logo

logo

logo

logo

logo

الأقصى (المسجد-)

اقصي (مسجد)

Al-a'qssa Mosque -

الأقصى (المسجد-)

 

 

يقع المسجد الأقصى إلى أقصى الجنوب من هضبة الحرم القدسي الشريف الواقع بدوره في الزاوية الجنوبية الشرقية لمدينة القدس بفلسطين، حيث يضم هذا الحرم في وسطه قبة الصخرة [ر]، إضافة إلى عشرات المباني الإسلامية المهمة التي ترجع إلى العهود الإسلامية المختلفة.

 

مخطط الحرم القدسي ومعالمه المعمارية

 

وتشير الروايـات التاريخية إلى أنه في موقع هذا المسـجد كان الخليفة عمر بن الخطابy (13-23هـ/634-644م) قد أمر ببنا أول جامع للمسلمين في القدس، وسمي بالجامع العمري الذي تميز بناؤه بالبساطة المتناهية. وتشير المصادر إلى أن هذا الجامع لم يصمد طويلاً أمام عوامل الطبيعة، وقد قام الخليفة عبد الملك بن مروان (65-86هـ/684-705م) ببنا المسجد الأقصى مكانه. وقد أشار المقدسي إلى أن الخليفة عبد الملك هو الذي قام بالبنا واستخدم لذلك أمهر البنائين والفنانين المحليين واستقدم العديد منهم من المناطق التي كانت على علاقة طيبة بالمسلمين. وهنالك بعض المصادر تشير إلى أن البنا تمّ في عهد الوليد بن عبد الملك (86-96هـ/705-715م)؛ إذ يعتمدون في ذلك على بعض أوراق البردي التي تمّ التعرف إليها، والتي تعود إلى فترة الوالي قرة بن شريك والي مصر (90-96هـ/708-714م) من قبل الوليد بن عبد الملك، وهذا ما يعتقده كريزول  Creswell، على حين يرجح لسترانج Le Strange أن ما تمّ في عهد الوليد هو مجرد إصلاح وصيانة للمسجد وليس بنا ً له، وأغلب الظن أن بقايا المسجد القديم (العمري) قد أدخلت في البنا . وقد أظهرت الدراسات أن المسجد كان في العصر الأموي مستطيل الشكل يحتل جدار القبلة الضلع الطويلة منه، وأن المحراب لم يكن في منتصف الجدار، وأن بلاطات المسجد الأقصى تتعامد مع جدار القبلة وليست موازية له، وأما المآذن المتصلة بالأقصى فقد أهملت المراجع الأولى ذكرها على الرغم من ترجيح وجودها زمن الأمويين، ويشير المؤرخ مجير الدين الحنبلي (ت 927هـ/1521م) إلى وجود أربع مآذن في زمانه موزعة في الحرم الشريف، وأنها تشغل الأماكن نفسها التي كانت تشغلها زمن بنا المسجد في عهد الخليفة عبد الملك. وكان يحفّ بالبلاطة الوسطى الرئيسية للحرم من كلا جانبيه الغربي والشرقي ثلاث بلاطات في كل جانب، موازية له وأقل ارتفاعاً منه. وللمسجد سبعة أبواب فتحت في واجهته الشمالية، حيث يؤدي كل منها إلى أحد أروقة المسجد. وعلى الرغم من أن المصادر لا تقدم وصفاً كافياً للمسجد الأقصى في ذلك العصر، وسوا كان من أمر ببنائه عبد الملك أم ابنه الوليد، فمن المؤكد أن الأمويين هم الذين بنوا المسجد الأقصى. وقد تم ترميم المسجد وتوسعته في العصور اللاحقة. ففي أواخر العصر الأموي تعرض الأقصى لزلزال عنيف تهدم على إثره جانبه الشرقي والغربي سنة 130هـ/747م، فأعاد الخليفة المنصور بنا ه وتوسعته سنة 154هـ/770م، ويذكر أنه أمر بقلع الذهب والفضة من أبواب المسجد وضربها دنانير أنفقت على عملية البنا ، وفي سنة 158هـ/747م تعرض المسجد لزلزال آخر وأعاد الخليفة المهدي بنا ه سنة 163هـ/779م، وبلغ عدد بلاطات المسجد في عهده خمس عشرة بلاطة، وهذا يعني إضافة أربع بلاطات على كل من جانبي البلاطة الرئيسية، وصار المسجد يشغل مساحة مستطيلة؛ فطول جدار القبلة نحو 130م، وامتداده من الشمال إلى الجنوب نحو 69م. وقد تعرض الأقصى في عصر الخلافة الفاطمية لكوارث طبيعية عدة كان أهمها زلزال سنة 405هـ/1015م الذي أدى إلى خراب كبير في المسجد، وقد عمل الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله (411-427هـ/1021-1036م) على بنا ما تهدم منه، وزار الرحالة ناصر خسرو المسجد الأقصى سنة 437هـ/1045م، وتحدث عن مساحته وعدد أعمدته وسقفه المغطى بالخشب والمحلى بالزخارف المحفورة وقبته الرائعة المزخرفة بالمينا، وذكر أن للمسجد خمسة عشر مدخلاً؛ خمسة في الضلع الشمالية وعشرة في الضلع الشرقية، وعندما احتل الصليبيون المسجد سنة 492هـ/1099م قاموا بتغيير معالمه واستخدموه لأغراضهم الخاصة منتهكين حرمته الدينية والتاريخية.

