logo

logo

logo

logo

logo

الأسعدي (الجامع-)

اسعدي (الجامع)

Al-As'adî (The Mosque-) - Al-As'adî (La Mosquée-)



الأسعدي (الجامع -)

 

 
مئذنة الجامع الأسعدي وأجراس كنيسة مار نقولا الواقعة بجانبه في طرابلس

يقع الجامع الأسعدي بمدينة طرابلس في لبنان في محلّة الزاهرية؛ في الزقاق الذي يصل حيّ التربيعة بحارة النصارى (شارع الكنائس اليوم) حيث تجاوره كنيسة مار نقولا للروم الأرثوذكس، وهو جامع عثماني نُسب إلى مؤسّسه علي بك الأسعد المرعبي والي طرابلس الذي شرع بتشييده سنة 1240هـ/1824م على أرض "آل غُرَيّب" وهي عائلة مسيحية أرثوذكسيّة

وأمّا عن قصّة الشروع ببنا هذا الجامع ومن ثمّ توقفه، ففي سنة 1215هـ/1800م  تغلّب على طرابلس مصطفى آغا بربر وحكمها على فترات متقطعة نحو 30 عاماً، وكان في صراع دائم مع علي بك الأسعد المرعبي وهو من أعيان عكّار، وكان بربر آغا على علاقة جّيدة مع أبنا طرابلس مسلمين ونصارى، وكان بنو غريّب من أقرب أصحابه. وعندما تمكّن المرعبي من تسلّم حكم طرابلس أراد أن ينتقم من خصمه بربر آغا بالاعتدا على أصحابه من آل غريّب، فاستولى على مساحة واسعة من أرض دارهم في حارة النصارى وأراد أن يبني عليها جامعاً، وهو يظن أنه سيكسب إلى جانبه عواطف أكثرية الأهالي من المسلمين، وبذلك يفرّق بين الطائفتين ليسهل عليه بعد ذلك قيادتهم، فقام بتحويل الأرض التي استولى عليها من دار "نعمة الله غريّب" إلى جامع، وأمر ببنا المئذنة فوق سطح القبو الوحيد الذي لم يُهدم من الدار فتمّ إنشا بدن المئذنة وهي مثمّنة الأضلاع ولها بوّابة يعلوها إفريز به نقوش نباتية، ثم توقّف العمل في بنائها قبل الشروع بإنشا الشرفة أعلاها. كما بنى محراباً في القبو المذكور، ثم ما لبث أن توقف بنا هذا الجامع حين صدرت فتوى بعدم جواز الصلاة في جامع اغتصبت أرضه. وحين تعرّضت بلاد الشام لحملة الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا بن محمد علي الكبير وسقطت طرابلس في يده سنة 1248هـ/1832م، واحتاج الجيش المصري إلى مكان يضع فيه الذخيرة العسكرية قريباً من السراي التي ينزل فيها؛ وقع اختياره على دار آل غريّب لاتّساع أرضها حول المئذنة ولقربها من سراي طرابلس المعروفة اليوم بالسراي العتيقة، فوضع الذخائر فيها، ولذلك أصبحت الدار تُعرف بدار الشونة، وهو اسم مستودع الذخائر في اللهجة المصرية، وظلّت هذه التسمية تُطلق على الدار حتى بعد خروج المصريّين من طرابلس؛ إذ حرّف الأهالي كلمة "الشونة" إلى "الشوم" كناية عن شؤم طالع هذا الجامع الذي اغتُصب من أصحابه ولم يكتمل بناؤه.

 
الزخرفة النباتية التي تعلو باب مئذنة الجامع الأسعدي   الجامع الأسعدي: المحراب والمنبر داخل الحرم الحالي

وفي سنة 1251هـ/1835م - أيام حكم المصريّين - تقدّم أحفاد آل غريّب إلى مجلس الحكم الشرعي بكتاب يطلبون فيه الإذن لهم بإقامة حائط يفصل بين بنا الجامع وبين دارهم الملاصقة له؛ إذ كان باب الجامع مجاوراً لباب الدار، ما يجعلهم محرجين في فتح باب الدار عند الحاجة لكثرة المترددين إلى الشونة، واقتصر كتابهم على هذا الطلب فقط، وما كان من مفتي طرابلس في ذلك الوقت الشيخ محمد كامل الزيني إلاّ أن أصدر فتوى شرعية بعدم جواز الصلاة وإقامة الشعائر الدينية في الجامع الذي أقيم على أرض اغتُصبت من أصحابها ظلماً وعدواناً، كما لوحظ في الفتوى أن مئذنة الجامع بارتفاعها مطلّة مباشرة على نوافذ دار آل الغريّب ممّا يجعل النسا داخلها عرضة لأنظار المؤذّنين، ولذا أشير في الفتوى بسدّ كوّتين في المئذنة تنفتحان لجهة الدار، كما توجّهت الفتوى بالحكم الشرعي الذي ينصّ على أن من حقّ أصحاب الاستدعا أن يتصرّفوا في حقهم وملكهم، وأن القبو الذي أقيمت عليه المئذنة هو ملكهم ولهم الحق في استرجاعه وإزالة المحراب والمئذنة والتصرف المطلق في ذلك. وقد حفظت سجلاّت المحكمة الشرعية بطرابلس نص هذه الفتوى؛ دون أن يعني ذلك فيما يبدو القيام بأي تغيير في واقع المكان سنة 1401هـ/1981م حيث تمت تسوية ملكية أرض الجامع نهائياً بحيث تحوّل القبو إلى دكاكين ومستودعات من طابقين بني الجامع فوقها، كما استُكمل بنا المئذنة التي يظهر بدنها الحجري اليوم داخل حرم الصلاة المؤلّف من قاعة واحدة تعلوه قبّة صغيرة فوق المحراب، وقد بُنيت جميعها بالإسمنت المسلّح، وقام بذلك الحاج عبد الجواد فارس شرف الدين؛ لذلك يُعرف الجامع أيضاً بجامع شرف الدين، وهو يخلو من أي عناصر جمالية أو زخرفية غير تلك الزخرفة التي تعلو باب المئذنة.

 

خالد تدمري

 

 

مراجع للاستزادة:

 محمد عبد السلام التدمري، مساجد ومدارس طرابلس الفيحا (دار الإيمان، طرابلس، لبنان 2003).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 426
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 40613577
اليوم : 143392