logo

logo

logo

logo

logo

الأديرة الثلاثة

اديره ثلاثه

The three deirs - Les trois deirs

الأديرة الثلاثة

إبراهيم عميري

الدير الشمالي

الدير الوسطاني

الدير الجنوبي

 

هي ثلاثة أبنية متباعدة عن بعضها، تقع على أطراف بادية ريف دمشق، إلى الشرق من دمشق نحو50 كم، وشرق حران العواميد نحو20كم، ويمكن الوصول إلي الدير الجنوبي (أو القبلي) عبر الطريق المعبد من حران العواميد إلى جبل دكوة، وإلى شمال الدير الجنوبي نحو 3 كم يقع الدير الوسطاني، وإلى شماله نحو 4 كم يقع الدير الشمالي.

كان الدير الجنوبي إحدى المحطات الواقعة على الطريق القديم في العصر الروماني المتجه من دمشق شرقاً إلى الصفا؛ مروراً بالغسولة وحران العواميد والدير الجنوبي إلى جبل دكوة ومن ثم إلى جبل أسيس.

ولا يمكن معرفة تاريخ بنا هذه الأديرة بدقة؛ لكن طراز بنائها يشير على الأغلب إلى أواخر العصر الروماني وبدايات العصر البيزنطي، وعلى الأغلب أنشئت لتكون حصوناً ومحطات على أطراف البادية لحماية مدينة دمشق وغوطتها الشرقية من الجهة الشرقية، وربما استخدمت لاحقاً في العصر البيزنطي من بعض الرهبان الذين استقروا فيها بسبب عزلتها وبعدها النسبي عن العمران

زارها في عام 1899 رينيه دوسو R. Dussaud ووصفها وصفاً مقتضباً في كتابه "رحلة إلى الصفا وجبل الدروز"، كما صورها الأب بوادبار Poidebard في الثلاثينيات من القرن الماضي ونشرها في كتابه "أثر روما في صحرا سورية"، وزارها علي أبو عساف عام 1982 ووصفها في تقرير غير منشور. ومن خلال الصور والأوصاف القديمة وبعض المخططات غير الدقيقة  ومقارنتها بالواقع الحالي؛ يبدو حجم الدمار الهائل والتخريب الذي أصابها، مع أنها سجلت ضمن المواقع الأثرية في ريف دمشق منذ عام 1982.

أولاً- الدير الشمالي

بني على هضبة صخرية بازلتية مائلة متشققة بشكل يوحي كأنها بلاط مرصوف، ومخطط المبنى مربع في كل زاوية منه برج دائري ما عدا الزاوية الشمالية الشرقية فبرجها مربع (ذكر دوسو أنها كلها مربعة ما عدا واحداً في الغرب؟)، يقع بابه في الجهة الجنوبية، وتشير البقايا إلى أنه كان مؤلفاً من درفتين حجريتين، وساكف الباب مؤلف من ثلاثة أحجار فوقها قوس عتيق، ويذكر دوسو أنه رأى على يسار المدخل كتابة عربية غير مقرو ة، في حين يذكر أبو عساف أنه لم يجد أي كتابات في المبنى، وفي الداخل عدة قاعات متهدمة في الجهة الشرقية من الباحة.

بني هذا الدير من الحجارة البازلتية غير المنحوتة، ويذكر دوسو وجود طرازين في البنا أحدهما منتظم بحجارة متوسطة الحجم من دون مونة، والآخر باستخدام مونة سميكة، كما يذكر أنه شاهد ساكفاً أبيض جميلاً من الحجر الجصي ملقى على الأرض.

أما حالياً فيمكن مشاهدة بقايا البرج الشمالي الشرقي وأجزا من الجدارين الشمالي والشرقي، والجدار الجنوبي الذي يضم البوابة الرئيسة، ولكن الجدار الغربي متهدم كلياً، والصالات المذكورة متهدمة كلها وتشكل أكواماً من الحجارة.

ثانياً- الدير الوسطاني

بني من الحجارة البازلتية بشكل مشابه للدير الشمالي على هضبة بازلتية صغيرة، ومخططه شبه منحرف تقريباً وكأن الجدران الخارجية بنيت بالأصل لتكون سوراً حول الوحدات المعمارية الداخلية المؤلفة من طابقين بوظائف مختلفة كالمستودعات والغرف، والمدخل الرئيسي من الشرق مزين بصليب بحسب دوسو الذي يذكر أيضاً أنه في الجهة الغربية من المبنى حوض مسقوف بقبة ذات قناطر، فيها فتحة لسحب الما من الحوض، وحوله عدة أجران، وأنه شاهد عدة كتابات عربية من العصور المتأخرة.

وقد اكتشف فيه عام 1971 حجر بازلتي (70 × 66 × 50 سم) يمثل جز اً من دعامة الجانب الأيسر لباب الدير عليه كتابة سريانية مؤلفة من أربعة أسطر (محفوظة في المتحف الوطني) تشير إلى أن باب البنا قد شيد في شهر آب/أغسطس عام 887 سلوقي (576 م)، مما يعني أن المبنى قد شيد قبل هذا التاريخ.

ويذكر وجود صهريح ما في الوادي المجاور للدير من الشمال، وبئر إلى الجنوب الغربي من الدير بقربه أحواض لسقاية المواشي.

والموقع اليوم هو هضبة من الردميات لا تشاهد فيها أي جدران قائمة، فقط في بعض الأماكن يمكن مشاهدة سطوح بعض المداميك الحجرية.

ثالثاً- الدير الجنوبي

بنا مركزي محاط بسور بنيت عليه بعض الغرف، ويذكر أنه بني على ثلاث مراحل، أقدمها القسم الأوسط الذي يضم باب الدير المتجه إلى الشرق، ومن ثم أضيف إليه في مرحلة لاحقة قسمان في الشمال والجنوب، ويتضح مما بقي أن سقفه بني بربود حجرية منحوتة، وأنه كان يضم طابقاً آخر من غير المؤكد فيما إذا كان يغطي المساحة كلها، لكنه واضح في الزاوية الشمالية الغربية.

ويذكر وجود صليبين مرسومين بألوان حمرا على ساكف المدخل الغربي الذي يحمل كتابة سريانية غير مقرو ة على  الساكف نفسه؛ وبئر بجانبه صهريج ما كبير، وهو اليوم متهدم كلياً ومغطى بالرمال لا يتضح منه شي أبداً.

مراجع للاستزادة:

 - علي أبو عساف، "كتابات سريانية جديدة في المتحف الوطني بدمشق"، الحوليات الأثرية السورية، ج 22، 1972، ص ص 135-144.

 -  وصفي زكريا، الريف السوري "محافظة دمشق" ج1، (دمشق 1955).

 - A. POIDEBARD, La trace Rome dans le désert de Syrie, (Paris, 1934).

- René DUSSAUD, Voyage au Safa et dans le Djebel Druz, (Paris, 1901)


التصنيف : آثار كلاسيكية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 292
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1091
الكل : 45625813
اليوم : 26496