة وتبدو واجهة الإيوان 

وكانت الواجهة الداخلية الشمالية تشكل واجهة الإيوان، وتضم اليوم باباً تتقدمه ثلاث درجات، وإلى يمينه شرقاً نافذتان، تحت النافذة الأولى درج يهبط إلى قبو قديم وفوقها طاقة، يحد كلاً من النوافذ والباب قوس مجزو ة، وتحيط بالكل قوس كبيرة مدببة يبدو أنها قوس الإيوان التي بنيت داخله لاحقاً. كما تحتوي الواجهة الغربية على ثلاثة أبواب يتوصل منها إلى ملحقات حديثة، يليها فتحة المدخل الرئيسي للجامع.

أما الواجهات الخارجية للجامع فهي بسيطة، أغناها الواجهة الغربية الرئيسية، تتوزع عليها مجموعة من النوافذ المستطيلة جنوبي المدخل وجميعها حديثة. يليها بوابة المدخل التي يتقدمها ثلاث درجات، وتحدها من الأمام قوس مدببة، وتضم باباً مستطيلاً تعلوه لوحة حديثة كتب عليها: "جامع أبو ذر". والجدير ذكره أن القسم السفلي من واجهة الجامع قد كسي بالحجارة الصفرا .

مدخل القبلية الواجهة الخارجية الغربية

لقد تعرضت عمارة هذا الجامع للكثير من التغيير والتبديل، ولا يمكن تمييز سوى الإيوان والقبو تحته من العمارة الأصلية، وربما بضع أجزا من جدار القبلية الجنوبي، ولكن استناداً إلى ما جا في وصفها في كتب التاريخ والمراجع يمكن القول إن هذا البنا ضم جميع العناصر المعمارية الأساسية للمدارس الإسلامية من مصلى وإيوان ومدفن وباحة وحوض ما وغرف مجاورين، وهذا ما سهّل تحويل المسجد للصلاة بعد ضياع وظيفته الأولى.

 

لميا الجاسر

 

 

مراجع للاستزادة:

-  نجوى عثمان، الهندسة الإنشائية في مساجد حلب (منشورات جامعة حلب، 1992).

-  ابن شداد، الأعلاق الخطيرة في ذكر أمرا الشام والجزيرة (المعهد الفرنسي، 1953).

-  ابن الشحنة، الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب (بيروت 1909).

-  سبط ابن العجمي الحلبي، كنوز الذهب في تاريخ حلب (دار القلم، حلب 1997).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 105
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1086
الكل : 40606277
اليوم : 136092