logo

logo

logo

logo

logo

أبو خليل القباني (بيت-)

ابو خليل قباني (بيت)

Abû Khalîl 'l Kabbânî (House-) - Abou Khalîl 'l Kabbânî (Maison-)



أبو خليل القباني (بيت -)

 

 

أبو خليل القباني هو أحمد أبو خليل بن محمد آغا بن حسين آغا آقبيق والمعروف بالقباني، يعدّ رائد المسرح الغنائي العربي، ولد في دمشق عام 7521هـ/3381م لأسرة دمشقية محافظة وأحد أجداده هو شادي بك آقبيق الذي بنى مدرسة الشابكية للعلوم الدينية بدمشق مع جامع كبير، وأوقف لهما أوقافاً مهمة في القنوات (الحي الدمشقي العريق)، وعرف بين العامة في عهده بالقبَّاني لأنه كان يـملك قبّان باب الجابية نسبة إلى القبابين التي كانت بذلك الزمان ملكاً لفريق من العائلات في كل حي من أحيا دمشق. وأبو خليل القباني هو عمّ لأبي الشاعر نزار قباني وعمّ لأمه أيضاً.

أبو خليل القباني

أعجب أبو خليل القباني في بداياته بالعروض التي كانت تقدّم في مقاهي دمشق - الحكواتي-، وكذلك التقى القباني مع الفرق التمثيلية التي كانت تمثل وتقدم العروض في مدرسة العازرية في منطقة باب توما بدمشق.

قدم القباني أول عرض مسرحي خاص به عام 1871م، وهي مسرحية "الشيخ وضاح ومصباح وقوت الأرواح"، ولاقى استحسان الناس وإقبالهم لحضور عروضه وحقق نجاحاً كبيراً ، وفي عام 1879م ألف أبو خليل القباني فرقته المسرحية، وقدم في سنواته الأولى نحو 40 عرضاً مسرحياً وغنائياً وتمثيليات منها "ناكر الجميل وهارون الرشيد وعايدة والشاه محمد وأنس الجليس". اضطر أبو خليل إلى الاستعانة بصبية لأدا دور الإناث في البداية مما استنكره المشايخ فشكوه إلى والي دمشق، ثم لاقى صعوبات عديدة في البداية، وتوقف عن عروضه المسرحية إلى حين عودة مدحت باشا إلى ولاية دمشق؛ حيث سهل له متابعة العمل المسرحي. واشتُهر القباني وعُدَّ مؤسس المسرح العربي.

بعد النجاح الكبير لعروض القباني ومسرحياته في دمشق سافر مع مجموعة ممثلين سوريين إلى مصر حاملاً معه عصر الازدهار للمسرح العربي، حيث أدى مسرحية "أنس الجليس" عام 1884م فاشتهر أكثر، واقتبس لاحقاً من الأدب الغربي قصصاً عن كورنيه  - Corneille الفرنسي، وقدم عروضاً مسرحية كثيرة منها مسرحيات عالمية. وعاد إلى دمشق     متابعاً مسيرته في ترسيخ أسس المسرح العربي، وقدم العديد من مسرحياته، وتتلمذ على يد القباني وفرقته المسرحية أهم أعلام المسرح العربي. وفي دمشق مازال المسرح المعروف باسمه "مسرح القباني" قائماً في أحد أحيا دمشق.

سافر إلى الأستانة وإلى الولايات المتحدة، وفي سنواته الأخيرة دوّن أبو خليل القباني مذكّراته، وتوفي في دمشق عام 0231هـ/1903م تاركا إرثاً مهماً يعدّ الأساس لانطلاقة المسرح العربي.

الموقع العام وطريق الوصول لبيت أبي خليل القباني في منطقة المزة ـ كيوان

يقع بيته في مدينة دمشق في منطقة المزة على العقار رقم 2987 مزة كيوان، إلى الشمال من المدينة الجامعية، بالقرب من بيت السادات، وبيت الغزاوي (مديرية سياحة دمشق حالياً) جنوبي منطقة كيوان الخضرا .

بقي منه اليوم أجزا كافية لتدل على معالمه الرئيسية، وهو بيت صغير المساحة نسبياً تدل أطلاله على أن عدد فراغاته لم يكن يتجاوز الستة فراغات، ويمكن تقدير مساحته بما لا يتجاوز (200)م2، والمؤشرات كافة تدل على أنه كان مؤلفاً من طابق واحد فقط.

