logo

logo

logo

logo

logo

أبو الشامات (زاوية-)

ابو شامات (زاويه)

Abû 'l Shâmât (Zâwiya-) - Abou 'l Shâmât (Zâwiya-)



أبو الشامات (زاوية (–

 

 

بنيت زاوية أبي الشامات سنة 1301هـ/1884م بإيعاز من السلطان عبد الحميد الثاني للشيخ محمود أبو الشامات في منطقة القنوات بدمشق في زقاق البلطجية جوار مدخل باب السريجة من جهة ساحة باب الجابية وإلى الغرب من جامع السنانية. تسلمها الشيخ وعمّرها من ماله الخاص، وصارت مسجداً ومركزاً لتدريس العلوم الشرعية، وممارسة أذكار الطريقة الشاذلية وأورادها، وهو مسجد جميل له قبة عالية ضخمة، على بابه طغرا السلطان عبد الحميد، وفي الحائطين الجنوبي والشرقي زخارف فسيفسا قديمة ربما كانت منقولة من مكان آخر، وفي المسجد ضريح الشيخ محمود، وفيه تقام الأذكار الشاذلية. ولهذا المكان تاريخ عريق حيث كان داراً للحكومة، ويُذكر أنه كان في موضعها في العهد الفاطمي زاوية لابن عطا الله السكندري أحد أئمة الصوفية، وصاحب الحكم العطائية المعروفة.

والشيخ محمود أبو الشامات هو محمود بن محيي الدين بن مصطفى بن محمد، شيخ الطريقة الشاذلية اليشرطية في دمشق، ولد عام 1266هـ/1849م، وقرأ على عدد من الشيوخ، وعكف على نشر الطريقة الشاذلية بعد أن حصل له الإذن من شيخه علي نور الدين اليشرطي، وتوفي في دمشق سنة 1341هـ/1922م، ودفن في الزاوية التي مازالت تُنسب إليه.

وكان لزاوية آل أبي الشامات دور في حياة دمشق الدينية والسياسية والاجتماعية على مدى أكثر من مئة عام؛ إذ كانت تقدم العديد من الخدمات ولاسيما لسكان الحي، ومن أهم خدماتها تقديم الطعام مجاناً والتعليم وأحياناً المبيت، ومازالت الزاوية مكاناً للطريقة الشاذلية، وبعد وفاة الشيخ أبي الشامات بقي القليل من الأشخاص الذين يقومون بهذه الأذكار كل يوم خميس بعد صلاة العشا ، وهي مازالت مستمرة إلى اليوم.

ويتألف البنا من قسمين تقدر مساحتهما الإجمالية بـ 5250م2، القسم الأول، وهو الزاوية، تتوسطها فسحة سماوية رئيسية تبلغ مساحتها 400م2، ومصلى مساحته 160م2، وقاعة استقبال ومكتبة، إضافة إلى غرفة فيها مقام الشيخ محمود أبو الشامات. والقسم الثاني هو خمسة بيوت للسكن، مساحة كل منها نحو 1000م، وبكل منها حديقة وقبو قديم. وللبنا واجهة شرقية يتوضع عليها بوابة الدخول ومدخلان آخران لدور السكن في الزاوية الجنوبية الشرقية ونوافذ تقليدية في الطابق الأول يُغطي الجز السفلي منها حجاب خشبي مفرغ.

ويتم الدخول إلى الزاوية عبر بوابة مرتفعة يحيط بها تشكيلات من الرخام الإيطالي المنحوت، تتكون من دعامتين جانبيتين وقوس تشكل ساكف البوابة المزينة بدورها بالزخارف النباتية، وتتوسطها كتابة نصها: "في بيوت أَذِن الله أن تُرفَع ويُذكَر فيها اسمه" تاريخ 1303هـ.

وتنتهي البوابة بكورنيش حجري له بروزات، وتؤدي إلى دهليز واسع كبير يوصل إلى القسم الرئيسي من الزاوية، ويوجد على ضلعه الشمالية بئر ما وطالع ودرج يصعد إلى الطابق الأول. والدهليز مسقوف بمجموعة من العقود المتصالبة، ويؤدي إلى قاعة جميلة بها بركة ما مضلعة.

وينفتح الدهليز بباب على الفسحة السماوية (الصحن) الرئيسية، وهي بأبعاد 20*20م تقريباً، وتشكل حديقة غنية بالأشجار المتنوعة تتوضع ضمن أحواض بتشكيلات هندسية نجمية متناظرة مميزة تمثل حالة فريدة في ساحات بيوتات دمشق القديمة ومبانيها، وتتوسط هذه الساحة بحرة مضلعة.

