logo

logo

logo

logo

logo

أمة اللطيف (مدرسة-)

امه لطيف (مدرسه)

-



أمة اللطيف (مدرسة-)

 

 

تقع مدرسة أمة اللطيف العالمة وتربتها خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في حي الصالحية مقابل جامع العفيفي، في الطريق المؤدي إلى حي المهاجرين، في زقاق الزيتون المعروف حالياً باسم جادة عمر صفر، قبالة تربة ريحان. وهي من مشيدات العهد الأيوبي، وتعرف أيضاً بدار الحديث العالمة نسبة إلى العالمة أمة اللطيف، واسمها الحقيقي لطيفة بنت الشيخ عبد الرحمن الناصح الحنبلي، وكانت سيدة فاضلة زاهدة محاضرة، لها تصانيف بعلوم الدين. أنشأتها سنة 640هـ/1242م، ودفنت فيها عند وفاتها سنة 653هـ/1255م. واليوم زالت المدرسة، وبقيت التربة، وقد ذكر ابن عبد الهادي أنها صارت في عهده حاكورة، ولم يبق منها سوى حجر غير ظاهر عليه اسم الواقفة "هذه مدرسة دار الحديث لابنة الناصح الحنبلي"، وفي القرن العاشر صارت تربة لبني الناصح.

الموقع العام للمدرسة ضمن مخطط الصالحية لأحمد دهمان

وتعد مدرسة أمة اللطيف من أضخم الأبنية في العهد الأيوبي، حيث يحتل الضريح القسم الشمالي. ويبلغ عرض واجهتها نحو 15م، وارتفاعها 10م، وهي مبنية من الحجارة الضخمة، ويتوسطها باب صغير ونافذة من كل جهة.

مخطط لموقع المدرسة مع الأحيا المجاورة

وهي مبنية بالمداميك الحجرية ذات اللونين المتناوبين (نظام الأبلق [ر])، وواجهتها خالية من العناصر الزخرفية إلا من ساكف حجري أملس فوق بابها يعتقد أنه كان مشغولاً بالكتابات سابقاً؛ لأن شكله العام يشبه تماماً شكل ساكف تربة المدرسة الفروّخشاهية المنقوش بالكتابات. ويعلو البنا قبّة محزّزة تستند إلى رقبة مضلَّعة بطبقتين؛ الطبقة السفلية ذات اثنتي عشرة ضلعاً تفتح فيها اثنتا عشرة نافذة معقودة ضمن قوس ومشغولة بالشبابيك الخشبية المعشقة بالزجاج الملون كانت تسمح بإدخال الضو لإنارة الضريح. أما الطبقة العلوية فذات أربع وعشرين ضلعاً تتناوب فيها ست نوافذ معقودة، وستة محاريب ذات تجاويف ملسا ، واثنتا عشرة ضلعاً ملسا ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن عدد الأضلاع في هذه الرقبة غريب على ترب دمشق، ولا مثيل لها في أي قبة أخرى. وقد كُشف عن الحجر المنقوش المؤرخ لهذه التربة على علو ستة أمتار فوق شباكها الجنوبي، ونصه:

-"1 البسملة، أنشأت هذه التربة المباركة التي في لحف جبل قاسيون جوار دار الحديث المعروفة قديماً بزاوية الشيخ عبد الله اليوني بانيها، ويومئذ بدار

-"2 الحديث النبوي الفقيرة إلى رحمة ربها عز وجل أمة اللطيف بنت الشيخ الفقيه الإمام العالم الأوحد ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب

- "3الحنبلي الأنصاري قدس الله روحه ونور ضريحه. آنسها الله عز وجل في قبرها عند وحشتها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً

-"4 عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. فإنها صنّفت كتباً منها التسديد في شهادة التوحيد في قول لا إله إلا الله. وكتاب بر الوالدين. وكتاب محبة

-"5 الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ترجو بهما النجاة والرحمة يوم القيامة إن شا الله. وقد أوقفت على التربة برسم القرّا على ضريحها وخادم يتولى

-"6 خدمة القبر، وزيت وشمع وبخور. بستان صدقة وقاعة بدمشق بما نص عليه كتاب الوقف وذلك في شهر رجب أربعين وستماية".

منظر عام للمدرسة

قامت المديرية العامة للآثار بترميم التربة وتجديدها وطلا قبتها باللون القرميدي، وذلك في النصف الثاني من عام 1945م، وتم ارتكاب خطأ بوضع لوحة رخامية على جدار واجهة التربة، نصها: "المدرسة اليغمورية أنشأها الأمير جمال الدين بن يغمور سنة 663هـ/1264م"، وشغلت المبنى رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان بدمشق، وهي مغلقة حالياً، ولا يمكن الدخول إليها.

 

نسرين بوظة

 

 

مراجع للاستزادة:

- ابن طولون، القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية (دمشق 1949م).

- عبد القادر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس (مطبعة الترقي، دمشق 1948م).

- قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية (وزارة الثقافة، دمشق 1995م).

أكرم العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق 1999م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1099
الكل : 40565417
اليوم : 95232