logo

logo

logo

logo

logo

أشنونا

اشنونا

Eshnunna -

إشنونّا

 

   
تماثيل لمتعبدين عثر عليها في معبد "أبو"
يعود تاريخها إلى نحو 2700ق.م

تقع إشنونّا Eshnunna (تل أسمر حالياً) في منطقة ديالى إلى الشمال الشرقي من بغداد. وتعد من المدن المهمة في وادي الرافدين خلال عصر فجر السلالات والعصر البابلي القديم. بدأت التنقيبات في موقع هذه المدينة من عام 1930م حتى عام 1936م بإشراف المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو. سُكنت المدينة على نحو مستمر منذ نهاية الألف الرابع ق.م، وأصبحت العاصمة المحلية لمملكة حملت اسمها خلال عصر سلالة أور الثالثة والعصر البابلي القديم (2065-1762ق.م). تمركز استيطان الألف الثالث (3000-2350ق.م) في الجز الشمالي الغربي من الموقع حيث بُني معبد أبو الذي اشتهر بالتماثيل المكتشفة فيه، ويعود تاريخ مباني الجز الجنوبي من المدينة إلى أواخر الألف الثالث وبداية الألف الثاني ق.م. فهنا شيّد ملوك سلالات أكاد وأور وإيسن- لارسا معابدهم وقصورهم.

امتدت المدينة على مساحة تزيد على 100 هكتار، وكانت محاطة بأسوار تنتظم بداخلها الأحيا السكنية والشوارع والمباني العامة مثل القصور والمعابد فضلاً عن المشاغل الحرفية. ومن أبرز البقايا المعمارية المكتشفة فيها أسوار من الألفين الثالث والثاني ق.م، والقصر الشمالي والبيوت الخاصة من الألف الثالث ق.م، وأبنية في وسط التل من عصر سلالة أور الثالثة وعصر إيسن- لارسا، وقصر في جنوبي المدينة مؤرخ من بداية الألف الثاني ومعبد أبو الذي يحتوي على عدة مستويات من البنا يتميز كل منها بمخطط مختلف. يمثل التطور العمراني في إشنونا نقلة نوعية في تاريخ بلاد الرافدين، فبعد أن كان المعبد هو المركز الأساسي في المدينة ظهر القصر إلى جانبه وأصبحا المركزين الأساسيين في المدينة، مما يعبر عن درجة من فصل السلطة الدينية عن السلطة المدنية.

من بين حكام إشنونا المشهورين إلوشو- إيليا Ilushu-Ilia (حكم نحو 2027ق.م) الذي حرّرها من حكم مملكة أور فأصبحت إحدى الممالك الأمورية المهمة في المنطقة. وسّع خلفاؤه، ومنهم بيلالاما Bilalama (في نحو 1980ق.م) مساحة المملكة وسيطروا على الطرق التجارية بين عيلام وبلاد بابل. في نحو 1900ق.م كانت إشنونا مملكة كبيرة تسيطر على كل مدن منطقة ديالى وبدأت توسّع نفوذها بد اً من 1850ق.م باتجاه الشمال والجنوب، ومنذ عهد إيبق- أدد الثاني Ipiq- Adad II حمل حكام إشنونّا لقب "ملك". من الملوك اللاحقين المعروفين: نارام- سين Naram- Sin (في نحو 1810ق.م)، الذي يحتمل أنه سيطر على مدينة أشنَكُّ Ashnakkum في منطقة مثلث الخابور. وقد حكم بعده ابنه، أو أخوه دَنُّم- تَخاز Dannum- takhaz  الذي قاد جيش إشنونّا في الهجوم على ماري في أثنا حكم يسمخ- أدّو بحسب ما يرد في ثلاث من رسائل ماري. وحينما توفي شمشي- أدد الأول، ملك بلاد آشور وأبو يسمخ- أدّو ملك ماري تمكن إبال- بي- أيل الثاني Ibal- pi- El II (حكم نحو 1779ق.م) من الاستيلا على مقاطعتي خَرب Kharbu  ويابلياYablia ، على الفرات أسفل ماري. لقد مثلت كل من إشنونّا وماري مملكتين فاصلتين بين المملكتين القويتين البابلية والآشورية. وفي غياب التحالف والدعم من مملكة آشور صارت هاتان المملكتان هدفاً لمملكة بابل التي دمرتهما خلال عشرين سنة من حكم ملكها القوي حمورابي [ر] (1792- 1750ق.م).

أخيراً تبرز أهمية إشنونّا في مجال نحت التماثيل. فقد عثر في المعبد المربع للإله أبو على مجموعة من التماثيل لرجال ونسا تتميز بالعيون الواسعة والأذرع المضمومة إلى الصدر. وتؤرخ هذه التماثيل - بحسب أسلوب نحتها- من عصر فجر السلالات الثاني. ومن خلال هذه التماثيل تظهر تأثيرات إشنونّا في ماري، إذ تجمع بين تماثيل كلا المدينتين بعض الخصائص الفنية الواضحة في نحت التماثيل. وفي مجال الكتابة استعملت ماري الرموز الكتابية نفسها المستعملة في إشنونّا. وفي العمارة السكنية يُلاحظ تشابه في تخطيط البيوت في ماري مع التخطيط المعروف في أشنونّا.

 

سوزان ديبو

 

 

مراجع للاستزادة:

- سيتون لويد، آثار العصر الحجري القديم حتى الغزو الفارسي، ترجمة: محمد طلب (دمشق 1992-1993).

- P. DELOUGAZ, H.-D. HILL And S. LIOYD, Private Houses and Graves in the Diyala Region, (Chicago, 1967).

- Wu YUHONG, A Political History of Eshnunna, Mari and Assyria during the Early Old Babylonian Period, (Changchun, 1994).

 

 

التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1101
الكل : 40554235
اليوم : 84050