المسقط الأفقي لبيت أبي خليل القباني

يتم الدخول إلى البيت من عدة أبواب، حيث تحتوي كل واجهة من واجهاته على باب إلا أن المدخل الرئيسي وبحسب توزيع البيت المعماري هو المدخل الكائن في واجهته الشرقية التي لا تتضمن أيّ فتحة سوى هذا المدخل المعقود الذي يفضي إلى موزع يؤدي إلى فراغات البيت ويحيط بالمدخل إطار من الحجر البازلتي، وساكف ذو زينة بسيطة وهو من البازلت الأسود أيضاً.

تحتوي الواجهة الغربية المقابلة على مدخل مناظر للسابق، إلا أن هذه الواجهة تزيد على الشرقية بوجود نافذة لم يبق منها كما المدخل سوى آثار مكان وجودهما.

تحتوي الواجهة الجنوبية على مدخلين معقودين لكل منهما إطار حجري من الحجر الكلسي الأبيض ومن دون سواكف، وتتضمن الواجهة كذلك أربع نوافذ علوية مربعة الشكل.

لقطة لبيت أبي خليل القباني من فوق سطح بيت السادات من الجنوب للشمال

أما الواجهة الشمالية والمطلة على الجرف فتحتوي على نافذتين معقودتين، وهذه الواجهة تطل من خلال فتحة كبيرة على أرض كيوان؛ وهي مقابلة للمدخل الكائن في الواجهة الجنوبية، إضافة إلى وجود فراغ في الجهة الغربية من البيت ينفتح بكامله على الشمال بسبب عدم وجود جدار شمالي له؛ أشبه ما يكون بإيوان البيت الدمشقي التقليدي الذي ينفتح بالكامل على الشمال. إلا أن بقايا عناصر معمارية كالموقد وأجزا من مكونات منطقة الخدمات تتوضع على الجدار الجنوبي لهذا القسم مما يشير إلى وجود غرف للخدمات.

جدران البيت الخارجية مبنيةً من الحجر غير المشذب (الدبش) مع مونة طينية رابطة، واستُخدم الحجر المنحوت المنتطم في إطارات الأبواب والنوافذ القوسية الشكل وزوايا جدران البيت الخارجية، أما الجدران الداخلية فهي مبنية من اللبن ومن الهيكل الخشبي (البغدادي)، ومادة إكسا الجدران الداخلية والخارجية هي الطينة الحمرا التقليدية المقواة بالقش، والطبقة النهائية الخارجية لإكسا الجدران الداخلية هي الكلسة العربية التقليدية.

بقايا الأسقف تدل على أنها كانت مبنية من الجوائز الخشبية من جذوع الأشجار التي ترتكز على مخدات خشبية ضمن الجدران؛ تعلوها طبقة من الدفوف الخشبية، تليها طبقة البلة (طبقة من التراب المخلوط بالقش والكلس والرماد تكون مرصوصة جيداً وخالية من الحجارة والحصى) مع طبقة من المونة التقليدية أساسها الكلس كطبقة نهائية للسطح.

وتم إقرار مشروع التأهيل باشتراط الحفاظ على القيمة الأثرية والتاريخية للبيت وعناصره كافة، وترميم أجزائه وإعادة بنا ما فقد منها بمواد البنا نفسها والأسلوب التقليدي الأصلي للبيت، وقد تضمن مقترح التوظيف استخدام البيت بوظيفة ثقافية (متحف التراث المسرحي لأبي خليل القباني) متضمناً ركناً يستخدم متحفاً لعرض بعض المقتنيات الشخصية للقباني، وكذلك مكتبة تتضمن كتباً ومراجع ذات صلة بالقباني وبالمسرح، وتنفيذ مسرح في الهوا الطلق ضمن الفراغ الممتد في الجهة الغربية من البيت - تمثل فيه البروفات المسرحية التي تعكس أعمال صاحب البيت وتراثه - مع ملحقاته من خدمات ترفيهية ووظيفية (استراحة، كافيتريا، إدارة، خدمات صحية)، كما تضمنت الدراسة تأهيل الموقع المحيط وتخديمه بمواقف السيارات المناسبة وعناصر الإضا ة وغيرها.

 

أحمد الدالي

 

 

مراجع للاستزادة:

 - خير الدين الزركلي، الأعلام، ج1، ط 15 ( دار العلم للملايين، بيروت 2002).

-  مشروع ترميم بيت " أبو" خليل القباني، (مؤسسة التراث والعمارة، دمشق، 2009).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 99
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1108
الكل : 40600119
اليوم : 129934