logo

logo

logo

logo

logo

أسعد باشا (خان -) /المعرة

اسعد باشا (خان ) /المعره

As'ad Pâshâ (Khân-) /Al-Maara - As'ad Pâshâ (Khân-) /Al-Maara



أسعد باشا (خان -)/ المعرة

 

 

يقع خان أسعد باشا في وسط مدينة المعرة في الجهة المقابلة  لخان مراد باشا (متحف المعرة الوطني)، والسراي الحكومي، وجامع المصري الذي يضم ضريح أحد التابعين من أحفاد الصحابي عمار بن ياسر.

ويعود تاريخ البنا إلى عام 1166هـ/1747م، وقد أمر ببنائه أسعد باشا العظم الذي ولد في المعرة  سنة 1113هـ/1701م، وأصبح والياً على حماة فدمشق فحلب، وله العديد من الآثار المعمارية المهمة في دمشق وطرابلس وغيرهما.

وللخان أهمية كبيرة لأنه يقع على طريق قافلة الحج الشامي، ويؤلف مع خان مراد باشا والأبنية المحيطة ذات الطراز العثماني نسيجاً معمارياً وتاريخياً متميزاً، وقد استخدم ثكنة عسكرية، ثم تحول إلى سوق لبيع الماشية، فمكتب دور للسيارات الشاحنة، فمقرٍ عسكريّ، ثم أخلي عام 1999م لتبادر المديرية العامة للآثار والمتاحف إلى وضع خطة لترميمه استمرت لمدة خمس سنوات .

المسقط الأفقي لخان أسعد باشا في المعرة
 
المسقط العمودي لخان أسعد باشا في المعرة

ويتميز الخان بطرازه العثماني، وبمساحته الواسعة، فقد أنشئ ليكون محطة واستراحة على طريق قافلة الحج الشامي، ولإيوا التجار والمسافرين والفقرا وأبنا السبيل، ونظراً لهذه الغاية الإنسانية شٌيّد البنا خالياً من الزخارف والتزيينات، وبأسلوب عمراني بسيط يشبه نمط بنا الخانات العثمانية الشائع آنذاك في سورية، ومازال الخان بحالةٍ إنشائية سليمة على الرغم من مرور عدة قرون على بنائه. وهو مربع الشكل وتبلغ مساحته 4225م2 وأبعاده 66* 65م، وتتوسط الواجهة الشمالية للخان بوابته الرئيسة الوحيدة للمبنى بعرض 3.15م، وهي على شكل إيوان كبير واسع يتقدم الباب، وفي وسطه مدخل تعلوه قنطرة تضم باباً كبيراً يتألف من مصراعين من الخشب يغلفهما صفائح معدنية لحمايته، وقد غرزت فيها مسامير تثبيت كبيرة الحجم وفي درفة الباب اليسرى أنشئ باب صغير(الخوخة) كان مخصصاً لدخول الأفراد ليلاً إلى الخان، وهذا هو الطراز الشائع لدى أبواب جميع الخانات العثمانية في سورية. وعلى جانبي المدخل مقعدان حجريان (مكسلتان) استعملا لاستراحة العابرين أو لمساعدة الحمّالين في تنزيل البضائع، وفي أعلى قنطرة المدخل ووسطها لوحة حجرية يحيط بها إطار من الحجر الرخامي الأسود ونقش فيها أربعة أبيات من الشعر تشير إلى تاريخ تشييد هذا الخان ونصه:

جـــزاك الله أسعد كل خير           

     وإسعافاً مع الفضل الجزيل

لِما بمعــــرةٍ شيّدت خاناً            

     تسـامى في الثنا عن المثيل

ثوابك عند رب العرش حقـا            

     أيا خدن الوزارة والقــبول

بناؤك مثــل طـولـــك            

     مطيل راســخ لابن السبيل

    1166هـ.

خان أسعد باشا في المعرة

وفوق الكتابة نقش بارز لدائرة مزخرفة بأشكال هندسية، تمثل مثلثات متداخلة ودائرتين متناظرتين على يمين الباب وشماله، عليهما زخارف هندسية أيضاً، وعلى الجانب الأيمن من المدخل غرفتان صغيرتان مسقوفتان بطريقة العقود المصلبة (الغمس)، وعلى الجانب الأيسر المقابل غرفة واحدة أكبر حجماً ومسقوفة بالطريقة نفسها وقد خصصت لسكن القائمين على الخان، ومراقبة الداخلين من خلال فتحتين في الجدار الخارجي للخان على شكل طلاقات.   

