الموسوعة العربية

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

الإزار

ازار

Skirting - Plinthe

الإزار

الأَزْرُ في اللغة هو الإِحاطَةُ، والقُوَّةُ، أزر الرجل "بفتحتين" أزراً: ألبسه الإزار، وأزر السياج بالبستان: أحاط به، وجمعُ الإِزارِ أُزُرٌ، وهو ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن، ويلصق بأسفل الحائط للتقوية أو الصيانة أو الزينة ومنه قولهم أزر الحائط بتشديد الزاى وفتحها.

نموذج للإزارات الخشبية في إحدى قاعات القصور الإسلامية

نموذج للإزارات الرخامية البديعة التكوين في العمارة الإسلامية

الإزار Skirting في العمارة الإسلامية هو جز متمم للأسقف الخشبية حيث يحيط بأسفلها بهدف تثبيتها من جهة وتغطية الجز الفاصل بينه وبين الجدار وتجميله من جهة أخرى، وقد عرف استخدام الإزار في العمارة الإسلامية مبكراً ثم كثر استخدامه في العمائر المملوكية في مصر وبلاد الشام، وكان يعمل من ألواح خشبية رقيقة يعرف الواحد منها في مصر "بالفرخ الشامي"، وهي ألواح من خشب الحور الرقيق تصنع من لب الخشب مثل ألواح الأبلكاش (المعروف اليوم باسم اللاتيه)، ويتفاوت سمك الواحد منها بين سنتيمتر واحد ونصف سنتمتر، ويبدو أن صناعة هذه الألواح كانت من ابتكار الصناع والحرفيين الشاميين فنسبت إليهم، وكان من المعتاد أن تثبت هذه الفروخ على دعائم خشبية تسمى عند أهل الصنعة بـ"الجِمال".

غالباً كانت نهاية الإزار من الأسفل عبارة عن مقرنصات [ر. المقرنص] من حطتين أو أكثر، وتزين أجزا ه زخارف نباتية وهندسية وكتابية لبعض الآيات القرآنية أو الأبيات الشعرية أو العبارات الدعائية أو المأثورات العربية التي كانت تكتب بخط الطومار الكبير، وتبدأ عادة بالبسملة وتنتهي بتاريخ الإنشا ، وتعمل بارزة من الجبس المغرق بالذهب على أرضية مدهونة باللازورد المعدني، تتخللها أحياناً بعض فواصل زخرفية على هيئة صرر أو جامات دائرية أو بيضاوية؛ أو مقرنصات من عدة حطات تعرف في المصطلح الحرفي بالمقرنصات الوسطانية، وتحاط هذه الكتابات غالباً بزخرفة على شكل ضفيرة متشابكة، أما زواياه فكانت في الغالب مقرنصات ركنية ذات ذيول أو أرجل هابطة مقرنصة، وكثيراً ما كانت تتخلله أشكال الرنوك [ر. الرنك] أو شعارات المنشئين الذين قاموا بطلب بنا هذه العمائر، وأحياناً يكون الإزار خشبياً قليل العرض بسيطاً خالياً من الزخارف وفي بعض الأحيان كانت تصنع من الجبس.

كما تستخدم كلمة الإزار في العمارة لتشير إلى التكسيات الجدارية المختلفة التي تلتف بشكل أشرطة حول الواجهات والجدران أو البوائك أو العقود وتحتوي على زخارف لأشكال هندسية متداخلة ومتشابكة وأخرى نباتية تمتد بشكل عروق وأغصان دائرية وملتفة، وقد تحتوي على أسما الأمرا والملوك والسلاطين والولاة، وأحياناً على اسم المعمار أو على اسم الشائد المشرف على العمارة؛ إضافة إلى تاريخ التشييد مكتوباً باليوم والشهر والسنة.

وإضافة إلى الخشب قد تأتي هذه التكسيات من الرخام أو الجص أو الخزف أو غير ذلك، وقد تكون أيضاً من مادة البنا نفسها بارزة عن الجدار أو غائرة فيه، وتأخذ شكلاً هندسياً مستطيلاً أو مربعاً وتحتل مكاناً مختاراً في الحائط، أو تأتي على هيئة شريط عريض يحيط بأسفل الجدار أو بأعلاه من داخل البنا أو خارجه.

ويؤدي هذا الإزار - إلى جانب وظيفته المعمارية في تقوية الجدران وزيادة تماسكها - وظيفة جمالية يخفف بوساطتها من تأثير العلو والارتفاع إلى زيادة الأفقية في الجدران؛ وإلى التقابل بين الضو والظل من خلال البروز أو الغور الموجود فيه، مما يوحي بتخفيف وزن الكتل وزيادة المسطحات ويزيد التأثير الجمالي للإزار إذا ما عمل من مادة تختلف عن مادة الجدار القائم عليه؛ ولاسيما عندما تكون هذه المادة غنية بالزخارف المفرغة أو المتعددة الألوان.

غزوان ياغي

مراجع للاستزادة:

- غزوان ياغي، المعالم الأثرية للحضارة الإسلامية في سوريا، ط1 (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الرباط 2011).

- عاصم محمد رزق، معجم مصطلحات العمارة والفنون الإسلامية (مكتبة مدبولي، القاهرة 2000).