logo

logo

logo

logo

logo

الأسدي (خير الدين-)

اسدي (خير دين)

Al-Asadî (Khayr'l-Dîn-) - Al-Asadî (Khayr'l-Dîn-)



الأسدي (خير الدين -)

(1318- 1390هـ/1900- 1971م)

 

 

محمد خير الدين بن عمر أرسلان، علاّمة حلب ومؤرّخها، عاش فيها ومات فيها فقيراً معدماً. ولد في حي الجلّوم بحلب لأب كان مدرساً في المدرسة الخسروية وأم تدعى أسما الشمّاع. درس على يد كبار العلما في حلب مثل الشيخ محمد الزرقا والشيخ محمد الحنيفي والشيخ بشير الغزي ووالده الشيخ عمر وآخرين. تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة "شمس المعارف" ثم انتقل إلى المدرسة العثمانية حيث انتقل والده الذي أراده أن يكون عالماً في الدين، وكانت لخير الدين طموحات أخرى، فترك المدارس والدروس من دون الحصول على مؤهلات دراسيّة أو شهادات علميّة.

مارس التدريس للمرة الأولى في المدرسة العربية الإسلامية في عهد الأمير فيصل الأول سنة 1336هـ/1918م، ثم انتقل إلى المدرسة الشرقية ثم إلى الكلية الفاروقية. كما درّس في مدارس "الهايكازيان" الأرمنية والمعهد العربي الفرنسي وإعدادية الحكمة، ثم مدرسة اللاييك أو المدرسة الفرنسية العلمانية.

عاش الأسدي عزباً طوال حياته، وكانت داره الكائنة في حي الشيخ طه بحلب متحفاً للفنون الجميلة بما فيها من لوحات وتحفٍ أثرية وفنيّة تضم آلاف الصور النادرة لحلب ورجالاتها وأحداثها على مدى خمسين عاماً.

أحب الأسدي اللغة العربيّة كما أحب حلب، فكانت مؤلفاته لا تخرج عنهما، ومن مؤلفاته: كتاب "البيان والبديع" و"أيس وليس"؛ وهو كتاب لغوي غاية في الأهمية والمعنى والأصالة، و"حلب: الجانب اللغوي من الكلمة" وقد بحث فيه أصل الكلمة وأسما حلب الأخرى والمذاهب في تسميتها ومن بناها، و"يا ليل" بحث فيه عن أصل الكلمة والمذاهب المتعددة فيها.

على أن قمّة مؤلفاته إنما هي "موسوعة حلب المقارنة"، وهي عمل فريد لم يسبق إليه على الإطلاق؛ لا في سورية ولا في بلاد الشام، فقد جمع في هذه الموسوعة كل ما يتصل بلهجة حلب المحليّة؛ وما يؤمن به أهل حلب من معتقدات وأفكار وأوهام وخرافات وحكايات وأشعار وأناشيد وأمثال وأغنيات ونوادر وأهازيج وعادات، كما ذكر فيها الملابس والمأكولات والأحيا وما يحيط بحلب من بلدان ومواقع وما فيها من الأسر والأعيان.

وفيما يخص الخطط والآثار ذكر في موسوعته جميع أحيا حلب وريفها وبيّن سبب التسمية، فهو يذكر مثلاً تحت كلمة "ساحة": ساحة بزّة في حلب، ويشرح كل ما قيل فيها وفي سبب تسميتها شرحاً مسهباً وافياً، ثم يتحدث عن ساحة "التنانير" ويقول إنه كانت فيها تنانير الكلس وكذلك يفعل في ساحة الحطب وساحة حمد وساحة الملح. وكتب تحت كلمة: "سمع" ترجمةً لسمعان العمودي وتحدث عن العمود الذي عبد الله عليه، وعن دير سمعان وقلعة سمعان.

والحديث عن ذلك يطول، ولو استلّت المادة التاريخية والأثرية من هذه الموسوعة وطبعت على حدة؛ لكانت مصدراً من أهم المصادر التاريخية عن حلب، ولو أُخِذ في عين الحسبان أن عشرات الأحيا والأزقة في مدينة دمشق لا يعرف الكثيرون معانيها وسبب تسميتها لظهر جلياً أهمية العمل الحضاري الذي خدم به الأسدي مدينة الشهبا العريقة، وهو ما لا يوجد له مثيل في دمشق أو غيرها من مدن سورية العريقة.

وقد طبع الكتاب بتحقيق محمد كمال بين سنة 1981و 1988م وصدر في سبعة مجلدات، فكان درّة في جبين حلب.

وفي السنة الأخيرة من حياته كثرت عليه الهموم والأمراض، فنقل إلى "دار العجزة" التي كانت تسمى "مستشفى المبرَّة" حيث وافاه الأجل، ودفن في مقبرة الصّالحين.

وفي سنة 1404هـ/1983م منحه الرئيس الراحل حافظ الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى وأمر بإطلاق اسمه على أكبر شارع في حلب، وعلى أشهر مدرسة فيها.

 

أكرم العلبي

 

 

مراجع للاستزادة:

- عامر رشيد المبيّض، مئة أوائل من حلب (دار القلم، حلب 2004).

- عبد الفتاح روّاس، مقدمة كتاب أحيا حلب وأسواقها للأسدي (وزارة الثقافة، دمشق 1984).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : أعلام
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 390
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40582190
اليوم : 112005