وللمبنى فسحة سماوية واسعة مرصوفة ببلاط حجري، يتوسطها مصلى صيفي أبعاده 10×10م يصعد إليه بثلاث درجات، ويحيط بهذه الفسحة أربع أضلاع تتكون من طابق واحد، باستثنا الضلع الشمالية الذي تتكون من طابقين، وتتألف الضلع الواحدة من صف من الغرف الجانبية كبيرة الحجم على شكل قاعات مستطيلة مسقوفة بطريقة العقود المصلبة (الغمس) ترتكز على دعائم حجرية، وقد أعدت هذه الأضلاع لمبيت الدواب، حيث تظهر بعض البروزات الحجرية في الركائز على شكل حلقات للربط، وفي كل ضلع قسم مخصص لخيول القوافل التجارية، وقسم آخر للدواب التي تأنف الخيول المبيت معها في الإسطبل نفسه.

ولهذه الغرف جدران سميكة، تتألف من حبتين من الحجر المقصب، والمشغولة يدوياً، وهي ذات أبعاد واحدة، بينهما حشوة سميكة من الطين والحجارة الغشيمة، ومن الداخل استخدمت حجارة غير متناسقة صغيرة الحجم بد اً من أعلى النوافذ لتشكل العقود والسقف، وقد استخدمت ركائز حجرية كبيرة الحجم سقفت بعقود مصلبة (الغمس). ولكل قاعة ست نوافذ مفتوحة نحو الخارج، ومثلها نحو الداخل ولكل ضلع مدخلان نحو صحن الخان، وهي ذات أبعاد واحدة، وقد استخدم الحجر المنحوت في جميع إطاراتها، ولجميع النوافذ حمايات معدنية مثبتة، ويحاذي الأضلع من الداخل رواق يقوم على عشرة عقود مدببة ترتكز على دعائم حجرية، يربط بينها مصاطب ترتفع عن مستوى أرض الخان لتكون مكاناً لراحة  المسافرين وجلوسهم، ماعدا الركن الشمالي الشرقي؛ حيث أنشئت غرفة مستطيلة الشكل لتكون مطبخاً لإطعام النزلا ، ووضعت لها ثلاث فتحات في السقف للتهوية وتصاعد أبخرة الطعام.

مدخل الخان

أما الطابق الثاني في الضلع الشمالية للخان؛ فيُصعد إليه بدرج حجري مسقوف، وهو يتكون من إيوان كبير له قنطرة يشرف على صحن الخان، وعلى جانبيه صفان من الغرف ثلاث على اليمين واثنتان إلى الشمال، وقد سقفت بطريقة الطي السريري ليقيم فيها كبار الموظفين وربما التجار، وفي الركن الشمالي الشرقي على السطح شيدت غرفة صغيرة الحجم، أبعادها 3×3م وبارتفاع مترين، لها فتحات جانبية أعدت للمراقبة وحراسة الخان.

ويبدو أن جميع حجارة الخان أحضرت من مقالع حجرية قريبة من المدينة يوجد فيها الحجر الكلسي الطري، وقد استخدم الحجر المشغول على كامل واجهات المبنى الخارجية والداخلية ومعظم الأجزا السفلى للمبنى وأرضية الأجنحة والباحة السماوية، باستثنا عقود الغمس والسقوف فقد كانت من الحجر الغشيم والطين المطلي بالكلس. وزودت جميع فراغات الطابق الأول بنوافذ ذات مساحة كبيرة تمت حمايتها بحمايات معدنية، وأما نوافذ الطابق الثاني فكانت أصغر حجماً، وما يميز سقف القاعات ميولها الشديدة ووجود مزاريب حجرية منحوتة تعلو قناطر الرواق الداخلي.

ولابد من الإشارة إلى أن للخان أوقافاً متعددة، عرف منها خمس دور، وخمسة محلات ومقهى قديم تحول إلى محل تجاري. وما تزال هذه المحلات مشغولة إلى هذا اليوم وتعود ملكية المبنى إلى الأوقاف، وتقوم المديرية العامة للآثار والمتاحف بعد الانتها من ترميم الخان بإعادة توظيفه على النحو الذي يتناسب مع الغاية التي أنشئ من أجلها، وطبيعة البنا التاريخية والأثرية.

 

غازي علولو

 

 

مراجع للاستزادة:

- عبد القادر الريحاوي، العمارة العربية في سورية ماضيها وحاضرها ومستقبلها (وزراة الثقافة، دمشق 1979).

- غزوان ياغي، «خانات الشام مقاصد التجار»، الباحثون العدد 31، ص74-81، 0102.

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 423
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1098
الكل : 40562584
اليوم : 92399