 

المسقط الأفقي للمسجد الأقصى

تمَّ تحرير بيت المقدس سنة 583هـ/1187م على يد صلاح الدين الأيوبي، وتم تطهير الأقصى من الصليبيين والشروع بترميمه وإعادته إلى سابق عهده. وأمر صلاح الدين بإحضار المنبر الخشبي الذي صنع في مدينة حلب في عهد السلطان نور الدين محمود بن زنكي ليكون بمنزلة تذكار لتحريره، وظل هذا المنبر قائماً فيه حتى سنة 1389هـ/1969م، عندما تم إحراقه على يد الصهيوني مايكل روهان، ولم يبقَ منه إلا قطعة صغيرة محفوظة اليوم في المتحف الإسلامي الواقع إلى الغرب من المسجد الأقصى، ويعود للملك المعظم عيسى الأيوبي الفضل في إعادة بنا المسجد الأقصى بصورته الحالية سنة 633هـ/1236م، ولاقى هذا المسجد بعد ذلك الاعتنا والاهتمام بترميمه وصيانته في العصر المملوكي والعثماني.

 

منظر عام للحرم القدسي

وقد كفلت نتائج الأعمال الأثرية التي أجراها هاملتون Hamilton في المسجد الأقصى في العقد الثالث من القرن 14هـ/20م تعرف بعض أقسام المخطط العام للمسجد في العصر الأموي، ويتضح من خلاله أن المسجد يتألف من بلاطة وسطى رئيسية تقوم على أعمدة رخامية تتجه من الشمال إلى الجنوب وفق مسافات متساوية، والرواق مغطى بجملون مصفح بالرصاص وينتهي بقبة في الطرف الجنوبي وصفت بأنها عظيمة الهيئة والمنظر، وهي كروية الشكل تقوم على أربع دعامات حجرية تعلوها أربعة عقود حجرية أيضاً، وتتألف من طبقتين على غرار قبة الصخرة المشرفة، وزينت من الداخل بالزخارف الفسيفسائية، وقد استبدلت أنواع من الرصاص بالصفائح النحاسية التي تغطيها من الخارج. وهناك بعض المصادر تشير إلى أنه لم تكن في المسجد بلاطة وسطى رئيسية متسعة تقوم عليها القبة، بل كانت البلاطة الوسطى مشابهة في مساحتها بقية البلاطات، وأن عملية توسعتها وإقامة القبة فوقها قد جرت في الفترة العباسية المبكرة، كما بينت الدراسات أن أرضية المسجد في العصر الأموي تبعد نحو 80سم عن الأرضية الحالية، وأنها كانت مغطاة بألواح الرخام، وتمتد إلى خلف جدار المسجد الشرقي الحالي، كذلك الجدار الشمالي الذي كشف عن جز منه يبعد مسافة 19م عن الجدار الشمالي الحالي.

 

الواجهة الجنوبية للمسجد الأقصى

أما الوصف المعماري للمسجد الأقصى اليوم فهو مساحة مستطيلة تمتد ضلعها الطويلة جهة الشمال بطول 80م وعرض 55م، مقسومة لسبع بلاطات، أوسطها أكثرها عرضاً تنتهي جهة الجنوب بقبة ضخمة محمولة على أربع دعامات حجرية ضخمة، ويغطي باقي هذه البلاطة الرئيسية سقف جملوني مصفح بألواح الرصاص، أما البلاطات الجانبية فقد غطيت بأسقف موازية أقل ارتفاعاً، وجميع هذه البلاطات محمول على 53 عموداً بينها 49 دعامة حجرية يرتفع كل منها 5م.

 

المسجد الأقصى من الجهة الشمالية

ويفتح في الواجهة الرئيسية الشمالية للمسجد سبعة أبواب، أوسطها أكبرها، ويؤدي كل منها إلى إحدى البلاطات السبع التي يتألف منها المسجد، ويتقدم هذه الواجهة رواق يتألف من سبعة عقود محمولة على دعامات حجرية، وفتح اليوم بابان؛ واحد بالواجهة الشرقية وآخر بالواجهة الغربية لتسهيل الدخول والخروج للمسجد.

 

حرم المسجد الأقصى وواجهته القبلية

ويطلق اليوم أهل القدس على المسجد الأقصى اسم المسجد الجنوبي تحاشياً للخلط المتعمد الذي يثيره الصهاينة بين اسم المسجد الأقصى كما ورد في حديث الرسولr والذي يقصد به الإشارة إلى كامل هضبة الحرم القدسي الشريف وبين هذا المسجد موضوع البحث. وما يزال المسجد الأقصى يتعرض لمحاولة الاعتدا عليه من الكيان الصهيوني وحفر الأنفاق تحت بنائه بحجة البحث عن الهيكل المزعوم؛ ما قد يؤدي إلى تهديم المسجد أو انهياره إذا لم يتم تدارك ذلك.

 

عبد الكريم العلي

 

 

مراجع للاستزادة:

- المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر (بيروت 1970).

- البلاذري، فتوح البلدان (القاهرة 1959).

- فكري أحمد، مساجد القاهرة ومدارسها (مصر 1961).

- ناصر خسرو، سفرنامة، ترجمة يحيى الخشاب (بيروت 1970).

 

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1112
الكل : 40579011
اليوم : 108826