الموسوعة العربية

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

بوسيدون

Poseidon -

بوسيدون

بوسيدون Poseidon إله البحر والمياه في الميثولوجيا الإغريقية، وهو إله الزلازل أيضاً لأنّ أقدم ألقابه لقبان: «مُمسك الكرة الأرضية» و«مَنْ يهزّ اليابسة». وكان – كما يقول هوميروس الذي عاش في القرن الثامن قبل الميلاد – ابناً للإلهين كرونوس Cronus وريا Rhea، وأخاً للآلهة: زيوس[ر] Zeus وهَادِس Hades وهستيا[ر] Hestia وهيرا[ر] Hera وديميتر[ر] Demeter. فلمّا خلع الأبناءُ أباهم كرونوس اقترعوا على اقتسام السيادة فيما بينهم، فكانت مملكة البحر من نصيب بوسيدون الذي كان يقيم – كما تقول الأسطورة - في قصرٍ في أعماق بحر إيجه. وكان سلاحه رمحاً طويلاً ثلاثي الشُّعَب يشبه المذراة يُحْدِثُ به العواصف والأمطار ويفلق الصخور.

تمثال للإله بوسيدون ممسكا رمحه

وكان يستقرّ أحياناً في ينابيع المياه العذبة كما في أميمون Amymone التي سُمّيت كذلك نسبة إلى حوريةٍ أنقذها وأحبها فأنجبت له ابناً يُدعى نوبليوس Nauplius. وكان ابنه تريتونTriton مخلوقاً نصفه إنسان ونصفه الآخر أفعى يسكن في أعماق البحر، وهو– كما يقول الشاعر الإغريقي هسيود Hesiod – نتاج زواج بوسيدون بحوريّة البحر أمفتريت Amphitrite. وكان بوسيدون وثيق الصلة بالخيل، فقد كان الحصان أريون Arion نِتاج ارتباطه بالإلهة ديميتر، كما كان الحصان المجنّح بيغسوس Pegasusنتاج اقترانه بـ ميدوسا Medusa ابنة الإله فورسيس Phorcys. وقيل قديماً في تعليل تلك الصلة إنها ترجع إلى اتّحاد بوسيدون بتيّارات البحر الجارفة وأعالي الأمواج المتلاطمة التي تشبه جموح الخيول واندفاعها، في حين يُرجعها الباحثون المحْدَثون إلى أنّ بوسيدون كان إلهاً للهلينيين Hellenes الأوائل الذين قدموا – ومعهم الخيل– مطلع الألف الأول قبل الميلاد إلى اليونان، وقد يعزّز هذا الرأي أنّ بوسيدون كان إلهاً للإيونيين Ionians الذين اصطحبوه معهم عندما اتجهوا إلى آسيا الصغرى لاستعمارها. ولكنّ أبناءه من زوجات أخريات - ومنهم أوريون Orion وأنتيوس Antaeus وبوليفيموس Polyphemus- كانوا مخلوقات عملاقة متوحّشة. ولذا ظهرت له في الفن الإغريقي رموز تمثّل صفاته المتعدّدة كالحصان والدُّلفين وسمكة التُّن والرمح الطويل ثلاثي الشُّعَب الذي يظهر الإله ممسكاً به في تمثالٍ من المرمر من القرن الثاني ق.م. وبدأ تكريمه في القرن السادس ق.م، بإقامة مهرجان (Isthmia) يُعقد مرّةً كل عامين في الربيع في إسثموس Isthmus قرب مدينة كورنث Corinth، ويتضمن مسابقات شعرية وموسيقية ومباريات رياضية.

نافس بوسيدون الإلهة أثينا[ر] Athena في السيادة على مقاطعة أتيكا Attica – التي تقع فيها مدينة أثينا - بأنْ يقدّم كلٌ منهما هدية للسكّان الذين يحكمون بينهما بتفضيل إحدى الهديتين، ففلق بوسيدون الأكروبول بحربته لينبثق عن ذلك ينبوع مياهٍ مالحة، ولكن أثينا فازت لأنها شقّت الأكروبول لتنبتَ أوّل شجرة زيتون. ويروي هوميروس في «الإلياذة» أنّ بوسيدون كان إلى جانب ملك طروادة يبني له أسوارها على أن تكون مكافأته مجموعة من الخيول فلمّا أخلف الملك وعده انقلب عليه وأرسل وحشاً بحريّاً ينشر الوباء في طروادة، أما في «الأوديسة» فيذكر أنه كان عدوّ أوديسيوس Odysseus ملك إيثاكا Ithaca على ساحل اليونان الغربي، فتصدّى له وهو يُبحر في رحلة العودة إلى وطنه وقذف بالقارب الذي كان فيه إلى الشاطئ.

وقد جعل الرومان بوسيدون نظيراً للإله الروماني نبتون Neptunus، أما في المشرق فهو يناظر الإله الأوغاريتي «يَمّ» Ymالذي يعني اسمه في الأوغاريتية - وكذلك في العربية والآرامية والعبرية- «البحر»، ويوصف في بعض نصوصها بأنه «أمير البحر» و«سيّد النهر» مما يعني أنه كان هناك - كنظيره الإغريقي - إله المياه المالحة والعذبة على السواء.

رفعت هزيم

مراجع للاستزادة:

- ماكس شابيرو، رودا هندريكس، معجم الأساطير، ترجمة حنّا عبّود (دمشق 1989).

- P. Schachermeyr, Poseidon Und Die Entstehung Des Griechischen Götterglaubens, (München 1950).