وتحيط بهذه الساحة غرف وقاعات كانت تستخدم غرفاً للطلاب والإقامة، ويُعدّ المصلى المتوضع على الضلع الجنوبية لهذه الساحة من أهم مكونات الزاوية، وتبلغ أبعاده 11.75×12.63م، وتعلوه قبة كبيرة ذات 16 ضلعاً مبنية من الخشب ومغلفة من الخارج بألواح الرصاص بأشكال هندسية متشابكة على هيئة معينات ذات خطوط منحنية وهي بارتفاع 16.7م. ومن الداخل تستند القبة إلى أربع أقواس واسعة؛ ليتم انتقال هذه القبة في منسوب نهاية الأقواس إلى الشكل المضلع حيث يلاحظ عند ذلك شرفة مضلعة بارزة على فراغ المصلى محاطة بدرابزين خشبي مشغول، وهي مخصصة لصيانة القبة والنوافذ العلوية التي يمكن فتحها وصيانتها من هذه الشرفة. يتألف الجدار القبلي الداخلي للمصلى من محراب بسيط يتكون من عمودين وقوس حجرية نصف دائرية، ويزيد من أهمية هذا الجدار لوحتان زخرفيتان؛ توجد الأولى منهما شرقي المحراب، وهي ذات شكل مربع مكونة من 6 أشرطة ذات زخارف هندسية إسلامية من الحجر الأبلق. والثانية مستطيلة بجوار اللوحة الأولى محاطة بشريط زخرفي مجدول يحيط بخمسة أشرطة ذات زخارف هندسية. أما الجز الغربي من هذا الجدار فيوجد فيه كتبيّة خشبية واسعة وباب يؤدي إلى غرفة المؤذن.

مقطع في مصلى وتربة زاوية أبي الشامات

يتوصل من المصلى عند الزاوية الشمالية الشرقية إلى ضريح الشيخ "محمود أبو الشامات"، وهو غرفة تبلغ أبعادها 4.3×3.3م مسقوفة بقبة خشبية مستعارة تستند إلى عنق مثمن مزينة بمقرنصات ودلايات، ويتوسطها التركيبة الضريحية للقبر. كما تطل غرفة الضريح على الفسحة السماوية من خلال نافذة وباب خشبي مزين بزخارف هندسية منوعة. وعلى امتداد الجدار الشرقي الداخلي للمصلى تتوضع تشكيلات للوحات زخرفية من الحجر الأبلق، وهي ثلاث لوحات: الأولى في الزاوية الجنوبية الشرقية للجدار مؤلفة من خمسة أشرطة هندسية، والثانية مشابهة لها من حيث الأبعاد، وتختلف عنها بالزخارف المشكلة لها، أما اللوحة الأخيرة فهي مربعة الشكل ومؤلفة من جدلة منحنية تحيط بتشكيلات هندسية.

الموقع العام لزاوية أبي الشامات

ويرتبط بالزاوية قسم خاص تتوسطه فسحة سماوية صغيرة تبلغ أبعادها 13.3×15.7م، وهي على شكل شبه منحرف، ويتم الوصول إليها عبر دهليز مستطيل طويل تتوضع على جهته الجنوبية قاعة واسعة تطل على الساحة السماوية الرئيسية بواجهة حجرية منحوتة تتوسطها بحرة، ويقع شمالي الدهليز مجموعة من الصالات الكبيرة. كما تطل على الساحة الداخلية من الناحية الشمالية مجموعة من الغرف المعدة للسكن، وهي صغيرة تحتوي على خدمات.

أما القسم الثاني فهو القسم المتوضع في الناحية الجنوبية الشرقية من الزاوية والذي يتكون من خمسة دور للسكن خصصت لأفراد عائلة "أبو الشامات". يصعد إلى الطابق الأول فيها من خلال مجموعة من الأدراج تصل إلى غرف معدة للسكن، كما يوجد بها أقبية مسقوفة بعقود حجرية محدودة المساحة ضمن هذه الزاوية. ويتوضع مقابل البوابة الرئيسية وعلى الجانب الغربي للزقاق المؤدي للزاوية سبيل ما يسمى سبيل "أبو الشامات"[ر].

    طرأ على هذه الزاوية الكثير من التعديلات والترميمات والمداخلات؛ ولاسيما في الأقسام السكنية لتلبي احتياجات سكن العائلة كإضافة بعض الغرف والحمامات والخدمات. بيد أن تسجيلها في قائمة المباني الأثرية وتسجيل منطقة القنوات من ضمن الأحيا التاريخية ساعد على تقليل حجم التدخلات في هذه الزاوية.

 

موفق دغمان

 

 

مراجع للاستزادة:

 - أكرم العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق 1989).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 114
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1107
الكل : 40571982
اليوم : 101797