أراغون الحافظية (تربة-)

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

أراغون الحافظية (تربة-)

اراغون حافظيه (تربه)

Araghûn' l Hâfiziyya (Cemetery-) - Aragôn' l Hâfiziyya (Cimetière-)

تقع تربة أراغون الحافظية حالياً في الميسات قرب المزرعة، في مدينة دمشق، ولا توجد أي لوحة على الجدران تعرّف بهذه التربة، وقد بنتها خاتون أراغون الحافظية التي توفيت سنة 648هـ/1250م.

ويذكر في تاريخ عمارتها أنها تقع قبلي جسر كحيل وشمالي تربة القيمرية بدرب الصالحية الشبلي؛ إذ كانت بستاناً للنجيب ياقوت خادم تاج الدين الكندي، فاشترته أراغون الحافظية. قال ابن كثير في سنة ثمان وأربعين وستمئة: وفيها كانت وفاة الخاتون أراغون الحافظية؛ سميت بالحافظية لخدمتها وتربيتها للحافظ صاحب قلعة جعبر، وكانت امرأة عاقلة مدبرة، عمرت دهراً، ولها أموال جزيلة عظيمة وهي التي كانت تصلح الأطعمة للمغيث عمر بن الصالح أيوب، فصادرها الصالح إسماعيل، وأخذ منها أربعمئة صندوق من المال، وقد وقفت دارها بدمشق على خدامها، واشترت بستان النجيب ياقوت الذي كان خادم الشيخ تاج الدين الكندي، وجعلت فيه تربة ومسجداً، ووقفت عليهما أوقافاً جيدة.

المسقط الأفقي لتربة أراغون الحافظية

تتكون التربة الحافظية الآن من مدخل يفضي إلى دهليز يؤدي إلى ساحة سماوية إضافة إلى مصلى (حرم) وإيوان وغرفة وقبة الدفن.

يتم الدخول إلى التربة الحافظية عبر بوابة تتوضع على الواجهة الغربية للبنا ، وهي تجويف مستطيل الشكل تعلوه قبوة، تتكون من جسم منحنٍ مشكل من حنيات أسطوانية تنتهي بتكوين على شكل الصدفة، تستند هذه القبوة إلى صف من المقرنصات تأخذ شكل محاريب ذات أقواس مدببة.

الموقع العام لتربة أراغون الحافظية

يفضي باب الدخول إلى دهليز منكسر سقف الجز الأول منه قبوة متصالبة صغيرة تتصل بقبوة نصف أسطوانية. يوصل هذا الدهليز إلى الساحة السماوية ذات الشكل المستطيل بأبعاد 6.5×5م تقريباً، تتوسطها بركة ما صغيرة مربعة الشكل جا ت على نمط البحرات الأيوبية. يطل على الساحة السماوية من الجهة الجنوبية المصلى أو الحرم، وهو مستطيل تبلغ أبعاده 4.25×7.5م، ذو سقف أفقي من البيتون، ومازالت المكونات القوسية التي كانت تحمل القبوة المتصالبة موجودة في عناصره الإنشائية. للحرم نافذتان؛ الأولى تطل على الواجهة الغربية تميل بزاوية عن جسم الجدار الغربي للحرم، والثانية تطل على الواجهة الشرقية، وهي عمودية على جسم الجدار. ينفتح الحرم على الساحة السماوية من خلال قوس حجرية عريضة وفتحة تتوضع بجوارها من الجهة الغربية. أما جدار القبلة فيتوسطه محراب بسيط يبرز قليلاً عن حدود الجدار القبلي من الجهة الخارجية. يوجد في الزاوية الشمالية الشرقية للساحة المكشوفة غرفة صغيرة يلاصقها من الجهة الغربية إيوان صغير مغطى بقبوة أسطوانية، ويفتح على الساحة بقوس حجرية. يتصل فراغ الإيوان من خلال باب في زاويته الشمالية الغربية بقبة التربة التي تتكون من فراغ ذي مسقط مربع، وتتوضع على جداريها الشرقي والغربي نافذتان. ويتوضع المحراب على الضلع الجنوبية بجوار باب الدخول. أما الضلع الجنوبية للمدفن فتتوسطها دخلة جدارية. أما القبر فما زالت آثاره موجودة، وهي ذات شكل مستطيل بأبعاد 3.5×1.25م. وفراغ التربة مغطى بقبة محمولة على حنيات ركنية في زواياها الأربع، تستند إلى هذه الحنيات رقبة مثمنة الشكل، وتتوضع على أضلاعها الموازية للجدران نوافذ مزدوجة ضمن قوس حجرية غائرة.

مقطع طولي يمر بالتربة والصحن والحرم

إن ما يميز هذا البنا من الناحية المعمارية هو انتماؤه للطراز الأيوبي، فهو ذو عمارة بسيطة، لذلك جا ت الواجهات من مداميك الحجر الكلسي القاسي يتخلله - فوق سواكف النوافذ - مدماك من الحجر الأصفر الكلسي، وتنتهي الواجهات بإفريز بارز عن سمت الواجهة.

الواجهة الغربية للتربة (الرئيسية)

تعرض البنا لمجموعة من أعمال الترميم والتأهيل، ولعل أهم هذه الأعمال وأشملها هو التجربة الفريدة والمتمثلة بنقل البنا على نحو كامل بسبب شق الطريق المؤدي إلى ساحة الميسات حيث تعارض موقع البنا مع الطريق المصدق في المصور العام لمدينة دمشق، وذلك في الستينيّات من القرن العشرين. إن عمليات نقل البنا - على الرغم من محافظتها على مخطط المدرسة ومكوناتها- قد أضافت عناصر إنشائية ومعمارية إلى مكونات البنا الأصلي، وقد صارت هذه التربة اليوم مقراً للجمعية الجغرافية.

موفق دغمان

مراجع للاستزادة:

- عبد القادر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس (لبنان 1990).